دشتى
04-18-2005, 11:47 PM
إعداد: هدى بكر
صارت الكذبات الصغيرة تشكل جزءا كبيرا من حياتنا، نطلقها هنا وهناك لاكتساب فائدة، وإيثار السلامة، وتسهيل الأمور على الآخرين، وعلى أنفسنا. فنحن نقول «لا مانع» في حين أنه يوجد ما يمنع، ونؤكد «سأتصل بك» في حين أننا لن نتصل، والأكثر شيوعا وأنصع دليل على انتشار المراوغة هو أن نشكو من كل شيء خوفا من الحسد، أو لاستدراج الآخرين للافصاح ايضا، بدلا من أن نقول «الحمد لله أننا بألف خير». وقد نكذب ايضا تفاديا للجدل ورغبة في التوافق ولكن تلك الرغبة الشديدة في التوافق تتعارض مع التوافق الحقيقي مع النفس ومغ الغير. كما أن الذي يجرؤ على قول الصدق يقوّي علاقاته الإنسانية ويخلص ذهنه وجسده من التوتر.
كوني صادقة مع نفسك أولا
قد يصعب عليك أحيانا الاقرار بالحقيقة حتى لنفسك، ثم إطلاع الآخرين عليها، ولكن العائد يستحق المجازفة. فأهم ما يمكنك فعله لتنمية ذاتك هو أن تكوني صادقة مع نفسك، فما أن تواجهي مشاعرك واعتقاداتك الحقيقية فستتعاملين مع الآخرين وفقهما، مما سيعيد الاستقامة الى سلوكياتك وعلاقاتك الاجتماعية وحياتك المهنية، فالصدق أساس الحياة الصحية. فالمرأة التي تقنع نفسها بأن مقاسها 42 في حين أن جسدها لا يقل عن 48، تحشر نفسها داخل ملابس لا تبدو ولا تشعر فيها بالراحة، مما يسبب لها التعب في التعامل مع العالم من حولها، كما تعرض صحتها ايضا للمعاناة فلا تواجه حقيقه حاجتها الماسة الى الرياضة والطعام الصحي وتتأثر علاقتها بالآخرين حيث لا يجرؤ أحد من زميلاتها او قريباتها او زوجها على مصارحتها بأمر قياس 42 المخزي مما يشكل حاجزا في التعامل معها.
الحقيقة والتبعات
إن العيش بصدق طريق سهل لصلاح النفس، بل وسيلة ضرورية تساعد الناس على مواجهة مخاوفهم القديمة من الرفض والعزلة والتعرض للجراح التي تعرضوا لها في الطفولة. فالصدق يساعد الانسان على التوقف عن محاولة تفادي الجراح العاطفية، ومن ثم يصبح أكثر قدرة على التعامل معها. فأن يكون المرء على طبيعته هو ممارسة داخلية تجعله يعيش الحاضر، وتكون النتيجة هي أن يتخلص من التراكمات السيكولوجية ويتحرر تماما من الخوف. وهذا النوع من الوضوح يزيد الاحساس بالسعادة والصحة. فقد أظهرت الدراسات نتائج المكاشفة مقارنة بكبت المشاعر حيث أوصت احدى الدراسات بأن ممارسة المكاشفة تزيد مقاومة الجسم للأمراض، أي أن للمكاشفة علاقة قوية بعمل جهاز المناعة. كما ظهر أن اخفاء حقيقة المشاعر يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، كما اتضح ايضا ان الجسم والذهن يبذلان جهدا أكبر عند ممارسة الكذب والمراوغة والاخفاء.
السعادة والصدق
إن قول الصدق يفعل المعجزات في مجال العلاقات الإنسانية فحين تعضين على لسانك تفاديا للجدل، أو حين تعلنين للزوج أنه لا مانع لديك من طلاء الحجرة باللون الاصفر، في حين أنك تعشقين اللون الاخضر، فلن تحل تلك المسائل من تلقاء نفسها، وسيكون الثمن باهظا، حيث ستفقدين القدرة على أن تكوني على طبيعتك بين افراد اسرتك، فتضحين بعلاقة وثيقة ومتنامية وصحية مع شريك الحياة او مع طفل او مع صديقة. وإن كان التعرف على حقيقة ما تشعرين به شيئا سهلا، فالتعبير عنه بوضوح للآخرين شيء آخر، حيث أن للآخرين رأيهم ومشاعرهم الخاصة ايضا. وهذه الطريقة في التعامل تحتاج إلى الذوق والتعاطف والثقة واختيار التوقيت المناسب والرغبة في تحمل نتائج قول الصدق.
إن ممارسة الصدق في العلاقات الإنسانية تأتي بنتائج افضل بمجهود أقل، في حين أن المواربة أو الحيلة غير فعالة. والشخص الذي يرغب حقا في انجاز العمل في أسرع وقت لابد من أن يتحلى بالصدق، حتى لا يعود إليه الشخص مرات ومرات متسائلا عن الموضوع نفسه فلا يوجد أي جهد في أن يكون الإنسان لطيفا، ولكن اللطيف هو أن يكون الانسان طيبا أما التظاهر باللطف فما هو الا الكذب.
7 مفاتيح لتواصل صادق
قامت سوزان كامبل (دكتوراه في العلاج النفسي) وهي مؤلفة كتاب «قول الحقيقة: 7 مفاتيح لتواصل صادق وعلاقات ناجحة» بوضع لغة تسهل عليك ممارسة الصدق بطريقة آمنة ومثمرة، والأهم هو أن تعيشي الصدق مع نفسك.
ـ أريد...
إن افتراض ان الآخرين يعرفون ما تريدينه اسلوب حماية ليس إلا، يساعدك على تفادي التعرض للرفض أو الجرح الذي يتأتى من طلب شيء قد لا نحصل عليه، ولكنك اذا طلبت ما تريدينه في اللحظة التي تريدينه فيها فقد يشعر الطرف الآخر بمدى وضوح وأهمية رغبتك هذه.
ـ عندما اسمعك تقول ذلك، أشعر...
هذه العبارة تساعد على تركيز انتباهك على الحقيقة الوحيدة التي تعرفينها جيدا، وهي شعورك الداخلي. أما إذا كنت تتحدثين عن مشاعر شخص آخر فحددي تفسيرك «أتصور إنك حزينة».
ـ اريد ان أوضح مشاعري
إن العواطف القديمة بلا تواصل تشبه الركام. فإذا لم يجر التخلص منها فستظلين تتعثرين بها طوال الوقت. وحين تقررين القيام ببعض الترتيب العاطفي، حددي هدف الحوار واخبري الطرف الآخر ان نواياك من هذه المصارحة هي تنقية الاجواء لتقوية العلاقة.
ـ حسب نواياك
إن كانت نيتك من قول الصدق هي مزيد من المراوغة او ايذاء الطرف المقابل، فهذا استخدام غير أمين للصدق، لأن الحقيقة يجب ان تكون نابعة عن الحب وشفافية الفكر والمشاعر بدلا من اللؤم والحقد.
ـ أيمكن الوثوق بهذا الشخص؟
إن لم تشعري بالأمان اذا ما كشفت عن عواطفك، فاعلني ذلك بلا غضب او اتهامات مثلا: «لا اريد ان اخبرك بما أفكر فيه فأنا أخشى أن تهزأ بي». او ببساطة أكثر قولي: «لست مرتاحة للحديث في هذا الأمر الآن». وحتى لو تواجدت الثقة بنوايا الطرف الآخر، فقد نشك في اهتماماته وقدرته على تفهم مشاعرنا.
ـ الوقت والمكان المناسبان
اذا سألتك زميلة في العمل عن أحوالك، فبدلا من الشكوى اللانهائية يمكنك القول باختصار: «أشكرك على سؤالك ولكني لا أرغب في الحديث عن هذا الأمر» واذا بدا هذا الكلام ثقيلا بعض الشيء فجربي ان تردي باختصار «عايشة» أو «أحوالي تشبه آخر الشهر» او قولي ببساطة «لطيف منك أن تسألي عن أحوالي.. كيف هي أحوالك أنت؟».
صارت الكذبات الصغيرة تشكل جزءا كبيرا من حياتنا، نطلقها هنا وهناك لاكتساب فائدة، وإيثار السلامة، وتسهيل الأمور على الآخرين، وعلى أنفسنا. فنحن نقول «لا مانع» في حين أنه يوجد ما يمنع، ونؤكد «سأتصل بك» في حين أننا لن نتصل، والأكثر شيوعا وأنصع دليل على انتشار المراوغة هو أن نشكو من كل شيء خوفا من الحسد، أو لاستدراج الآخرين للافصاح ايضا، بدلا من أن نقول «الحمد لله أننا بألف خير». وقد نكذب ايضا تفاديا للجدل ورغبة في التوافق ولكن تلك الرغبة الشديدة في التوافق تتعارض مع التوافق الحقيقي مع النفس ومغ الغير. كما أن الذي يجرؤ على قول الصدق يقوّي علاقاته الإنسانية ويخلص ذهنه وجسده من التوتر.
كوني صادقة مع نفسك أولا
قد يصعب عليك أحيانا الاقرار بالحقيقة حتى لنفسك، ثم إطلاع الآخرين عليها، ولكن العائد يستحق المجازفة. فأهم ما يمكنك فعله لتنمية ذاتك هو أن تكوني صادقة مع نفسك، فما أن تواجهي مشاعرك واعتقاداتك الحقيقية فستتعاملين مع الآخرين وفقهما، مما سيعيد الاستقامة الى سلوكياتك وعلاقاتك الاجتماعية وحياتك المهنية، فالصدق أساس الحياة الصحية. فالمرأة التي تقنع نفسها بأن مقاسها 42 في حين أن جسدها لا يقل عن 48، تحشر نفسها داخل ملابس لا تبدو ولا تشعر فيها بالراحة، مما يسبب لها التعب في التعامل مع العالم من حولها، كما تعرض صحتها ايضا للمعاناة فلا تواجه حقيقه حاجتها الماسة الى الرياضة والطعام الصحي وتتأثر علاقتها بالآخرين حيث لا يجرؤ أحد من زميلاتها او قريباتها او زوجها على مصارحتها بأمر قياس 42 المخزي مما يشكل حاجزا في التعامل معها.
الحقيقة والتبعات
إن العيش بصدق طريق سهل لصلاح النفس، بل وسيلة ضرورية تساعد الناس على مواجهة مخاوفهم القديمة من الرفض والعزلة والتعرض للجراح التي تعرضوا لها في الطفولة. فالصدق يساعد الانسان على التوقف عن محاولة تفادي الجراح العاطفية، ومن ثم يصبح أكثر قدرة على التعامل معها. فأن يكون المرء على طبيعته هو ممارسة داخلية تجعله يعيش الحاضر، وتكون النتيجة هي أن يتخلص من التراكمات السيكولوجية ويتحرر تماما من الخوف. وهذا النوع من الوضوح يزيد الاحساس بالسعادة والصحة. فقد أظهرت الدراسات نتائج المكاشفة مقارنة بكبت المشاعر حيث أوصت احدى الدراسات بأن ممارسة المكاشفة تزيد مقاومة الجسم للأمراض، أي أن للمكاشفة علاقة قوية بعمل جهاز المناعة. كما ظهر أن اخفاء حقيقة المشاعر يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، كما اتضح ايضا ان الجسم والذهن يبذلان جهدا أكبر عند ممارسة الكذب والمراوغة والاخفاء.
السعادة والصدق
إن قول الصدق يفعل المعجزات في مجال العلاقات الإنسانية فحين تعضين على لسانك تفاديا للجدل، أو حين تعلنين للزوج أنه لا مانع لديك من طلاء الحجرة باللون الاصفر، في حين أنك تعشقين اللون الاخضر، فلن تحل تلك المسائل من تلقاء نفسها، وسيكون الثمن باهظا، حيث ستفقدين القدرة على أن تكوني على طبيعتك بين افراد اسرتك، فتضحين بعلاقة وثيقة ومتنامية وصحية مع شريك الحياة او مع طفل او مع صديقة. وإن كان التعرف على حقيقة ما تشعرين به شيئا سهلا، فالتعبير عنه بوضوح للآخرين شيء آخر، حيث أن للآخرين رأيهم ومشاعرهم الخاصة ايضا. وهذه الطريقة في التعامل تحتاج إلى الذوق والتعاطف والثقة واختيار التوقيت المناسب والرغبة في تحمل نتائج قول الصدق.
إن ممارسة الصدق في العلاقات الإنسانية تأتي بنتائج افضل بمجهود أقل، في حين أن المواربة أو الحيلة غير فعالة. والشخص الذي يرغب حقا في انجاز العمل في أسرع وقت لابد من أن يتحلى بالصدق، حتى لا يعود إليه الشخص مرات ومرات متسائلا عن الموضوع نفسه فلا يوجد أي جهد في أن يكون الإنسان لطيفا، ولكن اللطيف هو أن يكون الانسان طيبا أما التظاهر باللطف فما هو الا الكذب.
7 مفاتيح لتواصل صادق
قامت سوزان كامبل (دكتوراه في العلاج النفسي) وهي مؤلفة كتاب «قول الحقيقة: 7 مفاتيح لتواصل صادق وعلاقات ناجحة» بوضع لغة تسهل عليك ممارسة الصدق بطريقة آمنة ومثمرة، والأهم هو أن تعيشي الصدق مع نفسك.
ـ أريد...
إن افتراض ان الآخرين يعرفون ما تريدينه اسلوب حماية ليس إلا، يساعدك على تفادي التعرض للرفض أو الجرح الذي يتأتى من طلب شيء قد لا نحصل عليه، ولكنك اذا طلبت ما تريدينه في اللحظة التي تريدينه فيها فقد يشعر الطرف الآخر بمدى وضوح وأهمية رغبتك هذه.
ـ عندما اسمعك تقول ذلك، أشعر...
هذه العبارة تساعد على تركيز انتباهك على الحقيقة الوحيدة التي تعرفينها جيدا، وهي شعورك الداخلي. أما إذا كنت تتحدثين عن مشاعر شخص آخر فحددي تفسيرك «أتصور إنك حزينة».
ـ اريد ان أوضح مشاعري
إن العواطف القديمة بلا تواصل تشبه الركام. فإذا لم يجر التخلص منها فستظلين تتعثرين بها طوال الوقت. وحين تقررين القيام ببعض الترتيب العاطفي، حددي هدف الحوار واخبري الطرف الآخر ان نواياك من هذه المصارحة هي تنقية الاجواء لتقوية العلاقة.
ـ حسب نواياك
إن كانت نيتك من قول الصدق هي مزيد من المراوغة او ايذاء الطرف المقابل، فهذا استخدام غير أمين للصدق، لأن الحقيقة يجب ان تكون نابعة عن الحب وشفافية الفكر والمشاعر بدلا من اللؤم والحقد.
ـ أيمكن الوثوق بهذا الشخص؟
إن لم تشعري بالأمان اذا ما كشفت عن عواطفك، فاعلني ذلك بلا غضب او اتهامات مثلا: «لا اريد ان اخبرك بما أفكر فيه فأنا أخشى أن تهزأ بي». او ببساطة أكثر قولي: «لست مرتاحة للحديث في هذا الأمر الآن». وحتى لو تواجدت الثقة بنوايا الطرف الآخر، فقد نشك في اهتماماته وقدرته على تفهم مشاعرنا.
ـ الوقت والمكان المناسبان
اذا سألتك زميلة في العمل عن أحوالك، فبدلا من الشكوى اللانهائية يمكنك القول باختصار: «أشكرك على سؤالك ولكني لا أرغب في الحديث عن هذا الأمر» واذا بدا هذا الكلام ثقيلا بعض الشيء فجربي ان تردي باختصار «عايشة» أو «أحوالي تشبه آخر الشهر» او قولي ببساطة «لطيف منك أن تسألي عن أحوالي.. كيف هي أحوالك أنت؟».