دشتى
04-27-2005, 07:25 AM
أكد في ندوة "الدراسات الستراتيجية" أن المجتمع العربي يقذف بأسوأ ما في أحشائه
انتقد العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة قطر د. عبد الحميد الانصاري التيار الاسلامي في دول الخليج العربي, مؤكدا ان اتباع هذا التيار لا يمتون للاعتدال بصلة. وقال الانصاري في الندوة التي عقدت امس بمركز الدراسات الستراتيجية بجامعة الكويت وبحضور عدد من الاكاديميين والمثقفين: هناك بعض رجال الدين الذين قالوا انهم يمثلون الوسطية في الدين الاسلامي وانهم معتدلون بينما نجد ان هناك قواسم مشتركة بين خطابهم وخطاب بن لادن كاعتبار اميركا عدو المسلمين الاول وغير ذلك من القواسم المشتركة بين حملة الفكر المتطرف ومن يدعون انهم يتبنون المنهج الوسطي والاعتدال , موضحا ان الاختلاف بين التطرف والاعتدال هو اختلاف في الدرجة وليس في النوع .
واستعرض الانصاري تاريخ التطرف في منطقة الخليج العربي بقوله:
لقد كان أهل الخليج في السابق ورغم الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها يحبون بلا توتر او تعقيد كما كانوا منفتحين على الامم والثقافات الاخرى بلا هواجس او مشاكل تذكر ولكن ما يحصل الان وما يجري على الساحة الخليجية هو عبارة عن انتكاسات غير حضارية, والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يدفع المجتمعات الخليجية الى هذا التوتر?! ولماذا يتحول الشباب الخليجي المعاصر الى ما يمكن القول عنه ووصفه ب¯» بالقنابل الموقوتة« ضد انفسهم وضد مجتمعاتهم. وضد الآخر?! ولماذا نكتشف ان كل عملية تخريبية او ارهابية مصدرها الخليج العربي وأهل الخليج?!
واضاف : في تصوري ان المجتمع الخليجي يقذف أسوأ ما في احشائه من مكامن مكبوته, خصوصا فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية مثل ما يتعلق بالمرأة وما لها من حقوق مهضومة , وغير ذلك فكل هذه الممارسات القمعية جاءت باعتقادي من تيارين احدهما داخلي والآخر خارجي وعدة عوامل وأول تلك العوامل والمسببات هو انتشار الفكر السلفي التكفيري الذي يحتكر سلامة المعتقد وصحته في اتباعه فقط ويشكك في معتقدات المسلمين الآخرين الذين لا يتبعون هذا المنهج على اعتبار أن أتباع هذا التيار هم وحدهم على حق وان من لايسير على نهجهم يعتبر ضالا ومبتدعا.
وقال: لذلك نجد هؤلاء لايتورعون عن استخدام العنف ضد الآخر ولايرون بأسا في استخدام القمع ضد الغير ومثال على ذلك اقامة او تأسيس شرطة دينية كالتي يطلق عليها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا في تصوري هو السبب في نشأة المواجهة والذي يمكن ان يطلق عليه ايديولوجية الصراع والغريب في شأن هذه التيارات الدينية انها تحتكر الوطنية والدين في افرادها واتباعها فنجد ان السلفي يكفر والاسلامي السياسي يخون غيره وهما يجتمعان في قضية احتكار المثالية لانفسهم اما ما عداهم ممن لا يتفقون معهم ولا يتبعون مناهجهم فهم دائما خطأ اما كفرة او خونة.
ثم تحدث الانصاري عن الجذور الفكرية للتطرف بقوله: هذه الجذور او هذه الثمار المسمومة نشأت لاسباب عدة اولها غلبة مفهوم التعصب على مفهوم المواطنة وهذا التعصب سواء كان طائفيا او مذهبيا او دينيا او فكريا يرافقه استعلاء ومن ثم انتقاص للآخرين وبالتالي تكون نتيجته تدمير للنفس وللغير او من عرف بالتعصب هم الخوارج القدامى وهؤلاء يعتبرون السلف الصالح للخوارج المعاصرين وهؤلاء يتضح تعصبهم فيما يمارسونه ومايسمونه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهم يمارسون اساليب بشعة شوهت هذه العقيدة التي نقر بها ونؤمن بفرضيتها ولكن يجب التفريق بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين مصادرة حريات الآخرين والتدخل في اخلاقياتهم الخاصة والدليل على ذلك مانشاهده من رفع دعاوى الحسبة والتي تكبت حريات الرأي والتعبير.
كما انتقد الانصاري الممارسات التي وصفها بالمحرفة والمشوهة لمفهوم الجهاد ويقول انا شخصيا درست وباستفاضة الجهاد واحكامه في الاسلام ووجدت ان الجهاد الحقيقي في الدين الاسلامي مافرض الا للدفاع عن النفس ولرد العدوان وكذلك لتحرير الشعوب المضطهدة فهذا هو المفهوم الحقيقي للجهاد وهو رفع الظلم وليس رفع الشرك كما يشاع من قبل البعض.
وتابع: هناك من شوه هذا المفهوم للجهاد قديما وحديثا وكان اول من شوه الجهاد في سبيل الله هم الخوارج ثم وقع تشويه اخر لمفهوم الجهاد
وكان ذلك في القرن الثاني الهجري نتيجة بعض الاجتهادات الفقهية حيث اصبح الجهاد لغزو غير المسلمين وفتح بلادهم ثم جاء التشويه الثالث وهو معاصر ويتمثل في سيد قطب واطروحاته ومن سار على نهجه من المعاصرين فسيد قطب يعتبر الاب الروحي لكل ما يسمى بالحركات الجهادية المعاصرة ثم جاءت مرحلة التشوية الرابعة وهي التيار الجهادي الحالي الذي يسعى الى اقامة دولة على طراز الخلافة الاسلامية لدولة هارون الرشيد وعمر بن عبدالعزيز وغيرهم وهذا التصور في اقامة الدولة الاسلامية فيه شيء من الضبابية ويتجلى في دولة طالبان التي اقامها هؤلاء في افغانستان
انتقد العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة قطر د. عبد الحميد الانصاري التيار الاسلامي في دول الخليج العربي, مؤكدا ان اتباع هذا التيار لا يمتون للاعتدال بصلة. وقال الانصاري في الندوة التي عقدت امس بمركز الدراسات الستراتيجية بجامعة الكويت وبحضور عدد من الاكاديميين والمثقفين: هناك بعض رجال الدين الذين قالوا انهم يمثلون الوسطية في الدين الاسلامي وانهم معتدلون بينما نجد ان هناك قواسم مشتركة بين خطابهم وخطاب بن لادن كاعتبار اميركا عدو المسلمين الاول وغير ذلك من القواسم المشتركة بين حملة الفكر المتطرف ومن يدعون انهم يتبنون المنهج الوسطي والاعتدال , موضحا ان الاختلاف بين التطرف والاعتدال هو اختلاف في الدرجة وليس في النوع .
واستعرض الانصاري تاريخ التطرف في منطقة الخليج العربي بقوله:
لقد كان أهل الخليج في السابق ورغم الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها يحبون بلا توتر او تعقيد كما كانوا منفتحين على الامم والثقافات الاخرى بلا هواجس او مشاكل تذكر ولكن ما يحصل الان وما يجري على الساحة الخليجية هو عبارة عن انتكاسات غير حضارية, والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يدفع المجتمعات الخليجية الى هذا التوتر?! ولماذا يتحول الشباب الخليجي المعاصر الى ما يمكن القول عنه ووصفه ب¯» بالقنابل الموقوتة« ضد انفسهم وضد مجتمعاتهم. وضد الآخر?! ولماذا نكتشف ان كل عملية تخريبية او ارهابية مصدرها الخليج العربي وأهل الخليج?!
واضاف : في تصوري ان المجتمع الخليجي يقذف أسوأ ما في احشائه من مكامن مكبوته, خصوصا فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية مثل ما يتعلق بالمرأة وما لها من حقوق مهضومة , وغير ذلك فكل هذه الممارسات القمعية جاءت باعتقادي من تيارين احدهما داخلي والآخر خارجي وعدة عوامل وأول تلك العوامل والمسببات هو انتشار الفكر السلفي التكفيري الذي يحتكر سلامة المعتقد وصحته في اتباعه فقط ويشكك في معتقدات المسلمين الآخرين الذين لا يتبعون هذا المنهج على اعتبار أن أتباع هذا التيار هم وحدهم على حق وان من لايسير على نهجهم يعتبر ضالا ومبتدعا.
وقال: لذلك نجد هؤلاء لايتورعون عن استخدام العنف ضد الآخر ولايرون بأسا في استخدام القمع ضد الغير ومثال على ذلك اقامة او تأسيس شرطة دينية كالتي يطلق عليها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا في تصوري هو السبب في نشأة المواجهة والذي يمكن ان يطلق عليه ايديولوجية الصراع والغريب في شأن هذه التيارات الدينية انها تحتكر الوطنية والدين في افرادها واتباعها فنجد ان السلفي يكفر والاسلامي السياسي يخون غيره وهما يجتمعان في قضية احتكار المثالية لانفسهم اما ما عداهم ممن لا يتفقون معهم ولا يتبعون مناهجهم فهم دائما خطأ اما كفرة او خونة.
ثم تحدث الانصاري عن الجذور الفكرية للتطرف بقوله: هذه الجذور او هذه الثمار المسمومة نشأت لاسباب عدة اولها غلبة مفهوم التعصب على مفهوم المواطنة وهذا التعصب سواء كان طائفيا او مذهبيا او دينيا او فكريا يرافقه استعلاء ومن ثم انتقاص للآخرين وبالتالي تكون نتيجته تدمير للنفس وللغير او من عرف بالتعصب هم الخوارج القدامى وهؤلاء يعتبرون السلف الصالح للخوارج المعاصرين وهؤلاء يتضح تعصبهم فيما يمارسونه ومايسمونه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهم يمارسون اساليب بشعة شوهت هذه العقيدة التي نقر بها ونؤمن بفرضيتها ولكن يجب التفريق بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين مصادرة حريات الآخرين والتدخل في اخلاقياتهم الخاصة والدليل على ذلك مانشاهده من رفع دعاوى الحسبة والتي تكبت حريات الرأي والتعبير.
كما انتقد الانصاري الممارسات التي وصفها بالمحرفة والمشوهة لمفهوم الجهاد ويقول انا شخصيا درست وباستفاضة الجهاد واحكامه في الاسلام ووجدت ان الجهاد الحقيقي في الدين الاسلامي مافرض الا للدفاع عن النفس ولرد العدوان وكذلك لتحرير الشعوب المضطهدة فهذا هو المفهوم الحقيقي للجهاد وهو رفع الظلم وليس رفع الشرك كما يشاع من قبل البعض.
وتابع: هناك من شوه هذا المفهوم للجهاد قديما وحديثا وكان اول من شوه الجهاد في سبيل الله هم الخوارج ثم وقع تشويه اخر لمفهوم الجهاد
وكان ذلك في القرن الثاني الهجري نتيجة بعض الاجتهادات الفقهية حيث اصبح الجهاد لغزو غير المسلمين وفتح بلادهم ثم جاء التشويه الثالث وهو معاصر ويتمثل في سيد قطب واطروحاته ومن سار على نهجه من المعاصرين فسيد قطب يعتبر الاب الروحي لكل ما يسمى بالحركات الجهادية المعاصرة ثم جاءت مرحلة التشوية الرابعة وهي التيار الجهادي الحالي الذي يسعى الى اقامة دولة على طراز الخلافة الاسلامية لدولة هارون الرشيد وعمر بن عبدالعزيز وغيرهم وهذا التصور في اقامة الدولة الاسلامية فيه شيء من الضبابية ويتجلى في دولة طالبان التي اقامها هؤلاء في افغانستان