دشتى
04-18-2005, 11:41 PM
كتب جاسم أشكناني:
الرياضة في الكويت بدل ان تكون شاهدا على فاعلية الحكومة، اصبحت دليلا على عجزها عن التخطيط والتدبير، ناهيك عن التخبط وانعدام القرار.. حيث لم يعد من التجني التأكيد ان الحكومة غير جادة في تطوير الحركة الرياضية، اذ ان محك جديتها هو التدخل الفعال لمعالجة المشاكل المتفاقمة التي تنخر جسد الحركة الرياضية، وهي لا تعد ولا تحصى. لكن الحكومة لا تفعل في هذا الصدد سوى ذر الرماد في العيون، فيبقى كل شيء «على طمام المرحوم».
اما الدلائل فهي في غاية الوضوح:
أشرنا في حلقة الامس الى الصراعات المشتعلة بين ابناء العمومة في الحركة الرياضية دون ان يتدخل احد لايجاد الحلول. ونزيد اليوم دلائل جديدة من مشاكل اجازات التفرغ الى عدم توفر الحوافز والمكافآت، وصولا الى العامل الذي نعتبره الاخطر على الاطلاق، وهو الزج بأبناء الاسرة الحاكمة، واحدا تلو الاخر، في الحركة الرياضية على افتراض انهم قد يساهمون في تقديم الافضل ليرفعوا الرياضة، وعلى اعتبار ان الرياضة هي «ميدان تدريب» لدور سياسي مستقبلي لهم.. لكن النتيجة التي وصلنا اليها هي خلاف ذلك.
فالاغلبية العظمى من ابناء الاسرة الذين يزج بهم في الرياضة، أعيوا الحركة الرياضية وأثقلوا كاهلها وأكلوا من رصيدها حتى اصبحت في وضع لا يحسدها عليه احد، تشكو الوهن والضعف وعدم الفاعلية.
*ـــــــــــــــــــــ* التفاصيل *ـــــــــــــــــــــــ*
ياحكومة .. الرياضة مظلومة .. ! (2)
بقلم: جـاسم أشكناني
استكمالا للموضوع الذي طرحناه أمس.. نود ان نجيب في موضوعنا اليوم على ردود افعال بعض المتصلين، الذين سأل غالبيتهم عن اسباب الزج بالحكومة في الحركة الرياضية الاهلية والشعبية التي تفرز قيادتها عن طريق الانتخابات الديموقراطية..، ورفض بعض الذين هاتفونا الخلط بين «الحابل والنابل» والالتزام بموضوعية الحدث والكتابة دون رمي التهم جزافا..، ويبدو لنا ان هذا البعض الذي استنكر ما كتبناه امس ميال للحكومة اكثر من التقيد بالواقعية التي يطالبنا بها.. عموما لنكمل ما نحن بصدد الحديث عنه، فقد يجد لنا الرافضون العذر، وقد يقتنعون بأننا لم نتهم الحكومة من باب «خالف تعرف».. أو ان «نرمي التهايم.. والكل نايم».
عجزت السياسة ونجحت الرياضة
استطاعت الرياضة تحقيق هدف سام عجزت عنه السياسة.. ففي يوم الاحد الموافق 5/11/1989 اكدت بطولة الصداقة والسلام في الكويت ان الرياضة طريق للمحبة والتآخي وتحقق ذلك في اللقاء الذي استضافته الكويت على نادي كاظمة بين الجارتين المسلمتين العراق وايران، حيث قام الشهيد الشيخ فهد الاحمد رئيس اللجنة المنظمة بجمع رئيسي الفريقين لمصافحة بعضهما البعض وتسليمهما كتاب الله (القرآن الكريم)، وقام يومها محمد بنجالي رئيس منتخب ايران بمصافحة وتقبيل كريم محمد علاوي رئيس منتخب العراق..، هنا على ارض الكويت جمعت الرياضة الجارتين المسلمتين اللتين دخلتا في حرب امتدت الى تسع سنوات.
هنا.. هنا.. هنا الملتقى هنا... اخوة مؤمنون التم شلمنا.
.. وهي أرض النوايا الـحسنة
فجر الثلاثاء 17/2/1998 وصل الى طهران فريق من المصارعين الاميركيين مشكلين بذلك اول سفراء يمثلون الولايــــات المتحدة في ايران بعد قطيعة استمرت عشرين عاما، وقد تسببت اللقاءات برفع العلم الاميركي في قلب طهران للمرة الاولى..، فيما كان هذا العلم مادة للقلاقل والحروب الباردة بين الطرفين..، وفيما بعد قام فريق المصارعين الايراني بزيارة لواشنطن ردا على زيـــــارة الاميركان..، هكذا هي الرياضة ارض النوايا الحسنة والمحبة والسلام. من هنا فان على الحكومة رعايتها بشكل لائق.
حرب بلدين وألفا قتيل
> بالمقابل تسببت الرياضة بحرب شهيرة بين السلفادور وهندوراس، حيث التقى منتخبا البلدين مرتين في تصفيات كأس العالم 69 المؤهلة لنهائيات المكسيك 1970، وفاز كلاهما على ارضه، ثم اقيمت مباراة فاصلة في مكسيكو وانتهى وقتها الاصلي 2/2، واحرز رود ريفز هدف الفوز للسلفادور، وكانت اذاعتا البلدين قد صعدتا حملتيهما الاعلاميتين وتبادلتا الشتائم بشكل مقزز مما دفع بالجنرال هرنانديز حاكم السلفادور العسكري الى اعلان الحرب على الهندوراس وتجاوزت دبابات وطائرات الجنرال حدود الهندوراس واستمرت الحرب 3 ايام مجنونة راح ضحيتها الفا قتيل من الجانبين بسبب مباراة في كرة القدم.
عودة المنافسات مع العراق
> كانت أول عودة للمواجهات الرياضية الكويتية والعراقية بين فريق اسكواش نادي كاظمة الذي فاز على الكاظمية العراقي 3/صفر في بطولة الاندية العربية السادسة للعبة في الاردن وذلك يوم الاربعاء 2/7/2003، وبعده باربعة ايام تكررت المواجهة في مجال كرة القدم حيث تواجه فريق كرة القدم في نادي الكويت مع فريق الشرطة العراقي في بطولة الاندية العربية الموحدة على كأس الامير فيصل لكرة القدم وذلك يوم الاحد 6/7/2003 وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي 2/2، وكان ناديا الزمالك وانبي المصريان قد نظما البطولة.
إما حكومة مفتحة أو حكومة مغمضة
> .. ما ذهبنا اليه امس بان الحكومة تأخذ الرياضة بمفهوم التسلية وضياع الوقت وإلهاء الشباب وشريحة كبيرة ومهمة في المجتمع بانفعالات وصراعات تمتد لفترات زمنية طويلة لغايات سياسية.. فان هذا الهدف متى ما كان صحيحا فانه يدل على ان حكومتنا مغمضة..! لا تعرف واقع الرياضة في العالم.. ومثل هذه النظرة الحكومية لرياضتنا تعتبر سلبية جدا؟
اما اذا كانت نظرتها ايجابية وحكومة مفتحة فانها تعتبر الرياضة، كما الدول الاخرى المتحضرة.. ظاهرة اجتماعية واسعة النطاق.. تغوص جذورها بعمق في حياة كل فئات المجتمع، ممارسة وهواية وترويحا.. فصحة وقوة ولياقة..، ثم تعليماً وتربية وثقافة، اضافة الى انها عمل وانتاج ودفاع في مجالها عن النادي فالوطن وعلم الدولة، أي انها لم تعد لهواً كما يظن من يطلق عليها «لعب الطمباخية» حتى الآن، فالرياضة يا حكومتنا الرشيدة ومن يدافع عن نظرتها الرياضية الضيقة، اصبحت نظاماً اساسيا لا يمكن للمجتمع ان يقوم دون الاعتماد عليه كبقية الانظمة الاساسية، الامنية والسياسية والاقتصادية والدينية والثقافية، اذ يجب ان يحكمها نظام واضح ومتسلسل.
..اندمـاج وطنـي
>.. ان الالعاب الرياضية تسهل عملية الاندماج القومي وتقوي روح الوحدة الوطنية على مستوى الفرق الرياضية ومستوى الجماهير، فالفرق الرياضية تتألف وحدها دون سائر الامور على اساس معيار الكفاءة الرياضية، ومن ثم فان أي فريق كان غالباً ما يضم افرادا ينتمون الى طبقات واعراق ومذاهب مختلفة يعملون جميعاً يدا واحدة لتحقيق هدف محدد وخاصة في المنتخبات التي تمثل البلد، وقد توقف الرياضة، يا من لا تدرون هذا، المد الخطير في التفرقة التي قد تفقدنا قوتنا والتحامنا، اذ يكفي ما تعانيه الجمعيات العمومية للاندية (الحشود المنقادة) من مهازل اذ تنتخب اعضاء الادارات دون تركيز على الكفاءة والخبرة والقدرة، بل تكون الاولوية للقبيلة والطائفة وما الى ذلك، اما الرياضة بمفهوم الانشطة البدنية فهي الوحيدة، التي تصهر هذه التفرقة في اندماج قومي جميل يجب ان يحظى باهتمام بالغ من الحكومة وليس العكس كما يحصل لدينا.
نعم.. ترتبط بالرموز السياسية والوطنية
> ..ولا تنس يا من تقرأ هذه المواضيع أن الرياضة مرتبطة بشكل مباشر بالرموز السياسية والقومية مثل رفع العلم.. وعزف النشيد الوطني في المناسبات الدولية وهو ما يخلق ارتباطا وثيقا بين الجماهير للالتفاف حول فريقها بصرف النظر عن الانتماءات القبلية والطائفية والعرقية والسياسية، اضافة الى رفع صور رموز البلد كصور سمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء.
> .. ثم ان الالعاب الرياضية هي احد مظاهر فاعلية النظام السياسي أو عدم فاعليته، وقدرة الحكومة أو عجزها عن التخطيط والتدبير، فأي انتصار للفرق القومية يتحول الى اثبات لكفاءة النظام السياسي وهو سبب التسابق على تقديم التهاني وتوزيع المكافآت واقامة الولائم على شرف المنتخبات المنتصرة، فيما يتم الصاق تبعة الهزائم بالفرق الرياضية وحدها.
وظـــائــف سـيـاسـيـة
> .. هذه جوانب مختصرة من الوظائف السياسية للرياضة وهي كافية لتجعلها موضع الاهتمام المستمر من الحكومات ومن السياسيين، سواء في السياسة الداخلية او الخارجية، فداخليا نعلم ان هناك سياسيين عملوا على ربط انفسهم بالرياضة والظهور بمظهر الرياضيين وجعل سجلهم الرياضي جزءا من تاريخ انجازاتهم.. وربط انفسهم بانجازات الفرق القومية.. (شاهدوا ما يحدث عند فوز منتخب كرة القدم!)، اما خارجيا فان الالعاب الرياضية اصبحت من ادوات السياسة الخارجية، فقد استخدمت كأداة للدعاية السياسية الدولية ولاكتساب الشرعية الدولية وللمقاطعة الدولية ولتأكيد السياسة الخارجية، واحيانا كوسيلة لاختبار النوايا الحسنة.
ترى بعد تعدد الوظائف الايجابية للرياضة على السياسة الا تستحق الحركة الرياضية التفاتا حكوميا جادا، بعيدا عن ذر الرماد في العيون.. واسلوب اللامبالاة الذي يعاني منه كل من وضع يده بنار الرياضة؟.. والدلائل واضحة.. من اجازات التفرغ وعدم توافر الحوافز والمكافآت والمنشآت اللازمة والمناسبة والكثير الكثير، ام ان الحكومة اكتفت بزج ابناء الاسرة الحاكمة واحدا تلو الآخر في الحركة الرياضية على اساس انهم قد يساهمون في تقديم الافضل ليرفعوا الرياضة.. فيما غالبيتهم في حقيقة الامر اعيوا الرياضة واثقلوا كاهلها واكلوا من رصيــدها حتى اصبحت تشكو الوهن والرعاش والباركنسون، وحتى مرض الخرف (الزهايمر).
(يتبع)
الرياضة في الكويت بدل ان تكون شاهدا على فاعلية الحكومة، اصبحت دليلا على عجزها عن التخطيط والتدبير، ناهيك عن التخبط وانعدام القرار.. حيث لم يعد من التجني التأكيد ان الحكومة غير جادة في تطوير الحركة الرياضية، اذ ان محك جديتها هو التدخل الفعال لمعالجة المشاكل المتفاقمة التي تنخر جسد الحركة الرياضية، وهي لا تعد ولا تحصى. لكن الحكومة لا تفعل في هذا الصدد سوى ذر الرماد في العيون، فيبقى كل شيء «على طمام المرحوم».
اما الدلائل فهي في غاية الوضوح:
أشرنا في حلقة الامس الى الصراعات المشتعلة بين ابناء العمومة في الحركة الرياضية دون ان يتدخل احد لايجاد الحلول. ونزيد اليوم دلائل جديدة من مشاكل اجازات التفرغ الى عدم توفر الحوافز والمكافآت، وصولا الى العامل الذي نعتبره الاخطر على الاطلاق، وهو الزج بأبناء الاسرة الحاكمة، واحدا تلو الاخر، في الحركة الرياضية على افتراض انهم قد يساهمون في تقديم الافضل ليرفعوا الرياضة، وعلى اعتبار ان الرياضة هي «ميدان تدريب» لدور سياسي مستقبلي لهم.. لكن النتيجة التي وصلنا اليها هي خلاف ذلك.
فالاغلبية العظمى من ابناء الاسرة الذين يزج بهم في الرياضة، أعيوا الحركة الرياضية وأثقلوا كاهلها وأكلوا من رصيدها حتى اصبحت في وضع لا يحسدها عليه احد، تشكو الوهن والضعف وعدم الفاعلية.
*ـــــــــــــــــــــ* التفاصيل *ـــــــــــــــــــــــ*
ياحكومة .. الرياضة مظلومة .. ! (2)
بقلم: جـاسم أشكناني
استكمالا للموضوع الذي طرحناه أمس.. نود ان نجيب في موضوعنا اليوم على ردود افعال بعض المتصلين، الذين سأل غالبيتهم عن اسباب الزج بالحكومة في الحركة الرياضية الاهلية والشعبية التي تفرز قيادتها عن طريق الانتخابات الديموقراطية..، ورفض بعض الذين هاتفونا الخلط بين «الحابل والنابل» والالتزام بموضوعية الحدث والكتابة دون رمي التهم جزافا..، ويبدو لنا ان هذا البعض الذي استنكر ما كتبناه امس ميال للحكومة اكثر من التقيد بالواقعية التي يطالبنا بها.. عموما لنكمل ما نحن بصدد الحديث عنه، فقد يجد لنا الرافضون العذر، وقد يقتنعون بأننا لم نتهم الحكومة من باب «خالف تعرف».. أو ان «نرمي التهايم.. والكل نايم».
عجزت السياسة ونجحت الرياضة
استطاعت الرياضة تحقيق هدف سام عجزت عنه السياسة.. ففي يوم الاحد الموافق 5/11/1989 اكدت بطولة الصداقة والسلام في الكويت ان الرياضة طريق للمحبة والتآخي وتحقق ذلك في اللقاء الذي استضافته الكويت على نادي كاظمة بين الجارتين المسلمتين العراق وايران، حيث قام الشهيد الشيخ فهد الاحمد رئيس اللجنة المنظمة بجمع رئيسي الفريقين لمصافحة بعضهما البعض وتسليمهما كتاب الله (القرآن الكريم)، وقام يومها محمد بنجالي رئيس منتخب ايران بمصافحة وتقبيل كريم محمد علاوي رئيس منتخب العراق..، هنا على ارض الكويت جمعت الرياضة الجارتين المسلمتين اللتين دخلتا في حرب امتدت الى تسع سنوات.
هنا.. هنا.. هنا الملتقى هنا... اخوة مؤمنون التم شلمنا.
.. وهي أرض النوايا الـحسنة
فجر الثلاثاء 17/2/1998 وصل الى طهران فريق من المصارعين الاميركيين مشكلين بذلك اول سفراء يمثلون الولايــــات المتحدة في ايران بعد قطيعة استمرت عشرين عاما، وقد تسببت اللقاءات برفع العلم الاميركي في قلب طهران للمرة الاولى..، فيما كان هذا العلم مادة للقلاقل والحروب الباردة بين الطرفين..، وفيما بعد قام فريق المصارعين الايراني بزيارة لواشنطن ردا على زيـــــارة الاميركان..، هكذا هي الرياضة ارض النوايا الحسنة والمحبة والسلام. من هنا فان على الحكومة رعايتها بشكل لائق.
حرب بلدين وألفا قتيل
> بالمقابل تسببت الرياضة بحرب شهيرة بين السلفادور وهندوراس، حيث التقى منتخبا البلدين مرتين في تصفيات كأس العالم 69 المؤهلة لنهائيات المكسيك 1970، وفاز كلاهما على ارضه، ثم اقيمت مباراة فاصلة في مكسيكو وانتهى وقتها الاصلي 2/2، واحرز رود ريفز هدف الفوز للسلفادور، وكانت اذاعتا البلدين قد صعدتا حملتيهما الاعلاميتين وتبادلتا الشتائم بشكل مقزز مما دفع بالجنرال هرنانديز حاكم السلفادور العسكري الى اعلان الحرب على الهندوراس وتجاوزت دبابات وطائرات الجنرال حدود الهندوراس واستمرت الحرب 3 ايام مجنونة راح ضحيتها الفا قتيل من الجانبين بسبب مباراة في كرة القدم.
عودة المنافسات مع العراق
> كانت أول عودة للمواجهات الرياضية الكويتية والعراقية بين فريق اسكواش نادي كاظمة الذي فاز على الكاظمية العراقي 3/صفر في بطولة الاندية العربية السادسة للعبة في الاردن وذلك يوم الاربعاء 2/7/2003، وبعده باربعة ايام تكررت المواجهة في مجال كرة القدم حيث تواجه فريق كرة القدم في نادي الكويت مع فريق الشرطة العراقي في بطولة الاندية العربية الموحدة على كأس الامير فيصل لكرة القدم وذلك يوم الاحد 6/7/2003 وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي 2/2، وكان ناديا الزمالك وانبي المصريان قد نظما البطولة.
إما حكومة مفتحة أو حكومة مغمضة
> .. ما ذهبنا اليه امس بان الحكومة تأخذ الرياضة بمفهوم التسلية وضياع الوقت وإلهاء الشباب وشريحة كبيرة ومهمة في المجتمع بانفعالات وصراعات تمتد لفترات زمنية طويلة لغايات سياسية.. فان هذا الهدف متى ما كان صحيحا فانه يدل على ان حكومتنا مغمضة..! لا تعرف واقع الرياضة في العالم.. ومثل هذه النظرة الحكومية لرياضتنا تعتبر سلبية جدا؟
اما اذا كانت نظرتها ايجابية وحكومة مفتحة فانها تعتبر الرياضة، كما الدول الاخرى المتحضرة.. ظاهرة اجتماعية واسعة النطاق.. تغوص جذورها بعمق في حياة كل فئات المجتمع، ممارسة وهواية وترويحا.. فصحة وقوة ولياقة..، ثم تعليماً وتربية وثقافة، اضافة الى انها عمل وانتاج ودفاع في مجالها عن النادي فالوطن وعلم الدولة، أي انها لم تعد لهواً كما يظن من يطلق عليها «لعب الطمباخية» حتى الآن، فالرياضة يا حكومتنا الرشيدة ومن يدافع عن نظرتها الرياضية الضيقة، اصبحت نظاماً اساسيا لا يمكن للمجتمع ان يقوم دون الاعتماد عليه كبقية الانظمة الاساسية، الامنية والسياسية والاقتصادية والدينية والثقافية، اذ يجب ان يحكمها نظام واضح ومتسلسل.
..اندمـاج وطنـي
>.. ان الالعاب الرياضية تسهل عملية الاندماج القومي وتقوي روح الوحدة الوطنية على مستوى الفرق الرياضية ومستوى الجماهير، فالفرق الرياضية تتألف وحدها دون سائر الامور على اساس معيار الكفاءة الرياضية، ومن ثم فان أي فريق كان غالباً ما يضم افرادا ينتمون الى طبقات واعراق ومذاهب مختلفة يعملون جميعاً يدا واحدة لتحقيق هدف محدد وخاصة في المنتخبات التي تمثل البلد، وقد توقف الرياضة، يا من لا تدرون هذا، المد الخطير في التفرقة التي قد تفقدنا قوتنا والتحامنا، اذ يكفي ما تعانيه الجمعيات العمومية للاندية (الحشود المنقادة) من مهازل اذ تنتخب اعضاء الادارات دون تركيز على الكفاءة والخبرة والقدرة، بل تكون الاولوية للقبيلة والطائفة وما الى ذلك، اما الرياضة بمفهوم الانشطة البدنية فهي الوحيدة، التي تصهر هذه التفرقة في اندماج قومي جميل يجب ان يحظى باهتمام بالغ من الحكومة وليس العكس كما يحصل لدينا.
نعم.. ترتبط بالرموز السياسية والوطنية
> ..ولا تنس يا من تقرأ هذه المواضيع أن الرياضة مرتبطة بشكل مباشر بالرموز السياسية والقومية مثل رفع العلم.. وعزف النشيد الوطني في المناسبات الدولية وهو ما يخلق ارتباطا وثيقا بين الجماهير للالتفاف حول فريقها بصرف النظر عن الانتماءات القبلية والطائفية والعرقية والسياسية، اضافة الى رفع صور رموز البلد كصور سمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء.
> .. ثم ان الالعاب الرياضية هي احد مظاهر فاعلية النظام السياسي أو عدم فاعليته، وقدرة الحكومة أو عجزها عن التخطيط والتدبير، فأي انتصار للفرق القومية يتحول الى اثبات لكفاءة النظام السياسي وهو سبب التسابق على تقديم التهاني وتوزيع المكافآت واقامة الولائم على شرف المنتخبات المنتصرة، فيما يتم الصاق تبعة الهزائم بالفرق الرياضية وحدها.
وظـــائــف سـيـاسـيـة
> .. هذه جوانب مختصرة من الوظائف السياسية للرياضة وهي كافية لتجعلها موضع الاهتمام المستمر من الحكومات ومن السياسيين، سواء في السياسة الداخلية او الخارجية، فداخليا نعلم ان هناك سياسيين عملوا على ربط انفسهم بالرياضة والظهور بمظهر الرياضيين وجعل سجلهم الرياضي جزءا من تاريخ انجازاتهم.. وربط انفسهم بانجازات الفرق القومية.. (شاهدوا ما يحدث عند فوز منتخب كرة القدم!)، اما خارجيا فان الالعاب الرياضية اصبحت من ادوات السياسة الخارجية، فقد استخدمت كأداة للدعاية السياسية الدولية ولاكتساب الشرعية الدولية وللمقاطعة الدولية ولتأكيد السياسة الخارجية، واحيانا كوسيلة لاختبار النوايا الحسنة.
ترى بعد تعدد الوظائف الايجابية للرياضة على السياسة الا تستحق الحركة الرياضية التفاتا حكوميا جادا، بعيدا عن ذر الرماد في العيون.. واسلوب اللامبالاة الذي يعاني منه كل من وضع يده بنار الرياضة؟.. والدلائل واضحة.. من اجازات التفرغ وعدم توافر الحوافز والمكافآت والمنشآت اللازمة والمناسبة والكثير الكثير، ام ان الحكومة اكتفت بزج ابناء الاسرة الحاكمة واحدا تلو الآخر في الحركة الرياضية على اساس انهم قد يساهمون في تقديم الافضل ليرفعوا الرياضة.. فيما غالبيتهم في حقيقة الامر اعيوا الرياضة واثقلوا كاهلها واكلوا من رصيــدها حتى اصبحت تشكو الوهن والرعاش والباركنسون، وحتى مرض الخرف (الزهايمر).
(يتبع)