على
04-20-2005, 08:46 AM
أنيس منصور
تصور أنك تجلس للعزاء في وفاة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني ثم يجيء من يلقي في يدك بورقة مكتوب عليها: البقية في حياتك مات أمير موناكو، أو ورقة أخرى مكتوب فيها:
البقاء لله مات أديب أميركا الحائز جائزة نوبل في الأدب سول بيلو، طبعاً رد الفعل ولا حاجة، لأن الحزن الشامل الغامر قد كان على بابا الفاتيكان، مع أن في حياة هذين الاثنين ما يبعث على الدهشة أو حتى الضحك. فأمير موناكو رينيه الثالث مات، وكان جالساً على عرش أصغر الكيانات المستقلة في كوكب الأرض، فإمارة موناكو مساحتها ضعف مدينة طابا المصرية، أي كيلومترين، وهذه الدولة الصغيرة تحكمها أسرة ايطالية اسمها جريمالدي من سبعة قرون، وقد بدأت بأن جاء قرصان في ملابس الرهبان واستولى عليها، وهي تدر على هذه العائلة خمسمائة مليون دولار سنوياً، وقد جاء في دستور هذه الدولة ان الأمير اذا لم يرزق بطفل من حقه أن يتبنى، وهذا ما حدث، فجدة الأمير رينيه الثالث كانت ابنة غير شرعية تبناها جده.
وسوف تتكرر نفس الواقعة، فالأمير الجديد لم يتزوج ولن يتزوج، وعلى ذلك لا يحق له أن يتبنى، والمرجح أن الأمير المتوفى على يقين من أنه لن يتزوج، لماذا؟ ولذلك جعل ابنته الأميرة كارولين هي ولية العهد، وهذه الأسرة الصغيرة قد أصابتها لعنة، فالابنة الصغيرة ستيفاني كانت تقود سيارة، وفي السيارة أمها نجمة السينما الأميركية جريس كيلي، ووقع حادث ماتت الأم وعاشت الابنة لتتزوج ثلاث مرات من أي أحد، ومع ذلك أنجبت ثلاثة أطفال غير شرعيين! والأخت الكبرى كارولين هي الاخرى تزوجت ثلاث مرات.
وبدأت الخناقات بين الأمير الجديد وأخته على الفلوس، هي تقول له: نصيبي مائتا مليون وهو يقول بل عشرون فقط ـ وللكلام بقية !
أما الأديب الأميركي اليهودي شاؤول بيلوف فهو من ألمع الأدباء الأميركان وأقدرهم على تصوير الحياة الصعبة، وصور العذاب الانساني، وضلال الانسان وشعوره بالوحدة واليأس أمام مشاكل لا حل لها، ولأنه يهودي متدين، ففي عباراته كثير من البقع السوداء، بقع حبر أو بقع دموع. هذا الأديب أبوه تاجر، وهو يتاجر في (البصل المصري)، شيء غريب، وأنا لم أكن أعرف أن البصل المصري قد احتكره تاجر يهودي كبير، وأنه يلقى رواجاً في أميركا، وأن عائد البصل المصري من الممكن أن ينبت منه أديب يستحق جائزة نوبل، ولا أعرف ان كان نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل له علاقة بالبصل، أو الاستاذ العقاد المقبل من الصعيد كان يأكل البصل أو طه حسين الصعيدي أيضاً، أما توفيق الحكيم فهو من شمال البلاد، وهو لا يأكل البصل وكانت أم توفيق تملك أرضاً وتتاجر في مخلفات الطيور، ولا أعرف ان كانت تزرع البصل!
وفي اجتماع لليونسكو في أسوان جاءت الأميرة كارولين والرئيس ميتران، أما ميتران فقد جلس أمامنا يكتب كلمته، وقد أسعدني ذلك وقلت للرئيس: أسعدتنا ياسيادة الرئيس فقد كنت حريصاً على أن تؤكد لنا أنك كاتب أيضاً، وكانت كلمته بليغة، أما كلمة كارولين فكانت أيضاً تحفة أدبية، أما ميتران فكان حريصاً على أن يؤكد أنه هو الذي يكتب، ونحن نعلم ذلك، ولكنه أشركنا معه في القلق، كأنه أراد أن يؤكد لنا أنه ليس رئيساً ناجحاً فقط بل هو أديب أيضاً. وفي القاهرة قابلت احدى قريبات الأديب الاميركي، وبعد أن رأت الهرم وأبو الهول طلبت أن تذهب إلى الريف المصري، والآن عرفت: لعلها أرادت أن ترى حقول البصل!
تصور أنك تجلس للعزاء في وفاة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني ثم يجيء من يلقي في يدك بورقة مكتوب عليها: البقية في حياتك مات أمير موناكو، أو ورقة أخرى مكتوب فيها:
البقاء لله مات أديب أميركا الحائز جائزة نوبل في الأدب سول بيلو، طبعاً رد الفعل ولا حاجة، لأن الحزن الشامل الغامر قد كان على بابا الفاتيكان، مع أن في حياة هذين الاثنين ما يبعث على الدهشة أو حتى الضحك. فأمير موناكو رينيه الثالث مات، وكان جالساً على عرش أصغر الكيانات المستقلة في كوكب الأرض، فإمارة موناكو مساحتها ضعف مدينة طابا المصرية، أي كيلومترين، وهذه الدولة الصغيرة تحكمها أسرة ايطالية اسمها جريمالدي من سبعة قرون، وقد بدأت بأن جاء قرصان في ملابس الرهبان واستولى عليها، وهي تدر على هذه العائلة خمسمائة مليون دولار سنوياً، وقد جاء في دستور هذه الدولة ان الأمير اذا لم يرزق بطفل من حقه أن يتبنى، وهذا ما حدث، فجدة الأمير رينيه الثالث كانت ابنة غير شرعية تبناها جده.
وسوف تتكرر نفس الواقعة، فالأمير الجديد لم يتزوج ولن يتزوج، وعلى ذلك لا يحق له أن يتبنى، والمرجح أن الأمير المتوفى على يقين من أنه لن يتزوج، لماذا؟ ولذلك جعل ابنته الأميرة كارولين هي ولية العهد، وهذه الأسرة الصغيرة قد أصابتها لعنة، فالابنة الصغيرة ستيفاني كانت تقود سيارة، وفي السيارة أمها نجمة السينما الأميركية جريس كيلي، ووقع حادث ماتت الأم وعاشت الابنة لتتزوج ثلاث مرات من أي أحد، ومع ذلك أنجبت ثلاثة أطفال غير شرعيين! والأخت الكبرى كارولين هي الاخرى تزوجت ثلاث مرات.
وبدأت الخناقات بين الأمير الجديد وأخته على الفلوس، هي تقول له: نصيبي مائتا مليون وهو يقول بل عشرون فقط ـ وللكلام بقية !
أما الأديب الأميركي اليهودي شاؤول بيلوف فهو من ألمع الأدباء الأميركان وأقدرهم على تصوير الحياة الصعبة، وصور العذاب الانساني، وضلال الانسان وشعوره بالوحدة واليأس أمام مشاكل لا حل لها، ولأنه يهودي متدين، ففي عباراته كثير من البقع السوداء، بقع حبر أو بقع دموع. هذا الأديب أبوه تاجر، وهو يتاجر في (البصل المصري)، شيء غريب، وأنا لم أكن أعرف أن البصل المصري قد احتكره تاجر يهودي كبير، وأنه يلقى رواجاً في أميركا، وأن عائد البصل المصري من الممكن أن ينبت منه أديب يستحق جائزة نوبل، ولا أعرف ان كان نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل له علاقة بالبصل، أو الاستاذ العقاد المقبل من الصعيد كان يأكل البصل أو طه حسين الصعيدي أيضاً، أما توفيق الحكيم فهو من شمال البلاد، وهو لا يأكل البصل وكانت أم توفيق تملك أرضاً وتتاجر في مخلفات الطيور، ولا أعرف ان كانت تزرع البصل!
وفي اجتماع لليونسكو في أسوان جاءت الأميرة كارولين والرئيس ميتران، أما ميتران فقد جلس أمامنا يكتب كلمته، وقد أسعدني ذلك وقلت للرئيس: أسعدتنا ياسيادة الرئيس فقد كنت حريصاً على أن تؤكد لنا أنك كاتب أيضاً، وكانت كلمته بليغة، أما كلمة كارولين فكانت أيضاً تحفة أدبية، أما ميتران فكان حريصاً على أن يؤكد أنه هو الذي يكتب، ونحن نعلم ذلك، ولكنه أشركنا معه في القلق، كأنه أراد أن يؤكد لنا أنه ليس رئيساً ناجحاً فقط بل هو أديب أيضاً. وفي القاهرة قابلت احدى قريبات الأديب الاميركي، وبعد أن رأت الهرم وأبو الهول طلبت أن تذهب إلى الريف المصري، والآن عرفت: لعلها أرادت أن ترى حقول البصل!