جمال
04-24-2005, 09:25 AM
أمير طاهري
السرعة التي تم بها اختيار الكردينال جوزيف راتسنغر لشغل منصب البابا اعتبرت دليلا على ان الفاتيكان ينوي الاستمرار في الخطوط السياسية العامة للبابا جون بول الثاني.
والنظرة الثاقبة للكاردينال راتسنغر، الذي اصبح يحمل اسم البابا بنديكتوس السادس عشر، تشير الى ان المنظر الالماني البالغ من العمر 78 سنة رجل في غاية الاختلاف من سابقيه في عدة قضايا مهمة.
وواحد من مثل هذه القضايا هي الموقف الذي يجب ان يتبناه البابا الجديد، زعيم ما يقدر بمليار كاثوليكي، تجاه الاسلام.
فقد ظلت الكنيسة الكاثوليكية على مدى قرون تحاول تجاهل الاسلام او التمسك بالأفكار المتحاملة على الاسلام التي ظهرت في العصور الوسطى بسبب سوء الفهم أو الجهل. بنهاية منتصف القرن الماضي وجدت الفاتيكان نفسها مضطرة لتبني سياسة تجاه الاسلام حتى تتمكن من تنظيم علاقاتها مع العدد المتزايد من الدول المسلمة. فمع بداية القرن الماضي كان هناك حوالي ست دول مسلمة مستقلة، ولكن بنهاية عام 2000 وصل عدد الدول المسلمة المستقلة الى 53 .
كان البابا بول الرابع اول من قدم مبادرة الحوار بين الأديان على اساس فكرة ان المسيحية والاسلام يجب ان يتوصلا الى صيغة تعايش على اعتبار انهما حضارتان متجاورتان. اشتمل معظم النقاش على تبادل دبلوماسي والتأكيد على القيم المشتركة. وظلت العلاقات بين الجانبين بعيدة وباردة، وبدا الأمر كما لو ان كلا منهما يحاول ان يوقف الآخر.
برحيل البابا بول الرابع تغير العالم تماما، فقد افرزت عملية إنهاء الاستعمار عشرات الدول المستقلة المسلمة، كما ان تدفق المهاجرين المسلمين الى اوروبا غير من تركيبة القارة. وعندما اصبح جون بول الثاني بابا لم يعد الاسلام حضارة مجاورة لأوروبا وإنما بات له حضور متزايد داخل القارة.
ويمكن القول ان تاريخ العقود الثلاثة او الأربعة السابقة اتسم بالتنافس المشحون بين الاسلام والمسيحية، خصوصا المذهب الكاثوليكي، على كسب أتباع جدد، وشهدت العقود الثلاثة الاخيرة من القرن الماضي نجاحات رئيسية للاسلام في كسب معتنقين جدد خصوصا في افريقيا، حيث اعتنقت الاسلام أعداد كبيرة من الذين كانوا مسيحيين او وثنيين في 12 دولة افريقية على الأقل.
أمر البابا جون بول الثاني في عام 1980 بإعادة النظر في العلاقات مع الاسلام وواجه في سبيل ذلك وجهتي نظر مختلفتين، احداهما وجهة نظر الكرادلة الذين كانوا يرون ألا حاجة لإجراء حوار لاهوتي مع الاسلام او مع أي معتقدات اخرى، كما كان يرى هؤلاء ان العلاقات يجب ان تظل قاصرة على المجالات الدبلوماسية والسياسية. كانت وجهة النظر هذه قائمة على اساس ان المسيحية تمتلك الحقيقة النهائية وليس هناك ما يمكن ان تتعلمه من الأديان الاخرى. ثمة ادعاء آخر بأن الاسلام لم يعد له فقه متطور يساعد اللاهوت المسيحي على التطور بقوة من خلال تشكيل تحد أمامه.
اما وجهة النظر الاخرى، فتبناها الذين يريدون حوارا مهذبا انطلاقا من المصلحة السياسية اكثر من الاهتمام الفقهي او اللاهوتي.
هذه القضية ازدادت تعقيدا لأن الاسلام ليست فيه مؤسسات مثل المؤسسات الكنسية ولا يعترف بوجود مثل هذه الرموز داخله، لذا لم تكن واضحة الجهة التي سيتحاور معها البابا. السبيل الأكثر سهولة أمام الفاتيكان، وهي دولة وعضو في منظمة الامم المتحدة، كان مواصلة الحوار مع الدول المسلمة عبر العلاقات الدبلوماسية.
وعلى العكس مما يتخيله البعض في الغرب، لا تمثل الدولة في الاسلام تجسيدا للدين. وحتى عندما تحمل الدولة صفة «اسلامية»، كما في «جمهورية موريتانيا الاسلامية» وإيران وباكستان، لا يسعى المجتمع ككل الى تلقي الإرشاد الديني من مسؤولي الحكومة. وللمزيد من التعقيد، في بعض الدول المسلمة، فإن اكثر العناصر الاسلامية نشاطا معارضة للدولة.
واصر البابا جون بول الثاني على تطوير موقف ثالث، ويعتمد هذا على فكرة تحالف عظيم بين الكاثوليكية والاسلام لمواجهة تزايد العلمانية في العالم. ففي اوروبا، قلب الكاثوليكية، يمكن التحالف مع الاسلام في قضايا مثل الشذوذ الجنسي والسحاقية والاجهاض وقتل الرحمة والاستنساخ البشري، ووضع المرأة.
وقد اطلق البابا جون بول الثاني حملته للتحالف مع المسلمين في عام 1986 عندما اصبح اول بابا يزور دولة اسلامية، وخلال تلك الزيارة للمغرب قال «نؤمن بنفس الرب، الرب الذي خلق العالم ومخلوقاته على اكمل وجه».
وفي عام 2001 زار البابا جون بول الثاني دمشق واصبح اول بابا يصلي في مسجد، كما اصدر اعتذارا رسميا لما وصفه بذنوب المسيحية تجاه الاسلام، بما فيها الحملات الصليبية والاستعمار. ولم تكن هذه الاستراتيجية سهلة بالنسبة لعديد من الكاثوليكيين، فالاسلام والمسيحية هما الدينان الاساسيان الوحيدان اللذان يرغبان في تحويل البشرية كلها الى اعتناقهما.
وبالنسبة لهما فإن وضع التنافس المستمر منذ اكثر من 1400 سنة جانبا، من اجل مواجهة العدوين المشتركين: العلمانية والالحاد، ليس بالمهمة السهلة. ومن الناحية السياسية، فإن استراتيجية جون بول الثاني حققت عدة انتصارات. فقد اتحد الفاتيكان مع عدد من الدول الاسلامية، ولاسيما ايران والسودان، للاعتراض على مد المفهوم العلماني لحقوق الانسان في عدة حالات. وفي مؤتمر بكين حول المرأة نجح الفاتيكان والكتلة الاسلامية في منع اجراءات كانت ستؤدي الى منح المرأة حقوقا متساوية بالرجل.
وكانت الشخصية الكاريزمية لجون بول قوية بحيث لم يجرؤ احد على تحدي هذه الاستراتيجية، والان بعدما مات، فإن استراتيجيته ستتعرض للرقابة ومن داخل الكنيسة الكاثوليكية.
وواحد من نقاده هو الكاردينال جوزيف راتزينغر الذي اصبح الان البابا بنديكتوس السادس عشر. ويعتقد راتزينغر ان استراتيجية جون بول الثاني بالتحالف مع الاسلام لم تضع الفاتيكان الى جانب الشعوب الاسلامية بل الى جانب النظم الاستبدادية التي تسيطر على العالم الاسلامي.
ويرى راتزينغر العلاقة بين الاسلام والكاثوليكية هي علاقة تنافس حول الحقيقة، ويقترح سياسة بديلة تركز فيها الكنيسة الكاثوليكية على دعم وضعها في مواقعها التقليدية في اوروبا والقارة الاميركية. وفي هذا الاطار اعترض علنا على انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.
ويعتبر راتزينغر الحوار الرسمي مع الاسلام عائقا بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية لانها ستتبنى درجة من المساواة بين الدينين، وموحيا للناس، لا سيما في اوروبا انه يمكنهم البحث عن الدين الذي يناسبهم. وتتمتع استراتيجية راتزينغر بدعم كبير في مجمع الكرادلة، ولكن ايضا هناك من ينتقدها.
ويعتبر الكاردينال انجل سكولا، كبير اساقفة البندقية وواحد من المرشحين لخلافة البابا، استراتيجية راتزينغر استراتيجية «دفاعية» وقائمة على خوف الغرب التقليدي من الاسلام. ويتعدى الكاردينال كورماك مورفي اوكونور، كبير اساقفة ويستمنستر، ذلك ويصف الحوار مع الاسلام بأنه «حاجة ملحة».
ويوضح أوكونور بأنه «يجب علينا العثور على مفاوضين في كل الدول الاسلامية، وان المسيحية والاسلام يشاركان مسؤولية الدفاع عن السلام العالمي».
ويعتقد كل من سكولا واوكونور ان معارضة جون بول الثاني العلنية للحرب في العراق ساعدت على منع «صدام حضارات». وواحد اخر من اكبر المدافعين عن الحوار مع المسلمين هو الكاردينال فرانسيس ارينزي وهو كان احد المرشحين لخلافة البابا، ويتمتع ارينزي ـ نيجيري ـ بخبرة مباشرة بالاسلام لأن اكثر من نصف سكان نيجيريا من المسلمين. ففي اجتماع في العاصمة المغربية الرباط قبل عدة اعوام، ذكر لنا ارينزي انه يعتقد ان على المسيحية تعلم الاستفادة من «الحماس المخلص للاسلام»، بينما يمكن للمسلمين الاستفادة من انفتاح الغرب للافكار العلمية والسياسية الجديدة.
ويؤمن ارينزي، مثل البابا جون بول الثاني، بحاجة الاسلام والمسيحية الى جبهة موحدة «معادية للعلمانية» للحماية من تراجع معتقداتهم. وقال «العديد من المسيحيين لا يشعرون بالراحة من فكرة تدخل الدين في كل القضايا، وفي الاسلام لا يزال الدين يعتبر شريكا شرعيا في النقاش العام، ويجب علينا العمل معا من اجل ذلك على المسرح العالمي».
والان بعد ان عرفنا من الذي انتصر في الجدل في الفاتيكان، على الاقل مؤقتا، علينا الانتظار ورؤية ما اذا كان البابا بنديكتوس السادس عشر سيتصرف كما حث الكاردينال راتسنغر.
السرعة التي تم بها اختيار الكردينال جوزيف راتسنغر لشغل منصب البابا اعتبرت دليلا على ان الفاتيكان ينوي الاستمرار في الخطوط السياسية العامة للبابا جون بول الثاني.
والنظرة الثاقبة للكاردينال راتسنغر، الذي اصبح يحمل اسم البابا بنديكتوس السادس عشر، تشير الى ان المنظر الالماني البالغ من العمر 78 سنة رجل في غاية الاختلاف من سابقيه في عدة قضايا مهمة.
وواحد من مثل هذه القضايا هي الموقف الذي يجب ان يتبناه البابا الجديد، زعيم ما يقدر بمليار كاثوليكي، تجاه الاسلام.
فقد ظلت الكنيسة الكاثوليكية على مدى قرون تحاول تجاهل الاسلام او التمسك بالأفكار المتحاملة على الاسلام التي ظهرت في العصور الوسطى بسبب سوء الفهم أو الجهل. بنهاية منتصف القرن الماضي وجدت الفاتيكان نفسها مضطرة لتبني سياسة تجاه الاسلام حتى تتمكن من تنظيم علاقاتها مع العدد المتزايد من الدول المسلمة. فمع بداية القرن الماضي كان هناك حوالي ست دول مسلمة مستقلة، ولكن بنهاية عام 2000 وصل عدد الدول المسلمة المستقلة الى 53 .
كان البابا بول الرابع اول من قدم مبادرة الحوار بين الأديان على اساس فكرة ان المسيحية والاسلام يجب ان يتوصلا الى صيغة تعايش على اعتبار انهما حضارتان متجاورتان. اشتمل معظم النقاش على تبادل دبلوماسي والتأكيد على القيم المشتركة. وظلت العلاقات بين الجانبين بعيدة وباردة، وبدا الأمر كما لو ان كلا منهما يحاول ان يوقف الآخر.
برحيل البابا بول الرابع تغير العالم تماما، فقد افرزت عملية إنهاء الاستعمار عشرات الدول المستقلة المسلمة، كما ان تدفق المهاجرين المسلمين الى اوروبا غير من تركيبة القارة. وعندما اصبح جون بول الثاني بابا لم يعد الاسلام حضارة مجاورة لأوروبا وإنما بات له حضور متزايد داخل القارة.
ويمكن القول ان تاريخ العقود الثلاثة او الأربعة السابقة اتسم بالتنافس المشحون بين الاسلام والمسيحية، خصوصا المذهب الكاثوليكي، على كسب أتباع جدد، وشهدت العقود الثلاثة الاخيرة من القرن الماضي نجاحات رئيسية للاسلام في كسب معتنقين جدد خصوصا في افريقيا، حيث اعتنقت الاسلام أعداد كبيرة من الذين كانوا مسيحيين او وثنيين في 12 دولة افريقية على الأقل.
أمر البابا جون بول الثاني في عام 1980 بإعادة النظر في العلاقات مع الاسلام وواجه في سبيل ذلك وجهتي نظر مختلفتين، احداهما وجهة نظر الكرادلة الذين كانوا يرون ألا حاجة لإجراء حوار لاهوتي مع الاسلام او مع أي معتقدات اخرى، كما كان يرى هؤلاء ان العلاقات يجب ان تظل قاصرة على المجالات الدبلوماسية والسياسية. كانت وجهة النظر هذه قائمة على اساس ان المسيحية تمتلك الحقيقة النهائية وليس هناك ما يمكن ان تتعلمه من الأديان الاخرى. ثمة ادعاء آخر بأن الاسلام لم يعد له فقه متطور يساعد اللاهوت المسيحي على التطور بقوة من خلال تشكيل تحد أمامه.
اما وجهة النظر الاخرى، فتبناها الذين يريدون حوارا مهذبا انطلاقا من المصلحة السياسية اكثر من الاهتمام الفقهي او اللاهوتي.
هذه القضية ازدادت تعقيدا لأن الاسلام ليست فيه مؤسسات مثل المؤسسات الكنسية ولا يعترف بوجود مثل هذه الرموز داخله، لذا لم تكن واضحة الجهة التي سيتحاور معها البابا. السبيل الأكثر سهولة أمام الفاتيكان، وهي دولة وعضو في منظمة الامم المتحدة، كان مواصلة الحوار مع الدول المسلمة عبر العلاقات الدبلوماسية.
وعلى العكس مما يتخيله البعض في الغرب، لا تمثل الدولة في الاسلام تجسيدا للدين. وحتى عندما تحمل الدولة صفة «اسلامية»، كما في «جمهورية موريتانيا الاسلامية» وإيران وباكستان، لا يسعى المجتمع ككل الى تلقي الإرشاد الديني من مسؤولي الحكومة. وللمزيد من التعقيد، في بعض الدول المسلمة، فإن اكثر العناصر الاسلامية نشاطا معارضة للدولة.
واصر البابا جون بول الثاني على تطوير موقف ثالث، ويعتمد هذا على فكرة تحالف عظيم بين الكاثوليكية والاسلام لمواجهة تزايد العلمانية في العالم. ففي اوروبا، قلب الكاثوليكية، يمكن التحالف مع الاسلام في قضايا مثل الشذوذ الجنسي والسحاقية والاجهاض وقتل الرحمة والاستنساخ البشري، ووضع المرأة.
وقد اطلق البابا جون بول الثاني حملته للتحالف مع المسلمين في عام 1986 عندما اصبح اول بابا يزور دولة اسلامية، وخلال تلك الزيارة للمغرب قال «نؤمن بنفس الرب، الرب الذي خلق العالم ومخلوقاته على اكمل وجه».
وفي عام 2001 زار البابا جون بول الثاني دمشق واصبح اول بابا يصلي في مسجد، كما اصدر اعتذارا رسميا لما وصفه بذنوب المسيحية تجاه الاسلام، بما فيها الحملات الصليبية والاستعمار. ولم تكن هذه الاستراتيجية سهلة بالنسبة لعديد من الكاثوليكيين، فالاسلام والمسيحية هما الدينان الاساسيان الوحيدان اللذان يرغبان في تحويل البشرية كلها الى اعتناقهما.
وبالنسبة لهما فإن وضع التنافس المستمر منذ اكثر من 1400 سنة جانبا، من اجل مواجهة العدوين المشتركين: العلمانية والالحاد، ليس بالمهمة السهلة. ومن الناحية السياسية، فإن استراتيجية جون بول الثاني حققت عدة انتصارات. فقد اتحد الفاتيكان مع عدد من الدول الاسلامية، ولاسيما ايران والسودان، للاعتراض على مد المفهوم العلماني لحقوق الانسان في عدة حالات. وفي مؤتمر بكين حول المرأة نجح الفاتيكان والكتلة الاسلامية في منع اجراءات كانت ستؤدي الى منح المرأة حقوقا متساوية بالرجل.
وكانت الشخصية الكاريزمية لجون بول قوية بحيث لم يجرؤ احد على تحدي هذه الاستراتيجية، والان بعدما مات، فإن استراتيجيته ستتعرض للرقابة ومن داخل الكنيسة الكاثوليكية.
وواحد من نقاده هو الكاردينال جوزيف راتزينغر الذي اصبح الان البابا بنديكتوس السادس عشر. ويعتقد راتزينغر ان استراتيجية جون بول الثاني بالتحالف مع الاسلام لم تضع الفاتيكان الى جانب الشعوب الاسلامية بل الى جانب النظم الاستبدادية التي تسيطر على العالم الاسلامي.
ويرى راتزينغر العلاقة بين الاسلام والكاثوليكية هي علاقة تنافس حول الحقيقة، ويقترح سياسة بديلة تركز فيها الكنيسة الكاثوليكية على دعم وضعها في مواقعها التقليدية في اوروبا والقارة الاميركية. وفي هذا الاطار اعترض علنا على انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.
ويعتبر راتزينغر الحوار الرسمي مع الاسلام عائقا بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية لانها ستتبنى درجة من المساواة بين الدينين، وموحيا للناس، لا سيما في اوروبا انه يمكنهم البحث عن الدين الذي يناسبهم. وتتمتع استراتيجية راتزينغر بدعم كبير في مجمع الكرادلة، ولكن ايضا هناك من ينتقدها.
ويعتبر الكاردينال انجل سكولا، كبير اساقفة البندقية وواحد من المرشحين لخلافة البابا، استراتيجية راتزينغر استراتيجية «دفاعية» وقائمة على خوف الغرب التقليدي من الاسلام. ويتعدى الكاردينال كورماك مورفي اوكونور، كبير اساقفة ويستمنستر، ذلك ويصف الحوار مع الاسلام بأنه «حاجة ملحة».
ويوضح أوكونور بأنه «يجب علينا العثور على مفاوضين في كل الدول الاسلامية، وان المسيحية والاسلام يشاركان مسؤولية الدفاع عن السلام العالمي».
ويعتقد كل من سكولا واوكونور ان معارضة جون بول الثاني العلنية للحرب في العراق ساعدت على منع «صدام حضارات». وواحد اخر من اكبر المدافعين عن الحوار مع المسلمين هو الكاردينال فرانسيس ارينزي وهو كان احد المرشحين لخلافة البابا، ويتمتع ارينزي ـ نيجيري ـ بخبرة مباشرة بالاسلام لأن اكثر من نصف سكان نيجيريا من المسلمين. ففي اجتماع في العاصمة المغربية الرباط قبل عدة اعوام، ذكر لنا ارينزي انه يعتقد ان على المسيحية تعلم الاستفادة من «الحماس المخلص للاسلام»، بينما يمكن للمسلمين الاستفادة من انفتاح الغرب للافكار العلمية والسياسية الجديدة.
ويؤمن ارينزي، مثل البابا جون بول الثاني، بحاجة الاسلام والمسيحية الى جبهة موحدة «معادية للعلمانية» للحماية من تراجع معتقداتهم. وقال «العديد من المسيحيين لا يشعرون بالراحة من فكرة تدخل الدين في كل القضايا، وفي الاسلام لا يزال الدين يعتبر شريكا شرعيا في النقاش العام، ويجب علينا العمل معا من اجل ذلك على المسرح العالمي».
والان بعد ان عرفنا من الذي انتصر في الجدل في الفاتيكان، على الاقل مؤقتا، علينا الانتظار ورؤية ما اذا كان البابا بنديكتوس السادس عشر سيتصرف كما حث الكاردينال راتسنغر.