المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزهر يحسم الجدل: إطلاق الغازات أثناء الصلاة بدون رائحة لا ينقض الوضوء .. ويعطي صاحب الفتوي جائزه



سمير
04-18-2015, 01:14 AM
http://i2.wp.com/azamil.com/wp-content/uploads/2015/04/fe2c7b076d3cf5c3a1f201e82c2fe478.png?resize=660%2C 330


منح الأزهر شهادة الدكتوراه للشيخ ف.س. في الشريعة والقانون، بتقدير ممتاز، عن أطروحته التي تناول فيها ما تشيع تسميته بـ“الغازات الحميدة” من الناحية الفقهية، مؤكدا أنه هناك نصوصا منقولة تحدد بكل دقة رائحة الغازات الناقضة للوضوء وعدد ثواني إطلاق الريح وطاقتها الصوتية التي تعتبر بعدها الغازات ناقضة للوضوء.

وأشار الشيخ في رسالته إلى أن “تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها” أدى إلى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول “الضراط” وهو المصطلح الذي تفادى العديد من العلماء إستخدامه في الماضي ويشجع الشيخ ف.س. على الرجوع إليه نظراً لأنه الأكثر تعبيراً عن هذه الظاهرة الطبيعية.

واعتبر الشيخ ف.س. أن بعض المفسرين رفضوا إعمال العقل واقتبسوا النصوص الدينية في غير موقعها، وأن كل واحد من هؤلاء فسرها إما على هواه بعيدا من مغزاها الحقيقي، وإما لنقص في “القدرات التحليلية لديهم ناتج عن آفة نفسية”، والسبب في ذلك يعود إلى تعطيل الاجتهاد.

ويرى أصحاب هذا الرأي أن السبب في ذلك يكمن في قاعدة “النقل قبل العقل” المعتمدة.

وقد حدد الشيخ ف.س. الروائح الناقضة للوضوء كالآتي: “الضرطات الملثمة برائحة البيض أو البصل أو البسطرمة أو الكرنب” أما ما خرج عن ذلك فهي غازات حميدة إلا إن إستمرت الضرطة أكثر من ٤ ثواني وكان صوتها أعلى من ٣٠ ديسبل وهي وحدة قياس الصوت فى علوم الفيزياء.

وقد عبر العديد من العلماء عن إرتياحهم لحسم هذه القضية خاصة فيما يتعلق بالصلوات الطويلة مثل صلاة التراويح.

وقد امتنعت الجبهة السلفية عن إعتماد نتيجة البحث وعلق المتحدث الرسمي بإسم الجبهة قائلاً: لا نرفض النتائج ولكن البحث يعتبر مبدئي لأنه كمثال لم يتطرق إلى روائح السردين والثوم والفول كما لم يتحدث عن الرياح المحملة بالرطوبة أو السوائل الخفيفة وأسألة آخرى حيرت العلماء على مدار السنين.

وتعقيبا على الموضوع نشر د. محمد ناجي/ أكادير: مادة تحت عنوان “هدية مخترع إلى بعض فقهاء الضراط”، قال فيها:

قرأت منذ عدة أيام خبرا لم أكن متأكدا من صحته في حينه، ولم أصدقه إلا بعد أن تبين لي أن الأزهر الذي يعنيه أمره لم يكذبه؛ وأن أي عالم من علمائه لم ينكره ولم يعلق عليه.. وذلك في الواقع ما كنت أتمنى، فقد قضيت طيلة هذه الأيام وأنا أترجى أن يكون صحيحا، لأنه سيكون لي مفتاح الثراء العميم، والرخاء المستديم؛ وسوف يستفيد منه كثير من العلماء والفقهاء ، سواء من المنتسبين للأزهر، أو ممن يتصدون لفتاوى الجزر وجواز مضاجعة الجن من علماء المغرب، أو حتى لأصحاب النظريات العلمية الإسلامية الرائدة حول سكون الأرض وإنكار دورانها، وعلماء تحديد مدة جماع الحوريات بسبعين سنة للواحدة.. حيث تصادف نَـشْـرُ ذلك الخبر السار ، والفريد من نوعه ، مع اتخاذي قرارا نهائيا بالتخلي عن الاستمرار في اختراع جهاز قياس من نوع خاص، كنت أتردد بين الاستمرار فيه والتخلي عنه.
فأما الخبر فهو أن باحثا من كبار علماء الأزهر ـ بارك الله فيه ، وأثابه على حسن اجتهاده ـ ناقش منذ مدة أطروحته للدكتوراه ؛ تخصص الشريعة والقانون، وحصل عليها بتقدير ممتاز؛ وقد كان حريا بلجنة المناقشة أن تمنحه تقديرا أعلى، لا يقل عن تقدير : “ممتاز جدا، مع توصية بالطبع” ؛ اعترافا بالمجهود الجبار المبذول في بحث في موضوع شائك بهذه الدرجة من الأهمية والخطورة..

فقد كان موضوع الأطروحة هو : (الغازات الحميدة..) ، أي الضراط الذي ليس فيه رائحة ؛ حيث توصل فيه العالم الباحث إلى نتيجة علمية عظيمة باهرة، كانت مثار خلاف بين العلماء والأئمة منذ دخلت الضرطة في التشريع الإسلامي ، بصفتها عنصرا أساسيا فيه، لها أثر بالغ وحاسم في أعظم فريضة من فرائض الإسلام، ألا وهي الصلاة؛ إذ الصلاة عماد الدين، وهي العهد الذي بيننا وبين نبينا محمد عليه صلوات الله وسلامه. فصحة الصلاة أو بطلانها معلق بالضرطة؛ بإجماع علمائنا الأزهريين الأفاضل.

ولذلك فقد كان موضوع ذلك البحث العظيم يدور حول إشكالية فقهية عويصة، يلخصها السؤال الغفهي العلمي الآتي :

ــ هل كــل الضراط ينقض الوضوء ، أم فقط الضراط الذي فيه رائحة ؟؟.

[شرف الله قدركم؛ ولكن لا حياء في الدين، فنحن نريد أن نـتـفـقه في ديننا ، ومن لم يعجبه فقهنا فله أن ينسحب من مجلسنا إذا أراد، فـفـقهنا واسع عريض، لا يترك للناس شاذة ولا فاذة يتقولون فيها بغير علم، حيث كرس فقهاؤنا رضي الله عنهم حياتهم لإثبات أن ديننا دين يسر وليس دين عسر، وبأنه دين واضح فطري، لا غموض فيه ولا لبس؛ وبنعمة الفقه علينا أن أصبح بإمكان علمائنا وفقهائنا أن يظلوا مختلفين في المسألة الواحدة عدة قرون إلى أن يقيض الله لها من يفك طلاسمها التي حُـفَّـتْ بها من كل جانب، ويحسم في أمرها برأيه واجتهاده، وما ظهرت المذاهب الأربعة وغيرها من المذاهب الكثيرة المندثرة إلا بسبب من ذلك الوضوح الذي تميز به الفقه الإسلامي، ونتيجة لذلك الاتساع في الفهم والتأويل وتقليب الرأي على كل الأوجه التي يحتملها والتي لا يحتملها… فطوبى لهم على ما قدموه لدين المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك].
المهم نعود إلى موضوعنا بعد أن أفـحـمْـنا من يريد أن ينكر علينا حديثنا في فقه التعبد : فقد كان هناك إجماع بين العلماء الأقدمين منذ القرن الأول الهجري على أن الضرطة إذا كانت فيها رائحة، فهي تنقض الوضوء. ولكن المشكل الذي ظل موضع خلاف ، واستعصى على الفقهاء منذ أربعة عشر قرنا هو الضرطة التي لا تكون فيها رائحة ؛ هل هي أيضا تنقض الوضوء أم لا تنقضه؟

جاء هذا العالم الأزهري الجليل الشيخ ف. س. أفاض الله علينا وعلى الأمة من علمه بما ينفعها في دينها ودنياها، وقام ببحث علمي ميداني ، لم يكتف فيه بالاعتماد على النصوص، والتحليل ومقايسة الآراء، واستعمال العقل ليوافق النقل.. بل إنه تجاوز كل ذلك إلى استعمال الآلات الحديثة، من آلات إلكترونية دقيقة، وأجهزة تقنية متطورة جدا في المجال العلمي، ومختبرات علمية فائقة.. وما إلى ذلك حتى توصل إلى هذه النتيجة الحاسمة في الموضوع، والتي أنهت خلافا علميا دقيقا جدا ظل محتدما بين علماء الإسلام وشيوخهم وأئمتهم في مشارق الأرض ومغاربها طوال هذه القرون الماضية منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إلى أن قيض الله لأمة الإسلام هذا العالمَ النحريرَ الذي حسم في هذا الخلاف، حيث انتهى إلى أن “الضرطات المُـلـثـمة برائحة البيض أو البصل أو البسطرمة أو الكرنب ” ؛ فهي تنقض الوضوء بالإجماع. وكذلك الضرطة التي تستمر أكثر من أربع ثوان، فهي تنقض الوضوء. والنوع الثالث من الضرطات التي تنقض الوضوء هي الضرطة التي يكون دويها أعلى من 30 ديسبل (والديسبل هو الوحدة التي يقاس بها الصوت).

وكل ضرطة عدا هذه الأنواع الثلاثة فهي لا تنقض الوضوء. نظرية المؤامرة

لن تتصوروا كم كانت فرحتي عظيمة بهذه النتيجة الحاسمة ؛ وأي درجة من البهجة والسرور أدخلتها علي، وأي سعادة أصبحت أحلم بها مستقبلا ؛ فقد جاءني النعيم والرزق الوفير، ولم يتوقف لساني عن الشكر لعلماء الأزهر الشريف سادتنا ومشايخنا الفطاحل الخريتين الذين كانوا سببا مباشرا في هذا النعيم الثراء العميم الذي ينتظرني؛ وأنا بطبعي وفطرتي أحب أن أستمتع بنصيبي من الدنيا، وأن أعيش في بحبوحة ورخاء، كعلماء الأزهر الشريف أصحاب القنوات الفضائية والبرامج الدينية.

هذه النتيجة الباهرة في تحديد مقياس دوي الضرطة التي تنقض الوضوء، صادفت أنني كنت بصدد تحضير آلة إلكترونية مصنوعة من المواد الطبيعية الخالصة ، وهي عبارة عن قصبة مجوفة، مزمارية الشكل، تشبه القصب الذي يُـصنع منه الناي والنيرة، ولكن لا تكون فيها ثقوب.. وكنت أفكر في تشكيلها على هيئة تكون معها قادرة على التكيف مع كورة مستعملها ومصدر الصوت لقياس دوي ضرطته. وبدأت أصنع نماذج من هذا الجهاز حسب قياسات متنوعة ، سمنة ونحافة وتوسطا في الحجم ، ولكن الذي كان يجعلني أتردد في الاستمرار في هذا الاختراع، وأنقطع عنه بين الحين والحين ، هو السؤال الذي كنت أطرحه دائما على نفسي منذ راودتني هذه الفكرة المباركة ، وهو : ما الفائدة التي سيجنيها الناس من هذه الآلة العجيبة التي أريد أن أخترعها؟..

وها هو اليوم يأتيني الجواب ـ لحسن حظي، وبالصدفة ـ من الأزهر الشريف ، أبقاه الله منارة للمسلمين ومرجعا لهم في كل أمر عويص من أمور الدنيا والآخرة. فقد جاء الجواب المفرح متمثلا في هذه الأطروحة العظيمة التي بحثـتْ في موضوع الضرطة قصد التفريق بين الضرطة التي تنقض الوضوء، والضرطة التي لا تنقض الوضوء.

إذن فقد أصبحت هناك حاجة ماسة لدى المسلمين إلى هذا الجهاز، وأصبح علماء الأزهر بالأخص أكثر احتياجا إليه من سواهم ؛ إذ به يستطيعون أن يفصلوا ؛ علميا وإلكترونيا ؛ بين الضرطة الموجبة لإعادة الوضوء، والضرطة التي لا توجب ذلك. ومن ثم فأنا متأكد من أن علماء الأزهر سيفرحون بهذا الجهاز فرحا عظيما؛ ليس لأنه ثمرة طيبة من ثمار ما توصلت إليه أبحاثهم الأكاديمية العظيمة، وحسب؛ ولكن أيضا لأنه سيجعلهم يصدرون فتاوى دقيقة وصادقة، ومؤكدة بأدلة علمية. فلو افترضنا أن امرأة سألتهم عن ضرطة خرجت منها هل تنقض وضوءها ؟ فلا يبقى جوابهم مجرد جواب نظري، بل يقيسون تلك الضرطة، ثم يفتونها بالعلم الصحيح.

إن أهمية جهازي هذا تكمن في أن الإنسان؛ مهما بلغت حاسة سمعه من الدقة ؛ فإنه يستحيل عليه أن يتأكد بالضبط مما إذا كانت الضرطة التي سمعها في المجلس، أو التي خرجت منه هو نفسه ، تبلغ 30 ديسبل، أو 31 ديسبل، أو 29 ديسبل؛ وهو فرق عظيم خطير، يفصل ما بين ضرطة تنقض الوضوء، وضرطة لا تنقضه.

وبما أن المسلمين قد أصبحوا في حاجة ماسة إلى جهازي المبتكر هذا لقياس دوي الضرطة؛ وبما أن ذلك سيعود علي بالمال الوفير الكثير ولا شك عندما أشرع في بيع هذا الجهاز؛ وبما أن الفضل في كل هذا يعود إلى ساداتنا مشايخ وعلماء الأزهر، كنتيجة تبعية لذلك البحث العلمي والفقهي العظيم الذي قام به عالم منهم ، وأشرف عليه شيخ من شيوخهم، ونوقش في رحاب جامعتهم العتيدة العريقة، حسب الخبر المنشور الذي لم يكذبه أحد منهم..

أقول بما أن الأزهر الشريف يعتبر هو السبب في ترويج جهازي الجديد مستقبلا، وإقبال الناس على شرائه لقياس ضرطاتهم؛ فإنني من باب رد الإحسان بالإحسان، والاعتراف بالجميل، والإقرار لأصحاب الفضل بفضلهم علي، فقد قررت أن أمنح كل عالم من علمائهم المهتمين بموضوع الضراط والفسو وبما رواه البخاري وأفتاه ابن تيمية في شأنهما، أن أتبرع عليه بجهاز بالمجان، حسب المقاس الذي يناسبه.. متى طلب مني ذلك.

فما جزاء الإحسان إلا أن أقابله بمثله…
والسلام عليهم إلى يوم يبعثون.


http://azamil.com/?p=6373

سمير
04-18-2015, 01:17 AM
وتعقيبا على الموضوع نشر د. محمد ناجي/ أكادير: مادة تحت عنوان “هدية مخترع إلى بعض فقهاء الضراط”، قال فيها:

قرأت منذ عدة أيام خبرا لم أكن متأكدا من صحته في حينه، ولم أصدقه إلا بعد أن تبين لي أن الأزهر الذي يعنيه أمره لم يكذبه؛ وأن أي عالم من علمائه لم ينكره ولم يعلق عليه.. وذلك في الواقع ما كنت أتمنى، فقد قضيت طيلة هذه الأيام وأنا أترجى أن يكون صحيحا، لأنه سيكون لي مفتاح الثراء العميم، والرخاء المستديم؛ وسوف يستفيد منه كثير من العلماء والفقهاء ، سواء من المنتسبين للأزهر، أو ممن يتصدون لفتاوى الجزر وجواز مضاجعة الجن من علماء المغرب، أو حتى لأصحاب النظريات العلمية الإسلامية الرائدة حول سكون الأرض وإنكار دورانها، وعلماء تحديد مدة جماع الحوريات بسبعين سنة للواحدة.. حيث تصادف نَـشْـرُ ذلك الخبر السار ، والفريد من نوعه ، مع اتخاذي قرارا نهائيا بالتخلي عن الاستمرار في اختراع جهاز قياس من نوع خاص، كنت أتردد بين الاستمرار فيه والتخلي عنه.
فأما الخبر فهو أن باحثا من كبار علماء الأزهر ـ بارك الله فيه ، وأثابه على حسن اجتهاده ـ ناقش منذ مدة أطروحته للدكتوراه ؛ تخصص الشريعة والقانون، وحصل عليها بتقدير ممتاز؛ وقد كان حريا بلجنة المناقشة أن تمنحه تقديرا أعلى، لا يقل عن تقدير : “ممتاز جدا، مع توصية بالطبع” ؛ اعترافا بالمجهود الجبار المبذول في بحث في موضوع شائك بهذه الدرجة من الأهمية والخطورة..

فقد كان موضوع الأطروحة هو : (الغازات الحميدة..) ، أي الضراط الذي ليس فيه رائحة ؛ حيث توصل فيه العالم الباحث إلى نتيجة علمية عظيمة باهرة، كانت مثار خلاف بين العلماء والأئمة منذ دخلت الضرطة في التشريع الإسلامي ، بصفتها عنصرا أساسيا فيه، لها أثر بالغ وحاسم في أعظم فريضة من فرائض الإسلام، ألا وهي الصلاة؛ إذ الصلاة عماد الدين، وهي العهد الذي بيننا وبين نبينا محمد عليه صلوات الله وسلامه. فصحة الصلاة أو بطلانها معلق بالضرطة؛ بإجماع علمائنا الأزهريين الأفاضل.

ولذلك فقد كان موضوع ذلك البحث العظيم يدور حول إشكالية فقهية عويصة، يلخصها السؤال الغفهي العلمي الآتي :

ــ هل كــل الضراط ينقض الوضوء ، أم فقط الضراط الذي فيه رائحة ؟؟.
[شرف الله قدركم؛ ولكن لا حياء في الدين، فنحن نريد أن نـتـفـقه في ديننا ، ومن لم يعجبه فقهنا فله أن ينسحب من مجلسنا إذا أراد، فـفـقهنا واسع عريض، لا يترك للناس شاذة ولا فاذة يتقولون فيها بغير علم، حيث كرس فقهاؤنا رضي الله عنهم حياتهم لإثبات أن ديننا دين يسر وليس دين عسر، وبأنه دين واضح فطري، لا غموض فيه ولا لبس؛ وبنعمة الفقه علينا أن أصبح بإمكان علمائنا وفقهائنا أن يظلوا مختلفين في المسألة الواحدة عدة قرون إلى أن يقيض الله لها من يفك طلاسمها التي حُـفَّـتْ بها من كل جانب، ويحسم في أمرها برأيه واجتهاده، وما ظهرت المذاهب الأربعة وغيرها من المذاهب الكثيرة المندثرة إلا بسبب من ذلك الوضوح الذي تميز به الفقه الإسلامي، ونتيجة لذلك الاتساع في الفهم والتأويل وتقليب الرأي على كل الأوجه التي يحتملها والتي لا يحتملها… فطوبى لهم على ما قدموه لدين المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك].

المهم نعود إلى موضوعنا بعد أن أفـحـمْـنا من يريد أن ينكر علينا حديثنا في فقه التعبد : فقد كان هناك إجماع بين العلماء الأقدمين منذ القرن الأول الهجري على أن الضرطة إذا كانت فيها رائحة، فهي تنقض الوضوء. ولكن المشكل الذي ظل موضع خلاف ، واستعصى على الفقهاء منذ أربعة عشر قرنا هو الضرطة التي لا تكون فيها رائحة ؛ هل هي أيضا تنقض الوضوء أم لا تنقضه؟

جاء هذا العالم الأزهري الجليل الشيخ ف. س. أفاض الله علينا وعلى الأمة من علمه بما ينفعها في دينها ودنياها، وقام ببحث علمي ميداني ، لم يكتف فيه بالاعتماد على النصوص، والتحليل ومقايسة الآراء، واستعمال العقل ليوافق النقل.. بل إنه تجاوز كل ذلك إلى استعمال الآلات الحديثة، من آلات إلكترونية دقيقة، وأجهزة تقنية متطورة جدا في المجال العلمي، ومختبرات علمية فائقة.. وما إلى ذلك حتى توصل إلى هذه النتيجة الحاسمة في الموضوع، والتي أنهت خلافا علميا دقيقا جدا ظل محتدما بين علماء الإسلام وشيوخهم وأئمتهم في مشارق الأرض ومغاربها طوال هذه القرون الماضية منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إلى أن قيض الله لأمة الإسلام هذا العالمَ النحريرَ الذي حسم في هذا الخلاف، حيث انتهى إلى أن “الضرطات المُـلـثـمة برائحة البيض أو البصل أو البسطرمة أو الكرنب ” ؛ فهي تنقض الوضوء بالإجماع. وكذلك الضرطة التي تستمر أكثر من أربع ثوان، فهي تنقض الوضوء. والنوع الثالث من الضرطات التي تنقض الوضوء هي الضرطة التي يكون دويها أعلى من 30 ديسبل (والديسبل هو الوحدة التي يقاس بها الصوت).

وكل ضرطة عدا هذه الأنواع الثلاثة فهي لا تنقض الوضوء. نظرية المؤامرة

لن تتصوروا كم كانت فرحتي عظيمة بهذه النتيجة الحاسمة ؛ وأي درجة من البهجة والسرور أدخلتها علي، وأي سعادة أصبحت أحلم بها مستقبلا ؛ فقد جاءني النعيم والرزق الوفير، ولم يتوقف لساني عن الشكر لعلماء الأزهر الشريف سادتنا ومشايخنا الفطاحل الخريتين الذين كانوا سببا مباشرا في هذا النعيم الثراء العميم الذي ينتظرني؛ وأنا بطبعي وفطرتي أحب أن أستمتع بنصيبي من الدنيا، وأن أعيش في بحبوحة ورخاء، كعلماء الأزهر الشريف أصحاب القنوات الفضائية والبرامج الدينية.

هذه النتيجة الباهرة في تحديد مقياس دوي الضرطة التي تنقض الوضوء، صادفت أنني كنت بصدد تحضير آلة إلكترونية مصنوعة من المواد الطبيعية الخالصة ، وهي عبارة عن قصبة مجوفة، مزمارية الشكل، تشبه القصب الذي يُـصنع منه الناي والنيرة، ولكن لا تكون فيها ثقوب.. وكنت أفكر في تشكيلها على هيئة تكون معها قادرة على التكيف مع كورة مستعملها ومصدر الصوت لقياس دوي ضرطته. وبدأت أصنع نماذج من هذا الجهاز حسب قياسات متنوعة ، سمنة ونحافة وتوسطا في الحجم ، ولكن الذي كان يجعلني أتردد في الاستمرار في هذا الاختراع، وأنقطع عنه بين الحين والحين ، هو السؤال الذي كنت أطرحه دائما على نفسي منذ راودتني هذه الفكرة المباركة ، وهو : ما الفائدة التي سيجنيها الناس من هذه الآلة العجيبة التي أريد أن أخترعها؟..

وها هو اليوم يأتيني الجواب ـ لحسن حظي، وبالصدفة ـ من الأزهر الشريف ، أبقاه الله منارة للمسلمين ومرجعا لهم في كل أمر عويص من أمور الدنيا والآخرة. فقد جاء الجواب المفرح متمثلا في هذه الأطروحة العظيمة التي بحثـتْ في موضوع الضرطة قصد التفريق بين الضرطة التي تنقض الوضوء، والضرطة التي لا تنقض الوضوء.

إذن فقد أصبحت هناك حاجة ماسة لدى المسلمين إلى هذا الجهاز، وأصبح علماء الأزهر بالأخص أكثر احتياجا إليه من سواهم ؛ إذ به يستطيعون أن يفصلوا ؛ علميا وإلكترونيا ؛ بين الضرطة الموجبة لإعادة الوضوء، والضرطة التي لا توجب ذلك. ومن ثم فأنا متأكد من أن علماء الأزهر سيفرحون بهذا الجهاز فرحا عظيما؛ ليس لأنه ثمرة طيبة من ثمار ما توصلت إليه أبحاثهم الأكاديمية العظيمة، وحسب؛ ولكن أيضا لأنه سيجعلهم يصدرون فتاوى دقيقة وصادقة، ومؤكدة بأدلة علمية. فلو افترضنا أن امرأة سألتهم عن ضرطة خرجت منها هل تنقض وضوءها ؟ فلا يبقى جوابهم مجرد جواب نظري، بل يقيسون تلك الضرطة، ثم يفتونها بالعلم الصحيح.

إن أهمية جهازي هذا تكمن في أن الإنسان؛ مهما بلغت حاسة سمعه من الدقة ؛ فإنه يستحيل عليه أن يتأكد بالضبط مما إذا كانت الضرطة التي سمعها في المجلس، أو التي خرجت منه هو نفسه ، تبلغ 30 ديسبل، أو 31 ديسبل، أو 29 ديسبل؛ وهو فرق عظيم خطير، يفصل ما بين ضرطة تنقض الوضوء، وضرطة لا تنقضه.

وبما أن المسلمين قد أصبحوا في حاجة ماسة إلى جهازي المبتكر هذا لقياس دوي الضرطة؛ وبما أن ذلك سيعود علي بالمال الوفير الكثير ولا شك عندما أشرع في بيع هذا الجهاز؛ وبما أن الفضل في كل هذا يعود إلى ساداتنا مشايخ وعلماء الأزهر، كنتيجة تبعية لذلك البحث العلمي والفقهي العظيم الذي قام به عالم منهم ، وأشرف عليه شيخ من شيوخهم، ونوقش في رحاب جامعتهم العتيدة العريقة، حسب الخبر المنشور الذي لم يكذبه أحد منهم..

أقول بما أن الأزهر الشريف يعتبر هو السبب في ترويج جهازي الجديد مستقبلا، وإقبال الناس على شرائه لقياس ضرطاتهم؛ فإنني من باب رد الإحسان بالإحسان، والاعتراف بالجميل، والإقرار لأصحاب الفضل بفضلهم علي، فقد قررت أن أمنح كل عالم من علمائهم المهتمين بموضوع الضراط والفسو وبما رواه البخاري وأفتاه ابن تيمية في شأنهما، أن أتبرع عليه بجهاز بالمجان، حسب المقاس الذي يناسبه.. متى طلب مني ذلك.

فما جزاء الإحسان إلا أن أقابله بمثله…

والسلام عليهم إلى يوم يبعثون.