دشتى
04-27-2005, 07:04 AM
صلاح منتصر
كالعادة، يكتشف الناس التاريخ ولكن بعد موت صاحبه، وهذا ما حدث عقب الاعلان عن وفاة البابا يوحنا الثاني (1920 - 2005).. لقد اكتشف الكثيرون - ربما لأول مرة - أن هذا الرجل الذي بدا أن مهمته أداء الصلوات، لعب دورا سياسيا في تغيير تاريخ العالم لدرجة جعلت البعض يتساءل هل كان من الممكن ان يسقط الاتحاد السوفيتي وايدولوجيته الشيوعية لو لم يكن البابا يوحنا ؟
لقد كان الدين أكبر عدو للشيوعية.. فالدين يعني الحرية، ويعني الحافز الفردي ويعني الملكية الخاصة، وكل هذه المعاني لا تقبل بها الشيوعية، ولهذا وضعت الشيوعية هدفا لها قتل العقيدة الدينية في النفوس.. ولفترة تصور قادة الشيوعية أنهم نجحوا في ذلك، وان اجيالا جديدة ولدت لا علاقة لها بالدين أو العقيدة، ولا تعرف الكنيسة ولا الصلوات أو القساوسة، وفي بداية توليه كرسي البابوية، قرر البابا يوحنا زيارة بولندا، وفسر ذلك بأنه يرغب في زيارة موطنه الاصلي، ولم يعرف القادة الشيوعيون خطورة هذه الزيارة وآثارها إلا متأخرا وبعد أن تمت.. ففي اللحظة نفسها التي صافحت فيها عيون الملايين من البولنديين وجه البابا في بلادهم قفزت في داخلهم مشاعر العقيدة التي ظن قادتهم أنهم قتلوها ودفنوها، لقد تسابق الملايين إلى لمسه والحصول على بركته، وعلى عكس ما كان متصورا، تبين أن العقيدة الدينية وإن تمكن القهر من إخفائها فانه لا يستطيع قتلها.. فهذه الزيارة إلى بولندا عام 1979 هي التي حركت بعد ذلك مولد «حركة تضامن» أول تنظيم غير شيوعي يشهده بلد شيوعي.
وبواسطة عامل في ترسانة السفن اسمه ليس فاليسيا تحرك الجبل الشيوعي الذي كان يرسخ على صدور الملايين الشيوعيين.
وأرسل البابا يوحنا إشاراته المشجعة والمؤيدة، تلك التي جعلت قادة الكرملين في موسكو يتراجعون عن تكرار السيناريو الذي سبق مع تشيكوسلوفاكيا والمجر عندما أرسلوا الدبابات الروسية تسحق تحركين في البلدين. وكانت الغلطة الكبرى لشيوعيي موسكو أنهم قرروا استعراض قوتهم في أفغانستان التي أرسلوا إليها قواتهم (ديسمبر 1979) لتدعم حكما شيوعيا مرفوضا هناك، وفي توقيت واحد بدأت الأحداث المضادة تنخر الجسم الشيوعي في أوروبا الشرقية عن طريق بولندا أولا وفي الاتحاد السوفيتي عن طريق أفغانستان، ومن بولندا انطلقت حركة تضامن تحرض باقي دول أوروبا الشرقية على العصيان والتحرر، بينما لم تستطع قدرات موسكو الاقتصادية أن تلاحق احتياجات قواتها في افغانستان فكان ان اضطرت لسحب هذه القوات عام 89.. وفي العام نفسه في نوفمبر 1989 سقط سور برلين الذي اقيم عام 1961 ليكون فاصلا ابديا بين الشرق والغرب، وانهار الاتحاد السوفيتي، لكن الأغرب كان ذوبان العقيدة الشيوعية التي اكتسحتها العقيدة الدينية لتؤكد أنها الأقوى.
كالعادة، يكتشف الناس التاريخ ولكن بعد موت صاحبه، وهذا ما حدث عقب الاعلان عن وفاة البابا يوحنا الثاني (1920 - 2005).. لقد اكتشف الكثيرون - ربما لأول مرة - أن هذا الرجل الذي بدا أن مهمته أداء الصلوات، لعب دورا سياسيا في تغيير تاريخ العالم لدرجة جعلت البعض يتساءل هل كان من الممكن ان يسقط الاتحاد السوفيتي وايدولوجيته الشيوعية لو لم يكن البابا يوحنا ؟
لقد كان الدين أكبر عدو للشيوعية.. فالدين يعني الحرية، ويعني الحافز الفردي ويعني الملكية الخاصة، وكل هذه المعاني لا تقبل بها الشيوعية، ولهذا وضعت الشيوعية هدفا لها قتل العقيدة الدينية في النفوس.. ولفترة تصور قادة الشيوعية أنهم نجحوا في ذلك، وان اجيالا جديدة ولدت لا علاقة لها بالدين أو العقيدة، ولا تعرف الكنيسة ولا الصلوات أو القساوسة، وفي بداية توليه كرسي البابوية، قرر البابا يوحنا زيارة بولندا، وفسر ذلك بأنه يرغب في زيارة موطنه الاصلي، ولم يعرف القادة الشيوعيون خطورة هذه الزيارة وآثارها إلا متأخرا وبعد أن تمت.. ففي اللحظة نفسها التي صافحت فيها عيون الملايين من البولنديين وجه البابا في بلادهم قفزت في داخلهم مشاعر العقيدة التي ظن قادتهم أنهم قتلوها ودفنوها، لقد تسابق الملايين إلى لمسه والحصول على بركته، وعلى عكس ما كان متصورا، تبين أن العقيدة الدينية وإن تمكن القهر من إخفائها فانه لا يستطيع قتلها.. فهذه الزيارة إلى بولندا عام 1979 هي التي حركت بعد ذلك مولد «حركة تضامن» أول تنظيم غير شيوعي يشهده بلد شيوعي.
وبواسطة عامل في ترسانة السفن اسمه ليس فاليسيا تحرك الجبل الشيوعي الذي كان يرسخ على صدور الملايين الشيوعيين.
وأرسل البابا يوحنا إشاراته المشجعة والمؤيدة، تلك التي جعلت قادة الكرملين في موسكو يتراجعون عن تكرار السيناريو الذي سبق مع تشيكوسلوفاكيا والمجر عندما أرسلوا الدبابات الروسية تسحق تحركين في البلدين. وكانت الغلطة الكبرى لشيوعيي موسكو أنهم قرروا استعراض قوتهم في أفغانستان التي أرسلوا إليها قواتهم (ديسمبر 1979) لتدعم حكما شيوعيا مرفوضا هناك، وفي توقيت واحد بدأت الأحداث المضادة تنخر الجسم الشيوعي في أوروبا الشرقية عن طريق بولندا أولا وفي الاتحاد السوفيتي عن طريق أفغانستان، ومن بولندا انطلقت حركة تضامن تحرض باقي دول أوروبا الشرقية على العصيان والتحرر، بينما لم تستطع قدرات موسكو الاقتصادية أن تلاحق احتياجات قواتها في افغانستان فكان ان اضطرت لسحب هذه القوات عام 89.. وفي العام نفسه في نوفمبر 1989 سقط سور برلين الذي اقيم عام 1961 ليكون فاصلا ابديا بين الشرق والغرب، وانهار الاتحاد السوفيتي، لكن الأغرب كان ذوبان العقيدة الشيوعية التي اكتسحتها العقيدة الدينية لتؤكد أنها الأقوى.