دشتى
04-19-2005, 12:02 AM
كتابات - مهدي قاسم
1 ـ : بدءا لابد من طرح هذا السؤال : ما هي علاقة ترحيل السكان ، أو بالأحرى العائلات الشيعية ، من بلدة المدائن و غيرها بما تسمى ب(مقاومة ) قوات الاحتلال ، و ب( تحرير ) الوطن من الاحتلال الأجنبي ؟؟! .. و ما هي علاقة مقاومة الاحتلال بقطع أصابع المواطنين الذين مارسوا حقوقهم الانتخابية و أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع ؟؟! .. و لماذا لم يقطع المؤيدون للانتخابات أصابع أولئك الذين مارسوا حقوقهم الديموقراطية و رفضوا الاشتراك في تلك الانتخابات لأنهم اعتبروها غير شرعية ؟؟! .. و ما هي علاقة مقاومة الاحتلال بنصب كمائن للزوار الشيعة على طرقات اللطيفية و الطارمية و غيرها من المناطق الأخرى ، و إجبارهم على شتم و إهانة إمامهم المقدس ، و في حالة رفضهم ذلك ، يتم إعدامهم فورا ؟؟! . و أخيرا : فهل هذه الأعمال الطائفية و البربرية هي ( أيضا ) من أعمال الموساد و المخابرات المركزية الأمريكية ؟؟؟! .. و إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا تصفي عناصر ( المقاومة ) العراقية ، عملاء الموساد و المخابرات المركزية هؤلاء ، و الذين يشوهون ( سمعة المقاومة ) العراقية ، مع العلم ، يوجد تحت تصرف هذه ( المقاومة ) الطاقم الكامل لأجهزة المخابرات الصدامية السابقة ، و التي تركتها قوات الاحتلال دون أن تمس شعرة من رأسها ؟! ، وهي الأجهزة النشطة التي تعرف كل شيء عن كل شيء ، وعن أبسط الأمور و الأحداث التي تجري في العراق ؟؟! .. و من ثم أليس من الواجبات الأساسية لهذه ( المقاومة ) هي القضاء على عملاء الموساد و المخابرات المركزية ، بالدرجة الأولى ، كما تزعم ، ممن يفجرون أنفسهم بسبارات مفخخة و يقطعون أعناق الناس الأبرياء ، ليشوهوا ( سمعة المقاومة ؟؟ ) ، كما يزعم بعض الكتَّاب المحرضون المحسوبون على النظام السابق ، هذا إذا كانت هذه ( المقاومة ) شريفة ووطنية بالفعل ، و ليست أنها عبارة عن مجموعات من الأوغاد القتلة الممسوسين المرضى و المحترفين ، و حيث أنها هي التي تقوم بارتكاب تلك الأعمال الوحشية و الفظيعة ، لتتهم بعد ذلك عملاء الموساد و المخابرات المركزية الأمريكية بذلك ؟؟! .. كان لابد من طرح هذه الأسئلة : لنقول : لقد طفح الكيل ، و كفى سكوتا و جبنا و مذلة و خنوعا ، يا من تتعرضون للموت و المذلة .. لقد تحملتم بما فيه الكفاية و أكثر ، بل و حتى أعدائكم يستغربون من هذا التحمل البهيمي الصبور كالخروف الأخرق : أجل كفاكم جبنا و مذلة ، لأن صمتكم المخزي ، هو الجبن بعينه ، و في الوقت نفسه ، تشجيع للملثمين القتلة ، لمواصلة سلسلة جرائمهم اليومية ! ، و ليس لهذا الصمت و الخنوع و الجبن أية علاقة بالتسامح و الحفاظ على روح الوحدة الوطنية ، و العيش المشترك ، و لأن جبنكم هذا ، نابع من روح العبودية التي توارثموتها أبا عن جد ، و لا تملكون الشجاعة لمواجهة ( أسيادكم ) ، الذين زرعوا جرثومة الخوف و الخضوع في أعماق وعيكم ، فلماذا إذن ، تشكون و تولولون كالنساء المذعورات و الهلعات ؟؟! .. و ما دمتم جبناء و خانعين إلى هذه الدرجة المريعة ، فتحملوا إذن ، ضربات السكين و الخنجر و السيف بقطع الرقبة و الأصابع و الإذلال بدون شكاوى وولولة ، و أنتم لمستحقين مصيركم لأنكم قد نسيتم حتى قول القرآن : السن بالسن و العين بالعين و البادئ أظلم ، أجل انتظروا و اصبروا ، و قروا عينا ، إلى أن يأتي المهدي المنتظر ليحرركم من سطوة و إرهاب البعثيين العفالقة والوهابيين التكفيريين ! ، ما دمتم عاجزين ، تماما ، عن الدفاع ، حتى عن أنفسكم و عن أطفالكم و حرمة نسائكم و بيوتكم و مذهبكم ، وهو الدفاع المشروع عن النفس الذي تمارسه حتى الحيوانات و البهائم كحق مشروع و قانوني في جميع الأعراف ، سواء عند الشعوب و أم عند الحيوانات على حد سواء ! .
2 ـ : كنتُ أحيانا أتلقى رسائل احتجاجية من بعض القراء ، يحتجون فيها على عبارتي ( و تحرير العراق من الشيعة و الأكراد ) ، و حيث كنتُ أقوم بوصف أعمال ( المقاومة ) الملثمين المجرمين الذين كانوا يقتلون ، و ومازالوا من العراقيين ، و بأعداد هائلة و في كل يوم ، بحجة ( مقاومة ) الاحتلال ، بينما في الوقت نفسه ، كانوا يحرصون على أن يلحقوا أقل أذى بقوات الاحتلال !! .. و الآن أن أحداث مناطق المدائن تثبت صحة قولنا وهي أن هذه ( المقاومة ) النازية البعثية ، و الفاشية الوهابية و السلفية ، تسعى بالفعل إلى تحرير العراق من الشيعة و الأكراد ، و أن هذا القتل العشوائي و السادي و الفريد من نوعه ، و بهذا الحقد المرضي المزمن ، و عمليات القتل و التهجير الجماعية على الهوية ، لهو أكبر دليل على قولنا ذاك ، ناهيك عن تهديد الزرقاوي الجزار بأن : ( بغداد لن تكون مدينة شيعية ) ، ذلك الزرقاوي النذل و الجبان ، الذي يجد هو ، و أعوانه المتوحشون المسعورون ، في البيوت و المساجد المعينة ، المأوى و الحماية و الحراسة و كل أنواع و التسلية و الترفيه ؟! و الراحة و الأمان ، و خاصة التخفي في بيوت بعض البعثيين و الضاريين و الكبيسيين و الفيضيين و غيرهم من الطائفيين المتوهابيين ، و المتباكين على سقوط النظام الصدامي الدموي ، و لفقدانهم لامتيازاتهم الكثيرة ، و حيث تستخدم هذه البيوت و المساجد و الجوامع ، لتخطيط عمليات قتل و ذبح وتفخيخ سيارات لقتل المزيد و المزيد من العراقيين المسالمين : فأين هي روح الوحدة الوطنية ؟؟ .. و أين هي قيم أخلاق العروبة ؟؟ .. و أين هي قيم الإسلام الحنيف ، التي تزعمون ، و تتشدقون بها ، ليلا و نهارا أيها الهمج البرابرة ؟؟ .. أعرف أنها مجرد أسئلة ، عديمة المعنى ، و لكن لابد من طرحها ، كأصابع مرفوعة ، لكشف الأكاذيب و النفاق و التضليل و المزاعم الملفقة ، و مدعومة بالجرائم النازية البشعة ، الوطن و بحق معظم أبنائه المسالمين ، والمرتكبة بحجة ( مقاومة ) الاحتلال و( تحرير ) الوطن ، ذلك الوطن الذي يريدون تحريره من أغلبية الشعب العراقي من الشيعة و الأكراد ، و ليس من قوات الاحتلال ، كما يزعمون و يكذبون !.
3 ـ : لقد اثبت تجربة الفلوجة التي تم تكنيسها و تنظيفها من النفايات البعثية و الوهابية النتنة ، و حيث كانت أوكارا للجزارين و و مسلخا لذبح الرقاب و الأعناق الأبرياء ، و تعاطي المخدرات و الحشيشة ـ كوسائل تهيج و إثارة و تشجيع على عملية الذبح و تفجير السيارات المفخخة بهدوء و أعصاب باردة ، مع خلق رؤى ، و خيالات مجسدة لصحبة حوريات عذراوات و غلمان حلوين في جنة عدن !!! ـ و حيث تعيش مدينة الفلوجة الآن ، بسلام ووئام ، نقول يجب تعميم هذه التجربة النموذجية : تجربة التطهير الناجحة هذه ، على باقي مناطق مثلث الموت ، لتصبح هي الأخرى واحة سلام و أمان ، بدلا عن الكمائن و الغزوات المباغتة و الغادرة ، و بدلا عن مصانع لتفخيخ السيارات الملغومة بأطنان المتفجرات و الصواريخ ، و بدلا عن ساحة إعدامات ، و مسالخ جزارة متنقلة للذبح البشري السريع !! . بالطبع يجب مراعاة حياة المواطنين المسالمين في هذه المدن و عدم تعرضها إلى خطر الموت و ممتلكاتهم إلى الخراب و الدمار . و هنا سيصيح أحدهم زاعقا و مبتزا ، و مدافعا عن الملثمين الأشباح : آنذاك ستنشب حرب أهلية !! .. و لكن نحن بدورنا سنسأله : و لماذا أنت تعتبر ، أن مطاردة و ملاحقة و اعتقال و محاسبة الملثمين القتلة و تصفيتهم ، ووضع حد نهائي لأعمالهم الإجرامية اليومية ، حربا أهلية ؟؟ .. و إذا كانت إجراءات وقائية و دفاعية ، من هذا القبيل، لحماية حياة المواطنين العراقيين ، من عمليات القتل العشوائي و العبثي اليومية ، تعد حربا أهلية ، فلتكن !! . و آنذاك : فأليس سيان أن يموت العراقيون دفعة واحدة ، أو بأقساط ، و لكن على الأقل ، أنهم يموتون في مثل هذه الحال ، دفاعا عن أنفسهم ، و ليس كخرفان مذعورين ؟؟! .
5ـ : كنا قد أكدنا في مقالات سابقة و عديدة : بأنه من حق أي واحد في العالم أن يقاوم المحتلين في حالة تعرض بلده إلى الغزو ، و الاحتلال ، مع أخذ بنظر الاعتبار ظروف و ملابسات ذلك الغزو ، و الاحتلال ، و كل واحد حسب موقفه و رؤيته و تفسيره لطبيعة المقاومة السلمية أو المسلحة ، و ذلك دفاعا عن حرمة بلده و قدسية سيادته الكاملة ، بل أن الرئيس الأمريكي بوش نفسه ، قد أكد هذه الحقيقة في أحد تصريحاته !! .و لكن أما أن تتم إبادة آلاف من العراقيين المسالمين نساء و رجالا ، أطفالا و كهولا ـ و المعانين هم أصلا من ظروف و ملابسات الاحتلال بسبب توقف أو ندرة الخدمات العامة عن العمل و الخدمة و الانفلات الأمني و تزايد البطالة و الفقر و انعدام السكن و الراحة النفسية ـ نقول أن تتم إبادة آلاف من العراقيين بحجة ( المقاومة و التحرير ) ، فهذه الحجة باتت مكشوفة و متعرية بالكذب و التلفيق و التضليل ، حتى عند أولئك البعض ، ممن يؤيدون المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال ، و الذين ما زالوا يحتفظون ببقايا ضمائرهم الوطنية و الإنسانية و حيث يؤلمهم مشهد قتل العراقيين بكل هذا الحقد و العشوائية و الحقد المرضي الحيواني المزمن ، وهي حجة لم تعد تنطلي على أحد بعد الآن .
6 ـ : لعبت سنوات القمع الصدامي الطويلة ، دورا كبيرا و فعالا ، و تأثيرا نفسيا عميقا ، في جعل المواطن العراقي أشبه بعبد مذعور و متهالك ، و عاجز حتى عن الدفاع عن نفسه و عن عائلته ، و هذا هو سبب استسلام و خضوع مئات بل ألوف من العراقيين أمام رهط من الملثمين المسلحين البعثيين العفالقة الدمويين ، و السلفيين العربان و الأجانب ، كاستسلام الخرفان للذئاب الهائجة ، مع العلم أن اغلب العائلات العراقية من الرجال مسلحين و مدربين على حمل السلاح ، و على كيفية القتال ، ناهيك عن الحصول على السلاح ، بنفس سهولة الحصول على باقة من الفجل !! ، و إلا فهل من المعقول أن آلافا من الناس لا يستطيعون حماية أنفسهم ، و مدنهم و مناطقهم و قراهم ، من بضعة مسلحين مجرمين ، يعيثون قتلا و دمارا و اغتصابا و ذبحا ، في هذه المدن و المناطق ، و القرى على طريقة أفلام الكابوي و الغرب الوحشي ؟؟! . علما أن هذه المدن و المناطق و القصبات ، خالية من قوات الاحتلال !!! . إذن فأن العامل النفسي المتزعزع و المنهار و المدجج بالخوف المزمن و الذعر الراسخ ، و الذي أفرزه النظام القمعي و الهمجي القاسي ، لمدة ثلاثين عاما ، نقول أن هذا الرعب النفسي ، هو الذي يلجم هؤلاء المواطنين من الدفاع عن أنفسهم ، و ليست موازين القوى و طبيعة الأسلحة و العتاد و الظروف الاستثنائية . ومن هنا تأتي مسئولية الحكومة الراهنة و الأحزاب العراقية المعنية في الأمر ، عن هذه الجرائم التاريخية الكبيرة ، و تحملها قسطها المباشر و الوافر ، من أوزار هذه الجرائم الكبرى ، أخلاقيا و سياسيا ، و إنسانيا ، و ذلك بسبب عدم مبادرتها إلى حماية حياة هؤلاء المواطنين و الدفاع عنها ، و كذلك بسبب عدم إقدامها إلى تنظيم هؤلاء الناس تنظيما مسلحا، و توعيتهم بكيفية الدفاع عن أنفسهم و عن حياة عائلاتهم ، و عن حرمة مناطقهم من دنس و عبث و عربدة ووحشية الملثمين القتلة . بالطبع نحن ندرك جيدا : أن عمليات تطهير حقيقية ، لمناطق مثلث الموت و تنظيفها من النفايات و الجراثيم البعثية ، و السلفية ، سوف لن تحدث ، و لن تجري بشكل جدي و حاسم و جذري ، لا من قبل الحكومة الراهنة و الموشكة على الرحيل ، لكونها سوف لن تستفيد سياسيا ، و لن تجني نفعا ، من عملية كهذه ، و لا من قبل الأحزاب الموشكة على تأليف حكومة جديدة ، لكونها غير معنية إطلاقا ، بحياة و مصير المواطنين العراقيين ، سواء ماتوا بالجملة و أو بالمفرق ، و لأن همها الوحيد هو الحصول على المناصب و السلطات ، و ذلك بحكم انتهازيتها و خضوعها المطلق لإرادة الاحتلال و للقوى الأجنبية الأخرى ، و كذلك لمصالحها الأنانية الضيقة ، و خاصة أن هذه الأحزاب قد أصبحت في واد ، و الشعب العراقي في واد أخر ، و هذا سيكون موضوعنا القادم ، إذ نحن نحس بأنه قد آن الأوان لتعرية هذه الأحزاب و قادتها و زعمائها البائسين الذين تركوا الشعب العراقي وحيدا ، أعزل ، منهوك القوى و الروح و المعنويات ، أمام هجمات هذه الأرهاط من الذئاب الرمادية الهائجة .
qasim@gawab.com
1 ـ : بدءا لابد من طرح هذا السؤال : ما هي علاقة ترحيل السكان ، أو بالأحرى العائلات الشيعية ، من بلدة المدائن و غيرها بما تسمى ب(مقاومة ) قوات الاحتلال ، و ب( تحرير ) الوطن من الاحتلال الأجنبي ؟؟! .. و ما هي علاقة مقاومة الاحتلال بقطع أصابع المواطنين الذين مارسوا حقوقهم الانتخابية و أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع ؟؟! .. و لماذا لم يقطع المؤيدون للانتخابات أصابع أولئك الذين مارسوا حقوقهم الديموقراطية و رفضوا الاشتراك في تلك الانتخابات لأنهم اعتبروها غير شرعية ؟؟! .. و ما هي علاقة مقاومة الاحتلال بنصب كمائن للزوار الشيعة على طرقات اللطيفية و الطارمية و غيرها من المناطق الأخرى ، و إجبارهم على شتم و إهانة إمامهم المقدس ، و في حالة رفضهم ذلك ، يتم إعدامهم فورا ؟؟! . و أخيرا : فهل هذه الأعمال الطائفية و البربرية هي ( أيضا ) من أعمال الموساد و المخابرات المركزية الأمريكية ؟؟؟! .. و إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا تصفي عناصر ( المقاومة ) العراقية ، عملاء الموساد و المخابرات المركزية هؤلاء ، و الذين يشوهون ( سمعة المقاومة ) العراقية ، مع العلم ، يوجد تحت تصرف هذه ( المقاومة ) الطاقم الكامل لأجهزة المخابرات الصدامية السابقة ، و التي تركتها قوات الاحتلال دون أن تمس شعرة من رأسها ؟! ، وهي الأجهزة النشطة التي تعرف كل شيء عن كل شيء ، وعن أبسط الأمور و الأحداث التي تجري في العراق ؟؟! .. و من ثم أليس من الواجبات الأساسية لهذه ( المقاومة ) هي القضاء على عملاء الموساد و المخابرات المركزية ، بالدرجة الأولى ، كما تزعم ، ممن يفجرون أنفسهم بسبارات مفخخة و يقطعون أعناق الناس الأبرياء ، ليشوهوا ( سمعة المقاومة ؟؟ ) ، كما يزعم بعض الكتَّاب المحرضون المحسوبون على النظام السابق ، هذا إذا كانت هذه ( المقاومة ) شريفة ووطنية بالفعل ، و ليست أنها عبارة عن مجموعات من الأوغاد القتلة الممسوسين المرضى و المحترفين ، و حيث أنها هي التي تقوم بارتكاب تلك الأعمال الوحشية و الفظيعة ، لتتهم بعد ذلك عملاء الموساد و المخابرات المركزية الأمريكية بذلك ؟؟! .. كان لابد من طرح هذه الأسئلة : لنقول : لقد طفح الكيل ، و كفى سكوتا و جبنا و مذلة و خنوعا ، يا من تتعرضون للموت و المذلة .. لقد تحملتم بما فيه الكفاية و أكثر ، بل و حتى أعدائكم يستغربون من هذا التحمل البهيمي الصبور كالخروف الأخرق : أجل كفاكم جبنا و مذلة ، لأن صمتكم المخزي ، هو الجبن بعينه ، و في الوقت نفسه ، تشجيع للملثمين القتلة ، لمواصلة سلسلة جرائمهم اليومية ! ، و ليس لهذا الصمت و الخنوع و الجبن أية علاقة بالتسامح و الحفاظ على روح الوحدة الوطنية ، و العيش المشترك ، و لأن جبنكم هذا ، نابع من روح العبودية التي توارثموتها أبا عن جد ، و لا تملكون الشجاعة لمواجهة ( أسيادكم ) ، الذين زرعوا جرثومة الخوف و الخضوع في أعماق وعيكم ، فلماذا إذن ، تشكون و تولولون كالنساء المذعورات و الهلعات ؟؟! .. و ما دمتم جبناء و خانعين إلى هذه الدرجة المريعة ، فتحملوا إذن ، ضربات السكين و الخنجر و السيف بقطع الرقبة و الأصابع و الإذلال بدون شكاوى وولولة ، و أنتم لمستحقين مصيركم لأنكم قد نسيتم حتى قول القرآن : السن بالسن و العين بالعين و البادئ أظلم ، أجل انتظروا و اصبروا ، و قروا عينا ، إلى أن يأتي المهدي المنتظر ليحرركم من سطوة و إرهاب البعثيين العفالقة والوهابيين التكفيريين ! ، ما دمتم عاجزين ، تماما ، عن الدفاع ، حتى عن أنفسكم و عن أطفالكم و حرمة نسائكم و بيوتكم و مذهبكم ، وهو الدفاع المشروع عن النفس الذي تمارسه حتى الحيوانات و البهائم كحق مشروع و قانوني في جميع الأعراف ، سواء عند الشعوب و أم عند الحيوانات على حد سواء ! .
2 ـ : كنتُ أحيانا أتلقى رسائل احتجاجية من بعض القراء ، يحتجون فيها على عبارتي ( و تحرير العراق من الشيعة و الأكراد ) ، و حيث كنتُ أقوم بوصف أعمال ( المقاومة ) الملثمين المجرمين الذين كانوا يقتلون ، و ومازالوا من العراقيين ، و بأعداد هائلة و في كل يوم ، بحجة ( مقاومة ) الاحتلال ، بينما في الوقت نفسه ، كانوا يحرصون على أن يلحقوا أقل أذى بقوات الاحتلال !! .. و الآن أن أحداث مناطق المدائن تثبت صحة قولنا وهي أن هذه ( المقاومة ) النازية البعثية ، و الفاشية الوهابية و السلفية ، تسعى بالفعل إلى تحرير العراق من الشيعة و الأكراد ، و أن هذا القتل العشوائي و السادي و الفريد من نوعه ، و بهذا الحقد المرضي المزمن ، و عمليات القتل و التهجير الجماعية على الهوية ، لهو أكبر دليل على قولنا ذاك ، ناهيك عن تهديد الزرقاوي الجزار بأن : ( بغداد لن تكون مدينة شيعية ) ، ذلك الزرقاوي النذل و الجبان ، الذي يجد هو ، و أعوانه المتوحشون المسعورون ، في البيوت و المساجد المعينة ، المأوى و الحماية و الحراسة و كل أنواع و التسلية و الترفيه ؟! و الراحة و الأمان ، و خاصة التخفي في بيوت بعض البعثيين و الضاريين و الكبيسيين و الفيضيين و غيرهم من الطائفيين المتوهابيين ، و المتباكين على سقوط النظام الصدامي الدموي ، و لفقدانهم لامتيازاتهم الكثيرة ، و حيث تستخدم هذه البيوت و المساجد و الجوامع ، لتخطيط عمليات قتل و ذبح وتفخيخ سيارات لقتل المزيد و المزيد من العراقيين المسالمين : فأين هي روح الوحدة الوطنية ؟؟ .. و أين هي قيم أخلاق العروبة ؟؟ .. و أين هي قيم الإسلام الحنيف ، التي تزعمون ، و تتشدقون بها ، ليلا و نهارا أيها الهمج البرابرة ؟؟ .. أعرف أنها مجرد أسئلة ، عديمة المعنى ، و لكن لابد من طرحها ، كأصابع مرفوعة ، لكشف الأكاذيب و النفاق و التضليل و المزاعم الملفقة ، و مدعومة بالجرائم النازية البشعة ، الوطن و بحق معظم أبنائه المسالمين ، والمرتكبة بحجة ( مقاومة ) الاحتلال و( تحرير ) الوطن ، ذلك الوطن الذي يريدون تحريره من أغلبية الشعب العراقي من الشيعة و الأكراد ، و ليس من قوات الاحتلال ، كما يزعمون و يكذبون !.
3 ـ : لقد اثبت تجربة الفلوجة التي تم تكنيسها و تنظيفها من النفايات البعثية و الوهابية النتنة ، و حيث كانت أوكارا للجزارين و و مسلخا لذبح الرقاب و الأعناق الأبرياء ، و تعاطي المخدرات و الحشيشة ـ كوسائل تهيج و إثارة و تشجيع على عملية الذبح و تفجير السيارات المفخخة بهدوء و أعصاب باردة ، مع خلق رؤى ، و خيالات مجسدة لصحبة حوريات عذراوات و غلمان حلوين في جنة عدن !!! ـ و حيث تعيش مدينة الفلوجة الآن ، بسلام ووئام ، نقول يجب تعميم هذه التجربة النموذجية : تجربة التطهير الناجحة هذه ، على باقي مناطق مثلث الموت ، لتصبح هي الأخرى واحة سلام و أمان ، بدلا عن الكمائن و الغزوات المباغتة و الغادرة ، و بدلا عن مصانع لتفخيخ السيارات الملغومة بأطنان المتفجرات و الصواريخ ، و بدلا عن ساحة إعدامات ، و مسالخ جزارة متنقلة للذبح البشري السريع !! . بالطبع يجب مراعاة حياة المواطنين المسالمين في هذه المدن و عدم تعرضها إلى خطر الموت و ممتلكاتهم إلى الخراب و الدمار . و هنا سيصيح أحدهم زاعقا و مبتزا ، و مدافعا عن الملثمين الأشباح : آنذاك ستنشب حرب أهلية !! .. و لكن نحن بدورنا سنسأله : و لماذا أنت تعتبر ، أن مطاردة و ملاحقة و اعتقال و محاسبة الملثمين القتلة و تصفيتهم ، ووضع حد نهائي لأعمالهم الإجرامية اليومية ، حربا أهلية ؟؟ .. و إذا كانت إجراءات وقائية و دفاعية ، من هذا القبيل، لحماية حياة المواطنين العراقيين ، من عمليات القتل العشوائي و العبثي اليومية ، تعد حربا أهلية ، فلتكن !! . و آنذاك : فأليس سيان أن يموت العراقيون دفعة واحدة ، أو بأقساط ، و لكن على الأقل ، أنهم يموتون في مثل هذه الحال ، دفاعا عن أنفسهم ، و ليس كخرفان مذعورين ؟؟! .
5ـ : كنا قد أكدنا في مقالات سابقة و عديدة : بأنه من حق أي واحد في العالم أن يقاوم المحتلين في حالة تعرض بلده إلى الغزو ، و الاحتلال ، مع أخذ بنظر الاعتبار ظروف و ملابسات ذلك الغزو ، و الاحتلال ، و كل واحد حسب موقفه و رؤيته و تفسيره لطبيعة المقاومة السلمية أو المسلحة ، و ذلك دفاعا عن حرمة بلده و قدسية سيادته الكاملة ، بل أن الرئيس الأمريكي بوش نفسه ، قد أكد هذه الحقيقة في أحد تصريحاته !! .و لكن أما أن تتم إبادة آلاف من العراقيين المسالمين نساء و رجالا ، أطفالا و كهولا ـ و المعانين هم أصلا من ظروف و ملابسات الاحتلال بسبب توقف أو ندرة الخدمات العامة عن العمل و الخدمة و الانفلات الأمني و تزايد البطالة و الفقر و انعدام السكن و الراحة النفسية ـ نقول أن تتم إبادة آلاف من العراقيين بحجة ( المقاومة و التحرير ) ، فهذه الحجة باتت مكشوفة و متعرية بالكذب و التلفيق و التضليل ، حتى عند أولئك البعض ، ممن يؤيدون المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال ، و الذين ما زالوا يحتفظون ببقايا ضمائرهم الوطنية و الإنسانية و حيث يؤلمهم مشهد قتل العراقيين بكل هذا الحقد و العشوائية و الحقد المرضي الحيواني المزمن ، وهي حجة لم تعد تنطلي على أحد بعد الآن .
6 ـ : لعبت سنوات القمع الصدامي الطويلة ، دورا كبيرا و فعالا ، و تأثيرا نفسيا عميقا ، في جعل المواطن العراقي أشبه بعبد مذعور و متهالك ، و عاجز حتى عن الدفاع عن نفسه و عن عائلته ، و هذا هو سبب استسلام و خضوع مئات بل ألوف من العراقيين أمام رهط من الملثمين المسلحين البعثيين العفالقة الدمويين ، و السلفيين العربان و الأجانب ، كاستسلام الخرفان للذئاب الهائجة ، مع العلم أن اغلب العائلات العراقية من الرجال مسلحين و مدربين على حمل السلاح ، و على كيفية القتال ، ناهيك عن الحصول على السلاح ، بنفس سهولة الحصول على باقة من الفجل !! ، و إلا فهل من المعقول أن آلافا من الناس لا يستطيعون حماية أنفسهم ، و مدنهم و مناطقهم و قراهم ، من بضعة مسلحين مجرمين ، يعيثون قتلا و دمارا و اغتصابا و ذبحا ، في هذه المدن و المناطق ، و القرى على طريقة أفلام الكابوي و الغرب الوحشي ؟؟! . علما أن هذه المدن و المناطق و القصبات ، خالية من قوات الاحتلال !!! . إذن فأن العامل النفسي المتزعزع و المنهار و المدجج بالخوف المزمن و الذعر الراسخ ، و الذي أفرزه النظام القمعي و الهمجي القاسي ، لمدة ثلاثين عاما ، نقول أن هذا الرعب النفسي ، هو الذي يلجم هؤلاء المواطنين من الدفاع عن أنفسهم ، و ليست موازين القوى و طبيعة الأسلحة و العتاد و الظروف الاستثنائية . ومن هنا تأتي مسئولية الحكومة الراهنة و الأحزاب العراقية المعنية في الأمر ، عن هذه الجرائم التاريخية الكبيرة ، و تحملها قسطها المباشر و الوافر ، من أوزار هذه الجرائم الكبرى ، أخلاقيا و سياسيا ، و إنسانيا ، و ذلك بسبب عدم مبادرتها إلى حماية حياة هؤلاء المواطنين و الدفاع عنها ، و كذلك بسبب عدم إقدامها إلى تنظيم هؤلاء الناس تنظيما مسلحا، و توعيتهم بكيفية الدفاع عن أنفسهم و عن حياة عائلاتهم ، و عن حرمة مناطقهم من دنس و عبث و عربدة ووحشية الملثمين القتلة . بالطبع نحن ندرك جيدا : أن عمليات تطهير حقيقية ، لمناطق مثلث الموت و تنظيفها من النفايات و الجراثيم البعثية ، و السلفية ، سوف لن تحدث ، و لن تجري بشكل جدي و حاسم و جذري ، لا من قبل الحكومة الراهنة و الموشكة على الرحيل ، لكونها سوف لن تستفيد سياسيا ، و لن تجني نفعا ، من عملية كهذه ، و لا من قبل الأحزاب الموشكة على تأليف حكومة جديدة ، لكونها غير معنية إطلاقا ، بحياة و مصير المواطنين العراقيين ، سواء ماتوا بالجملة و أو بالمفرق ، و لأن همها الوحيد هو الحصول على المناصب و السلطات ، و ذلك بحكم انتهازيتها و خضوعها المطلق لإرادة الاحتلال و للقوى الأجنبية الأخرى ، و كذلك لمصالحها الأنانية الضيقة ، و خاصة أن هذه الأحزاب قد أصبحت في واد ، و الشعب العراقي في واد أخر ، و هذا سيكون موضوعنا القادم ، إذ نحن نحس بأنه قد آن الأوان لتعرية هذه الأحزاب و قادتها و زعمائها البائسين الذين تركوا الشعب العراقي وحيدا ، أعزل ، منهوك القوى و الروح و المعنويات ، أمام هجمات هذه الأرهاط من الذئاب الرمادية الهائجة .
qasim@gawab.com