جمال
04-26-2005, 11:01 AM
صافي ناز كاظم
كان استشهاد الشيخ أحمد ياسين يوم 22 مارس (آذار) 2004، وفي أقل من شهر لحقه استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي يوم 17 من مثل هذا الشهر (ابريل) العام الماضي حين قالت زوجته ساعتها: «الموت حق وهو أجل محتوم، لكن الاستشهاد: اصطفاء». كانت كلمة عزاء نزلت على القلب برداً وسلاماً، كلمة موجزة هي حكمة اليقين: «اصطفاء»، فالله سبحانه وتعالى يختار من عباده «الشهداء» ليكونوا «شهادة» مطلوبة في محكمة الحق يوم الحساب الأكبر.
قتل الكيان الصهيوني الطبيب الإنسان عبد العزيز الرنتيسي، صاحب البسمة العنيدة الصابرة الذي كان هو المحب للسلام حقاً، فمن غير طالب العدل والحق هو المحب للسلام؟ ومن غير القتلة والسفاحين والمغتصبين والمغالطين الكذبة هم المعتدون على السلام؟
امتشق الشهيد عبد العزيز الرنتيسي سلاح «المقاومة» انتصاراً للإنسانية وإعلاء لمعنى العدل والحق والخير والجمال. لم يملك عبد العزيز الرنتيسي المجنزرات والطائرات التي واصل بها شارون وكيانه الصهيوني اغتيالاته وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته الثقافية والفكرية والعلمية، لم ينزع الرنتيسي أرضاً من أصحابها، ولم يحرق زرعاً، ولم يقتلع شجرة زيتون، ولم يوص بإقامة جدار يبتر ويفصل ويضرب الفلاحين بالعسكر المدجج بالسلاح والحذاء الثقيل، ولم يخرب البيوت ويهدمها فوق رؤوس أصحابها، ولم يتمازح مع بوش ويتعاهد معه، كما فعل شارون، على المزيد من الوحشية والبطش والتنكيل حتى يلقي أصحاب الحق المظلومون سلاح الدفاع عن أطفالهم.
كل جريمة الرنتيسي أنه لم يكن مجرماً، كل إرهابه أنه قاوم الإرهاب ولم يرض الاستسلام للبغي، رفض إلقاء سلاحه الذي لم يزد عن كونه: الصمود بوجه العتو والتجبر والعدوان والغرور حتى يلقى ربه وافياً بوعده، وليكون من الرجال المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.
ليس هناك أوضح من القضية الفلسطينية، لا لبس ولا التباس، ففلسطين قد انتزعت واختطفت وذبحت عنوة منذ ذلك التاريخ القريب مايو 1948، وأهلها فيها وعليها ومعها، لم يكفوا لحظة عن رفض الأمر الواقع، ورفض التطبع والتطبيع مع اللص الذي يمن عليهم صباح مساء بأن جعلهم «الضحايا».
ما أن يرتكب شارون أو أحد أذنابه أو حاخاماته، أو غيرهم من مجرمي الإنسانية، فعلاً تنكيلياً ضد شعبنا الفلسطيني حتى يهب جميع من في معسكره للتأييد والتبرير والمؤازرة، بينما يتولى «رهبان التثبيط» في بلادنا مناشدة «الضحايا»، في اللحظة ذاتها، كظم الغيظ، وضبط النفس، وعدم الاستدراج لدوافع الثأر والانتقام لأنها غير حضارية وزاعقة، ولا فائدة منها!
تحية إلى أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وجميع شهدائنا الأحياء في ذكرى «اصطفائهم»، والحمد لله.
كان استشهاد الشيخ أحمد ياسين يوم 22 مارس (آذار) 2004، وفي أقل من شهر لحقه استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي يوم 17 من مثل هذا الشهر (ابريل) العام الماضي حين قالت زوجته ساعتها: «الموت حق وهو أجل محتوم، لكن الاستشهاد: اصطفاء». كانت كلمة عزاء نزلت على القلب برداً وسلاماً، كلمة موجزة هي حكمة اليقين: «اصطفاء»، فالله سبحانه وتعالى يختار من عباده «الشهداء» ليكونوا «شهادة» مطلوبة في محكمة الحق يوم الحساب الأكبر.
قتل الكيان الصهيوني الطبيب الإنسان عبد العزيز الرنتيسي، صاحب البسمة العنيدة الصابرة الذي كان هو المحب للسلام حقاً، فمن غير طالب العدل والحق هو المحب للسلام؟ ومن غير القتلة والسفاحين والمغتصبين والمغالطين الكذبة هم المعتدون على السلام؟
امتشق الشهيد عبد العزيز الرنتيسي سلاح «المقاومة» انتصاراً للإنسانية وإعلاء لمعنى العدل والحق والخير والجمال. لم يملك عبد العزيز الرنتيسي المجنزرات والطائرات التي واصل بها شارون وكيانه الصهيوني اغتيالاته وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته الثقافية والفكرية والعلمية، لم ينزع الرنتيسي أرضاً من أصحابها، ولم يحرق زرعاً، ولم يقتلع شجرة زيتون، ولم يوص بإقامة جدار يبتر ويفصل ويضرب الفلاحين بالعسكر المدجج بالسلاح والحذاء الثقيل، ولم يخرب البيوت ويهدمها فوق رؤوس أصحابها، ولم يتمازح مع بوش ويتعاهد معه، كما فعل شارون، على المزيد من الوحشية والبطش والتنكيل حتى يلقي أصحاب الحق المظلومون سلاح الدفاع عن أطفالهم.
كل جريمة الرنتيسي أنه لم يكن مجرماً، كل إرهابه أنه قاوم الإرهاب ولم يرض الاستسلام للبغي، رفض إلقاء سلاحه الذي لم يزد عن كونه: الصمود بوجه العتو والتجبر والعدوان والغرور حتى يلقى ربه وافياً بوعده، وليكون من الرجال المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.
ليس هناك أوضح من القضية الفلسطينية، لا لبس ولا التباس، ففلسطين قد انتزعت واختطفت وذبحت عنوة منذ ذلك التاريخ القريب مايو 1948، وأهلها فيها وعليها ومعها، لم يكفوا لحظة عن رفض الأمر الواقع، ورفض التطبع والتطبيع مع اللص الذي يمن عليهم صباح مساء بأن جعلهم «الضحايا».
ما أن يرتكب شارون أو أحد أذنابه أو حاخاماته، أو غيرهم من مجرمي الإنسانية، فعلاً تنكيلياً ضد شعبنا الفلسطيني حتى يهب جميع من في معسكره للتأييد والتبرير والمؤازرة، بينما يتولى «رهبان التثبيط» في بلادنا مناشدة «الضحايا»، في اللحظة ذاتها، كظم الغيظ، وضبط النفس، وعدم الاستدراج لدوافع الثأر والانتقام لأنها غير حضارية وزاعقة، ولا فائدة منها!
تحية إلى أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وجميع شهدائنا الأحياء في ذكرى «اصطفائهم»، والحمد لله.