رسالة «مزورة» تثير أعمال عنف عرقية بين العرب والفرس في الأهواز

[مرتاح]

دعت إلى تهجير العرب وتغيير أسماء مدنهم

تسببت رسالة وصفت بأنها مزورة منسوبة إلى محمد علي أبطحي المستشار السابق للرئيس الإيراني محمد خاتمي، في اندلاع أعمال عنف عرقية في محافظة خوزستان بجنوب غربي ايران شارك فيها السكان العرب الذين يشكلون أغلبية، وقتل فيها حتى مساء أمس ثلاثة أشخاص وجرح العشرات.

وأشعلت الرسالة شائعات حول خطة لتعديل التركيبة السكانية في هذه المنطقة الغنية بالنفط المتاخمة للعراق، حيث ورد في الرسالة المزعومة المنسوبة إلى أبطحي، ما يشير إلى خطة لجعل العرب أقلية مقابل الايرانيين من اصل فارسي.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن العرب خرجوا إلى شوارع مدينة الأهواز بإقليم خوزستان وحطموا سيارات للشرطة ومصارف ومكاتب حكومية.

وبحسب إيرانيين، فقد تردد أن الرسالة المنسوبة إلى أبطحي كتبها عندما كان رئيسا لمكتب الرئيس خاتمي قبل أن يستقيل. غير أن أبطحي نفى على موقعه الالكتروني أن يكون قد كتب هذه الرسالة. وأشار إلى أن الرسالة مزورة.

والرسالة عبارة عن توصيات منسوبة إلى المجلس الأعلى الإيراني للأمن القومي، موجهة إلى الدكتور نجفي مساعد رئيس الجمهورية ومدير منظمة التخطيط والميزانية، وتدعو إلى ترحيل عرب خوزستان وإسكان الفرس في مدن وقرى المحافظة، وإطلاق أسماء فارسية على المدن والقرى العربية.

[سمير]

هذه هي الرسالة المنسوبة إلى الحكومة الإيرانية



وثيقة سرية تكشف سياسة التطهير العرقي . ضد الشعب العربي في الأهواز

كشفت الوثيقة السرية المهمة والتي تسربت اخيرا من مكتب رئيس الجمهورية الاسلامية محمد خاتمي ووصلت نسخة منها الى منظمة حقوق الانسان الاهوازية وبقية المنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الانسان في الخارج المزيد من سياسات التمييز العنصري التي تمارسها الجمهورية الاسلامية ضد ابناء الشعب العربي الاهوازي بقصد تغيير نسيجهم السكاني والقضاء على هوتهم القومية وطمسها في البوتقة الثقافية الفارسية, حيث تضمنت هذه الوثيقة خطة تتضمن عدة نقاط ترمي الى خفض عدد السكان العرب الاهوازيين الى الثلث وجعلهم اقلية تجاه الفرس الموجودين اساسا في المنطقة والوافدين اليها لاحقا.

ومما يلفت النظر في هذه الوثيقة انها في الوقت الذي تؤكد فيه على نقل الشريحة المتعلمة من طلاب جامعات وموظفين و حتى الفلاحين من العرب الى مناطق داخل ايران كطهران واصفهان وشيراز وغيرها من المدن الايرانية تؤكد على نقل الاتراك الاذريين من منطقة اذربيجان الى منطقة عربستان وتوفير كافة المستلزمات التي تشجعهم على هذه الهجرة مما يكشف النقاب عن مخطط واسع النطاق لا يستهدف البنية والنسيج السكاني للشعب العربي وحسب وانما يستهدف تغيير النسيج السكاني لكافة القوميات الايرانية الاخرى, مما يتطلب من ممثلي هذه القوميات العمل الحثيث على كشف ابعاد واهداف هذه السياسة العنصرية وفضحهاعلى المستويين الداخلي والاقليمي والدولي.

وقبل الدخول في تفاصيل هذه الخطة لابد من الاشارة الى سياسة الانظمة المتعاقبة على دفة الحكم في ايران تجاه الشعب العربي الاهوازي منذ العهد البهلوي الاول والثاني الى قيام نظام الجمهورية الاسلامية.
لعل اول مشروع استيطاني في منطقة عربستان قد بدا في عهد ناصر الدين شاه القاجار حينما حاول عدد من الرأسماليين الهنود الزرادشتيين الناطقين بالفارسية ايجاد كيان قومي لهم في هذه المنطقة الا ان هذا المشروع لم يكتب له النجاح.

بعد ان استولى رضا شاه البهلوي على مقاليد ايران واعلن نفسه ملكا على ايران وذلك بعد فشل ثورة الدستور استعان بمجموعة من المثقفين القوميين الفرس العنصريين ذات التوجهات النازية من امثال شاه بختي وفضل الله زاهدي والدكتور افشار وغيرهم في وضع الخطط والبرامج الرامية الى القضاء التنوع الثقافي والقومي في ايران من خلال فرض اللغة والثقافة الفارسية على القوميات الاخرى وايجاد تغيرات على النسج السكاني لهذه القوميات من خلال التهجير والدمج القسري وكان نصيب الشعب العربي العربي الاهوازي من هذه السياسة الشيء الكثير.

وفي عهد الشاه الثاني تم الاستمرار في سياسته تجاه القوميات كما في ابيه واذا كانت حدتها قد قلت تجاه القوميات الاخرى الا انها استمرت بنفس الدفع والقوة تجاه الشعب العربي الاهوازي وتم احياء المشروع الاستيطاني من خلال الزرادشتيين الفرس الايرانيين الذين وظفوا رساميلهم في مجال الاستثمار الزراعي في منطقة عربستان وذلك من خلال تنفيذ مشاريع اقتصادية طموحة ذات طابع سياسي تهدف من خلال الاستيلاء على الارض العربية و جلب المزيد من اليد العاملة الفارسية تغيير النسيج السكاني العربي.

ولتحقيق هذا الهدف تم الاستيلاء وبمساعدة الدوائر الحكومية عام 1961على اكثر من 7960 هكتارا من اجود الاراضي الاهوازية الواقعة بالقرب من مدينة السوس و التلال السبع لاقامة مشروع لقصب السكر وبعض المنتجات الزراعية الاخرى شملت العديد من القرى العربية.
في عام 1968تم توسيع هذا المشروع من خلال دخول الرأسمال الاجنبي المتمثل بالشركات المتعددة الجنسية الاميركية والايرانية حيث بلغت مساحة الاراضي العربية المستولى عليها مابين 190 الف الى 200 الف هكتار.

وبعد سقوط نظام الشاه ومجيء الاسلاميون ممثلين برجال الدين الى السلطة في ايران استمرت سياسة التطهير العرقي تجاه الشعب العربي الاهوازي اكثر مما كانت عليه في العهد الماضي وقد اعلن في عهد رافسنجاني وذلك عام 1989 عن خطة طموحة لاقامة مشاريع لقصب السكر حول مدينة الاهوازية وهي مشاريع ذات طابع سياسي هدفها الشعب العربي الاهوازي وفي هذا المجال عندما نوقشت هذه الخطة في الدورة الرابعة لمجلس الشورى الاسلامي عارضها بعض من مندوبين الشعب العربي الاهوازي وقد قال احدهم ان هذه المشاريع قد وضع أسسها النظام السابق وقد كانت تنسجم وعقليته الا انه وبعد سقوط هذه النظام وتوجهات الثورة الايرانية في تطبيق العدالة الاجتماعية فان أسس هذه المشاريع والتي تحمل في جوهرها ما هو معادي للشعب العربي الاهوازي قد انهارت لانها تنشد اهداف سياسية القصد من وراءها تغيير النسيج السكاني لابناء هذه المنطقة رغم ذلك تم ادراج هذه المشروع في الخطة الخماسية الاولى في عهد رافسنجاني.

وفي عام 1997 وفي عهد ما يسمى بالاصلاح استمرت سياسة " التهويد " كما كانت عليه من قبل فأمر مكتب المرشد الاعلى للثورة الايرانية بتوزيع المزيد من الاراضي العربية على المحسوبين على النظام من افراد الباسيج والحرس وكبار العسكريين والمسؤولين الامنيين كما استمر العمل في تنفيذ الخطة الثانية من مشاريع قصب السكر المشمولة في الخطة الخماسية الثانية وذلك في عهد محمد خاتمي التي ولايته على وشك الانتهاء.

في الاعوام الواقعة بين 2000و 2004 تم مصادرة وتوزيع المزيد من الاراضي العربية في مناطق عدة من عربستان على الجمعيات الفارسية ذات الصفة العسكرية وقد تجاهلت الحكومة الايرانية جميع الاحتجاجات والاستغاثات الصادرة عن ابناء الشعب العربي الاهوازي والذين يناشدون فيها الحكومة الاسلامية العتيدة الكف عن مصادرة الاراضي العربية وتحويل ابنائها الى لاجئين داخل وطنهم.

ولعل اخر وليس اخرا تسريب تلك الوثيقة المهمة الصادرة عن مكتب رئيس الجمهورية الاسلامية, الديمقراطي جدا السيد علي خاتمي و التي نوهنا اليها في بداية هذه المقالة والصادرة عام 1997 وهي في الاساس امتداد لخطة سابقة صدرت عام 1992 والتي تكشف النقاب عن الوجه الاجرامي القبيح والكريه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه شعبنا العربي الاهوازي.

وفي مايلي نص الوثيقة مترجمة حرفيا عن الوثيقة الفارسية والصادرة عن مكتب الرئاسة في طهران.

الجمهورية الاسلامية الايرانية
مكتب رئيس الجمهورية
رئيس المكتب:

السيد الدكتور نجفي رئيس منظمة برمجة الميزانية الحكومية المحترم.
بعد السلام:
استمرارا للسياسات المتخذة بعين الاعتبار, وكذلك على ضوء قرارات مجلس الامن القومي بشأن تغيير البنية السكانية لعرب خوزستان من خلال توزيعهم على بقية محافظات البلاد نرى ان نرفق لكم ادناه لائحة ببعض التوجيهات المتضمنة الفقرات التالية.
1 - يجب اتخاذ كافة التدابير الضرورية اللازمة بحيث يتم خفض السكان العرب في خوزستان بالنسبة للناطقين بالفارسية الموجودين اساسا اولئك المهاجرين الى 3.1 وذلك خلال السنوات العشرة القادمة.
2 - في سبيل زيادة هجرة الاقوام الاخرى وخاصة القومية الاذرية الى محافظة خوزستان اضافة الى التسهيلات الواردة في المذكرة رقم 7-5 -1971 ‌ ¯ ب 3- 416 ان تتخذ تسهيلات اكثر حيث ستعلن هذه التسهيلات تباعا .
3 ¯ من الضروري اتخاذ التدابير اللازمة والعمل على نحو بحيث تزداد ظاهرة تهجير الشريحة المتعلمة منهم الى المحافظات الايرانية الاخرى كمحافظات طهران و اصفهان وتبرير.
4 ¯ العمل على ازالة جميع المظاهر الدالة على وجود هذه القومية وتغير ما تبقى من الاسماء العربية و المحلات والقرى و المناطق والشوارع.
5 - في الوقت الذي نؤكد على سرية هذه الخطة نرى من الضروري الاستفادة من العناصر العربية والاستفادة منهم كوسيلة من اجل تنفيذها.
نرفع اليكم طيا جميع التوجيهات الجديدة المتعلقة بكيفية نقل وتوزيع طلاب الجامعة, الموظفين, العاملين, المعلمين, منتسبي القوات العسكرية والامنية والفلاحين الى المناطق الايرانية الاخرى.
التوقيع:
رئيس المكتب ابطحي
نسخة منه الى:
وزارة الاستخبارات.
وزارة الداخلية.
وزارة السكن وبناء المدن.
وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي