على
04-18-2005, 06:45 AM
أنيس منصور
كتب الأستاذ سمير عطا الله أن المفكر نصري المعلوف قد توفي يوم مات البابا يوحنا بولس الثاني ـ شمعة أطفئت يوم كسوف الشمس ـ ولا من شاف ولا من دري كما يقول المثل الشعبي.
وقد حدث ذلك كثيرا.
فيوم اغتيال الرئيس كيندي مات الأديب الانجليزي الدوس هنكسلي فلم نعرف بوفاة هذا المفكر الكبير إلا بعد شهور من اغتيال كيندي.
ويوم مات طه حسين توفي د. حسن عثمان أستاذ الجغرافيا الذي ترجم (الكوميديا الإلهية) للشاعر دانتي الليجيري. ترجمها من الإيطالية إلى لغة عربية قويمة. وقد ضرب المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب مثلا رفيعاً للحرية.. فقد احتفظت الترجمة بكل ما فيها من عبارات نابية ومن هجوم على الإسلام احتراما للنص التاريخي.
ويوم توفي الشاعر والصحافي الكبير صديقي وصديق جيلي كامل الشناوي مات صحافي مشهور وصديقه وصديقنا أيضاً هو أحمد الألفي عطية. فلم يمش في جنازته أحد. فقد تحولنا جميعاً وراء كامل الشناوي.. وبعضنا تثاقل لدرجة أنه لم يذهب لتقديم واجب العزاء.. كأن الدنيا قد خلت من الناس. وكأن القلب لا يتسع لغير كامل الشناوي الذي كان لجيلي صديقاً وأخاً ووالداً. وكان يرعانا أينما كنا. فقد عملت معه في (الجريدة المسائية) فلما أغلقتها الحكومة انتقلت معه إلى العمل في جريدة (الاهرام). ثم تركنا (الاهرام) لنعمل في (أخبار اليوم). وكان هو الذي يقدمنا لكل عيون الأدب والسياسة والفن في مصر.
ويوم أطلق الرصاص على الزعيم المصري سعد زغلول توفي الأديب الكبير لطفي المنفلوطي. فقيل إن الذين ساروا في جنازته خمسة ويقال ستة.
وفي ذلك يقول أحمد شوقي أمير الشعراء موجهاً كلامه إلى المنفلوطي:
اخترت يوم الهول يوم وداع
ونعاك في عصف الرياح الناعي
من مات في فزع القيامة
لم يجد قدما تشيع أو حفاوة ساعي!
فالحزن الكبير يبتلع الأحزان الصغيرة.. فالحزن الكبير هو عصا موسى التي تبتلع الثعابين الصغيرة.
ويوم نجحت وكان ترتيبي الأول ذهبت أزف البشرى لأبي فلم يكد يسمع هذا النبأ حتى أسند رأسه ومات.. ودفنت فرحتي في حزني الكبير.
ويوم صدر قرار بتعييني رئيساً لتحرير مجلة (آخر ساعة) ذهبت أزف النبأ لأمي في المستشفى. فكأنها هي الأخرى قد اتفقت مع والدي على دفن فرحتي. فلم تكد تسمع النبأ حتى شكرت الله وماتت.. ودفنت الفرحة في كفن الحزن.. يرحمها الله.
كتب الأستاذ سمير عطا الله أن المفكر نصري المعلوف قد توفي يوم مات البابا يوحنا بولس الثاني ـ شمعة أطفئت يوم كسوف الشمس ـ ولا من شاف ولا من دري كما يقول المثل الشعبي.
وقد حدث ذلك كثيرا.
فيوم اغتيال الرئيس كيندي مات الأديب الانجليزي الدوس هنكسلي فلم نعرف بوفاة هذا المفكر الكبير إلا بعد شهور من اغتيال كيندي.
ويوم مات طه حسين توفي د. حسن عثمان أستاذ الجغرافيا الذي ترجم (الكوميديا الإلهية) للشاعر دانتي الليجيري. ترجمها من الإيطالية إلى لغة عربية قويمة. وقد ضرب المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب مثلا رفيعاً للحرية.. فقد احتفظت الترجمة بكل ما فيها من عبارات نابية ومن هجوم على الإسلام احتراما للنص التاريخي.
ويوم توفي الشاعر والصحافي الكبير صديقي وصديق جيلي كامل الشناوي مات صحافي مشهور وصديقه وصديقنا أيضاً هو أحمد الألفي عطية. فلم يمش في جنازته أحد. فقد تحولنا جميعاً وراء كامل الشناوي.. وبعضنا تثاقل لدرجة أنه لم يذهب لتقديم واجب العزاء.. كأن الدنيا قد خلت من الناس. وكأن القلب لا يتسع لغير كامل الشناوي الذي كان لجيلي صديقاً وأخاً ووالداً. وكان يرعانا أينما كنا. فقد عملت معه في (الجريدة المسائية) فلما أغلقتها الحكومة انتقلت معه إلى العمل في جريدة (الاهرام). ثم تركنا (الاهرام) لنعمل في (أخبار اليوم). وكان هو الذي يقدمنا لكل عيون الأدب والسياسة والفن في مصر.
ويوم أطلق الرصاص على الزعيم المصري سعد زغلول توفي الأديب الكبير لطفي المنفلوطي. فقيل إن الذين ساروا في جنازته خمسة ويقال ستة.
وفي ذلك يقول أحمد شوقي أمير الشعراء موجهاً كلامه إلى المنفلوطي:
اخترت يوم الهول يوم وداع
ونعاك في عصف الرياح الناعي
من مات في فزع القيامة
لم يجد قدما تشيع أو حفاوة ساعي!
فالحزن الكبير يبتلع الأحزان الصغيرة.. فالحزن الكبير هو عصا موسى التي تبتلع الثعابين الصغيرة.
ويوم نجحت وكان ترتيبي الأول ذهبت أزف البشرى لأبي فلم يكد يسمع هذا النبأ حتى أسند رأسه ومات.. ودفنت فرحتي في حزني الكبير.
ويوم صدر قرار بتعييني رئيساً لتحرير مجلة (آخر ساعة) ذهبت أزف النبأ لأمي في المستشفى. فكأنها هي الأخرى قد اتفقت مع والدي على دفن فرحتي. فلم تكد تسمع النبأ حتى شكرت الله وماتت.. ودفنت الفرحة في كفن الحزن.. يرحمها الله.