المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “ويكيليكس” يكشف فصول التآمر السعودي على اليمن



فصيح
07-07-2015, 07:24 PM
7 يوليو, 2015 وكالات





http://www.alhadathnews.net/wp-content/uploads/2015/06/wikileaks_reuters-630x312.jpg




كشفت الوثائق التي سربها موقع “ويكيليكس” جانباً من التآمر السعودي على اليمن. الوثائق المنشورة تكشف وعي المسؤولين السعوديين التام بانحدار موقعهم في (اليمن الجديد) حسب تسميتهم، بعد (ثورة الشباب) وسقوط نظام صالح وانهيار جهودهم الممتدة على مدى أكثر من سنتين. كما كشفت الوثائق المنشورة أدوات السعودية للتآمر على اليمن، وتدخلها لدى الملك الاردني عبد الله الثاني لإقفال محطة فضائية تابعة لحركة “انصار الله”.


وفي التفاصيل، صدرت برقية من الديوان الملكي السعودي في العاشر من آذار 2012، ممهورة بختم الملك عبدالله بن عبد العزيز وموجهة الى وزارة الخارجية، تذكّر بـ”الأهمية السياسية والأمنية والاستراتيجية” لليمن، طالبةً من الخارجية “إفادة شاملة ومفصلة حيال تكثيف التواجد الدبلوماسي في البلد”، ولو استلزم الأمر استبدال السفير الحالي (علي الحمدان) بـ”شخصية أكثر ديناميكية”.

البرقية توّجت عشرات المراسلات الرسمية التي تشكو حال النفوذ السعودي في اليمن، وتحلّل أسباب تردّيه، وتقترح خططاً لترميمه.

وتنقل الوثائق المسرّبة معلومات كثيرة عن أطراف عدّة داخل اليمن، فالحليف القديم علي عبدالله صالح صار خصماً تحاصره العقوبات الغربية وتبلغه المملكة أنه ممنوع من دخول أراضيها. أمّا حزب “الإصلاح” فولاؤه، هو الآخر، لم يعد مضموناً. وأولاد عبدالله الأحمر انتقلوا الى الرعاية القطرية، بحسب تقارير السفارة “مقابل مئات ملايين الدولارات، بل إنهم يعملون على تصعيد الاحتجاجات وتخريب (المبادرة الخليجية)”.

وانتهت الخارجية السعودية الى أن “الاحتجاجات الشعبية التي استمرت لأكثر من عام أفرزت جماعات وتشكيلات مدنية جديدة، هي القوى الواعدة للتأثير في المستقبل”. وهذه القوى كلّها “معادية لسياسة المملكة، أو تقع خارج دائرة احتوائها”.

الوثائق المنشورة تؤكد أنّ المليارات السعودية التي أنفقت على الساحة اليمنية كانت عبارة عن استثمارٍ ارتجالي بلا تخطيط، لم يثمر تراكماً وذهب جلّه الى المكان الخطأ، فالشيوخ القبليون الذين كانوا من أهم مرتكزات السياسة السعودية، اختيروا من دون “تقويم واقعي لمكانتهم وقدراتهم”، فكانت من بينهم، مثلاً، “تشكيلات قبلية متورطة في تهريب المخدرات والسلاح”.

وتكمل الصحيفة مسلسل الفشل السعودي والتآمر الخبيث على اليمن حيث أجمعت المملكة “على ضرورة تغيير استراتيجية المملكة”، فانهالت الاقتراحات والخطط، من مختلف الدوائر، عن كيفية إحياء “النفوذ السعودي، وتلافي أخطاء الماضي، ومنع سقوط البلد في أيدي قوى معادية”.

وربما الأجرأ فيما كشف اليوم كان دراسة بعنوان :”المشروع السعودي في اليمن لمواجهة المشروع الإيراني” قدّمتها رئاسة المخابرات السعودية، وتهدف إلى إعادة تأسيس الاستراتيجية السعودية في اليمن على المدى البعيد، وتتضمن إعادة هيكلة الساحة السياسية، و”إنشاء حزب جديد” يجمع حلفاء الرياض ويحكم البلد، ضمن معادلة تستبدل نظام صالح وتناسب المصالح السعودية.

وتظهر مراسلات الخارجية السعودية وسفارتها في صنعاء شعور المملكة بحجم الخطر الداهم على مصالحها وأطماعها، فالمملكة لا تتحمّل مراكمة المزيد من الأعداء في اليمن، و”الأوضاع” تستلزم “احتواء كل الأطراف السياسية. حتى تلك التي لا تتوافق مع خط المملكة”.

تقدّم لنا الوثائق لمحةً فريدة عن استماتة المسؤولين السعوديين في الدفاع عن موقع بلادهم في ساحة تهتزّ تحت أقدامهم، الّا أنها تشرح لنا أيضاً أسباب فشل السياسات السعودية، وانفراط الحلف العسكري الذي شكلته، وعدم تقبل السعودية لأي نقد أو تعليق.

فعندما يقرر السفير السعودي في صنعاء لفت نظر قيادته الى أن عقلية “الحرب الطائفية” لا تنطبق في اليمن، وأن “شيعة اليمن في غالبيتهم من أتباع المذهب الزيدي القريب من الاعتدال، وأن “الطريقة الحوثية تشكل كتيار ديني خطورة محدودة وليست بحجم التضخيم الإعلامي الذي تهدف منه بعض الجهات الى الابتزاز السياسي والمادي”. يصدر بعد أقل من أسبوعين، برقية من الديوان الملكي تقترح “استبدال السفير”.

اضافة الى ما تقدم، لم تألُ السعودية جهداً بشراء الأصوات اليمنية المتآمرة، فبعد أن كانت توكّل كرمان الناشطة الحقوقية اليمنية تستخدم خطاباً لاذعاً في توصيف المملكة وسياساتها في اليمن، خفتت هذه الانتقادات فجأة، وصارت آراء كرمان منسجمة مع الموقف الرسمي السعودي، وصولاً الى تأييدها للحرب السعودية ضد بلادها”.

وثائق الخارجية تشير الى هذا التحول حيث التقى السفير السعودي في صنعاء “بالناشطة اليمنية توكل كرمان بناءً على طلبها”، حيث “لمحت إلى محاولات إيران استغلال الأوضاع في اليمن وتقديم الدعم للحوثيين وغيرهم لزعزعة الاستقرار وبناء وجود لها في اليمن. كما تطرّقت الى “أهمية دور المملكة بالنسبة لليمن”، وأنها بصفتها من الشباب اليمني الذي قام بالثورة “ترحّب بالتعاون مع المملكة في هذا الصدد”. مؤكدةً “إن شباب الثورة حريصون على فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المملكة”.

ومن بين ما توضحه الوثائق، جنون العظمة الذي يجتاح المملكة فيما يتعلق بموضوع اليمن، فما ان تشعر المملكة أن أحداً مثل الزعيم اليمني الجنوبي، علي سالم البيض، يحاول الاتصال بإيران، تتخذ السعودية سريعاً الاجراءات (المضادة) لمنع انشقاقه وتوجهه صوب طهران.

ويتولى السفير السعودي في صنعاء إفادة وزير الخارجية السعودي آنذاك سعود الفيصل كما تظهر إحدى البرقيات المؤرخة بتاريخ 9\4\1433، والموجهة من السفارة السعودية في صنعاء، بـ”أن شخصاً يثق به من أعضاء البرلمان اليمني التقى في بيروت قبل أسبوع مع علي سالم البيض رئيس اليمن الجنوبي السابق، وقال له انه وجده قد رمى أحضانه في يد إيران، وإنه ناقش مع الجانب الإيراني تسليح المعارضة الجنوبية، وإنه في محاولة منه لكسب الجانب الإيراني عرض عليهم أنه في حالة تسلمه الحكم سيلغي اتفاقية الحدود مع المملكة التي حسب قوله اقتطعت مساحات شاسعة من الربع الخالي التابعة لليمن الجنوبي السابق. وقال لي هذا المصدر إنه مصعّد للعداء مع المملكة وإنه رمى بجميع أوراقه مع إيران.

وتأتي برقية أخرى موجهة ايضاً من سفارة السعودية في صنعاء الى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ومؤرخة في 13\3\1433 ، لتوضح الاجراءات التي اتخذتها السعودية للحؤول دون توجه سالم البيض نحو طهران، فتكشف دون ان تدري عن ادواتها للتأثير على الساحة اليمنية، وفي هذا الاطار، تشير البرقية الى انه “على ضوء المعلومات المتوفرة عن قيام الرئيس السابق لليمن الجنوبي علي سالم البيض من ارتباطه بإيران والسماح لها بالدخول على خط الأزمة

الجنوبية في اليمن، فقد يرى سموكم الكريم (الفيصل) أنه لا بد من تحرك ضد هذا التوجه وأن توجه إليه رسالة قوية على أن هذا خط أحمر بالنسبة للمملكة وذلك عن طريق القيادات السياسية مثل رئيس الوزراء السابق حيدر أبوبكر العطاس وعن طريق الرئيس السابق علي ناصر محمد وكذلك الاستعانة بالشخصيات من أصول حضرمية مثل العمودي وبقشان وغيرهم، لأن نتائج توجهه هذا ستؤثر سلباً على مصالح المملكة.

كيف تآمرت السعودية و”رابطة العالم الإسلامي” على اليمن؟

وفي السياق ذاته، تكشف وثيقة اخرى من وثائق “ويكليكس” المسربة عن السعودية، بعض فصل آخر من التآمر السعودي على اليمن ومحاولة الهيمنة عليه عبر ادوات محلية، متحدثة عن مخاوف “رابطة العالم الاسلامي” حول ما تسميه “المد الشيعي” في اليمن.

الوثيقة المسربة والموجهة من السفارة السعودية في صنعاء تقول “تلقت الوزارة خطاباً من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المتضمن استعداد الرابطة لإنجاز خطة شاملة تتعامل من خلالها مع الجهات الرسمية والشعبية في الجمهورية اليمنية تجاه تنامي “المد الشيعي”. ورأت الجهات المختصة بالمملكة ضرورة التروي من قبل الرابطة بشأن وضع خطة عمل الى حين اتضاح الصورة لما ستكون عليه الأوضاع في اليمن”.

وتبرز الوثيقة، رأيين سعوديين في هذا المجال، الأول “يؤيد مقترحات الرابطة على أن يكون تنفيذ هذه الخطة تحت إشراف مختصين سعوديين أكفاء ومؤهلين شرعاً وعدم إفساح المجال للجانب اليمني للتدخل في ذلك، والذي قد ينتج عنه استغلالها بشكل مغاير لأهداف الخطة وتتعارض مع مصالح وتوجهات المملكة”.

أما الرأي الأخير فيرى أن “الدعوة في الخارج يفضل أن تكون وفق استراتيجية يشرف عليها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية حيث يناط برابطة العالم الإسلامي ما يخصها من هذه الاستراتيجية بما يحقق مصالح المملكة”.

السعودية تتدخل لدى ملك الأردن لاغلاق قناة “انصار الله”

الى ذلك، تكشف وثيقة اخرى من وثائق “ويكيليكس” عن تدخلات سعودية لدى ملك الاردن لاغلاق قناة فضائية تابعة لحركة “انصار الله”.

وتشير الوثيقة الرسالة الموجهة الى الملك السعودي، الى أن “سفير المملكة في صنعاء أفاد بأن الحوثيين أطلقوا قناة فضائية تبث من الأردن على القمر الصناعي “نايل سات” باسم “الضياء”. وقد أشار السفير الى أن المعلومات المتوفرة لديه تفيد بأن “حسين الأحمر” لعب دوراً كبيراً في تمويلها استجابة للعرض الذي قدمه الحوثيون له بأنهم سيسعون الى إيصاله لسدة الرئاسة وأنه ربما اقتنع بعرضهم”.

وتضيف الوثيقة انه “خلال زيارة صاحب السمو الملكي نائب وزير الخارجية الأخيرة لمدينة العقبة الأردنية ولقائه مع جلالة الملك عبدالله الثاني أثار هذا الموضوع مع جلالته الذي وعد بدوره باتخاذ الإجراءآت اللازمة في هذا الشأن، وعلى أثره تلقينا اتصالاً من مستشار ملك الأردن السيد عبد الله وريكات بأن الملك وجه بإغلاق القناة هذا اليوم الاثنين 22/2/1433هـ الموافق 16/1/2012م، وقد تم توجيه سفير المقام الكريم في عمّان بمتابعة هذا الأمر”.




- See more at: http://www.alhadathnews.net/archives/160209#sthash.pbbF3gDq.dpuf