المهدى
04-21-2005, 08:12 AM
أصبحت مركزا لكبار رجال الأعمال
تحولت العاصمة البريطانية لندن بمثابة نقطة استقطاب لمليارديرات العالم الذي يمتلكون ثروات مالية طائلة. وتظهر الأرقام الجديدة أن اكثر من 85 مليارديرا يعيشون في ربوع المدينة، وهو رقم ربما يفوق اي عاصمة اخرى في العالم. وتقدر الثروة الاجمالية لأغنى 40 مليارديرا في بريطانيا (الذين يملكون مليار دولار او اكثر باستثناء حساباتهم البنكية) نحو 98.655 مليار جنيه استرليني (حوالي 185.1 مليار دولار)، اما بالنسبة لأغنى عشرة اشخاص اجانب في بريطانيا فوصلت ثروتهم الى 45.570 مليار جنيه استرليني (نحو 85.6 مليار دولار).
وتمثل سمعة لندن كمركز للتجارة العالمية عنصرا مهما في جذب هؤلاء المليارديرات الاجانب. كما ان قدرة لندن على تقديم أسلوب حياة هادئة وبيوت فارهة في وسط المدينة، فضلا على ان الاعفاءات الضريبية السخية، والتسهيلات فيما يتعلق بالحصول على الجنسية البريطانية تلعب دورا مهما هي الاخرى في اجتذاب اصحاب المليارات. وفي هذا الجانب، يمكن القول ان الاجانب في لندن لا يدفعون اي ضرائب على الاموال التي يجنونها خارج بريطانيا، اضافة الى ان شراء الشركات او الاملاك عبر شركات «اوف شور» لا تعتبر عملية معقدة وطويلة، مثلما هو الحال في بعض الدول الاوروبية الاخرى.
ويأتي في صدارة القائمة لأصحاب المليارات في لندن، أغنى شخص في بريطانيا، و«امبراطور» الحديد والصلب الهندي الاصل لاكشمي ميتال بثروة قدرها 14.8 مليار جنيه استرليني (27.9 مليار دولار). ويمتلك منزلا فخما اشتراه أخيرا بقيمة 75 مليون جنيه استرليني (حوالي 140 مليون دولار) في منطقة كنزينغتون ويقع في «ممر المليارديرية» الى جانب قصر «كنزينغتون بالاس»، منزل الأميرة الراحلة ديانا وزوجها الأمير تشارلز، وكذلك الى جانب قصر سلطان بروناي. ومن ضمن المهاجرين الاثرياء الآخرين سبيرو لاتسيس، المصرفي اليوناني وقطب الشحن المعروف، وجون فريدريكسين، مليونير السفن النرويجي. ويوجد في عاصمة الضباب (بجورغولفور ثور بجورغولفسون) اول ملياردير في ايسلندا الذي صنع ثروته من صناعة الكحول في روسيا، قبل أن يبيع مصالحه لشركة هاينكن في عام 2002. واستغل حصيلة البيع لإجراء استثمارات ضخمة في وطنه ايسلندا ودول أخرى، إذ أصبح يملك اليوم حصصا في أكبر 10 شركات ايسلندية وحصة في الاتصالات التشيكية والبلغارية.
وهناك هانز روسينغ «ملك» التغليف في العالم بثروة بلغت 4.95 مليار جنيه استرليني (9.31 مليار دولار)، إضافة إلى وجود اثنين من أفراد اسرته، وهما كريستين وجورن روسينغ بثروة 2.575 مليار جنيه استرليني (نحو 4.84 مليار دولار) لكل منهما. كما يقيم في العاصمة البريطانية صديق رومان ابراموفيتش الحميم، رجل الاعمال الشاب المتخصص بتجارة الألمنيوم، الروسي اوليغ ديريباسكا الذي يملك اكثر من 8 مليارات دولار. وهناك ايضا تاجرا المعادن والعقارات، الأخوان ديفيد وسيمون روبين، اللذان ولدا في العراق وترعرعا في الهند، بمليارين ونصف مليار لكل منهما. ويشير المعلقون الى ان العاصمة البريطانية تتمتع بمميزات لا تستطيع العواصم الاخرى المنافسة ان تجاريها فيها، خصوصا ما يتعلق بشكلها وانفتاحها على العالم، وبات شائعا الآن انه اذا قررت الشخصيات الدولية القوية ان تتحول الى لاعب عالمي عليها ان تؤسس لها وجودا في العاصمة البريطانية. وتظهر البيانات أن لندن تؤوي من المليونيرات اكثر من اي مدينة أخرى في أوروبا، وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة «صنداي تايمز» اخيرا الى ان 503 من اصل اغنى الف شخص في بريطانيا يعيشون في لندن لوحدها.
* الروس مقبلون
* وهؤلاء الاثرياء هم جزء من تقليد يمتد الى احد الرموز مثل نيثن روتشيلد، المصرفي اليهودي الألماني الذي استقر في لندن عام 1798، ويعتبر أحفاده الآن من اهم الاشخاص تأثيرا في الوسط المالي في لندن. وعلى عكس الصورة السلبية التي ترسمها صحف الاثارة في بريطانيا حول الاجانب وطالبي اللجوء السياسي، فإن اكثرية مليارديرات بريطانيا هم اجانب، كما ان 7 من اصل اغنى 10 اشخاص في بريطانيا هم من الاجانب ايضا. ولعل موقع لندن المناسب بين نيويورك وموسكو، جعل العديد من الاثرياء الروس يختارونها مقرا لهم من امثال بوريس بيريسوفسكاي رجل الاعمال الذي ينشط في مجال العقارات والنفط، الذي تصل ثروته الى اكثر من 3 مليارات دولار، حيث يملك اكثر من اقطاعية في بريطانيا، ويملك منزلا في تشيلسي تصل قيمته الى اكثر من 10 ملايين جنيها استرليني (حوالي 19 مليون دولار). كما يملك اقطاعية اخرى يصل حجمها الى 172 فدانا في «هاسكومب كورت» بالقرب في لندن.
من ناحية أخرى، يذكر خبراء العقارات ان لندن اصبحت الاختيار الأمثل للمليارديرات الذين يبحثون عن قاعدة جديدة، وجزئيا لأن العاصمة البريطانية تشتمل على بعض من أجود العقارات في العالم. وفي لندن يمكن أن تجد عقارا في وسطها يشتمل على كراج وحديقة وسكن للخدم، بينما يختلف الحال في نيويورك حيث يجب الاستعانة بشقّة عالية.
ورغم تصاعد الحديث في الآونة الاخيرة عن تباطؤ النمو في اسعار العقارات البريطانية في معظم المناطق، الا ان هناك (زاوية) صغيرة من هذا القطاع لا تزال ملتهبة وتتمثل في العقارات الفاخرة التي تتجاوز أسعارها مليون جنيه استرليني (1.8 مليون دولار)، وربما كان الاثرياء الروس يمثلون حالة خاصة في هذا الاطار حيث ان اندفاعهم لشراء العقارات في لندن، أدى على سبيل المثال الى رفع مبيعات العقارات الفاخرة في بريطانيا، بنحو 61% في النصف الأول من العام الماضي. ووفقا لبيانات مؤسسة هالي فاكس، أكبر شركات الاقراض العقاري في بريطانيا، ان عدد هذه العقارات التي كان يصل عددها الى 3400 عقار فقط قبل 9 سنوات، يبلغ عددها في الوقت الراهن 45 ألف منزل، ومعظم المنازل المباعة على مستوى بريطانيا كانت في العاصمة البريطانية لندن، وعلى الأخص في أحياء راقية وسط المدينة مثل حي كينزينغتون، وحي تشلسي، التي تعتبر الأكثر جاذبية أو في محيط ما يسمى (أم 25). وتشير بعض المصادر العقارية في هذا الاطار الى انه رغم ان الاثرياء الروس لا يشكلون سوى 1% من العدد الاجمالي للمشترين في لندن، الا انهم يمثلون 15 ـ 20% من المشترين للعقارات التي تتجاوز قيمتها 5 ملايين جنيه استرليني. وهم على استعداد في بعض الاحيان لدفع اسعار اعلى من سعر السوق بنحو 40% للحصول على العقار الذي يرغبونه طبقا لتلك المصادر.
وعوامل الجذب الثقافية والرياضية للمدينة هي سبب آخر لتدفق الاثرياء، قد وجد أبراموفيتش ان طريقة دخوله الى المجتمع البريطاني تتمثل في شراء نادي تشيلسي بـ150 مليون جنيه استرليني. وقد جلبت له هذه الصفقة الشعبية المكانة الاجتماعية. ويمتلك الملياردير الروسي الذي وصلت ثروته الى 7.5 مليار جنيه استرليني (14.1 مليار دولار)، شقة في «لوندر سكوير» في منطقة «نايتسبريدج» في لندن يصل سعرها الى اكثر من 5 ملايين جنيها استرلينيا (حوالي 9.5 مليون دولار). كما يملك اقطاعية في ضاحية «ساسكس» تمتد على مساحة تصل الى 450 فدانا. وأبراموفيتش هو واحد من المهاجرين الذين نجحوا في تحقيق ثروات طائلة في بلدانهم الاصلية ومن ثم اختاروا الاستقرار في لندن. وهذا الأمر منحه قاعدة بريطانية للانطلاق الى باقي أنحاء القارة الاوروبية والعالم.
* وجود عربي
* ومن العوامل الأخرى التي تجذب المليونيرات الى لندن الاستقرار الأمني والخصوصية النسبية التي يمكن ان يتمتعوا بها. ومن أمثال هؤلاء مهدي التاجر، 73 سنة، سفير الامارات العربية السابق في لندن الذي يحتل المركز 13 في قائمة «صنداي تايمز» لهذا العام لأغنى أغنياء بريطانيا لهذا العام بثروة تقدر بنحو 2.1 مليار جنيه استرليني (3.2 مليار دولار). والتاجر يمتلك العديد من العقارات في لندن، واهمها اقطاعية تمتد على 18 الف فدان في منطقة «بيرثشاير» الانجليزية، كما انه يمتلك قصرا تقدر قيمته بالملايين في منطقة باكينغهامشاير.
في حين ان الملياردير نظمي الآوجي، العراقي المولد، الذي حل في المركز 22 في قائمة اغنى اغنياء بريطانيا، بثروة 1.4 مليار جنيه استرليني (2.6 مليار دولار)، فهو يملك العديد من المشاريع والعقارات داخل لندن. بينما تتمثل آخر مشاريع تاجر العقارات سيمون حلبي، السوري الاصل، الذي تقدر ثروته بنحو 750 مليون جنيه استرليني (1.4 مليار دولار)، بناء برج من الزجاج او «شذرة زجاج» في منطقة «لندن بريدج». هذا بالاضافة الى انه يمتلك العديد من العقارات ومراكز التسوق في منطقتي «سلاو» و «ستوكبورت» في لندن.
اما رجل الاعمال المصري محمد الفايد، صاحب محلات هارودز العريقة، الذي تصل ثروته الى نحو 457 مليون جنيه (868 مليون دولار)، فهو يملك اقطاعيتين ضخمتين في منطقة «ساري» في لندن»، واخرى في اسكتلندا تصل قيمتهما معا الى اكثر من 100 مليون جنيها استرلينيا ( حوالي 190 مليون دولار). وفي هذا الإطار، تقدر بعض المصادر العقارية ان الاستثمارات العربية في العاصمة البريطانية ربما تصل الى اكثر من 40 مليار جنيه استرليني (حوالي 72 مليار دولار). وربما كان ابرز الاستثمارات العربية حصص الأمير وليد بن طلال في العديد من المشاريع العقارية والسياحية، خصوصا صفقاته التي تتعلق بفندق «سافوي» وابراج «كناري وورف»
تحولت العاصمة البريطانية لندن بمثابة نقطة استقطاب لمليارديرات العالم الذي يمتلكون ثروات مالية طائلة. وتظهر الأرقام الجديدة أن اكثر من 85 مليارديرا يعيشون في ربوع المدينة، وهو رقم ربما يفوق اي عاصمة اخرى في العالم. وتقدر الثروة الاجمالية لأغنى 40 مليارديرا في بريطانيا (الذين يملكون مليار دولار او اكثر باستثناء حساباتهم البنكية) نحو 98.655 مليار جنيه استرليني (حوالي 185.1 مليار دولار)، اما بالنسبة لأغنى عشرة اشخاص اجانب في بريطانيا فوصلت ثروتهم الى 45.570 مليار جنيه استرليني (نحو 85.6 مليار دولار).
وتمثل سمعة لندن كمركز للتجارة العالمية عنصرا مهما في جذب هؤلاء المليارديرات الاجانب. كما ان قدرة لندن على تقديم أسلوب حياة هادئة وبيوت فارهة في وسط المدينة، فضلا على ان الاعفاءات الضريبية السخية، والتسهيلات فيما يتعلق بالحصول على الجنسية البريطانية تلعب دورا مهما هي الاخرى في اجتذاب اصحاب المليارات. وفي هذا الجانب، يمكن القول ان الاجانب في لندن لا يدفعون اي ضرائب على الاموال التي يجنونها خارج بريطانيا، اضافة الى ان شراء الشركات او الاملاك عبر شركات «اوف شور» لا تعتبر عملية معقدة وطويلة، مثلما هو الحال في بعض الدول الاوروبية الاخرى.
ويأتي في صدارة القائمة لأصحاب المليارات في لندن، أغنى شخص في بريطانيا، و«امبراطور» الحديد والصلب الهندي الاصل لاكشمي ميتال بثروة قدرها 14.8 مليار جنيه استرليني (27.9 مليار دولار). ويمتلك منزلا فخما اشتراه أخيرا بقيمة 75 مليون جنيه استرليني (حوالي 140 مليون دولار) في منطقة كنزينغتون ويقع في «ممر المليارديرية» الى جانب قصر «كنزينغتون بالاس»، منزل الأميرة الراحلة ديانا وزوجها الأمير تشارلز، وكذلك الى جانب قصر سلطان بروناي. ومن ضمن المهاجرين الاثرياء الآخرين سبيرو لاتسيس، المصرفي اليوناني وقطب الشحن المعروف، وجون فريدريكسين، مليونير السفن النرويجي. ويوجد في عاصمة الضباب (بجورغولفور ثور بجورغولفسون) اول ملياردير في ايسلندا الذي صنع ثروته من صناعة الكحول في روسيا، قبل أن يبيع مصالحه لشركة هاينكن في عام 2002. واستغل حصيلة البيع لإجراء استثمارات ضخمة في وطنه ايسلندا ودول أخرى، إذ أصبح يملك اليوم حصصا في أكبر 10 شركات ايسلندية وحصة في الاتصالات التشيكية والبلغارية.
وهناك هانز روسينغ «ملك» التغليف في العالم بثروة بلغت 4.95 مليار جنيه استرليني (9.31 مليار دولار)، إضافة إلى وجود اثنين من أفراد اسرته، وهما كريستين وجورن روسينغ بثروة 2.575 مليار جنيه استرليني (نحو 4.84 مليار دولار) لكل منهما. كما يقيم في العاصمة البريطانية صديق رومان ابراموفيتش الحميم، رجل الاعمال الشاب المتخصص بتجارة الألمنيوم، الروسي اوليغ ديريباسكا الذي يملك اكثر من 8 مليارات دولار. وهناك ايضا تاجرا المعادن والعقارات، الأخوان ديفيد وسيمون روبين، اللذان ولدا في العراق وترعرعا في الهند، بمليارين ونصف مليار لكل منهما. ويشير المعلقون الى ان العاصمة البريطانية تتمتع بمميزات لا تستطيع العواصم الاخرى المنافسة ان تجاريها فيها، خصوصا ما يتعلق بشكلها وانفتاحها على العالم، وبات شائعا الآن انه اذا قررت الشخصيات الدولية القوية ان تتحول الى لاعب عالمي عليها ان تؤسس لها وجودا في العاصمة البريطانية. وتظهر البيانات أن لندن تؤوي من المليونيرات اكثر من اي مدينة أخرى في أوروبا، وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة «صنداي تايمز» اخيرا الى ان 503 من اصل اغنى الف شخص في بريطانيا يعيشون في لندن لوحدها.
* الروس مقبلون
* وهؤلاء الاثرياء هم جزء من تقليد يمتد الى احد الرموز مثل نيثن روتشيلد، المصرفي اليهودي الألماني الذي استقر في لندن عام 1798، ويعتبر أحفاده الآن من اهم الاشخاص تأثيرا في الوسط المالي في لندن. وعلى عكس الصورة السلبية التي ترسمها صحف الاثارة في بريطانيا حول الاجانب وطالبي اللجوء السياسي، فإن اكثرية مليارديرات بريطانيا هم اجانب، كما ان 7 من اصل اغنى 10 اشخاص في بريطانيا هم من الاجانب ايضا. ولعل موقع لندن المناسب بين نيويورك وموسكو، جعل العديد من الاثرياء الروس يختارونها مقرا لهم من امثال بوريس بيريسوفسكاي رجل الاعمال الذي ينشط في مجال العقارات والنفط، الذي تصل ثروته الى اكثر من 3 مليارات دولار، حيث يملك اكثر من اقطاعية في بريطانيا، ويملك منزلا في تشيلسي تصل قيمته الى اكثر من 10 ملايين جنيها استرليني (حوالي 19 مليون دولار). كما يملك اقطاعية اخرى يصل حجمها الى 172 فدانا في «هاسكومب كورت» بالقرب في لندن.
من ناحية أخرى، يذكر خبراء العقارات ان لندن اصبحت الاختيار الأمثل للمليارديرات الذين يبحثون عن قاعدة جديدة، وجزئيا لأن العاصمة البريطانية تشتمل على بعض من أجود العقارات في العالم. وفي لندن يمكن أن تجد عقارا في وسطها يشتمل على كراج وحديقة وسكن للخدم، بينما يختلف الحال في نيويورك حيث يجب الاستعانة بشقّة عالية.
ورغم تصاعد الحديث في الآونة الاخيرة عن تباطؤ النمو في اسعار العقارات البريطانية في معظم المناطق، الا ان هناك (زاوية) صغيرة من هذا القطاع لا تزال ملتهبة وتتمثل في العقارات الفاخرة التي تتجاوز أسعارها مليون جنيه استرليني (1.8 مليون دولار)، وربما كان الاثرياء الروس يمثلون حالة خاصة في هذا الاطار حيث ان اندفاعهم لشراء العقارات في لندن، أدى على سبيل المثال الى رفع مبيعات العقارات الفاخرة في بريطانيا، بنحو 61% في النصف الأول من العام الماضي. ووفقا لبيانات مؤسسة هالي فاكس، أكبر شركات الاقراض العقاري في بريطانيا، ان عدد هذه العقارات التي كان يصل عددها الى 3400 عقار فقط قبل 9 سنوات، يبلغ عددها في الوقت الراهن 45 ألف منزل، ومعظم المنازل المباعة على مستوى بريطانيا كانت في العاصمة البريطانية لندن، وعلى الأخص في أحياء راقية وسط المدينة مثل حي كينزينغتون، وحي تشلسي، التي تعتبر الأكثر جاذبية أو في محيط ما يسمى (أم 25). وتشير بعض المصادر العقارية في هذا الاطار الى انه رغم ان الاثرياء الروس لا يشكلون سوى 1% من العدد الاجمالي للمشترين في لندن، الا انهم يمثلون 15 ـ 20% من المشترين للعقارات التي تتجاوز قيمتها 5 ملايين جنيه استرليني. وهم على استعداد في بعض الاحيان لدفع اسعار اعلى من سعر السوق بنحو 40% للحصول على العقار الذي يرغبونه طبقا لتلك المصادر.
وعوامل الجذب الثقافية والرياضية للمدينة هي سبب آخر لتدفق الاثرياء، قد وجد أبراموفيتش ان طريقة دخوله الى المجتمع البريطاني تتمثل في شراء نادي تشيلسي بـ150 مليون جنيه استرليني. وقد جلبت له هذه الصفقة الشعبية المكانة الاجتماعية. ويمتلك الملياردير الروسي الذي وصلت ثروته الى 7.5 مليار جنيه استرليني (14.1 مليار دولار)، شقة في «لوندر سكوير» في منطقة «نايتسبريدج» في لندن يصل سعرها الى اكثر من 5 ملايين جنيها استرلينيا (حوالي 9.5 مليون دولار). كما يملك اقطاعية في ضاحية «ساسكس» تمتد على مساحة تصل الى 450 فدانا. وأبراموفيتش هو واحد من المهاجرين الذين نجحوا في تحقيق ثروات طائلة في بلدانهم الاصلية ومن ثم اختاروا الاستقرار في لندن. وهذا الأمر منحه قاعدة بريطانية للانطلاق الى باقي أنحاء القارة الاوروبية والعالم.
* وجود عربي
* ومن العوامل الأخرى التي تجذب المليونيرات الى لندن الاستقرار الأمني والخصوصية النسبية التي يمكن ان يتمتعوا بها. ومن أمثال هؤلاء مهدي التاجر، 73 سنة، سفير الامارات العربية السابق في لندن الذي يحتل المركز 13 في قائمة «صنداي تايمز» لهذا العام لأغنى أغنياء بريطانيا لهذا العام بثروة تقدر بنحو 2.1 مليار جنيه استرليني (3.2 مليار دولار). والتاجر يمتلك العديد من العقارات في لندن، واهمها اقطاعية تمتد على 18 الف فدان في منطقة «بيرثشاير» الانجليزية، كما انه يمتلك قصرا تقدر قيمته بالملايين في منطقة باكينغهامشاير.
في حين ان الملياردير نظمي الآوجي، العراقي المولد، الذي حل في المركز 22 في قائمة اغنى اغنياء بريطانيا، بثروة 1.4 مليار جنيه استرليني (2.6 مليار دولار)، فهو يملك العديد من المشاريع والعقارات داخل لندن. بينما تتمثل آخر مشاريع تاجر العقارات سيمون حلبي، السوري الاصل، الذي تقدر ثروته بنحو 750 مليون جنيه استرليني (1.4 مليار دولار)، بناء برج من الزجاج او «شذرة زجاج» في منطقة «لندن بريدج». هذا بالاضافة الى انه يمتلك العديد من العقارات ومراكز التسوق في منطقتي «سلاو» و «ستوكبورت» في لندن.
اما رجل الاعمال المصري محمد الفايد، صاحب محلات هارودز العريقة، الذي تصل ثروته الى نحو 457 مليون جنيه (868 مليون دولار)، فهو يملك اقطاعيتين ضخمتين في منطقة «ساري» في لندن»، واخرى في اسكتلندا تصل قيمتهما معا الى اكثر من 100 مليون جنيها استرلينيا ( حوالي 190 مليون دولار). وفي هذا الإطار، تقدر بعض المصادر العقارية ان الاستثمارات العربية في العاصمة البريطانية ربما تصل الى اكثر من 40 مليار جنيه استرليني (حوالي 72 مليار دولار). وربما كان ابرز الاستثمارات العربية حصص الأمير وليد بن طلال في العديد من المشاريع العقارية والسياحية، خصوصا صفقاته التي تتعلق بفندق «سافوي» وابراج «كناري وورف»