المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسني مبارك ..... مسيرة حياتي كلها بدون وساطات



جليل
04-25-2005, 09:29 AM
مبارك: الروس حاولوا استغلال الطلعات الجوية الإسرائيلية خلال حرب الاستنزاف لتشويه صورة القوات المصرية

الرئيس المصري قال في «كلمة للتاريخ» إن السادات أمر باستمرار القتال وقت الثغرة

التف ملايين المصريين مساء أمس حول شاشات التلفزيون المصري لمشاهدة الحلقة الأولى من حوار الرئيس حسني مبارك مع الإعلامي عماد الدين أديب تحت عنوان «شهادة للتاريخ» التي أعلن من قبل أن الرئيس سيجيب فيه عن سؤال حول ما إذا كان سيرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة. وحمل البرنامج التلفزيوني الذي يعد الأول في نوعه مشاهد من تاريخ مبارك وأخرجه المخرج السينمائي شريف عرفة ووضع موسيقاه التصويرية الموسيقار عمار الشريعي.

وبعد الدقائق العشر الأولى من الحوار اصطحبت الكاميرا الرئيس مبارك إلى مركز قيادة القوات الجوية وإلى غرفة القيادة المركزية التي تمت فيها التجهيزات والتحضير للضربة الجوية الأولى، وأديرت من داخلها حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 . وكان مبارك قد صرح قبل إجراء الحديث بدخول الكاميرات لأول مرة إلى هذه المواقع حتى يرى الناس على أرض الواقع كيف تمت عمليات التحضير الشاقة التي انتهت بالانتقال من خانة الهزيمة إلى خانة النصر. وكشف مبارك في حديثه عن رؤيته كشاهد عيان ومعاصر لهزيمة 1967. وفتح ملفات حرب الاستنزاف وإعادة تنظيم القوات المسلحة والتدريب والتخطيط للعمليات. ومن داخل غرفة العمليات للقوات المسلحة وغرفة عمليات القوات الجوية شرح مبارك بالتفصيل ماذا جرى وكيف تمت هذه الاستعدادات حيث كان قائدا للقوات الجوية.

وروى مبارك أنه أثناء هزيمة 1967 كان قائدا للواء قاذفات وقائد قاعدة بني سويف الجوية. وقال «في ذلك الوقت كنا في حالة طوارئ مستمرة لمدة 15 يوما، ولدينا طائرات محملة بالقنابل والذخائر وغيرها وفقا لتعليمات قائد القيادات الجوية والقيادة العامة. ومن الطبيعي ان يستمر الطيار لمدة 15 يوما ليلا ونهارا حتى تتعود يده على الطيران، لكن يوم 5 يونيو (حزيران) كان الطيارون منذ حوالي اسبوعين لم يضعوا أرجلهم في أي طائرة لأنه كانت هناك عملية تحديث مكثفة للطيران ليتحمل مزيدا من الاستعدادات للعمليات القادمة.

ولم نكن نعرف ما هي العمليات. وفي 5 يونيو صباحا، اتخذنا قرارا بإعادة تدريب الطيارين، لأن الطيار عندما يبتعد لفترة طويلة عن الطائرة القاذفة الكبيرة والثقيلة قد يهاب الطائرة». ويضيف مبارك راويا تلك اللحظات: «في التاسعة وعشر دقائق صباحا تحركت خمس طائرات واحدة تلو الأخرى في تشكيل. وكانت السحب تغطي منطقة بني سويف. ولكننا طرنا واخترقنا السحب. واتجهنا في الصحراء ناحية الفيوم قليلا وكنا سنعود مرة أخرى. ولكن بعد الإقلاع بخمس دقائق، أبلغنا برج المراقبة أن هناك هجوما على المطار، فسألت «هجوم إيه؟»، فقال البرج «المطار بينضرب والطائرات المحملة بتضرب»، فكررت السؤال في دهشة «إنت بتقول إيه؟»، قال «الطيران المحمل بيضرب وهناك طائرات انفجرت واشتعلت بها النيران وجار ضرب بالممر». أصابني الذهول مما قاله، وسألت: وأين سوف ننزل؟ قال«لا تنزل حتى غرب القاهرة».

وقال مبارك إنه تولى منصب رئاسة أركان القوات الجوية من 2 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 20 يونيو 1969 عندما تمت ترقيته إلى رتبه عميد قبل دفعتين سابقتين على دفعته وبعد شهر واحد. وفي 2 أغسطس (آب) رقي إلى رتبه لواء وهو ما لم يحدث من قبل.

وقال مبارك « مسيرة حياتي كلها بدون وساطات. لقد تخرجت ملازما ثانيا ومكثت في المقاتلات فترة ثم ذهبت إلى العريش، وبعد عام وبضعة أشهر فوجئت بنقلي إلى الكلية الجوية. وكان النقل إلى مدرسة الكلية الجوية في هذا الوقت لا يتم إلا لمن لديه واسطة. وأقسمت لهم بالله أنني لا اعرف أحدا ولم أتكلم إلى أحد. وذهبت إلى الكلية وبدأت العمل فيها في فبراير (شباط) 1952 حتى 1959 . ثم سافرت ضمن بعثة إلى الخارج للتدريب على القاذفات».

ويحكي مبارك: في حرب الاستنزاف مثلا كنت في لقاء مع الرئيس عبد الناصر في منزله بالمنشية بعد تعييني بـ 10 أيام. وتحدثنا عن القيادة. وجلست معه ساعتين. وأثناء الجلسة كانت طائرات إسرائيلية تأتي من العين السخنة، تدخل وتخرج والعين السخنة لا يوجد فيها شيء طبعا. فانطلقت طائرات غرب القاهرة لمواجهتها. وكان هذا الموضوع يتكرر بشكل مستمر على الرغم من عدم وجود أية أهمية لهذا المكان. ولكن الخبراء الروس كانوا يستغلون هذا الأمر ويحاولون تشويه صورة القوات المصرية لتخويف المواطنين.

وعندما تحدث معي الرئيس عبد الناصر في هذا الأمر قلت له «يا ريس العدو سيكرر هذا بشكل مستمر، يدخل ويخرج من القناة حتى نخرج لهم طائراتنا لمواجهتهم فيستهلكون الوقود الخاص بها. فالطيار يستخدم الوقود الاحتياطي. وفي وقت المعركة يلقي الوقود خارج جسم الطائرة. وعندما يبدأ في القتال لن يكفيه الوقود لعودته إلى غرب القاهرة. ولا بد وقتها أن يفتح الماكينة حتى يستهلك الوقود وهم ينتظرون حتى يتأكدوا من أن الوقود لن يكفيه للعودة فيبدأون في التعامل معه وإسقاطه. وبالتالي نخسر كل يوم طائرات بدون داع».

وقال مبارك «إن قرار الحرب والسلام يحتاج إلى حكمة. فلا بد أن يكون القائد الأعلى على وعي كامل بالقوات التي تعمل معه لأنه لا يأخذ قرار الحرب إلا عندما يستدعي التقارير المختلفة ويستمع لوزير الدفاع ويتابع مع القادة حتى يمنحه الثقة، ويأخذ قرارا قويا في حق هذا الوطن، فالمسؤولية كبيرة لأنك في مثل هذه الحالة تأخذ قرار الحرب أو قرار الانسحاب. وعلى سبيل المثال وقت الثغرة كانت القوات ستنسحب لكن الرئيس السادات قال «نستمر في القتال». وكان رأيي مع استمرار القتال».

جليل
04-27-2005, 06:28 AM
مبارك : سأقرر أمر ترشحي بعد تعديل الدستور ولولا قانون الطوارئ لخربت مصر

التجمع يرشح خالد محي الدين لانتخابات الرئاسة


«لم أقرر ترشيح نفسي حتى الآن».. هذا ما قاله الرئيس المصري حسني مبارك في الجزء الثالث والأخير من برنامج كلمة للتاريخ، الذي تضمن حوارا مطولا أذاعه التلفزيون المصري وقناة العربية. وقال مبارك «هناك مادة ما زالوا يناقشونها في البرلمان، وبعدما تنتهي مناقشتها سيصدرون قانوناً بكيفية اختيار رئيس الجمهورية، وبعد أن يصدر هذا القانون ويدخل التنفيذ سأفكر ماذا أفعل».

وحول المطالب المتصاعدة بإلغاء قانون الطوارئ المفروض في مصر منذ عام 1981، حذر مبارك من أنه لولا هذا القانون «لكانت مصر خربانة». ونبه إلى أنه «لدينا العنف كامن».

من جهة أخرى قرر حزب التجمع اليساري المعارض في مصر أمس تسمية زعيمه التاريخي خالد محيي الدين مرشحا للحزب خلال انتخابات الرئاسة القادمة.

هاشم
04-27-2005, 07:10 PM
الرأي العام» تنشر النص الكامل لحوار مبارك...

«كلمة للتاريخ» / 3 من 3 / لم أقرر بعد ترشيح نفسي لفترة حكم جديدة وإذا قال لي الشعب «لا»... سأقول «شكرا »

أدميرال أميركي عرض عليّ أن تقوم واشنطن بضرب ليبيا من مصر... فرفضت

أكد الرئيس المصري حسني مبارك، أنه لم يقرر بعد ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة المقبلة، إلا بعد انتهاء المناقشات الخاصة بتعديل المادة 76 من الدستور، وإقرار القانون ودخوله إلى حيز التنفيذ وبعدها فقط سيقوم «بتقدير الموقف كله» على حد وصفه.

وقال في الجزء الثالث والاخير من حواره مع الإعلامي عماد الدين أديب، «أن قرار الترشيح أو عدم الترشيح لم يتخذ حتى الآن»، وفي حال اتخاذه قرارا بالترشيح للرئاسة، فلا بد أن يقدم للشعب كشف حساب عما تم إنجازه منذ عام 1981 وحتى الآن، و«هو هائل»، كما لا بد أن يعرض رؤيته للمستقبل على الشعب.

وردا على ما يقال عن ضغوط خارجية أو تدخلات من أجل إجراء إصلاحات سياسية، نفى مبارك أن يكون تلقى أى مطلب أميركي ـ مباشرة أو تلميحا ـ بضرورة إجراء إصلاحات سياسية.

وحول ما إذا كان يزعجه حصوله على نسبة تصل إلى 60 أو 65 في المئة فى الانتخابات المقبلة فى حال اتخاذ قرار الترشيح، قال: «لا يضايقني ذلك إطلاقا».
وسئل مبارك «إذا كان علم من الرئيس الراحل انور السادات بزيارته للقدس»؟ فقال: «طبعا أُبلغت وعندما بدأ التفكير في هذا الموضوع كنت في رحلتي بين الجزائر والمغرب لمحاولة انهاء الخلاف بينهما، وبعدها كلمني الرئيس السادات وطلب أن انهي المهمة وارجع فورا، فقد كان الرئيس يفكر في هذا الأمر منذ فترة فهو بطبيعته متقدم في تفكيره أكثر من ناس كثير جدا.

وعندما عدت من الجزائر، قال لي السادات: أنا الآن أفكر في ما قلته في مارس ان اذهب ولو الى آخر الدنيا، فآثار عملية الحرب ستنتهي وأنا أريد ان أحرك العملية، وإلا كأننا لم نفعل شيئا ويكون الأمر اننا وقفنا عند 10 أو 15 كيلومترا من القتال، أنا هأعمل مبادرة جريئة.
وكان قبل ذلك ذهب إلى رومانيا وإيران والسعودية ثم عاد الى مصر, وربما يكون السادات بحث هذا الموضوع مع الرومانيين أو تحدث فيه مع شاه ايران,,, وبعد ان كشف لي ما يفكر فيه سافر الى السعوديين وقد يكون تحدث معهم لكن من دون تفاصيل، وربما لم يكن السعوديون يعلمون بالمبادرة, كما انه قبل أن أسافر كان الرئيس السادات قال في خطاب له أمام مجلس الشعب انه مستعد أن يذهب اليهم في اسرائيل، وكان ياسر عرفات، موجودا وكلهم صفقوا.
هو كان يفكر في الموضوع منذ مارس، وحتى الذين قال لهم الموضوع اثناء الاجتماع الذي عقد في القناطر فوجئوا بالقرار,,, وبعض الموجودين ـ أنا لا أريد ان أذكر أسماء ـ قالوا ان هذا ليس معقولا، فقلت لهم: ماذا سيحدث؟ فإذا كانت هذه ستوصلنا لحل مشاكلنا ومشاكل عملية السلام مفيش مشكلة؟

وقال لي السادات أنا سأذهب إلى اسرائيل، وكان ذلك يوم الثلاثاء، فاقترحت عليه ان من الضروري ان يسافر لسورية، فقال: والله يا حسني سأذهب لسورية لكي لا يكون هناك عذر, وفي تلك الفترة استقال اسماعيل فهمي، الذي لم يفضل الاستمرار.

وسافر السادات يوم الأربعاء الى سورية وعاد في نهاية اليوم بعد ما حدثت مشادة كبيرة بينه وبين السوريين لأنهم كانوا معترضين على الزيارة، لكن المهم انه عاد وبدأ يجهز الخميس والجمعة لكي يسافر السبت, والمعروف ان يوم السبت عند الاسرائيليين اجازة ـ تبدأ من الجمعة ليلا حتى السبت ليلا ـ فقلت للسادات: تستطيع ان تصل هناك بعد آخر ضوء يوم السبت، فقال لي: فكرة جيدة, وجهزنا الطائرة وكنا في هذا الوقت في الاسماعيلية وجهز الخطاب وتحركت طائرته السبت نحو الساعة السابعة تقريبا».

كنت قلقا على السادات؟
ـ لا, لأنه ذهب الى هناك ليبحث عن السلام وهم يريدون السلام.
السادات سافر الساعة السابعة مساء وأنا اخذت المروحية وعدت الى القاهرة، وعلمت ان السادات وصل اسرائيل، وتأكدت من خلال ما عرضه التلفزيون,,, وراح السادات وخطب في الكنيست وتحدث معهم.

ما حدث ليس عيبا,,, لماذا نتفاوض؟ بالطبع لكي نتجنب المزيد من الدماء لأولادنا وغيرنا,,, وطالما نستطيع حل الموضوع بالتفاوض فهذا أفضل من ان ندخل في القتال ونموت انفسنا.
فالعبرة بالانجاز,,, فإذا كنت تريد ان تأخذ عشرة أمتار وتستعيدها كاملة وكان ذلك متاحا لك بالتفاوض، فلماذا تقاتل؟

ـ هذا كلام مضبوط, عملية استرجاع سيناء كيف جاءت؟ بالحرب؟ طبعا لكن لا يفهمها أحد تحريك أو تمثيلية كما يقولون، ثم بالتفاوض بعد فصل القوات ثم بالتحكيم.
في طابا.

ـ كل المراحل استخدمناها,,, كلها مراحل صعبة وتحتاج قلبا من حديد وانت داخل في المفاوضات، وأنا حضرت أكثر من مفاوضات وكان اصعب ما يمكن عندما ذهبوا ليوقعوا اتفاقية السلام في كامب ديفيد، فقد واجهتهم مشاكل صعبة جدا وكان السادات يتعصب ويرفض، لكنه في النهاية يصل الى ما يريد.

والسادات كان حريصا على القضية بالكامل والانسحاب من كل الأراضي المحتلة، لذلك فهو في كامب ديفيد قدم ورقتين، الأولى كانت عن حل القضية الفلسطينية بكل مشاكلها، ولو كانت هذه الورقة طبقت في وقتها أو استخدمت، لما كان الوضع وصل الى ما هو عليه اليوم.
مبادئ اتفاق كامب ديفيد للقضية الفلسطينية تتضمن ان عدد المستوطنات 17 أو 18، وكانت تتضمن ان يعيد الاسرائيليون الأرض كلها وينسحبوا من الضفة وغزة,,, مبادئ كثيرة لا يمكن ان تحدث الآن؟ أيام رابين قال لي: لو كانوا أخذوا كامب ديفيد زمان لكانت كل المستوطنات لا تزيد على 17 أو 18. كل مستوطنة نحو 50 فردا الآن، أصبحوا 200 مستوطنة، فهناك صعوبة، يعني ورقة كامب ديفيد كانت ورقة مهمة جدا.

كيف تفاقمت الأمور حتى وصلنا الى حادث المنصة في السادس من أكتوبر 1981؟
ـ كانت هناك ظروف كثيرة جدا، أولا موقفنا سيئ مع كل الدول العربية، وهناك مقاطعة جماعية لمصر، وعلاقتنا بأوروبا ـ ما عدا البعض منها فقط ـ لم تكن جيدة ولم يكن احد متعاطفا معنا, والظروف الاقتصادية كانت سيئة بعد الحرب بخاصة اننا حاربنا كثيرا وانفقنا اموالا ضخمة جدا, وايضا كان هناك تراخ في التعامل مع العمليات التي كانت تجري تحت الأرض، هذا كله أدى في النهاية الى ان الرئيس السادات اعتقل عددا كبيرا جدا وأدى في النهاية الى حادث المنصة.

عندما سألت اسامة الباز سؤالا مباشرا، وهو هل كان النائب حسني مبارك مع عملية الاعتقالات بالشكل الذي تمت به في سبتمبر 1981، قال «لا», وكانت له وجهة نظر مختلفة, وقال «لن يقول لك انه كان يختلف لأنه لا يجب ان يظهر كأنه ضد مرحلة الرئيس السادات»؟

ـ كلامه مضبوط.
كنت ترى ان هذا يدفع الأمور نحو وضع خطر؟
ـ صحيح, واحيانا كنت اقول للسادات ابحث هذا الموضوع, لكن من كانوا يحدثونه كانوا متأكدين ولديهم خبرة أكثر مني ويعلمون أكثر، منهم وزير الداخلية وغيره والمخابرات.
اعرف انك كنت قلقا على السادات لدرجة انك كنت تطلب منه بخاصة في رحلته الى المنصورة، عندما ركب القطار أن يرتدي السترة الواقية، هل كنت تستشعر أن حياته أصبحت بالفعل على حافة الخطر؟

ـ كان من رأيي ألا يذهب الى المنصورة في قطار ويعرض نفسه للخطر، حتى انه وصلنا كلام بأنه لا داعي لاحتفال السادس من أكتوبر وابلغته ذلك لكنه قال: لا مفيش حاجة, المهم أنني حضرت معه في سيارة مكشوفة الى ان وصلنا للمنصة، وأنا طبعا لا أخاف لأننا دخلنا حروبا كثيرة وخضنا معارك والمبدأ الذي أسير عليه في حياتي ان الأعمار بيد الله, وبدأ العرض العسكري ثم وقع حادث المنصة وأنا كان عندي احساس ان هناك شيئا سيحدث.

كيف؟
ـ وقتها كانت هناك مشكلة في السودان وطلب مني السادات ان أذهب الى السودان، فأجبته بان يكون ذلك بعد السادس من أكتوبر.

يعني كنت متخوفا من ذلك اليوم؟
ـ متخوف من ان يتعرض الرئيس السادات لشيء لكن من أين؟ لا أعلم، خصوصا أن وزير الداخلية ابلغني مرة ان أفرادا يتدربون في الصحراء على عملية اغتيالات وقتل! وقال وزير الداخلية ذلك للرئيس، لكن السادات لم يهتم بشيء.

السادات كان يجلس في الوسط وسيادتك على يمينه والمشير أبوغزالة على يساره, ماذا حدث بالضبط؟
ـ كان العرض الجوي بدأ والطائرات تحلق في أعلى وبعد ذلك فوجئنا بإحدى السيارات تتوقف مع اطلاق رصاص وكانت الطائرات فوق والضرب تحت.

سيارة؟
ـ سيارة من سيارات القوات المسلحة نزل منها شخص يمسك بندقية ويطلق منها الرصاص.
ما فهمته ان الرصاصة الأولى التي اطلقت كانت من فوق السيارة نفسها؟

ـ من السيارة.
هذه الرصاصة التي كانت,,.

ـ اصابت السادات مباشرة.
أعلى عظمة الترقوه,,, ثم رميت قنابل دخان,,, ماذا حدث؟

ـ كان هناك ساتر في المنصة.
ارتفاعه نحو متر ونصف المتر؟

ـ كلنا احتمينا خلفه.
حركة لا شعورية؟

ـ حتى انهم اقتربوا جدا بجوار المنصة وكانوا بيضربوا.
كان هذا عندما جاء الاسلامبولي بنفسه ووضع المدفع الرشاش كما يظهر في الصورة الشهيرة فوق رخام الحاجز وبدأ يطلق النيران,,, هل رأيت هذا المشهد؟
ـ لا, لم أره.
هل في هذه اللحظة رمى أحد الأشخاص بنفسه عليكم وحدث أي اجراء وقائي؟
ـ لا استطيع ان أقول لك أنني رأيت شيئا, كله كان مهتما بنفسه واختبأ خلف الساتر.

بعد توقف اطلاق النار بدقيقة أو دقيقتين، أين كان جسد السادات؟
ـ على الكرسي.

بجوارك مباشرة؟
ـ نعم وبعد ذلك حملوه, كان في حالة اغماء, أنا لمحته لأنه بعد ذلك تم حمله بسرعة,,, كان ما زال هناك نفس وحملوه في هليكوبتر (,,,) وعندما دخلت المستشفي ابلغني الأطباء أن لا فائدة، حتى ان السيدة جيهان كانت هناك ونظرت اليها، فقالت: لا فائدة,,, الحقوا شوفوه.

هل كان الجسد كله رصاص؟
ـ لم أر جسده لأنه كان مغطى, وقالت السيدة جيهان «الحقوا البلد لا أحد يعلم ماذا سيحدث», فذهبت الى مجلس الوزراء.

ماذا كان يدور في تفكيرك وانت في الطريق الى مجلس الوزراء؟ الاسئلة المنطقية: هل هذه محاولة انقلاب؟ هل هذا حادث فردي؟ هل,,.
ـ كل هذا جاء في تفكيري لكنني كنت استبعد محاولة الانقلاب,,, لكن هل هو حادث فردي؟ هل هناك مجموعة تعمل في هذا؟ من الشواهد والقصص التي كنا نسمعها واضح ان هناك عملية مدبرة، لكن السادات كان لا يحب ان يتراجع، فطلبت منه تأجيل العرض العسكري بخاصة ان هذا لا يمثل مشكلة لأنه في أحيان كثيرة كان عبدالناصر عندما اقيمت المنصة وكان البعض يقول ان هناك تدبيرا لنسفها كان عبدالناصر يلغي العرض العسكري، ومن وقتها والمنصة موجودة وأول من استخدمها كان الرئيس السادات واغتيل في قلبها.

ماذا كانت الصورة في مجلس الوزراء؟
ـ ان هناك الدكتور فؤاد محيي الدين، واتذكر انه ذهب معي الى المستشفى أو وجدته هناك,,, لا أتذكر بالضبط, وكانت الأوضاع غير مستقرة وانتظرنا الى ان وصلنا الخبر الأخير والنهائي بأن الرئيس السادات استشهد, بعد ذلك جاءني الدكتور فؤاد محيي الدين، وقال لي: يا افندم الموقف في البلد خطير وعايزين نلحقه، الناس ابلغوني ان هناك من اعطى للجنود حاجات مخدرة في القيادة العامة، فلا بد أن نحسم الموضوع.

فسألت فؤاد محيي الدين: ماذا نفعل؟ فأجاب أن لا بد ان يجتمع المكتب السياسي ويرشحك لأن البرلمان ينتظر هذا الترشيح, فقلت له: انتظر, ولم يسألني, وذهب ودعا المكتب السياسي بالكامل ثم دعاني للدخول فدخلت ووجدتهم جميعا يجلسون ووجدت نفسي في وضع لا استطيع ان اترك البلد تضيع، فقبلت ان أرشح نفسي للرئاسة وذهبت لمجلس الشعب ورشحني ودخلنا في الاستفتاء, لكنها كانت فترة صعبة وعصيبة.

رأيناك وانت تلقي البيان الخاص بإعلان وفاة السادات ويدك مربوطة؟
ـ لم تكن اصابة وانما مجرد زجاجة أو شيء خرج من الأشياء الموجودة ودخلت في يدي فربطتها.

السيدة سوزان ونجلاك علاء وجمال وقتها كانوا موجودين في المنصة؟
ـ زوجتي وقتها كانت موجودة في الخلف مع السيدة جيهان وجمال كان في الصف الخلفي مباشرة وعلاء كان في المنزل يشاهد العرض على شاشة التلفزيون (,,,) من قتل الرئيس السادات كان متطرفا في القوات المسلحة، دخل وخرج في هذا الطابور، واعتقد أن التيار الديني تاريخه معروف وأنا لا أحب أن أكرر الموضوع.

هل فهم من التحقيقات أن هناك أي أصابع خارجية؟
ـ لا, أستطيع ان أقول كلها من الداخل.

بعد حلف اليمين بعشرة أيام، أول قرار سياسي حقيقي اتخذته هو الافراج عن كل الذين اعتقلوا في سبتمبر؟
ـ تحدثت في احدى المرات مع الرئيس السادات، وكان ذلك في الرابع من سبتمبر، فقلت له انه يوجد بين من تم اعتقالهم من ليست لهم علاقة بشيء، يمكن يكون معارضا، فكان رده انه يفكر في لجنة سأترأسها أنا تبحث في كل هذا الموضوع ونفرج عن الناس, فقلت له ان اللجنة لا بد ان تكون قانونية لأنني لن أكون رئيسا للجنة وأفرج عن هذا واترك ذلك واستمر البحث في الأمر لكننا لم ننته لشيء، وعندما توليت الحكم وجدت بالفعل ان كثيرا ممن اعتقلوا ليس لهم ذنب فأفرجت عنهم.

من الممكن ان يخطأ؟
ـ ممكن يخطأ.

وإذا اخطأت؟
ـ اتحمل المسؤولية, وإذا اخطأت لا بد ان اتراجع عن خطئي واعتذر فهذا ليس عيبا, فهو مواطن وأنا أتحمل مسؤوليته.ً

سيادتك ترى ان المهمة صعبة لأنه تم اغتيال الرئيس ولا أحد يعلم بقية فلول هذا التنظيم والارهاب الموجود في البلاد, الاقتصاد في وضع صعب، متطلبات كثيرة، العلاقات العربية مقطوعة، هناك حالة من عدم الاستقرار، لم يتم استكمال تحرير الأرض وعودتها كلها، مرة اخرى كان لديك قلق شديد جدا من ان اسرائيل يمكن تفعل شيئا يؤدي الى عدم وصولنا إلى يوم 25 ابريل 1982؟
ـ طالما اننا لم نسترد كل الأرض ممكن نتوقع كل شيء، واضرب لك مثلا فقد جاءني وزير الخارجية الأميركي الكسندر هيغ في يناير 1982 وتحدث معي لكي أوقع على كامب ديفيد مرة أخرى.

كامب ديفيد جديدة؟
ـ لا, كامب ديفيد التي وقعها الرئيس السادات, كانوا يريدون ان أوقع على التزام آخر, فقلت له ان معاهدة كامب ديفيد وكل شيء تم التوقيع عليه، وكامب ديفيد اطار، ونحن أخذنا الاطار الخاص بنا ونفذناه وانني ملتزم كل المواثيق التي تم الاتفاق عليها.

هيغ قال لي إنه متخوف ألا ينفذ الاسرائيليون الانسحاب، فأجبته بأن هذا موضوع آخر، ولي فيه كلام آخر وأنتم مسؤولون عن تنفيذ الاتفاق (,,,) أنا أخذني الشك، فماذا يعني انهم لا يريدون الانسحاب، وانتظرت حتى جاء 25 ابريل وقاموا بافتعال مشكلة طابا وقلت لنفسي: طول بالك خليك ماشي في العملية, وجاء الانسحاب فوجدتهم يقولون: طابا لا, النقطة الخاصة بالحدود ليست هنا وإنما في منطقة أخرى وكان ذلك لتأجيل الانسحاب، وبين التأجيل ومطالباتنا بالتنفيذ وصلنا الى قضية التحكيم.

كانوا يريدون التوفيق بان يعطونا جزءا من الأرض ويتركوا هذه المنطقة، فكان ردي عليهم ان هذا لن يحدث.
يمكن ان يكون تبادل أو تغيير في الحدود مثل ما نقوله بالمصري «شوية عليك وشوية عليّ»؟
ـ بالضبط, هو لا يريد ان يدخلني في التحكيم ويقول اترك هذه المنطقة مقابل ان اعطيك جزءا أكبر منها في صحراء النقب، في أي منطقة أخرى، فكان ردي انه ليس من سلطاتي وليس من حقي أنا أن اكون قيما على حق هذا الشعب ولا بد أن يوافق البرلمان والشعب.

كانوا يقولون ان هذه عبارة عن كيلومتر أو نصف كيلومتر مربع، فأجبتهم ولو حتى سنتيمتر لن استطيع ان أفعل شيئا, وبعد ذلك ذهبنا للتحكيم, وأخيرا بعد جهد كبير وافقوا على سؤال التحكيم في طابا: أين نقطة الحدود؟ اتفقنا على التحكيم قبل الانسحاب لكن كان الخلاف حول السؤال الخاص بالتحكيم، وهو اننا نقول في السؤال اين النقطة الخاصة بالحدود؟ هم يقولون نبحث الحدود، فقلت لهم أبدا.

فخلافنا كان حول هذه النقطة لانها ستعيد لنا أرضنا بالكامل، واستمر هذا الخلاف حتي ان شمعون بيريس كان يريد أن نتقابل وكان عصمت عبدالمجيد يتفاوض معهم في اغسطس حتى الساعة الواحدة صباحا, وأجبتهم بأنني مستعد لمقابلة بيريس في الاسكندرية، شرط ان يوافقوا على التحكيم, واستمرت المفاوضات ثلاثة أيام وكان الخلاف على ثلاث أو أربع نقاط، فوافق بيريس، لذلك فإنني أكن له كل التقدير وتم تحويل القضية للتحكيم
أريد أن اتوقف عند تاريخ مفصل وقرار استراتيجي في قيادة مصر، وهو قراركم عندما تم غزو الكويت، وكان هناك اختيار مفصلي، اما ان تكون مصر مع الغزو أو ان تكون ضده، هذا القرار له أهمية من الناحية المبدئية وله آثاره التي كان من الممكن ان تكون سلبية أو ايجابية كما حدث بعد ذلك؟
ـ انا طبعا كنت ضد غزو الكويت.

هاشم
04-27-2005, 07:11 PM
تكملة المقابلة .....

هل كنت تتخيل ان يحدث الغزو؟
ـ لم يكن يأتي على مخيلتي أبدا ان يأتي يوم الغزو, قلت يمكن ان يكون الأمر مقتصرا على جزيرة بوبيان فقط، لكن وجدت الحكاية زادت ووصلت للكويت كلها والناس هربت وكان هناك مصريون, فكان الموضوع صعبا، فحاولت في رسائل مكتوبة الى الرئيس السابق صدام حسين وارسلت رسولا خاصا وهو السفير الخاص بي.

لماذا دائما مع صدام اما ان تكون رسائل أو رسولا، ألم يكن يتحدث علي التلفون؟
ـ لا تستطيع ان تأخذ وتعطي معه في التلفون فيقول لك كلمتين فقط.

يكون حريص؟
ـ نعم لذلك اذا كنت تريد أن تتحدث معه في قضايا لا بد ان ترسل له وتشرح له الظروف وأشياء لا تستطيع توضيحها في التليفون، المهم اخذنا مجهودا كبيرا وحاولت المستحيل لكي نتفادى ما حدث للعراق نتيجة غزو الكويت وحذرته، وأكدت له انه سيتم ضربه ورجوته ان يسحب القوات 32 مرة ما بين رسالة مكتوبة ورسالة شفوية ونداء تلفزيوني واذاعي، لكنه لم يستمع.

فكان الموقف المبدئي بارسال الجيش المصري,,, لماذا كان على مصر ان ترسل قوات؟
ـ السعودية طلبت مني ذلك، واتذكر ان الرئيس الأميركي جورج بوش الأب ارسل لي بطلب ان اقنع صدام في ديسمبر ان يبدأ الانسحاب ونساعده بدلا من ضربه, فقلت لهم أنا ارسلت له رسائل كثيرة ولكنني سأحاول مرة أخرى، وطبعا هو كان يستخف بالكلام الذي كنا نقوله له وكان على قناعة بأنه لا أحد يستطيع ان يضربه وكان على قناعة بأنه احتل الكويت والموضوع سيكون أمرا واقعا أمام العالم لكن تقديراته كلها كانت خاطئة.

من أين جاء اصرار مصر علي ارسال قوات لتشارك في تحرير الكويت، لكن لا تدخل سنتيمترا واحدا في الأراضي العراقية؟
ـ الفكرة انه عندما طلب منا أثناء توزيع القوات ان نضع فرقه أمام الحدود الكويتية ـ العراقية رفضنا وقلنا اننا ذاهبون لتحرير الكويت وليس لضرب العراق وسندخل فقط لنساعد الكويتيين، وكان لدينا هناك فرقتان، ورغم ان لدي معاهدة مصدق عليها من البرلمان، وهي اتفاقية الدفاع العربي المشترك، الا انني حرصت قبل أن ارسل قوات ارسلت لاخطار البرلمان انني طبقا لكذا وكذا على التزام ارسال قوات للمساعدة في تحرير الكويت كدولة عربية، فوافق البرلمان.

نتيجة هذا القرار وآثاره السياسية والاقتصادية، أن نصف ديون مصر تم التخلص منها تقريبا؟
ـ هذا موضوع كبير، نعم,,, نصف ديون مصر والحمد لله.

ماذا لو كان السيناريو أو الكارثة الأخرى لو كانت مصر اختارت تأييد العراق في غزوها للكويت؟
ـ أولا كانت علاقاتنا ستتمزق مع العالم كله ولا نجد أحدا يحترمنا وأي مواطن مصري سيقال له كلام سخيف جدا في أي مكان في الخارج، فكيف لمصر أن تؤيد غزو دولة على دولة وتهين شعبها وتطردهم وتحتل أرضهم، المسألة كانت صعبة جدا بخاصة مع العالم الخارجي والعالم المتحضر الذي لا يمكن ان يسكت أو يغفر هذا الخطأ, كيف نؤيد الغزو ونقف ضد أميركا وأوروبا وضد الدول العربية، إذن نحن لن تكون لنا علاقة بأحد.

اضافة الى ان سيادتك قررت مرات عدة ان الموقف المبدئي لمصر هو رفض اعتداء دولة عربية علي دولة عربية أخري وهذه سياسة دائمة؟
ـ وإلى الآن، نحن لا نؤيد أي اعتداء على سيادة أي دولة.

هذا الموقف تكرر مرتين وكان مطلوبا من مصر أن تساهم سواء في شكل مباشر أو غير مباشر في مثل هذا الأمر, مرة حين جاء الادميرال يويندكستر وقال لسيادتك بالطريقة الأمريكاني ان أميركا ترى ان ليبيا تشكل خطرا عليكم وعلى المنطقة، واميركا تشجع قيام مصر بعمل عسكري، وكان ردك شديدا للغاية وقلت له «أنا لا أشن حربا ضد دولة عربية ولو أردنا هذا فيكون قراري وليس قرار أي دولة أخرى», ماذا حدث بالضبط؟

ـ جاء إلي في برج العرب في فصل الصيف، وقال ان ليبيا خطر على العالم وعلى مصر ويريدني ان اشرك أو أسمح لهم بأن يأتوا ليضربوا ليبيا من مصر فقلت له اذا كانت ليبيا خطرا علينا فأنا قادر على أن أتعامل معها بالطريقة التي نراها مناسبة واستطيع ان احل مشكلتها، وأنا لا أخاف من ليبيا، لكن ان تستخدم الأراضي المصرية لضرب دولة عربية أخرى وصديقة وجارة, فهذا كلام لا يمكن ان أقبله ولا أستطيع عرضه على البرلمان ليسمح لقوات ان تأتي وتضرب أو تدخل في أجوائنا, هذا مبدأ نرفضه, فرد هو بأن ليبيا خطر على مصر فقلت له إننا قادرون على التعامل مع هذا الخطر.

قبل ان نتحدث عن محاولة الاغتيال، أريد أن اعرف من سيادتك قبل ان تركب الطائرة متجها الى أديس أبابا، هل صحيح كانت هناك معلومات بأن حياتك في خطر؟
ـ كان عندي حاسة سادسة تقول ان هناك شيئا سيحدث، لذلك ذهبت يوم القمة وسافرت في الرابعة صباحا وعادة كنت أذهب قبل القمة بيوم, لكنني كنت أشعر بأن هناك شيئا ما يمكن ان يحدث، لأن جماعة بن لادن كانوا موجودين في الخرطوم وكانوا دائما يرسلون أفرادا يدخلون من الصحراء ويقومون بعمليات ارهابية في مصر وحدث ذلك كثيرا، يومها ولأول مرة أرسلت طائرة «س 130» بها سياراتي ولم اخذ سيارة من أحد, وهذا إلهام من ربنا، ووصلت لاديس أبابا الساعة السابعة والنصف صباحا تقريبا في مطار الرئيس وقابلت رئيس الوزراء زيناوي وكانت تجمعنا به علاقات جيدة، وتحركت بالسيارة وفوجئت بسيارة زرقاء على مسافة بعيدة دخلت وقطعت الطريق.

وانتم على طريق المطار قبل أن تدخلوا المدينة؟
ـ لم نكن قد تحركنا 100 أو 200 متر من المطار وفوجئنا بسيارة «فان» زرقاء وقفت في طريقنا ونحن بداخل السيارة وكان بجواري وزير أثيوبي من أصل صومالي ويعرف عربي فطلبت من السائق تخفيض السرعة وهنا وجدت ضرب نار على السيارة.

رأيت أحدا يضرب أم رأيت النيران فقط؟
ـ رأيت شخصا ببندقية.

هل كان يقف على قدميه أم داخل سيارة؟
ـ واقف على قدميه ومن الواضح ان السيارة كان بها متفجرات فأمرت السائق ان يعود للخلف متخذا قرارا سريعا قبل ان نقترب من الموانع، وقلت له «لف وارجع وادخل من الفتحة»، وذهبنا للمطار بعدما ضربوا علينا عدة طلقات غير مؤثرة فهناك طلقة اصابت زجاج السيارة وطلقة أو اثنتين في الباب.

وأين الأمن الأثيوبي؟
ـ كان هناك عدد كبير من الرؤساء، والاثيوبيون لم يكونوا يفكرون أو يعتقدون ان مجنونا مثل هؤلاء يأتي ليرتكب مثل هذا الفعل ولا يمكن أن يغلقوا الشوارع، فهم غير معتادين على ذلك.

حسب ما علمته أن الأمن الشخصي لسيادتك اشتبك معهم؟
ـ اشتبك معهم وقتل اثنين على ما اتذكر, نزلوا من السيارة وفتحوا النار وقتلوا اثنين والآخرين ضربوا واحدا وقتلوه، وأدرنا السيارة للخلف وعدنا إلى المطار, والرئيس زيناوي كان هناك وقلت له ان هذا شيء بسيط لأن الظروف غير مناسبة وكل هذا كان بهدوء فلم أنفعل أو أتنرفز.
بعدها تم عقد اجتماع مع قيادات كثيرة من كل التخصصات مع سيادتك ومن جهات متعددة وقد عرضوا عليك تقريرا حول ما حدث بالضبط ومقترحات بعملية رد فعل على محاولة الاغتيال والاعتداء على الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة وان ما حدث وفقا للقانون الدولي هو اعلان حالة حرب، وبالتالي من الممكن ان يكون هناك سند قانوني لمصر ان تقوم بحرب ضد السودان على أساس ان من قاموا بمحاولة الاغتيال قادمون من السودان أو مدعومون من السودان، هل سمعتم ذلك؟

ـ سمعت هذا, لكن أنا لا بد ان افكر جيدا قبل اتخاذ قرار الحرب, ما هي ايجابياته؟ وما هي سلبياته؟ ما هي خسائري واستفادتي كشعب؟ فوجدت ان ليس من المصلحة اطلاقا ان اعلن الحرب على السودان بسبب مجموعة قليلة من الأفراد، فالشعب السوداني لم يقم بهذه العملية وقررت ألا اعتدي على السودان اطلاقا.

ما الذي يجعل الناس تشعر بأن الحكومة لاتكذب؟
ـ فيه صحافة لا تترك احدا ومن يكذب لا تتركه, فيه حرية رأي موجودة سواء صحافة قومية أو حزبية لكنني ادعو الصحافة عموما الى ان تتحرى الحقيقة ولا تبالغ في الخطأ ولا تقلل من قيمة الاهمال.

لماذا يوجد لدينا احساس بأن رئيس الوزراء يختار بعض الوزراء فقط؟
ـ لا يوجد غير وزير الدفاع ووزير الداخلية نتفق عليهما ووزير الخارجية ووزارات السيادة فقط, فالدفاع لا توجد فيها مشكلة, اما وزير الداخلية فنتشاور فيه وكذلك وزير الخارجية لا يحدث اختلاف عليه, فلم يحدث مرة اختلاف في اختيار وزير.

يعني رئيس الوزراء هو الذي يختار فريقه؟
ـ لانه هو الذي سيتعاون معهم ولا اتدخل حتى لا يأتي بعد ذلك اذا تعثر ويقول ماذا افعل فالرئيس هو الذي اختار؟ انا اختار رئيس الوزراء واعطيه الثقة وكل اختصاصات رئيس الجمهورية من ناحية السلطة التنفيذية فمنذ ان يتولى رئيس الوزراء ويحلف اليمين اعطيه خطابا يمنحه كل السلطات, وانا اجتمع معهم عندما تكون هناك امور كبيرة يسألني فيها, اما في ما عدا ذلك فهو مسؤول امام البرلمان يتابعه وانا اتابع التنفيذ.

تعديل المادة 76 من الدستور، وهو بالنسبة للمثقفين والأحزاب والحياة السياسية والمتخصصين خطوة عظيمة نحو بدء مرحلة جديدة من التحرر السياسي ونحو ديموقراطية اشمل, لكن السؤال: ما هي اثار هذا التعديل على تحقيق حياة أفضل للمواطن البسيط؟
ـ أنا احرك المواطن حتى يدخل ويعطي صوته لمن يراه اصلح للبلد فأنا هنا انظر للمستقبل فعملية التعديل في الدستور والقوانين نريد منها تشجيع الشعب حتى يدخل ويشارك ونقول له اذهب وأعط صوتك فالعملية تمثل تجربة جديدة و فيها كذلك مشاكل كثيرة.

هناك مشكلة وهي أن عددا كبيرا من المواطنين يحجمون كما صرحت سيادتك عن الحصول على البطاقة الانتخابية، وكانوا يقولون لماذا تذهب «كده أو كده» الرئيس «جاي جاي»؟
ـ أنا اقول للمواطنين اذهبوا الى صندوق الانتخابات وامامكم اكثر من مرشح اختاروا من بينهم الافضل الذي تريدونه, انا هنا لا اريد من هذه التجربة ان تحقق نتائجها اليوم أو ان تؤتي كل ثمارها هذه المرة انا اقصد المدى البعيد ونظرة للمستقبل ولا انظر الى هذه المرة أو الانتخابات المقبلة أنا تعمدت ان أفعلها في الانتخابات المقبلة حتى يتحرك الشارع المصري ويتشجع ويذهب ويعطي صوته لواحد من بين أكثر من مرشح.

أهمية ان الناس تذهب وتقول رأيها في تعديل المادة 76 ليس مهما ان تقول نعم أو لا, المهم ان يذهبوا بالكثافة المطلوبة وأنا أرى ان هذه نقطة مهمة في ذهن سيادتك؟
ـ نحن عندما نقوم بكل هذا فأنا أفكر فيها لان الإصلاح بدأ منذ وقت طويل وليس نتيجة ضغوط فأنا لا احب الضغط لكن انا انظر الى أبعد, فمن ضمن السياسات ان هذه المادة بداية وبعد ذلك ستكون هناك تعديلات أخرى, اليوم البرلمان اغلبيته من الحزب الوطني وبالتالي سيختار شخصا ما، مثلا حسني مبارك لكن لنفترض ان الأغلبية لحزب آخر فالبرلمان لن يظل هكذا.

يمكن نعيش ليوم قريب نرى فيه غالبية البرلمان ليست للحزب الحاكم الموجود فيه الرئيس؟
ـ أتمنى ان يكون هناك حزب لديه الغالبية في مصر أيا كان هذا الحزب.

ممكن يكون حزب اغلبية «وطني» أو غيره؟
ـ أنا لم اقل «وطني» وانما قلت انه يوجد حزب اغلبية ويأخذ معه حزبا آخر لكن ان تكون كل الاحزاب صغيرة ستكون كلها مشاكل والنتيجة ان كل حزب سيبحث عن مصالحه ويضيع الشعب.

ربما بعض الناس صعب عليهم تفهم ما حدث لان الشك احيانا يسيطر على البعض ويتساءلون كيف يمكن لرئيس الجمهورية طواعية ان يستغني عن سلطاته؟

الدستور في مصر 211 مادة منها 31 تعطي سلطات لرئيس الجمهورية، فحينما يأتي الرئيس طواعية ليستغني عن سلطاته أو بعض من سلطاته أو بعض من الميزات الموجودة لديه فهذا يكون موضع شك في تصرف الرئيس الذي جاء ليقول للناس خذوا مساحة حرية؟
ـ موضوع سلطات رئيس الجمهورية مفهوم خطأ فهو مفهوم نظري, رئيس الجمهورية هو رئيس السلطة التنفيذية العليا, عندما نعود الى الحكومات الائتلا فية نجد ان أي شخص يلعب يتسبب في اسقاط الحكومة ويعطي ما يريده لمن يريده ولكنه لا يستطيع ان يسقط رئيس الجمهورية, يلعب في البرلمان فيسقط الحكومة, أما أن رئيس الجمهورية له سلطات، فرئيس الجمهورية ليست لديه السلطات التي يفهمها البعض خطأ, فأنا عندما يتولى رئيس حكومة اعطيه كل السلطات بحيث تكون السلطات كلها في يد الحكومة ويصدر بهذا قرار جمهوري فور توليه رئاسة الوزراء وهذا جرى عليه العرف من زمان.

يعني ألا ترى ان سلطات الرئيس يجب ان تقيد؟
ـ نعطيها لمن؟

للمجلس التشريعي.
ـ البرلمان يمتلك سلطات وصلاحيات واسعة وهو الذي يشرّع,,, المجلس التشريعي لن يأخذ سلطة تنفيذية وسلطات رئيس الجمهورية كلها سلطات تنفيذية.
أعني ان البرلمان تكون له اليد العليا لان هناك سلطات في دول اخرى تكون عند المجلس التشريعي أو تصدر من المجلس التشريعي وهي الآن تصدر بقرار او بقانون من رئيس الجمهورية.

اضرب مثلا.
ـ انا ارجع للدستور مثلا يوجد قانون طوارىء رغم ان من الممكن بالقانون العام ان تحصل على نفس المطلوب من قانون الطوارئ,, فلماذا تعيش مصر تحت ظل قانون استثنائي؟ فنحن نأخذ شبهة قانون الطوارئ رغم ان سيادتك لا تستخدمه؟

ـ انت تريد ان تلغي قانون الطوارئ في الوقت الذي فيه يلجأ العالم كله الى وضع قانون طوارئ ولدينا العنف كامن.

نحن لدينا قانون مكافحة الإرهاب؟
ـ لا يوجد عندنا قانون مكافحة إرهاب, وعندما أردت ان اضع قانون الارهاب حتى لا اخذ من قانون الطوارئ فقالوا هنعمل قانون دائم؟,, ثم اريد ان اعرف متى يتم تنفيذ قانون الطوارئ؟ هو ينفذ في الجزئية المتعلقة بالعمليات الارهابية ولولا هذا القانون لكانت مصر الآن «خربانة» ايضا ينفذ القانون في موضوع المخدرات.

الخوف ليس من هذا ولا في ظل وجود سيادتك, لكن لو أنني أجري هذا الحوار مع رئيس آخر وأسأله سؤالا لا يعجبه ممكن وأنا خارج من هنا قبل ما اصل يحبسني؟ أنا فعلا أتحدث بجدية لأنه لايجب ان يترك القانون للظروف واعتمادا على حالة استثنائية في تاريخ مصر وهي وجود رئيس مثل سيادتك.

ـ فيه برلمان والبرلمان يراقب الحكومة ويراقب رئيس الوزراء والوزراء المعنيين ويستجوبهم ويطرح الثقة في أي منهم.
ألم يأتك مباشرة أو تلميحا أو عبر طرف ثالث أو رسالة أو وجها لوجه أي مطلب أميركي تحديدا بأن لا بد من إحداث إصلاحات سياسية داخلية؟
ـ أولا لم يرسل احد خطاب أو يكلمني في هذا الموضوع, ثانيا لو فرض ان احدا قال لي هذا الموضوع سأقول له: لا, الإصلاحات السياسية بدأت منذ أيام السادات.

وفي ما يخص ملف التيارات الدينية، فان القانون لا يسمح بقيام أحزاب على أساس ديني, اذكر لي بلدا في العالم فيه حزب على اساس ديني,,,, أميركا؟ لا, انكلترا؟ لا, وطالما ان من الممكن ان ينضم هؤلاء ويشاركوا من خلال الأحزاب الموجودة، فلماذا نخالف القانون وننشئ حزبا دينيا وانت تعلم ان شعبنا عنده حساسية للدين؟
يعني لا يوجد حظر على الأفراد؟
ـ لا, لا حظر على أفراد.

وانت شخصيا ليس لديك عداء معهم؟
ـ انا ليس لي عداء مع احد ولا مع أي مواطن مصري مهما كانت ظروفه.

لكن اذا ثبت ان هذه الجماعة لها خطوط مفتوحة مع قوى الخارج فماذا سيكون موقفك منها؟
ـ أتابعها فأنا عندي الأمن القومي أولا، واذا كان الاتصال بالخارج يهدد الأمن القومي سيكون لي تصرف آخر معهم .

بالقانون؟
ـ أنا اتعامل بالقانون ولا أتعامل مع احد بغير القانون اطلاقا.

نأتي الى قانون وقرار سيادتك الذي وقعته عام 2003 والذي نص على انه في ما يختص باجراءات بناء الكنائس نتبع الأساليب والتراخيص التي تتبع في استصدار تراخيص المساجد واستقبل هذا القرار بسعادة بالغة من اخواننا الأقباط ونظروا إليه على انه سيسهل المشكلة القديمة الأزلية لبناء الكنائس, لكن يبدو ان آلية تنفيذ هذا القرار لا تسير بالسلاسة المطلوبة؟
ـ عندما يبلغونني بشيء نتابعه ولكننا ازلنا هذه العقبة، اما اصلاح الكنائس عندما يأتون ويقولون لي ان هناك مشكلة بسبب اصلاح كنيسة اقول لهم اتركوهم يصلحوا الكنائس, احنا قلنا ان اصلاح الكنائس هم أحرار فيه مثلما يفعل المسلمون في المساجد, النقطة المهمة في هذا الموضوع استفزاز المشاعر الدينية, اما في ما عدا ذلك انا عندي المسلم والقبطي واليهودي مواطن مصري مثلهم مثل بعضهم لا اختلاف بينهم.

وعندما كنت صغيرا كانت اكثر معاملاتي مع المسيحيين وكنا اصدقاء وكنت أسكن بينهم وكنا مستأجرين منزلا منهم واكثر ناس كنت العب وآكل وأنام عندهم كانوا الأقباط.
لا تزال الاحتمالات قائمة حول ان ترشح نفسك أو لا توافق على ان ترشح نفسك، لكن اذا حدث وخضت الانتخابات وحصلت فيها على نسبة اقل مما هو معتاد في ظل وجود منافسين آخرين يعني انك حصلت على نسبة 60 في المئة أو 65 في المئة ألا يضايقك هذا؟
ـ لا يضايقني, أنا اعمل تجربة جديدة بترشيح اثنين او ثلاثة, هذا امر صحي إما ان يأخذ هذا أصواتا وهذا يأخذ اصواتا وأنا أفرح لأن الشعب بدأ يقول رأيه.

ممكن البعض يراها أزمة حكومة خاصة الذين ينتقدون الحكومة ، لكن البعض الآخر يرون انها أزمة معارضة وأزمة التيارات الأخرى عليها ان تبني نفسها؟
ـ يجب ان تبني نفسها وان تنتعش, لكي يكون لديها الاشخاص الذين يصلحون للترشيح لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة قلت نجعلها بالانتخاب لان المستقبل يجب ان يكون هكذا لكي تحرك الرأي العام ليختار طواعية الأفضل لقيادة بلده.

هل قررت أنك ستعيد ترشيح نفسك؟
ـ هناك مادة ما زالوا يناقشونها في البرلمان وبعدما تنتهي مناقشتها سيصدرون قانونا بكيفية اختيار رئيس الجمهورية، وبعد ان يصدر هذا القانون ويدخل التنفيذ سأفكر ماذا أفعل.
لكن اللافتات المعلقة الآن في الشوارع تبايع مبارك للرئاسة لفترة قادمة؟
ـ هذا رأي المواطنين ولا استطيع ان اقول لهم لا, والمواطن وقت الانتخاب يقول نعم لشخص أو نعم لآخر, فله حرية الاختيار لا علاقة لي بها, وعندما يقول لي «لا» سأقول له شكرا, أنا قمت بالواجب في مدتي وشكرا، لا تغضب مني فأنا لا أريد ان أتعجل في اتخاذ القرار, أنا بطبعي في القرارات الكبيرة لازم ادرسها من جميع الجوانب.

حتى الآن لم تتخذ القرار؟
ـ أولا لم أقرر ترشيح نفسي حتى الآن أم لا, ثانيا إذا مارشحت نفسي سأشرح للمواطنين ما قمت به منذ 1981 حتى 2005 والانجازات التي تمت وهي انجازات مهولة وسأطرح رؤيتي للسنوات القادمة وطموحاتي وما استطيع ان أقدمه وانفذه.
يعني لم تتخذ القرار بعد؟
ـ لسه.

لا يوجد
04-27-2005, 10:02 PM
حياته بدون واسطات وقد حكم مصر لأربعة فترات وكل فترة مدتها سبع سنوات

أمر يدعو إلى العجب من عظم الإدعاءات

حركة كفاية المعارضة قالت إن هذه المقابلات عبارة عن دعاية إنتخابية مبكرة

وأصدق هذا الكلام لأن الريس مبارك لم يقطع بعدم ترشيحه ، وقال إن الأمور متروكة إلى مواقيتها وهذا معناه إنه يتحين الفرصة ولم ييأس من قضية ترشيحه .

مقاوم
05-01-2005, 12:20 AM
مبارك فضائيا: اختار المحاور وتمكن من إدارة الحوار

جهاد أيوب

إلى الان لم أفكر في ترشيح نفسي، وإذا فكرت فسأظهر كل ما قدمته، ومن ثم سأطرح رؤيتي للسنوات المقبلة عن ماذا سأفعل... هذا إذا قررت ترشيح نفسي.. هذا زبد الحديث الطويل جدا جدا الذي أتحفنا به بعد طول غياب التلفزيون المصري، وبثته قناة «العربية» خلال الأيام الماضية مع الرئيس حسني مبارك، ومحاوره الشخصي عماد الدين أديب!

من كل ما قيل، وما طرح في زحمة الأجوبة، وغياب الأسئلة الفاعلة، والمناظرة المطلوبة، وكثرة الإرباك والخضوع من المذيع، كما لو كنا أمام محكمة قاضيها يخاف من المتهم، مع أننا في حوار فضائي، والاهم أننا في حوار مع ضيف ذكي ولماح، وأنيق في ردوده، ويبرمج ما يسعى إليه، ولكن عماد عاد إلى كونه ينتمي إلى عصر إعلام السلطة في العهود السابقة مع أن السلطة لم تعد تحبذ هكذا إعلاميين!

من كل ما قيل وطرح في الحلقات التي ذكرنا نقطف أفضل الثمار وأكثرها وضوحا، وهي أن الرئيس المصري إلى الان لا يفكر بترشيح نفسه، وما قدم جاء تحت لواء الخدمة الإعلامية لجولة انتخابية مقبلة، يسودها بعض الخوف، أي كل ما في الأمر حملة إعلانية مشروعة ليس أكثر!

كما يلفت سمعنا وفكرنا قول الرئيس: الشعب المصري بدأ الان يقول رأيه، وإذا انتخبوا أو صوتوا لغيري مش حازعل، هذه نقطة ضاعت من الحوار، وتحديدا من المحاور عماد الدين اديب، وكان لا بد من مناقشتها، إلا أنه لم يستطع المحاورة أو المناقشة، ومرت مرور الكرام، حتى حينما أراد أن يسأل الرئيس عن ترشيح نفسه أعتذر ولف ودار لدقائق، ومن ثم سأل بخجل لافت وغريب معا!

يحسب للتلفزيون المصري هذه الطلة عبر الفضاء لكونه ومنذ سنوات غائبا أو مغيبا، ويعيش جمود الصورة الرسمية، وهنا نقلت سائر الفضائيات عنه الحدث.

كما يحسب للرئيس المصري سرعة بديهته، وأناقته في اختيار مفرداته، وتحكمه بالحوار، وتنقله من مكان إلى آخر بغية التواصل أكثر مع الناس، وكسر جمود الصورة الرسمية، وتبسيط جلسته كرئيس من أجل التقرب إلى المشاهد!

الحلقة الأولى انطلقت من غرفة القيادة المركزية في القوات المسلحة المصرية، وفي جلسة غير تقليدية بين الهواتف الكثيرة، وذلك ليعاد الحدث إلى الذاكرة «فلاش باك»، وتحديدا حرب أكتوبر 1973. والضربة الجوية الأولى لكون الحلقة بمجملها تحدثت عن ذلك، وتطل في ذكرى استعادة سيناء، والاهم أن هذه الفكرة من اختيار المكان الغاية منها أن تعيد الروح إلى الذاكرة لتصب في خدمة الرئيس إعلاميا، وانتخابيا لكونه بطل حرب أكتوبر، ولا ننسى هنا أن المخرج تفهم الحالة، وقدم الفقرة بأسلوب سينمائي جذاب استخدم «الفلاتر» للصورة الخلفية التي بدا فيها الرئيس بالأبيض والأسود!

وفي الحلقة الثانية جرى اختيار حديقة جميلة بمرافقة ست كاميرات، والرئيس يرتدي زيا بسيطا، وأنيقا من غير ربطة عنق، وعماد الدين أديب في هذه الحلقة وحتى في الثالثة غيب بشكل لافت قيمة الحوار، ولم يسأل الرئيس عن أمور أكثر حساسية في الشارع المصري كالمعارضة، وهجرة الأدمغة والمواطن، والوضع الاقتصادي، ونظام الطوارئ، والخلافات العربية، ووضع مصر في خريطة اللعبة السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والإعلامية... أمور كان المواطن المصري بحاجة إلى سماع الحوار من حولها، وسماع رأي الرجل الأول في البلاد، وكيف يطمح إلى إيصال مصر إلى بر الأمان والعالمية، وكيف يفكر في تعميق المؤسسات، وكيف وكيف... ولكن النتيجة كانت أن الرئيس أشار إلى أنه يعمل منذ 56 سنة في الأشغال الشاقة لخدمة مصر، ولم يحصل على إجازة طويلة طيلة الـ 56 سنة الماضية، فقط أخذ ثلاثة أشهر إجازة.

الرئيس المصري هو الفائز الأول من هذه الحلقات، وعماد الدين أديب خسر جولة مهمة، كان في استطاعته أن يكون ملكا في ملعبه، ومهنيا في أسئلة تقلق المواطن المصري، لا مبخرا بامتياز، وغيب المناظرات الواجب وجودها مع زعيم بهذا الحجم في مثل ظروفنا الحالية، وفي مثل ظروف مصر اليوم...غاب عن عماد أن الحلقات تأتي في ظل حديث الشارع المصري عن الانتخابات وفي الحقيقة رسالتها وصلت في أن تكون حملة انتخابية لمصلحة الرئيس، والأهم أن التلفزيون انتصر في هذه الجولة لكونه جعل من السينما جزءا منه، وجلب كاميراتها إليه، خاصة أن السينما هي الحقيقة بلغة الخيال، والتلفزيون حقيقة مباشرة قد تعلبها الدولة لتصبح «سندويتشا» سريعا يؤثر في أفكار، وقناعات الناس سياسيا، واجتماعيا وثقافيا، على رغم أن هذه الحلقات أكدت أن عند العرب الكثير من الكلام، والكلام قاموسهم الحقيقي، فانها كانت خدمة انتخابية مباشرة لرئيس سيخوض الانتخابات الحرجة المقبلة في بلاده، وهذا حق مشروع له!

جليل
05-01-2005, 07:53 AM
«حسني مبارك» و.. الأشغال الشاقة!


فؤاد الهاشم

.. قبل حوالي ثلاثة شهور، كنت في مدينة «أسوان» لحضور الاسبوع الثقافي الكويتي هناك والذي تم تحت رعاية الأخ العزيز الشيخ «مبارك الدعيج الصباح» وكيل الوزارة للاعلام الخارجي حين التقيت بعدد من الكتاب والصحافيين الزملاء على مدار الأيام.. السبعة! في جلسة على العشاء ضمتني مع عدد منهم قال لي كاتب صحافي معارض وشهير ان.. «الرئيس حسني مبارك بينرفزني.. أوي»! سألته عن السبب فقال.. «كلما قلنا له نريد حرية صحافة اكثر، قال خذوا حرية أكثر، وكلما قلنا له.. عايزين احزاب، قال: خذوا احزاب زي ما انتم عايزين، بمعنى آخر، انه لا يعطينا فرصة لأن نصطدم معه»! قلت له..

«هذه تسجل لصالح الرئيس وليس.. ضده»، فأجاب ضاحكا.. «ده صحيح، كلما اردنا ان نسجل نقطة لصالحنا ضده، يقوم هو بتسجيل نقطة لصالحه.. ضدنا»! تابعت حديث الرئيس «مبارك» على الفضائية المصرية ولمدة تسع ساعات خلال ثلاثة ايام والذي كان شاملا ووافيا اشبه ببرنامج عمل انتخابي الا انه عمل قد تم انجازه وليس مجرد مشروع على الورق أو مجرد وعود تطرح على.. الناخبين!! ان حكم بلد مثل مصر ليس امرا هينا على الاطلاق لأن المشاكل التي تواجهها تتوالد بذات السرعة التي يتزايد فيها أبناء الكنانة، وبالتالي، فهي بحاجة الى رجل مثل الرئيس «مبارك» يحارب في كل الجهات -وفي وقت واحد- الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل بلد محدود الموارد ويصبح كالفرن البلدي كلما القيت اليه بالحطب قال.. «هل من مزيد»؟!

عندما قلت لزميل صحافي مصري يرافق الرئيس في كل رحلاته الى اوروبا وامريكا.. «يا بختك يا عم بتسافر مع الريس كل مكان وتشم الهوا» رد علي قائلا.. انها اشغال شاقة وليس متعة على الاطلاق، فهو يقرر السفر -احيانا- في الفجر حتى يكسب بضع ساعات من اجل اجراء اللقاءات السياسية، واحيانا اخرى لا نرى في البلد الذي نزوره الا الطريق من المطار الى الفندق ومن الفندق الى المطار»! حين قال الرئيس مبارك في اللقاء التلفزيوني انه ومنذ 56 عاما في «اشغال شاقة» تذكرت حديث الزميل ومن يومها.. لم احسده ابدا! لو امكن استنساخ خمسة او عشرة «حسني مبارك» وتوزيعهم على بعض الاقطار العربية والاسلامية والافريقية ليحكموها لكان العالم الثالث بألف.. خير!

خديجة
05-02-2005, 10:34 PM
إذا كان حكم مصر أشغالا شاقة عند السيد حسني مبارك فلماذا هو متمسك بالحكم بقوة ومنذ ثلاثة عقود ؟؟

فليعتق نفسه من هذه الأشغال وليرتاح فالشعب بحاجة إلى تفكير جديد ودماء جديدة وسنة الحياة تستوجب التغيير .

والمشكلة الأخرى فى المثقفين الذين يطبلون للحكام فى كل مناسبة ولا يقولون كلمة الحق مثل الأستاذ فؤاد الهاشم ، الذي كان يدعم صدام أيام حربه مع إيران والآن يهاجم صدام ويدعي إنه كان معارضا ولكن بالخفاء .

وهو فى مقالته يؤيد التجديد للرئيس مبارك وهو يعلم إن هذا الكلام ضد قناعاته وضد ما يكتب دوما ولكن لا يمكن لبعض الكتاب الفكاك من داء التزلف للحاكم .