المهدى
04-23-2005, 10:03 AM
«الشرق الأوسط»
نائب رئيس الجمهورية السابق: الأميركيون عرضوا علي الرئاسة نظير الشهادة ضد صدام فرفضت.. ونصحتهم بمحاورة البعث لوقف الهجمات
بغداد: رعد كامل
أكد محاميا طه ياسين رمضان وطارق عزيز ان لجنة من الكونغرس الاميركي التقت رمضان الاثنين الماضي وعزيز اول من امس داخل المعتقل في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد. وقال احد المحامين الأربعة المكلفين الدفاع عن طه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية السابق والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ «الشرق الأوسط» انه التقى بموكله الاثنين الماضي للمرة الرابعة وان اللقاء الأخير استغرق سبع ساعات. وأضاف محامي رمضان انه ذهب صباح الاثنين الى منطقة قرب مطار بغداد الدولي حيث اصطحبته قوات اميركية تستقل ثلاث سيارات من نوع همفي استقل هو إحداها وكانت مظللة ولم يستطع رؤية شيء طيلة الـ 45 دقيقة.
وأضاف المحامي أنه تبادل السلام مع رمضان الذي كان يرتدي الزي العربي وقد وضع على رأسه العقال وكانت صحته تبدو جيدة وكان يتمتع بمعنويات عالية جدا على حد قول المحامي. لكنه أضاف ان رمضان جاء إلى اللقاء من دون ان يحلق ذقنه لأنه لم يكن يعلم باللقاء انهم جاءوا به إلى هذا المكان من دون ان يخبروه بأي شيء. وأوضح رمضان لمحامي الدفاع عنه قائلا «إنني أتحمل المسؤولية إذا وجد احد ولو دولار واحد للرئيس صدام حسين في الخارج»، مؤكدا أن المبالغ الخاصة بمذكرة التفاهم المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء «كانت تتسلم من قبل وزارة المالية العراقية»، متهما وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأنها «هي التي قامت بسرقة الأموال الأخرى خلال احتلالها للعراق».
وأضاف رمضان قائلا «لقد كان للعراق ما يقرب من سبعة مليارات دولار في حساب في مصرف باريس في أميركا وان الأميركيين هم الذين سرقوا أموال العراق، كما انهم سرقوا الأموال التي كانت موجودة داخل العراق والتي تقدر بملياري دولار بسبب عدم وجود النظام الرقابي لضبط تلك الأموال في العراق الآن». وحول سؤال عن موضوع تهريب الأموال والآلية التي كانت الحكومة سائرة عليها، قال رمضان «كنت رئيسا للجنة مذكرة التفاهم على مدى سبع سنوات، و أتحدى أي واحد منهم يقول انه وجد أي مخالفة أو تهريب للأموال الخاصة بالمذكرة من قبل الحكومة العراقية».
أما عن آلية لبيع النفط فقد أكد للجنة قائلا «انه كان يباع بالسعر الدولي كما هو في وقته، وفي كل أسبوع يتم تحديد سعر النفط من قبل الأمم المتحدة وخصوصا لجنتها الاستشارية، اما الشركات التي تشتري النفط فإنها تقوم بإيداع الأموال لدى مصرف باريس في أميركا وترسل الأموال الى ذات المصرف قبل عملية ضخ النفط وبالسعر الرسمي الذي أكد انه لا يستطيع أحد أن يشتري بأقل أو أكثر من ذلك». أما عن البضائع التي يقوم العراق بشرائها فقد أكد رمضان قائلا
«ان تلك البضائع تسلم لنا في الموانئ العراقية ثم يتم تسليم مبالغها من قبل مصرف باريس في أميركا، كما ان لجنة الرقابة التابعة للأمم المتحدة موجودة في الموانئ العراقية لغرض التدقيق على البضائع، كما ان العراق لم يتسلم اية مبالغ نقدية». وأشار محامي رمضان الى انه انتقل مع موكله إلى مكان كانت توجد فيه لجنة الكونغرس الاميركي والمؤلفة من خمسة أعضاء. وقال ان اللجنة سألت موكله عن مبلغ ملياري دولار كان مودعا في البنك المركزي العراقي وان الرئيس صدام حسين كان قد اقترح في حينها سحب المبلغ وتوزيعه على القياديين ومنهم رمضان وقصي صدام حسين للحفاظ عليها، مضيفا ان رمضان أجاب بأن هذا الامر صحيح وقد سمع به ولكنه لم يتسلم أي مبلغ، مشيرا إلى أن هناك عددا من أعضاء القيادة تسلموا اموالا لا يعرف كميتها ولكنهم قاموا بتسليمها إلى قوات الاحتلال عند اعتقالهم على حد علمه.
وقال المحامي أنه اعترض على السؤال الذي طرحته اللجنة على موكله حول دعم الحكومة العراقية لما أسموه بـ «الإرهابيين أو الانتحاريين» الفلسطينيين بالقول «إن هذا الموضوع لا يدخل ضمن الحفاظ على أموال العراق بل يدخل ضمن أمن إسرائيل»، مشيرا إلى أن رمضان عقب بالقول «إن العراق كان يساند شعب فلسطين علناً وكنا نعطي لعائلة كل من يسقط شهيداً مبلغا قدره 25 ألف دولار ولكل من يهدم داره من الفلسطينيين خمسة آلاف دولار، وهذا واجب مفروض علينا للدفاع عن أهلنا وشعبنا في فلسطين».
وكان رمضان قد اجاب حول رؤيته للحل السياسي في العراق بالقول «إذا ما حدثت مفاوضات مع حزب البعث والقوى السلفية الأخرى فمن الممكن إيقاف العمليات وإنهاء الأزمة، ولكننا نرفض أن تنصبوا أناسا جئتم بهم على الدبابة الأميركية على العراق، كما نرفض أن نكون عملاء لكم، ولكن من الممكن أن نكون أصدقاء إذا ما خرجت قوات الاحتلال من العراق». وأضاف المحامي ان موكله قال في معرض رده على سؤال حول أسباب عدم محاولة التفاوض مع اميركا قبل سقوط بغداد قائلا «حاولنا من خلال مذكرة التفاهم إعطاء أميركا اكبر حصة من النفط بلغت 20 في المائة من اجل التقارب إلا أن الإدارة الأميركية لم تتفاعل مع هذه المعطيات من اجل التقارب».
وأوضح المحامي ان موكله رد على سؤال حول محاولة القيادة العراقية للحوار مع أميركا بشكل مباشر بالقول «لقد أدليت بتصريحات مفادها انه إذا كان لدى أميركا الاستعداد للتفاوض فسأذهب الى واشنطن، الا ان أميركا لم تستجب لذلك وان الطريق الوحيد لحل القضية، خصوصا إنكم تدعون بأنكم ديمقراطيون، هو السماح لحزب البعث بالعمل وسحب الجيوش المحتلة من العراق». وأشار الى ان رمضان وفي معرض رده على سؤال اللجنة حول كيفية دعم الحكومة العراقية للجبهة العربية التي قالوا عنها انها إرهابية ودعم الحكومة لأبو العباس وقد خصص له فندق الحياة في بغداد، فأجابهم رمضان قائلا «أبو العباس لديه شركة ونزوده بالنفط شأنه شأن باقي الشركات، وان الذي قتل ابو العباس هم الأميركيون وهم مسؤولون عن هذه الجريمة».
وتحدث المحامي عن لقائه الأول برمضان وقال «وصلنا إلى المكان الذي يوجد فيه المعتقل الخاص بالمحتجزين.. ترجلنا من السيارة واجتزنا سيرا على الاقدام ثلاث بوابات وقد شاهدت عددا من المعتقلين الذين لم أكن أشاهدهم من قبل نعتني احدهم بـ (العميل) ولدى إخباري له بأني محام عراقي التزم الصمت، توجهنا بعد ذلك صوب ما يطلق عليه بـ (الجملونات) حيث اخبروني فيما بعد بأنها كانت أحد المعسكرات التابعة للحرس الخاص الواقعة في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد. أدخلوني بعد وصولنا إلى غرفة تبلغ مساحتها أربعة أمتار مربعة وضع فيها كرسيان متقابلان بينهما طاولة وكرسي ثالث للعسكري الاميركي الذي لازمنا طيلة المقابلة».
وأوضح المحامي قائلا «بعد وصولي الى هذه الغرفة طلبوا مني ان انتقل الى غرفة اخرى لتناول الشاي، وبعد فترة قليلة اخبروني بان موكلي بانتظاري في الغرفة الاولى فانتقلت الى حيث المكان الذي جلس به رمضان وهو يرتدي بدلة خاصة بالسجناء زرقاء اللون. كان متعبا فتبادلت معه الحديث عن اسباب التعب الذي يعانيه وعن كيفية اعتقاله فاجاب قائلا «لقد تم اعتقالي من قبل عناصر البيشمركة نتيجة إخبارية وصلت لهم عن مكان وجودي وقد القوا القبض علي الا انهم لم يعاملوني معاملة سيئة سوى إنهم خلعوا مني خاتم الذهب الخاص بالزواج وجردوني من كل ما احمله من اموال وسلموني إلى القوات الاميركية التي نقلتني على الفور بطائرة الى المعتقل حيث تم وضعي في غرفة صغيرة تبلغ مساحتها مترا مربعا واحدا، وتم تجريدي من ملابسي ثم انهالوا علي بالضرب باستخدام عصا مصنوعة من الألمنيوم حتى أغمي علي وداس الجنود الأميركيون علي بأحذيتهم العسكرية وهم يصرخون ويسألونني عن مكان صدام حسين وأين هو الان. واستمر الجنود بممارسة التعذيب الى حد الاغماء والقيام بحقني بإبر لا اعرف هل كانت للعلاج ام لغير ذلك، وقد استمرت فترة التعذيب والتحقيق معي 21 يوما لم اكن افرق خلال هذه الفترة بين الليل والنهار لان الغرفة كانت مظلمة».
وأشار المحامي إلى أن موكله اخبره بأن الأميركيين «دسوا لي شخصا مصري الجنسية خلسة اخبرني بأنه يستطيع ان يجلب لي الخبز والشاي بعد أن أخبرته بأنني جائع، اذ جلب لي بالفعل الخبز والشاي واخبرني بأنهم سيخففون عني العذاب وسينقلونني إلى غرفة ثانية. وبعد اكمال اجراءات نقلي عرفت باني مكثت في غرفة التعذيب 21 يوما من خلال مشاهدتي تاريخ نقلي الى المكان الجديد». ويضيف محامي الدفاع عن طه ياسين رمضان إن موكله أكد له قائلا «إن القوات الاميركية بعد أن قاموا بنقلي بدأوا يساومونني عن طريق وعدي بإعطائي السجائر والسماح لي بالتحدث مع عائلتي بواسطة الهاتف مقابل أن احكي لهم عن كل ما يتعلق بالسلاح الذي يمتلكه العراق وعن معلوماتي عن الرئيس صدام حسين، فضلا عن انهم كانوا يحاولون خلق نوع من الفتنة بين صفوف المعتقلين من رموز النظام السابق».
وأوضح رمضان «لقد عرض الاميركيون علي منصب رئيس الجمهورية مقابل ان اشهد ضد الرئيس صدام حسين وكان جوابي لهم واضحا وهو أنني لن أكون رئيسا للعراق إلا بعد ان اجتمع مع الرئيس صدام حسين». ويؤكد المحامي إن موكله كان طيلة اللقاء وعندما يأتي ذكر صدام حسين لا يقبل من احد إلا أن يقول «الرئيس صدام حسين» فضلا عن تأكيده أنه لن يتخلى عن البعث إلى آخر يوم في حياته. وأشار المحامي قائلا «لقد سألني موكلي طه ياسين رمضان عن الأوضاع في العراق وعند إخباري له تأثر كثيرا»، وقال «إن الاميركيين أرادوا أن يتفاوضوا معنا كما أنهم أرادوا أن يتعاملوا معنا وقد قلنا لهم وسنبقى نقول إننا لن نتعامل مع أميركا إلا بعد تخرج جيوشها من أراضينا».
وأضاف المحامي أن اللقاء الثاني استغرق 30 دقيقة، حيث كان إجراء التحقيق جاريا معه بتهمة مذبحة الدجيل، مشيرا الى انهم اخبروا موكله بان شهودا عليه بهذه التهمة من بينهم وضاح الشيخ الذي كان يشغل منصب معاون مدير المخابرات في حينه برزان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس السابق صدام حسين.. قالوا إن طه ياسين رمضان كان يرأس لجنة تجريف الدجيل عام 1982 لكن رمضان قال «لم أكن رئيسا لمثل هذه اللجنة ولا علاقة لي بموضوع الدجيل». وقال المحامي إن اللقاء الثالث كان لقاءً استعراضيا لم يدم سوى عشر دقائق جرى فيه تصوير إجراءات التحقيق مع موكله لإظهار صور المحامين الذين يترافعون عن موكليهم من رموز النظام السابق في الصحف للضغط عليهم وتعرضهم للتهديد والمخاطر.
ولم يتحدث المحامي في الزيارة الثالثة مع موكله سوى أن رمضان استفسر منه عن الوضع في العراق وعن أهله. من جهته، اعلن المحامي بديع عارف عزت المكلف بالدفاع عن طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق ان الجهات الاميركية واستجابة للنداء الذي وجهه موكله الى الرأي العام العالمي، بدأت بالسماح ومنذ ثلاثة اسابيع بزيارة عوائل المعتقلين من غير الـ 12 من كبار المسؤولين من رموز النظام السابق. وقال عزت لـ «الشرق الاوسط» ان الجهات الاميركية قسمت الزيارات للمعتقلين على شكل وجبتين، مشيرا الى انهم اخبروه ان الاثني عشر معتقلا سيسمح لهم باللقاء بعوائلهم بعد انتهاء الزيارات للوجبتين انفتي الذكر. وكشف المحامي عزت النقاب عن اطلاق سراح المعتقل عامر السعدي الذي كان يشغل منصب مستشار في رئاسة الجمهورية قبل شهر. وأوضح انه التقى اول من امس موكله عزيز الذي ما زالت صحته تبدو سيئة، مشيرا الى ان اللقاء كان مع لجنة مشكلة من الكونغرس الاميركي ومن الحزبين الديمقراطي والجمهوري ودام عشر ساعات. ووصف عزت اللقاء الذي تخللته وجبتا الفطور والغداء، بانه كان لقاءً وديا ومثمرا تم فيه التطرق الى ظروف الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق.
مشيرا الى ان الموقف كان غير متطابق بشكل كامل. واشار الى ان طارق عزيز قدم شرحا لممثلي الكونغرس حول الحرب على العراق التي اكد انها كانت مفتعلة لم تعتمد على أي اسس قانونية ودولية وتمت بالاتفاق مع دولتين فقط من دون الرجوع بشكل شرعي الى قوانين الامم المتحدة. وأكد المحامي ان موكله تساءل عن اسباب هذه الحرب التي شجبها الرأي العام العالمي واحدثت شرخا كبيرا بين اميركا وبريطانيا من جهة وبين المجتمع الدولي من جهة اخرى. وأكد عزت ان طارق عزيز قدم شرحا في معرض رده عن سؤال حول آلية برنامج النفط مقابل الغذاء، مشيرا الى انه ليس باستطاعة احد ان يتلاعب بسعر النفط، وان البضائع التي كانت تورد الى العراق كان الخبراء الامميون يراقبون في الموانئ العراقية تلك الآلية. يذكر ان المحامي بديع عارف عزت التقى موكله طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق للمرة الرابعة.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=9643&article=295047
نائب رئيس الجمهورية السابق: الأميركيون عرضوا علي الرئاسة نظير الشهادة ضد صدام فرفضت.. ونصحتهم بمحاورة البعث لوقف الهجمات
بغداد: رعد كامل
أكد محاميا طه ياسين رمضان وطارق عزيز ان لجنة من الكونغرس الاميركي التقت رمضان الاثنين الماضي وعزيز اول من امس داخل المعتقل في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد. وقال احد المحامين الأربعة المكلفين الدفاع عن طه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية السابق والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ «الشرق الأوسط» انه التقى بموكله الاثنين الماضي للمرة الرابعة وان اللقاء الأخير استغرق سبع ساعات. وأضاف محامي رمضان انه ذهب صباح الاثنين الى منطقة قرب مطار بغداد الدولي حيث اصطحبته قوات اميركية تستقل ثلاث سيارات من نوع همفي استقل هو إحداها وكانت مظللة ولم يستطع رؤية شيء طيلة الـ 45 دقيقة.
وأضاف المحامي أنه تبادل السلام مع رمضان الذي كان يرتدي الزي العربي وقد وضع على رأسه العقال وكانت صحته تبدو جيدة وكان يتمتع بمعنويات عالية جدا على حد قول المحامي. لكنه أضاف ان رمضان جاء إلى اللقاء من دون ان يحلق ذقنه لأنه لم يكن يعلم باللقاء انهم جاءوا به إلى هذا المكان من دون ان يخبروه بأي شيء. وأوضح رمضان لمحامي الدفاع عنه قائلا «إنني أتحمل المسؤولية إذا وجد احد ولو دولار واحد للرئيس صدام حسين في الخارج»، مؤكدا أن المبالغ الخاصة بمذكرة التفاهم المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء «كانت تتسلم من قبل وزارة المالية العراقية»، متهما وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأنها «هي التي قامت بسرقة الأموال الأخرى خلال احتلالها للعراق».
وأضاف رمضان قائلا «لقد كان للعراق ما يقرب من سبعة مليارات دولار في حساب في مصرف باريس في أميركا وان الأميركيين هم الذين سرقوا أموال العراق، كما انهم سرقوا الأموال التي كانت موجودة داخل العراق والتي تقدر بملياري دولار بسبب عدم وجود النظام الرقابي لضبط تلك الأموال في العراق الآن». وحول سؤال عن موضوع تهريب الأموال والآلية التي كانت الحكومة سائرة عليها، قال رمضان «كنت رئيسا للجنة مذكرة التفاهم على مدى سبع سنوات، و أتحدى أي واحد منهم يقول انه وجد أي مخالفة أو تهريب للأموال الخاصة بالمذكرة من قبل الحكومة العراقية».
أما عن آلية لبيع النفط فقد أكد للجنة قائلا «انه كان يباع بالسعر الدولي كما هو في وقته، وفي كل أسبوع يتم تحديد سعر النفط من قبل الأمم المتحدة وخصوصا لجنتها الاستشارية، اما الشركات التي تشتري النفط فإنها تقوم بإيداع الأموال لدى مصرف باريس في أميركا وترسل الأموال الى ذات المصرف قبل عملية ضخ النفط وبالسعر الرسمي الذي أكد انه لا يستطيع أحد أن يشتري بأقل أو أكثر من ذلك». أما عن البضائع التي يقوم العراق بشرائها فقد أكد رمضان قائلا
«ان تلك البضائع تسلم لنا في الموانئ العراقية ثم يتم تسليم مبالغها من قبل مصرف باريس في أميركا، كما ان لجنة الرقابة التابعة للأمم المتحدة موجودة في الموانئ العراقية لغرض التدقيق على البضائع، كما ان العراق لم يتسلم اية مبالغ نقدية». وأشار محامي رمضان الى انه انتقل مع موكله إلى مكان كانت توجد فيه لجنة الكونغرس الاميركي والمؤلفة من خمسة أعضاء. وقال ان اللجنة سألت موكله عن مبلغ ملياري دولار كان مودعا في البنك المركزي العراقي وان الرئيس صدام حسين كان قد اقترح في حينها سحب المبلغ وتوزيعه على القياديين ومنهم رمضان وقصي صدام حسين للحفاظ عليها، مضيفا ان رمضان أجاب بأن هذا الامر صحيح وقد سمع به ولكنه لم يتسلم أي مبلغ، مشيرا إلى أن هناك عددا من أعضاء القيادة تسلموا اموالا لا يعرف كميتها ولكنهم قاموا بتسليمها إلى قوات الاحتلال عند اعتقالهم على حد علمه.
وقال المحامي أنه اعترض على السؤال الذي طرحته اللجنة على موكله حول دعم الحكومة العراقية لما أسموه بـ «الإرهابيين أو الانتحاريين» الفلسطينيين بالقول «إن هذا الموضوع لا يدخل ضمن الحفاظ على أموال العراق بل يدخل ضمن أمن إسرائيل»، مشيرا إلى أن رمضان عقب بالقول «إن العراق كان يساند شعب فلسطين علناً وكنا نعطي لعائلة كل من يسقط شهيداً مبلغا قدره 25 ألف دولار ولكل من يهدم داره من الفلسطينيين خمسة آلاف دولار، وهذا واجب مفروض علينا للدفاع عن أهلنا وشعبنا في فلسطين».
وكان رمضان قد اجاب حول رؤيته للحل السياسي في العراق بالقول «إذا ما حدثت مفاوضات مع حزب البعث والقوى السلفية الأخرى فمن الممكن إيقاف العمليات وإنهاء الأزمة، ولكننا نرفض أن تنصبوا أناسا جئتم بهم على الدبابة الأميركية على العراق، كما نرفض أن نكون عملاء لكم، ولكن من الممكن أن نكون أصدقاء إذا ما خرجت قوات الاحتلال من العراق». وأضاف المحامي ان موكله قال في معرض رده على سؤال حول أسباب عدم محاولة التفاوض مع اميركا قبل سقوط بغداد قائلا «حاولنا من خلال مذكرة التفاهم إعطاء أميركا اكبر حصة من النفط بلغت 20 في المائة من اجل التقارب إلا أن الإدارة الأميركية لم تتفاعل مع هذه المعطيات من اجل التقارب».
وأوضح المحامي ان موكله رد على سؤال حول محاولة القيادة العراقية للحوار مع أميركا بشكل مباشر بالقول «لقد أدليت بتصريحات مفادها انه إذا كان لدى أميركا الاستعداد للتفاوض فسأذهب الى واشنطن، الا ان أميركا لم تستجب لذلك وان الطريق الوحيد لحل القضية، خصوصا إنكم تدعون بأنكم ديمقراطيون، هو السماح لحزب البعث بالعمل وسحب الجيوش المحتلة من العراق». وأشار الى ان رمضان وفي معرض رده على سؤال اللجنة حول كيفية دعم الحكومة العراقية للجبهة العربية التي قالوا عنها انها إرهابية ودعم الحكومة لأبو العباس وقد خصص له فندق الحياة في بغداد، فأجابهم رمضان قائلا «أبو العباس لديه شركة ونزوده بالنفط شأنه شأن باقي الشركات، وان الذي قتل ابو العباس هم الأميركيون وهم مسؤولون عن هذه الجريمة».
وتحدث المحامي عن لقائه الأول برمضان وقال «وصلنا إلى المكان الذي يوجد فيه المعتقل الخاص بالمحتجزين.. ترجلنا من السيارة واجتزنا سيرا على الاقدام ثلاث بوابات وقد شاهدت عددا من المعتقلين الذين لم أكن أشاهدهم من قبل نعتني احدهم بـ (العميل) ولدى إخباري له بأني محام عراقي التزم الصمت، توجهنا بعد ذلك صوب ما يطلق عليه بـ (الجملونات) حيث اخبروني فيما بعد بأنها كانت أحد المعسكرات التابعة للحرس الخاص الواقعة في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد. أدخلوني بعد وصولنا إلى غرفة تبلغ مساحتها أربعة أمتار مربعة وضع فيها كرسيان متقابلان بينهما طاولة وكرسي ثالث للعسكري الاميركي الذي لازمنا طيلة المقابلة».
وأوضح المحامي قائلا «بعد وصولي الى هذه الغرفة طلبوا مني ان انتقل الى غرفة اخرى لتناول الشاي، وبعد فترة قليلة اخبروني بان موكلي بانتظاري في الغرفة الاولى فانتقلت الى حيث المكان الذي جلس به رمضان وهو يرتدي بدلة خاصة بالسجناء زرقاء اللون. كان متعبا فتبادلت معه الحديث عن اسباب التعب الذي يعانيه وعن كيفية اعتقاله فاجاب قائلا «لقد تم اعتقالي من قبل عناصر البيشمركة نتيجة إخبارية وصلت لهم عن مكان وجودي وقد القوا القبض علي الا انهم لم يعاملوني معاملة سيئة سوى إنهم خلعوا مني خاتم الذهب الخاص بالزواج وجردوني من كل ما احمله من اموال وسلموني إلى القوات الاميركية التي نقلتني على الفور بطائرة الى المعتقل حيث تم وضعي في غرفة صغيرة تبلغ مساحتها مترا مربعا واحدا، وتم تجريدي من ملابسي ثم انهالوا علي بالضرب باستخدام عصا مصنوعة من الألمنيوم حتى أغمي علي وداس الجنود الأميركيون علي بأحذيتهم العسكرية وهم يصرخون ويسألونني عن مكان صدام حسين وأين هو الان. واستمر الجنود بممارسة التعذيب الى حد الاغماء والقيام بحقني بإبر لا اعرف هل كانت للعلاج ام لغير ذلك، وقد استمرت فترة التعذيب والتحقيق معي 21 يوما لم اكن افرق خلال هذه الفترة بين الليل والنهار لان الغرفة كانت مظلمة».
وأشار المحامي إلى أن موكله اخبره بأن الأميركيين «دسوا لي شخصا مصري الجنسية خلسة اخبرني بأنه يستطيع ان يجلب لي الخبز والشاي بعد أن أخبرته بأنني جائع، اذ جلب لي بالفعل الخبز والشاي واخبرني بأنهم سيخففون عني العذاب وسينقلونني إلى غرفة ثانية. وبعد اكمال اجراءات نقلي عرفت باني مكثت في غرفة التعذيب 21 يوما من خلال مشاهدتي تاريخ نقلي الى المكان الجديد». ويضيف محامي الدفاع عن طه ياسين رمضان إن موكله أكد له قائلا «إن القوات الاميركية بعد أن قاموا بنقلي بدأوا يساومونني عن طريق وعدي بإعطائي السجائر والسماح لي بالتحدث مع عائلتي بواسطة الهاتف مقابل أن احكي لهم عن كل ما يتعلق بالسلاح الذي يمتلكه العراق وعن معلوماتي عن الرئيس صدام حسين، فضلا عن انهم كانوا يحاولون خلق نوع من الفتنة بين صفوف المعتقلين من رموز النظام السابق».
وأوضح رمضان «لقد عرض الاميركيون علي منصب رئيس الجمهورية مقابل ان اشهد ضد الرئيس صدام حسين وكان جوابي لهم واضحا وهو أنني لن أكون رئيسا للعراق إلا بعد ان اجتمع مع الرئيس صدام حسين». ويؤكد المحامي إن موكله كان طيلة اللقاء وعندما يأتي ذكر صدام حسين لا يقبل من احد إلا أن يقول «الرئيس صدام حسين» فضلا عن تأكيده أنه لن يتخلى عن البعث إلى آخر يوم في حياته. وأشار المحامي قائلا «لقد سألني موكلي طه ياسين رمضان عن الأوضاع في العراق وعند إخباري له تأثر كثيرا»، وقال «إن الاميركيين أرادوا أن يتفاوضوا معنا كما أنهم أرادوا أن يتعاملوا معنا وقد قلنا لهم وسنبقى نقول إننا لن نتعامل مع أميركا إلا بعد تخرج جيوشها من أراضينا».
وأضاف المحامي أن اللقاء الثاني استغرق 30 دقيقة، حيث كان إجراء التحقيق جاريا معه بتهمة مذبحة الدجيل، مشيرا الى انهم اخبروا موكله بان شهودا عليه بهذه التهمة من بينهم وضاح الشيخ الذي كان يشغل منصب معاون مدير المخابرات في حينه برزان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس السابق صدام حسين.. قالوا إن طه ياسين رمضان كان يرأس لجنة تجريف الدجيل عام 1982 لكن رمضان قال «لم أكن رئيسا لمثل هذه اللجنة ولا علاقة لي بموضوع الدجيل». وقال المحامي إن اللقاء الثالث كان لقاءً استعراضيا لم يدم سوى عشر دقائق جرى فيه تصوير إجراءات التحقيق مع موكله لإظهار صور المحامين الذين يترافعون عن موكليهم من رموز النظام السابق في الصحف للضغط عليهم وتعرضهم للتهديد والمخاطر.
ولم يتحدث المحامي في الزيارة الثالثة مع موكله سوى أن رمضان استفسر منه عن الوضع في العراق وعن أهله. من جهته، اعلن المحامي بديع عارف عزت المكلف بالدفاع عن طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق ان الجهات الاميركية واستجابة للنداء الذي وجهه موكله الى الرأي العام العالمي، بدأت بالسماح ومنذ ثلاثة اسابيع بزيارة عوائل المعتقلين من غير الـ 12 من كبار المسؤولين من رموز النظام السابق. وقال عزت لـ «الشرق الاوسط» ان الجهات الاميركية قسمت الزيارات للمعتقلين على شكل وجبتين، مشيرا الى انهم اخبروه ان الاثني عشر معتقلا سيسمح لهم باللقاء بعوائلهم بعد انتهاء الزيارات للوجبتين انفتي الذكر. وكشف المحامي عزت النقاب عن اطلاق سراح المعتقل عامر السعدي الذي كان يشغل منصب مستشار في رئاسة الجمهورية قبل شهر. وأوضح انه التقى اول من امس موكله عزيز الذي ما زالت صحته تبدو سيئة، مشيرا الى ان اللقاء كان مع لجنة مشكلة من الكونغرس الاميركي ومن الحزبين الديمقراطي والجمهوري ودام عشر ساعات. ووصف عزت اللقاء الذي تخللته وجبتا الفطور والغداء، بانه كان لقاءً وديا ومثمرا تم فيه التطرق الى ظروف الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق.
مشيرا الى ان الموقف كان غير متطابق بشكل كامل. واشار الى ان طارق عزيز قدم شرحا لممثلي الكونغرس حول الحرب على العراق التي اكد انها كانت مفتعلة لم تعتمد على أي اسس قانونية ودولية وتمت بالاتفاق مع دولتين فقط من دون الرجوع بشكل شرعي الى قوانين الامم المتحدة. وأكد المحامي ان موكله تساءل عن اسباب هذه الحرب التي شجبها الرأي العام العالمي واحدثت شرخا كبيرا بين اميركا وبريطانيا من جهة وبين المجتمع الدولي من جهة اخرى. وأكد عزت ان طارق عزيز قدم شرحا في معرض رده عن سؤال حول آلية برنامج النفط مقابل الغذاء، مشيرا الى انه ليس باستطاعة احد ان يتلاعب بسعر النفط، وان البضائع التي كانت تورد الى العراق كان الخبراء الامميون يراقبون في الموانئ العراقية تلك الآلية. يذكر ان المحامي بديع عارف عزت التقى موكله طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق للمرة الرابعة.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=9643&article=295047