المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طوق التقاليد يتراخى .....مقاهي الإنترنت العراقية متوفرة للنساء أيضا



لمياء
04-23-2005, 03:13 PM
بغداد - خلود العامري الحياة 2005/04/23

يزداد الإقبال على استخدام شبكة الانترنت من النساء في مدينة كربلاء التي تقع على بعد 100 كلم جنوب بغداد. وعلى رغم قلة مقاهي الانترنت في هذه المدينة التي يغلب عليها الطابع الديني وتبدو النساء فيها أقل انفتاحاً على القضايا العصرية من مثيلاتهن في العاصمة بغداد ومدن الوسط والشمال، فإنّ ظاهرة جديدة بدأت تعرفها هذه المدينة.

وعلى رغم صعوبة الظروف وتشابك سلسلة الممنوعات التي تحيط بالمرأة في كربلاء، تقوم الكثيرات منهن بزيارة مقاهي الانترنت برفقة الصديقات والقريبات وإقامة الصداقات مع الجنس الآخر عبر المراسلة وسط نظرات الرجال الناقمة على تمرد المرأة على طوق التقاليد والأعراف التي تمنعها من مزاولة هذه الهواية في المقاهي العامة.

وتقضي الطالبات الجامعيات اوقاتاً طويلة امام جهاز الكومبيوتر لتصفح بعض المواقع التي يفضلنها مثل المواقع الخاصة بنجوم المجتمع والأزياء والتسلية وغيرها.

وتقول فاطمة ان والدها لا يسمح لها بارتياد مقاهي الانترنت العامة لكونها مكتظة بالرجال، لكنه لا يمانع جلوسها في المقهى الخاص بالطلاب في كليتها. وتضيف: «نسبة كبيرة من الرجال تمنع بناتها من ارتياد مقاهي الانترنت العامة. بل ان البعض ينظر الى الموضوع نظرة ازدراء وتحاصر نظرات الشك والتساؤل النساء فيها، ما اضطر أصحابها الى تخصيص قسم من المقاهي للرجال والآخر للنساء».

أما لمياء الطالبة في كلية القانون في جامعة كربلاء فتقول: «ان انغلاق بعض المدن على نفسها وتحكم التقاليد والأعراف المتوارثة في مجتمعاتها الصغيرة أدى الى محاصرة المرأة بقائمة من المحظورات والممنوعات التي لا يسمح لها بتجاوزها. وتدرك النساء في هذه المدينة أنهن لا يستطعن ارتياد محال تسجيل أشرطة الكاسيت ومقاهي الانترنت والنوادي العامة».

وتؤكد لمياء ان هذا لا يمنع تمرّد بعض النساء على التقاليد والأعراف السائدة ودخول هذه الأماكن وسط دهشة الحاضرين ونظرة الازدراء التي يرمقها بها المارة.

من جانبها، تقول هيفاء إن مقاهي الإنترنت تثير اهتماماً متزايداً لدى النساء، إذ يستغل الكثير منهن أوقات الفراغ بتصفح الانترنت بدلاً من الانشغال «بأحاديث فارغة» على الهاتف. وتؤكد هيفاء أن والدها يسمح لها بارتياد احد مقاهي الانترنت بصحبة احد أشقائها وأنها تتمتع كثيراً بالتصفح على الشبكة، لاسيما في المواقع التي تفيدها في دراستها لعلم الأحياء.

ويشير الكثير من أصحاب مقاهي الانترنت في كربلاء إلى ازدياد إقبال النساء على المقاهي، ما شجّع الكثيرين على افتتاح مراكز تعليم وفتح مقاهي انترنت خاصة بالنساء تديرها مختصات في هذا الميدان.