Osama
04-20-2005, 09:52 AM
هاجر جده الى المكسيك مطلع القرن الماضي...
سان باولو - بول الأشقر
الحياة 2005/04/20
http://www.daralhayat.com/celebrities/04-2005/Article-20040803-25ddaf63-c0a8-01ed-0063-e563a275ea8f/Karlos_13.jpg_100_-1.jpg
كارلوس سليم حلو رقم صعب في المكسيك. تحبه أو تكرهه، ولكنك لا تستطيع أن تتجاهله. الرجل علامة فارقة لدى مجلة فوربس المتخصصة في أثرياء العالم بسبب سرعة صعوده: في المرتبة الخامسة والثلاثين في 2003 وبثروة تقدر بـ 7.4 بليون دولار، قفز في 2004 إلى المرتبة الـ 17، وارتفعت ثروته إلى 13.9 بليون، وثم إلى المرتبة الرابعة في 2005 لتبلغ ثروته 23.8 بليون دولار. أغنى رابع رجل في العالم، وأغنى رجل في أميركا اللاتينية منذ سنوات. مكسيكي الجنسية ابن مهاجرين عرب سافروا الى المكسيك في بداية القرن العشرين.
منذ أقل من عشرة أيام، اشترت شركة فيريزون، إحدى أكبر شركات المواصلات في الولايات المتحدة، أسهم كارلوس سليم، أول المتملكين في شركة «إم. سي. آي»، بقيمة 1.1بليون دولار، على أن يزداد هذا المبلغ في حال ارتفع سعر الأسهم. وبهذه الخطوة، حسمت فيريزون تقريباً عملية الاستيلاء على «إم.سي.آي».
أثار السعر الذي دفع لسليم غضب أصحاب الأسهم الآخرين الذين باعوا أسهمهم بسعر أدنى بـ 20 في المئة. هذا هو كارلوس سليم: اشترى أسهم «ام. سي. آي» عام 2002 بأدنى قيمة، وباعها في 2005 بأعلى قيمة لأنه عرف كيف يصبر في موقع إستراتيجي..
هاجر جده من جبل لبنان في 1902
وصل جده الى مرفأ تنبيكو في المكسيك عام 1902 برفقة أبنائه الثلاثة، من جبل لبنان وانتقلوا عام 1911 إلى مدينة مكسيكو حيث أسّسوا متجراً لبيع المواد المنزلية، أطلقوا عليه اسم «نجمة الشرق». ولد كارلوس في بداية العام 1940، خامساً في عائلة من ستة أولاد. أبوه جوليان سليم حداد، وأمه ليندا حلو، فصار اسمه حسب التقليد الأسباني الذي يحفظ اسم الوالدين كارلوس سليم حلو. وهنا في هذا المتجر تلقى كارلوس، الذي كان يعشق التجارة منذ صغره، دروسه الأولى في عالم الأعمال. ينقل كارلوس عن أبيه الذي توفي عام 1952، أن جده كان يشتري أراضي وشققاً في مدينة مكسيكيو في عزّ الثورة، التي بدأت في العقد الثاني من القرن العشرين، فاخذ أبناء الجالية يحذرونه من الظرف الدقيق وكان يجيبهم: «بالعكس، إنه أحسن ظرف، الأسعار منخفضة والأراضي والشقق باقية في المكسيك، لن تغادرها».
تخرّج كارلوس سليم مهندساً، وفي أواسط السبعينات من القرن الماضي أسس شركتين، واحدة للبناء وأخرى في البورصة، وكأنه أراد بإنجازه الأول، أن يؤشر عن سعة آفاقه. وأخذ يطبق نصيحة جدّه: في المكسيك كثرة من الباعة وقلّة من الشارين. فصار «المهندس» خبيراً في اغتنام هذه الفرص. اشترى في البداية معملاً لإنتاج علب السجاير، وبعد سنتين تملك أول شركة للتبغ في المكسيك. في الثمانينات، صار على رأس أكبر شركة تأمين ونائب رئيس البورصة، من دون أن يلتفت إلى همس وتهكم البورجوازية التقليدية على هذا «الصاعد الطارئ».
سيطر على شركة الهاتف «تيليمكس»
عند موجة خصخصة الاقتصاد المكسيكي، التي أطلقها الرئيس كارلوس ساليناس، فاز كارلوس سليم (على رأس مجـــموعة تضم «بيل» الأميركية و»فرانس كابل»)، بشركة الهاتف المكســـيكي «تليــــميكس». أثارت المناقصة في حينها (عام 1991) فضيحة كبيرة لأن سليم حصل على روزنامة تسديد مرنة سمحت له بدفع جزء من الشركة من خلال تشغيلها. وأيضاً بسبب السعر الزهيد الذي استقرت عليه عملية البيع: 1.76 بليون دولار، فيما تقدر قيمة أملاك الشركة في السوق بـ20 ملياراً. قيل وقتها أن كارلوس سليم لم يكن إلا واجهة وهمية لرئيس الجمهورية، لكن تبيّن أن عرض سليم لشراء «تيلميكس» كان أكبر العروض المقترحة.
و تتحكم تيلميكس اليوم بـ90 في المئة من خطوط الهاتف الثابت في المكسيك، ولم تنجح أكبر الشركات الأميركية في خرق ما تعتبره «حالة احتكارية» تقاضيها أمام المحاكم. يقول كارلوس سليم مازحاً: «منذ أن دخلت قطاع المواصلات، صرت محاطاً بالمحامين بدلاً من المهندسين». اليوم، يملك أيضاً «أميركا موبيل»، وهي أكبر مشغل للهاتف الخليوي في أميركا اللاتينية. وتشكــــل «تيلـــميكس» جوهرة إمبراطوريته الاقتصادية، اذ يعمل فيها أكثر من 250 ألف موظف وعامل، و تمثل 40 في المئة من رأس مال بورصة مكسيكو.
خلال السنوات الأخيرة، صار سليم يبحث بدوره عن الفرص في الولايات المتحدة، وخصوصا في قطاع المواصلات، حيث تحول إلى اكبر مالك لأسهم «إم.سي.آي»، وفي قطاعات أخرى مثل فيليب موريس، و أسس شركة موجهة للجمهور اللاتيني مع بيل غيتس .
يرفض الخضوع للهيمنة الأميركية
يمثل كارلوس سليم نموذجاً من رجال الأعمال اللاتينيين الذين يأبوا أن يخضعوا للهيمنة الأميركية شكلاً ومضموناً. يتحاشى التحدث بالإنكليزية، التي يتقنها، في المناسبات العامة، ويمزج بين ذكاء لامع ومعرفة دقيقة بقوانين اللعبة، وأعصاب فولاذية. «يبيع أكثر من ألف كومبيوتر يومياً، وما زال يلجأ إلينا بواسطة الهاتف إذا كان يحتاج إلى معلومة يجهلها. كما يقول أحد معاونيه. لا يخشى اللجوء إلى نوع من الشوفينية التي تحتقر «مقلدي الأميركيين»، وحتى إلى نوع من العائلية عندما تقتضي الحاجة: عشية فض عروض مناقصة «تيلميكس»، جمع زوجته سميّة ضومط وأولادهما الستة وأقسموا معاً بأنهم، إن وُفقوا في مسعاهم، لن يبيعوا أسهمهم «قبل جيلين». أعطى للشركة الأم في الكونسورتيوم إسم «كارسو» الذي هو مزيج من كارلوس وسميّة. وقد توفيت هذه الأخيرة بين يديه عام 1999 خلال رحلة طيران، وخضع هو عام 1997 إلى عملية قلب مفتوح.
يعتبر أهم جامع أعمال فنية في أميركا اللاتينية، ومجموعته معروضة في متحف في مكسيكو، ولديه ثاني أكبر مجموعة من تماثيل النحات الفرنسي رودان، بعد متحف رودان الباريسي. يرأس «مؤسسة وسط مكسيكو التاريخي»، وهو شريك أساسي في عملية إعادة تنظيمه وترميمه.
يتحاشى كارلوس سليم السياسة ويساير أسيادها. إلا أنه في السنوات الأخيرة، اقترب من، حاكم مدينة مكسيكو اليساري لوبيز أوبرادور، وأخذ يوجه انتقادات لاذعة لسياسة الرئيس فوكس الاقتصادية. و ينظم ندوات يدعو إليها رجال الأعمال لانتقاد سياسات الصندوق الدولي التي «أوصلت أميركا اللاتينية إلى الإفلاس»، مقترحاً «نموذجاً بديلاً قائماً على النمو وخلق فرص العمل».
وعلى رغم شكوك البعض، ينفي سليم أن يكون لديه مشروع سياسي خاص، وأي توجه لأن يكون بيرلسكوني أو الحريري المكسيكي مبرراً ما يقوم به «بمجرد حبه للبلد وخوفه عليه».
سان باولو - بول الأشقر
الحياة 2005/04/20
http://www.daralhayat.com/celebrities/04-2005/Article-20040803-25ddaf63-c0a8-01ed-0063-e563a275ea8f/Karlos_13.jpg_100_-1.jpg
كارلوس سليم حلو رقم صعب في المكسيك. تحبه أو تكرهه، ولكنك لا تستطيع أن تتجاهله. الرجل علامة فارقة لدى مجلة فوربس المتخصصة في أثرياء العالم بسبب سرعة صعوده: في المرتبة الخامسة والثلاثين في 2003 وبثروة تقدر بـ 7.4 بليون دولار، قفز في 2004 إلى المرتبة الـ 17، وارتفعت ثروته إلى 13.9 بليون، وثم إلى المرتبة الرابعة في 2005 لتبلغ ثروته 23.8 بليون دولار. أغنى رابع رجل في العالم، وأغنى رجل في أميركا اللاتينية منذ سنوات. مكسيكي الجنسية ابن مهاجرين عرب سافروا الى المكسيك في بداية القرن العشرين.
منذ أقل من عشرة أيام، اشترت شركة فيريزون، إحدى أكبر شركات المواصلات في الولايات المتحدة، أسهم كارلوس سليم، أول المتملكين في شركة «إم. سي. آي»، بقيمة 1.1بليون دولار، على أن يزداد هذا المبلغ في حال ارتفع سعر الأسهم. وبهذه الخطوة، حسمت فيريزون تقريباً عملية الاستيلاء على «إم.سي.آي».
أثار السعر الذي دفع لسليم غضب أصحاب الأسهم الآخرين الذين باعوا أسهمهم بسعر أدنى بـ 20 في المئة. هذا هو كارلوس سليم: اشترى أسهم «ام. سي. آي» عام 2002 بأدنى قيمة، وباعها في 2005 بأعلى قيمة لأنه عرف كيف يصبر في موقع إستراتيجي..
هاجر جده من جبل لبنان في 1902
وصل جده الى مرفأ تنبيكو في المكسيك عام 1902 برفقة أبنائه الثلاثة، من جبل لبنان وانتقلوا عام 1911 إلى مدينة مكسيكو حيث أسّسوا متجراً لبيع المواد المنزلية، أطلقوا عليه اسم «نجمة الشرق». ولد كارلوس في بداية العام 1940، خامساً في عائلة من ستة أولاد. أبوه جوليان سليم حداد، وأمه ليندا حلو، فصار اسمه حسب التقليد الأسباني الذي يحفظ اسم الوالدين كارلوس سليم حلو. وهنا في هذا المتجر تلقى كارلوس، الذي كان يعشق التجارة منذ صغره، دروسه الأولى في عالم الأعمال. ينقل كارلوس عن أبيه الذي توفي عام 1952، أن جده كان يشتري أراضي وشققاً في مدينة مكسيكيو في عزّ الثورة، التي بدأت في العقد الثاني من القرن العشرين، فاخذ أبناء الجالية يحذرونه من الظرف الدقيق وكان يجيبهم: «بالعكس، إنه أحسن ظرف، الأسعار منخفضة والأراضي والشقق باقية في المكسيك، لن تغادرها».
تخرّج كارلوس سليم مهندساً، وفي أواسط السبعينات من القرن الماضي أسس شركتين، واحدة للبناء وأخرى في البورصة، وكأنه أراد بإنجازه الأول، أن يؤشر عن سعة آفاقه. وأخذ يطبق نصيحة جدّه: في المكسيك كثرة من الباعة وقلّة من الشارين. فصار «المهندس» خبيراً في اغتنام هذه الفرص. اشترى في البداية معملاً لإنتاج علب السجاير، وبعد سنتين تملك أول شركة للتبغ في المكسيك. في الثمانينات، صار على رأس أكبر شركة تأمين ونائب رئيس البورصة، من دون أن يلتفت إلى همس وتهكم البورجوازية التقليدية على هذا «الصاعد الطارئ».
سيطر على شركة الهاتف «تيليمكس»
عند موجة خصخصة الاقتصاد المكسيكي، التي أطلقها الرئيس كارلوس ساليناس، فاز كارلوس سليم (على رأس مجـــموعة تضم «بيل» الأميركية و»فرانس كابل»)، بشركة الهاتف المكســـيكي «تليــــميكس». أثارت المناقصة في حينها (عام 1991) فضيحة كبيرة لأن سليم حصل على روزنامة تسديد مرنة سمحت له بدفع جزء من الشركة من خلال تشغيلها. وأيضاً بسبب السعر الزهيد الذي استقرت عليه عملية البيع: 1.76 بليون دولار، فيما تقدر قيمة أملاك الشركة في السوق بـ20 ملياراً. قيل وقتها أن كارلوس سليم لم يكن إلا واجهة وهمية لرئيس الجمهورية، لكن تبيّن أن عرض سليم لشراء «تيلميكس» كان أكبر العروض المقترحة.
و تتحكم تيلميكس اليوم بـ90 في المئة من خطوط الهاتف الثابت في المكسيك، ولم تنجح أكبر الشركات الأميركية في خرق ما تعتبره «حالة احتكارية» تقاضيها أمام المحاكم. يقول كارلوس سليم مازحاً: «منذ أن دخلت قطاع المواصلات، صرت محاطاً بالمحامين بدلاً من المهندسين». اليوم، يملك أيضاً «أميركا موبيل»، وهي أكبر مشغل للهاتف الخليوي في أميركا اللاتينية. وتشكــــل «تيلـــميكس» جوهرة إمبراطوريته الاقتصادية، اذ يعمل فيها أكثر من 250 ألف موظف وعامل، و تمثل 40 في المئة من رأس مال بورصة مكسيكو.
خلال السنوات الأخيرة، صار سليم يبحث بدوره عن الفرص في الولايات المتحدة، وخصوصا في قطاع المواصلات، حيث تحول إلى اكبر مالك لأسهم «إم.سي.آي»، وفي قطاعات أخرى مثل فيليب موريس، و أسس شركة موجهة للجمهور اللاتيني مع بيل غيتس .
يرفض الخضوع للهيمنة الأميركية
يمثل كارلوس سليم نموذجاً من رجال الأعمال اللاتينيين الذين يأبوا أن يخضعوا للهيمنة الأميركية شكلاً ومضموناً. يتحاشى التحدث بالإنكليزية، التي يتقنها، في المناسبات العامة، ويمزج بين ذكاء لامع ومعرفة دقيقة بقوانين اللعبة، وأعصاب فولاذية. «يبيع أكثر من ألف كومبيوتر يومياً، وما زال يلجأ إلينا بواسطة الهاتف إذا كان يحتاج إلى معلومة يجهلها. كما يقول أحد معاونيه. لا يخشى اللجوء إلى نوع من الشوفينية التي تحتقر «مقلدي الأميركيين»، وحتى إلى نوع من العائلية عندما تقتضي الحاجة: عشية فض عروض مناقصة «تيلميكس»، جمع زوجته سميّة ضومط وأولادهما الستة وأقسموا معاً بأنهم، إن وُفقوا في مسعاهم، لن يبيعوا أسهمهم «قبل جيلين». أعطى للشركة الأم في الكونسورتيوم إسم «كارسو» الذي هو مزيج من كارلوس وسميّة. وقد توفيت هذه الأخيرة بين يديه عام 1999 خلال رحلة طيران، وخضع هو عام 1997 إلى عملية قلب مفتوح.
يعتبر أهم جامع أعمال فنية في أميركا اللاتينية، ومجموعته معروضة في متحف في مكسيكو، ولديه ثاني أكبر مجموعة من تماثيل النحات الفرنسي رودان، بعد متحف رودان الباريسي. يرأس «مؤسسة وسط مكسيكو التاريخي»، وهو شريك أساسي في عملية إعادة تنظيمه وترميمه.
يتحاشى كارلوس سليم السياسة ويساير أسيادها. إلا أنه في السنوات الأخيرة، اقترب من، حاكم مدينة مكسيكو اليساري لوبيز أوبرادور، وأخذ يوجه انتقادات لاذعة لسياسة الرئيس فوكس الاقتصادية. و ينظم ندوات يدعو إليها رجال الأعمال لانتقاد سياسات الصندوق الدولي التي «أوصلت أميركا اللاتينية إلى الإفلاس»، مقترحاً «نموذجاً بديلاً قائماً على النمو وخلق فرص العمل».
وعلى رغم شكوك البعض، ينفي سليم أن يكون لديه مشروع سياسي خاص، وأي توجه لأن يكون بيرلسكوني أو الحريري المكسيكي مبرراً ما يقوم به «بمجرد حبه للبلد وخوفه عليه».