سمير
04-14-2005, 08:53 PM
الكتاب المستنسخ ما يزال هو الأكثر رواجا
بغداد: أثير محمد شهاب
ما هي أحوال المكتبات والكتاب في العراق؟ كما هو معروف، حرم العراقيون من تداول الكتب التي كان يعتبرها النظام السابق «خطراً على الأمن القومي»، وهي كتب تعد بالآلاف. فلجأ العراقيون إلى استنساخ الكتب على عادة أجدادهم العباسيين. ويبدو أنهم ما يزالون يفعلون ذلك، لكن لأسباب مختلفة تماماً.
هنا استطلاع حول الكتب والمكتبات من داخل العاصمة العراقية:
في الباب الشرقي، و في شارع السعدون وعند مكتبة(السعدون)، نتوقف لنسأل أحد القراء، ويتبين انه صاحب مكتبة سابق حولها قبل سقوط النظام إلى محل صيرفة، عن سبب ذلك فأجاب: لانعدام حرية الصحافة والكتاب ولكنني على أمل كبير الآن لأن أعود إلى عملي الأول في بيع الكتب لأن الصحافة الآن تتمتع بحرية تامة.
وعن تصوراته عن مرحلة ما بعد السقوط قال: رأينا إقبالا كبيراً على شراء الكتب لأنه قبل ذلك لم تكن هنالك مصداقية، إذ كانت الرقابة من قبل أجهزة النظام على أشدها والكاتب الآن حر في تناوله لآرائه، إذ ليست هناك قيود مفروضة.
وعن اكثر الكتب مبيعاً ورواجاً أجاب: إن الكتب التاريخية والسياسية هي الأكثر مبيعاً وخصوصاً الكتب التي تخص ثورة 1958 والزعيم عبد الكريم قاسم.
وعن أسعار الكتب قال: إنها افضل بكثير من السابق رغم وجود البطالة.
ثم سألنا صاحب مكتبة السعدون عن معدلات البيع قبل وبعد سقوط النظام، فاجاب: انا أمارس العمل منذ زمن طويل. قبل سقوط النظام كانت هناك مراقبة على بيع الكتب والكتّاب وحتى على الأغلفة. أما الآن فقد ظهرت كتب كثيرة بعناوين جديدة مثل كتب حسن العلوي وعلي الوردي، إلاّ أن أسعار الكتب غالية بعض الشيء مما جعل المواطن يلجأ إلى الاستعارة.
وعن الكتب التي كانت تقرأ أكثر من غيرها قبل سقوط النظام قال: إنها الكتب الدينية التي كانت قليلة جداً. أما الآن فالكتب السياسية هي الأكثر مبيعاً، مثل «أسوار الطين لحسن العلوي» و«سقوط الشيطان» و«فخ الفخوخ»، والكثير من الكتب التي تتحدث عن الحرب والسقوط كـ «حرب بوش» و«اغتيال الحقيقة».
وعن معدلات البيع أثناء فترة النظام السابق، ذكر أن الإقبال ضعيف جداً، وخاصة الكتب الشعرية والأدبية، خلاف الكتب السياسية والدينية.
ثم سألنا أحد المارة عن قراءاته، فأجاب :أنا اقرأ الكتب الدينية التي كانت ممنوعة، كما اقرأ الكتب السياسية التي لها علاقة بالوضع الحالي. فنحن الآن نستطيع أن نقرأ ما نشاء بكل حرية بعد زوال الشبح الأمني.
في شارع المتنبي، سألنا صاحب مكتبة عدنان عن حال الكتب والمكتبات قبل سقوط النظام وبعده فأجاب: قبل سقوط النظام كانت هنالك كتب جيدة وعملية البيع رائجة لتوفر عنصر الاستقرار الأمني وان كانت الملاحقات الأمنية تطال بائعي ومروجي الكتب التي يعتبرونها ممنوعة. أما الآن فالحرية موجودة والكتب جميعها معروضة، لكن المبيعات قليلة. وعن الكتب المرغوبة أكثر من غيرها قال: الكتب الجديدة لم تصل بعد كالكتب الفكرية والنفسية والأدبية، إذ أن التجار يركزون على المتاجرة بكتب معينة ومطلوبة من القراء كالكتب الدينية. أما عن الكتب الأكثر مبيعاً الآن، فذكر أنها كتب علي الوردي وديوان الجواهري وديوان الرصافي وجوهرة الأمثال البغدادية.
وعن سبب استمرار ظاهرة الاستنساخ بعد عملية التغيير أجاب: الكتاب ما زال سعره غالياً، لذلك يلجأ القارئ إلى الكتاب المستنسخ. فالكتاب الذي نستورده من الأردن مثلاً بسعر ستة دنانير أردنية، يباع بما يعادل عشرة دولارات ونصف الدولار، وهذا ما يجعل القراء يعزفون عن اقتناء الكتاب الأصلي.
ويقول صاحب مكتبة النهضة في شارع المتنبي أيضا عن حال الكتب والمكتبات قبل السقوط وبعده : أنا اعتقد بأن انتشار الكتاب الآن أصبح اكثر من ذي قبل، فالكتب الممنوعة أطلق سراحها، وتحررت من قيد رقابة المطبوعات ورقابة الإعلام والأمن. وأنا اعتقد بأن دخل المواطن وتحسنه بعد السقوط أثر في حركة البيع والشراء خصوصاً وان الاستيراد شرعت أبوابه فأصبحنا نستورد الكتب من لبنان والكويت وغيرها من الدول. وعن سؤالنا لماذا ترك بعض أصحاب المكتبات هذه المهنة وأغلقوا مكتباتهم؟ أجاب: لم يفعل ذلك إلاّ القليل وظل أصحاب المكتبات متمسكين بمكتباتهم رغم الظروف الصعبة.
وعن استمرار ظاهرة الاستنساخ أجاب قائلاً: إن الاستنساخ ما زال موجوداً، فهو يعوض عن الكتب الأصلية كثيراً نظراً لارتفاع أثمانها، فمثلاً نبيع قاموس «المورد» المستنسخ منه باثني عشر دولاراً أي ما يعادل سبعة عشر ألفا وخمسمائة دينار.
أما سعره الأصلي فيصل إلى اثنين وأربعين ألف دينار، وهذا مكلف جداً مما يجعل القارئ يلجأ إلى الكتاب المستنسخ.
بغداد: أثير محمد شهاب
ما هي أحوال المكتبات والكتاب في العراق؟ كما هو معروف، حرم العراقيون من تداول الكتب التي كان يعتبرها النظام السابق «خطراً على الأمن القومي»، وهي كتب تعد بالآلاف. فلجأ العراقيون إلى استنساخ الكتب على عادة أجدادهم العباسيين. ويبدو أنهم ما يزالون يفعلون ذلك، لكن لأسباب مختلفة تماماً.
هنا استطلاع حول الكتب والمكتبات من داخل العاصمة العراقية:
في الباب الشرقي، و في شارع السعدون وعند مكتبة(السعدون)، نتوقف لنسأل أحد القراء، ويتبين انه صاحب مكتبة سابق حولها قبل سقوط النظام إلى محل صيرفة، عن سبب ذلك فأجاب: لانعدام حرية الصحافة والكتاب ولكنني على أمل كبير الآن لأن أعود إلى عملي الأول في بيع الكتب لأن الصحافة الآن تتمتع بحرية تامة.
وعن تصوراته عن مرحلة ما بعد السقوط قال: رأينا إقبالا كبيراً على شراء الكتب لأنه قبل ذلك لم تكن هنالك مصداقية، إذ كانت الرقابة من قبل أجهزة النظام على أشدها والكاتب الآن حر في تناوله لآرائه، إذ ليست هناك قيود مفروضة.
وعن اكثر الكتب مبيعاً ورواجاً أجاب: إن الكتب التاريخية والسياسية هي الأكثر مبيعاً وخصوصاً الكتب التي تخص ثورة 1958 والزعيم عبد الكريم قاسم.
وعن أسعار الكتب قال: إنها افضل بكثير من السابق رغم وجود البطالة.
ثم سألنا صاحب مكتبة السعدون عن معدلات البيع قبل وبعد سقوط النظام، فاجاب: انا أمارس العمل منذ زمن طويل. قبل سقوط النظام كانت هناك مراقبة على بيع الكتب والكتّاب وحتى على الأغلفة. أما الآن فقد ظهرت كتب كثيرة بعناوين جديدة مثل كتب حسن العلوي وعلي الوردي، إلاّ أن أسعار الكتب غالية بعض الشيء مما جعل المواطن يلجأ إلى الاستعارة.
وعن الكتب التي كانت تقرأ أكثر من غيرها قبل سقوط النظام قال: إنها الكتب الدينية التي كانت قليلة جداً. أما الآن فالكتب السياسية هي الأكثر مبيعاً، مثل «أسوار الطين لحسن العلوي» و«سقوط الشيطان» و«فخ الفخوخ»، والكثير من الكتب التي تتحدث عن الحرب والسقوط كـ «حرب بوش» و«اغتيال الحقيقة».
وعن معدلات البيع أثناء فترة النظام السابق، ذكر أن الإقبال ضعيف جداً، وخاصة الكتب الشعرية والأدبية، خلاف الكتب السياسية والدينية.
ثم سألنا أحد المارة عن قراءاته، فأجاب :أنا اقرأ الكتب الدينية التي كانت ممنوعة، كما اقرأ الكتب السياسية التي لها علاقة بالوضع الحالي. فنحن الآن نستطيع أن نقرأ ما نشاء بكل حرية بعد زوال الشبح الأمني.
في شارع المتنبي، سألنا صاحب مكتبة عدنان عن حال الكتب والمكتبات قبل سقوط النظام وبعده فأجاب: قبل سقوط النظام كانت هنالك كتب جيدة وعملية البيع رائجة لتوفر عنصر الاستقرار الأمني وان كانت الملاحقات الأمنية تطال بائعي ومروجي الكتب التي يعتبرونها ممنوعة. أما الآن فالحرية موجودة والكتب جميعها معروضة، لكن المبيعات قليلة. وعن الكتب المرغوبة أكثر من غيرها قال: الكتب الجديدة لم تصل بعد كالكتب الفكرية والنفسية والأدبية، إذ أن التجار يركزون على المتاجرة بكتب معينة ومطلوبة من القراء كالكتب الدينية. أما عن الكتب الأكثر مبيعاً الآن، فذكر أنها كتب علي الوردي وديوان الجواهري وديوان الرصافي وجوهرة الأمثال البغدادية.
وعن سبب استمرار ظاهرة الاستنساخ بعد عملية التغيير أجاب: الكتاب ما زال سعره غالياً، لذلك يلجأ القارئ إلى الكتاب المستنسخ. فالكتاب الذي نستورده من الأردن مثلاً بسعر ستة دنانير أردنية، يباع بما يعادل عشرة دولارات ونصف الدولار، وهذا ما يجعل القراء يعزفون عن اقتناء الكتاب الأصلي.
ويقول صاحب مكتبة النهضة في شارع المتنبي أيضا عن حال الكتب والمكتبات قبل السقوط وبعده : أنا اعتقد بأن انتشار الكتاب الآن أصبح اكثر من ذي قبل، فالكتب الممنوعة أطلق سراحها، وتحررت من قيد رقابة المطبوعات ورقابة الإعلام والأمن. وأنا اعتقد بأن دخل المواطن وتحسنه بعد السقوط أثر في حركة البيع والشراء خصوصاً وان الاستيراد شرعت أبوابه فأصبحنا نستورد الكتب من لبنان والكويت وغيرها من الدول. وعن سؤالنا لماذا ترك بعض أصحاب المكتبات هذه المهنة وأغلقوا مكتباتهم؟ أجاب: لم يفعل ذلك إلاّ القليل وظل أصحاب المكتبات متمسكين بمكتباتهم رغم الظروف الصعبة.
وعن استمرار ظاهرة الاستنساخ أجاب قائلاً: إن الاستنساخ ما زال موجوداً، فهو يعوض عن الكتب الأصلية كثيراً نظراً لارتفاع أثمانها، فمثلاً نبيع قاموس «المورد» المستنسخ منه باثني عشر دولاراً أي ما يعادل سبعة عشر ألفا وخمسمائة دينار.
أما سعره الأصلي فيصل إلى اثنين وأربعين ألف دينار، وهذا مكلف جداً مما يجعل القارئ يلجأ إلى الكتاب المستنسخ.