مجاهدون
04-13-2005, 12:59 AM
إذا أردت العلاج من العقم فعليك بزيارة الست رميلة في بخانس، ولتبعد عنك الأمراض النفسية فان زيارة واحدة لدير الأبيض في سوهاج تكفيك، ولتشفى من مرضك عليك بالدحرجة في ساحة قبر السبع بنات في أهناسيا، هكذا يروج الناس في قرى ومدن صعيد مصر لأماكن تتراوح ما بين أضرحة وأديرة وكهوف ومقابر وأحجار,,, الحكاية قديمة، و ان بقيت حتى عصر «الهاي, تك»، «الرأي العام» زارت عددا من هذه الأماكن وتعرفت على حكايتها.
البداية كانت بالقرب من الجبل في منطقة لا تبعد كثيرا عن مدينة نجع حمادي في محافظة قنا (650 كيلو مترا جنوب القاهرة)، وتحديدا عزبة عبد الرحمن، استوقفنا شخصان لهما نظرات مريبة لماذا أرغب في صعود الجبل و ارتياد احد كهوفه شبه المظلمة ؟يا أهل الجبل نحن في مهمة صحافية، نحن نبحث خلف المعتقد والموروث الشعبي ونريد أن نجري تجربة في ذلك الكهف الجبلي الذي ترتاده النسوة العقيمات.
الطريق الرأسي الوعر يضيق تدريجيا نحو القمة و أنا أتلقى الآن معلومات تخص الجبل وألهث متحديا الجاذبية، هكذا بدأ الباحث في التراث المصري أمير الصراف أثناء ذلك يروي لنا تفاصيل مغامرته لاكتشاف عالم الأضرحة والاديرة و الأحجار والكهوف التي يلجأ لها المصريون في الصعيد لعلاج العقم وتأخر الحمل والامراض المختلفة.
ويقول: «دخول الكهف صعب، فالممر المؤدي اليه يأخذ شكل المنحنى المنحدر لاسفل ونحن على بعد آلاف الأمتار من الارض فلابد من توخي الحذر».
وصلنا الى الكهف الجبلي لنجده كهفا طبيعيا من الحجر الرسوبى ليس له أي دلائل أثرية أو حضارية أو عقائدية من الموروث الشعبي الذي تمارس طقوسه في جنباته، وهو ما يؤكد أن الناس اعتادت أن تصدق كل ما هو موروث وقديم، وتمارسه دون نقاش.
شاهدنا عددا كبيرا من النساء العقيمات الراغبات في الانجاب والبداية بحركات جمبازية صريحة فوق حفرة مستطيلة متباعدة الجوانب تقع أسفل جدران الكهف تقوم المرأة بالمرور 7 مرات فوق الحفرة وهى تشمر ساقيها لتيسر عملية القفز الذي يتطلب بعض المرونة ثم النزول عبر درج حجري أملس الى ممر ضيق سقفه منخفض للغاية,,, حتى الوصول الى البئر العميقة التي تنتهي في الغالب بالأرض الصلبة أسفل الجبل.
ونظرا لصعوبة تخطي الدرج الحجري فالمعتاد أن ينزل شخص ويستقبل المرأة على ذراعيه و يصحبها نحو البئر العميقة حتى تكتمل عناصر المفاجأة أو (الخضة )، أو «المفاجآت» وهي طقوس تتشابه مع أحداث فيلم «الطوق والأسورة».
والى مكان آخر، وهو ضريح أبوعصران في قرية القصر، القريبة أيضا,,, حيث قال أحد أبناء المكان: «أقمنا له ضريحا ونقيم له الموالد ونخلع عليه لقب ولي».
هنا تذكرت ما كتبه أديبنا الراحل رشدي صالح في كتابه (الأدب الشعبي) ويقول: ان المأثورات الأدبية تجعل للأولياء من الصفات المذهلة والخوارق المعجزة ما لا يختلف كثيرا عما نسبه الفراعنة الى آلهتهم أو ما أضفاه الاغريق على آلهتهم.
وحكاية أبوعصران كما استمعت لها في صعيد مصر، أنه بعد وفاته ظهر بمنطقة بالبراغيث في قفط «قنا» على احد النقباء، فتجمهر الناس فاختفى وظهر في أسوان وتجلت كراماته وفي يوم وفاته منذ 30عاما رفض النعش التحرك على صراخ النساء ولكن عند الضرب على الدفوف والزغاريد تحرك النعش نحو الضريح!,, خرافات لا نعرف كيف صدقها الناس! في ضريح أبوعصران طقوس عشوائية,, رجال ونساء وأطفال يتدحرجون فوق أرض جبلية منحدرة بينما تدق «فاطمة» على الدف و تتلو التعويذة ذات الأبيات العامية لتظهر الكرامات في علاج الداء الذى يكون (مشهرة) المرأة المتزوجة حديثا والتي وضعت وليدها وقد اصابها الحسد وفقدان القدرة على المشي والمرأة التي تريد العلاج، عليها بالدوران حول الضريح 7 مرات متتالية وربط سبع خيوط من الكتان حول معصمها ثم التدحرج فوق «الكحريتة» ان الصدمة المفاجئة التى يتعرض لها مؤدو تلك الطقوس والايحاءات المصاحبة لها تجعلهم يتناسون الداء ويعلنون الشفاء الوقتي الهلامي.
فهذا طفل دفعه أهله فجأة فوق الأرض المنحدرة فراح يصرخ والأم تزغرد، فالصراخ معناه خروج الخضة من جسده في اعتقادهم ولكنه اصيب بكدمات في أنحاء متفرقة من جسده بفعل ارتطامه بأرض جبليه وعرة وهذا هو سبب الصراخ.
المريدون والأتباع والمنتفعون من اقامة الموالد حول الأضرحة ومروجو الكرامات يهللون دائما لصاحب الضريح وينسجون حوله القصص والروايات الخارقة تجذب البسطاء من الناس فيهرولون نحو أضرحة الأولياء والقديسين واذا كان المسلمون يتدحرجون فوق كحريتة أبو عصران في بلدة القصر فالنصارى أيضا يتدحرجون فوق ربوة مرتفعة تسمى (القطيعة) في دير الأنبا شنودة أو الدير الأبيض في محافظة سوهاج (495 كيلو مترا جنوب القاهرة) ان ثنائية العلاقة بين طقوس التدحرج والمزارات الدينية كالأضرحة والأديرة تبقى كعلامة استفهام غامضة وتحتاج الى بحث مطول من الباحثين والمراكز البحثية والجامعات المختلفة
ونصل الى قرية بخانس في مركز أبو تشت في محافظة قنا، وقنا هي بلد الأضرحة والأولياء، حيث يوجد 44 وليا وضريحا وهناك معتقد شعبى في قوى غامضة خفية تسكن في حجر من الجرانيت الوردى يعتقدون أنها قوى محسوسة لا ملموسة مجربة لمن اعتقدوا فيها وآمنوا بجدواها.
انها (الست رميلة) ذات الصولجان في بخانس، عجوز طاعنة في السن أبت الجلوس الى جواري لأني من أصحاب المقامات العالية حسب قولها وقالت انها منذ أن ولدت في بخانس و هي تشاهد ذلك الحجر الجرانيتي الذي تكتنفه فتحة شبه مثلثة في وسطه وهى تخص الست رميلة المتخصصة في علاج حالات العقم وفك المشاهرة والخضة عند السيدات، وحل مشاكل المشاهير والمرأة العقيم تقوم بالدوران 3 مرات حول هذا الحجر ثم تحاول عبور الفتحة المثلثة الضيقة التي اذا اتسعت وسمحت بمرور المرأة فهذا معناه أنها سوف تحمل.
انه اللامعقول فتحة ضيقة لا تسمح بمرور رضيع ما زال يحبو تمر فيها سيدات بدينات بكل يسر، والغريب أن الحجر الجرانيتي يتوسط منازل القرية وعند أداء الطقوس تقوم النسوة المصاحبات بنصب خيمة من الملاءات لسترها لذلك فلا أحد يرى تأدية تلك الطقوس مباشرة سوى مؤديتها وأغلب الظن انها تقوم فقط بالمرور فوق الحجر ثلاث مرات متتالية,
وفي أهناسيا في محافظة بني سويف (140 كيلو مترا جنوب القاهرة)، حيث يوجد عدد كبير من المقابر القديمة وبينها قبر السبع بنات وبسماحة واسعة بجوار المقبرة تسمى «المراغة» وفيها يتدحرج الناس طلبا للشفاء، والوقاية من الأمراض، وطلبا للانجاب وبعدها يشربون من بئر قديمة حيث يعتبر الناس المنطقة مبروكة حيث توجد شجرة استظلت بها السيدة مريم والمسيح عيسى أثناء رحلة العائلة المقدسة، وساحة معارك الفتوحات الاسلامية، ومسجد بقبلتين واحدة تجاه الكعبة والثانية تجاه الأقصى.
البداية كانت بالقرب من الجبل في منطقة لا تبعد كثيرا عن مدينة نجع حمادي في محافظة قنا (650 كيلو مترا جنوب القاهرة)، وتحديدا عزبة عبد الرحمن، استوقفنا شخصان لهما نظرات مريبة لماذا أرغب في صعود الجبل و ارتياد احد كهوفه شبه المظلمة ؟يا أهل الجبل نحن في مهمة صحافية، نحن نبحث خلف المعتقد والموروث الشعبي ونريد أن نجري تجربة في ذلك الكهف الجبلي الذي ترتاده النسوة العقيمات.
الطريق الرأسي الوعر يضيق تدريجيا نحو القمة و أنا أتلقى الآن معلومات تخص الجبل وألهث متحديا الجاذبية، هكذا بدأ الباحث في التراث المصري أمير الصراف أثناء ذلك يروي لنا تفاصيل مغامرته لاكتشاف عالم الأضرحة والاديرة و الأحجار والكهوف التي يلجأ لها المصريون في الصعيد لعلاج العقم وتأخر الحمل والامراض المختلفة.
ويقول: «دخول الكهف صعب، فالممر المؤدي اليه يأخذ شكل المنحنى المنحدر لاسفل ونحن على بعد آلاف الأمتار من الارض فلابد من توخي الحذر».
وصلنا الى الكهف الجبلي لنجده كهفا طبيعيا من الحجر الرسوبى ليس له أي دلائل أثرية أو حضارية أو عقائدية من الموروث الشعبي الذي تمارس طقوسه في جنباته، وهو ما يؤكد أن الناس اعتادت أن تصدق كل ما هو موروث وقديم، وتمارسه دون نقاش.
شاهدنا عددا كبيرا من النساء العقيمات الراغبات في الانجاب والبداية بحركات جمبازية صريحة فوق حفرة مستطيلة متباعدة الجوانب تقع أسفل جدران الكهف تقوم المرأة بالمرور 7 مرات فوق الحفرة وهى تشمر ساقيها لتيسر عملية القفز الذي يتطلب بعض المرونة ثم النزول عبر درج حجري أملس الى ممر ضيق سقفه منخفض للغاية,,, حتى الوصول الى البئر العميقة التي تنتهي في الغالب بالأرض الصلبة أسفل الجبل.
ونظرا لصعوبة تخطي الدرج الحجري فالمعتاد أن ينزل شخص ويستقبل المرأة على ذراعيه و يصحبها نحو البئر العميقة حتى تكتمل عناصر المفاجأة أو (الخضة )، أو «المفاجآت» وهي طقوس تتشابه مع أحداث فيلم «الطوق والأسورة».
والى مكان آخر، وهو ضريح أبوعصران في قرية القصر، القريبة أيضا,,, حيث قال أحد أبناء المكان: «أقمنا له ضريحا ونقيم له الموالد ونخلع عليه لقب ولي».
هنا تذكرت ما كتبه أديبنا الراحل رشدي صالح في كتابه (الأدب الشعبي) ويقول: ان المأثورات الأدبية تجعل للأولياء من الصفات المذهلة والخوارق المعجزة ما لا يختلف كثيرا عما نسبه الفراعنة الى آلهتهم أو ما أضفاه الاغريق على آلهتهم.
وحكاية أبوعصران كما استمعت لها في صعيد مصر، أنه بعد وفاته ظهر بمنطقة بالبراغيث في قفط «قنا» على احد النقباء، فتجمهر الناس فاختفى وظهر في أسوان وتجلت كراماته وفي يوم وفاته منذ 30عاما رفض النعش التحرك على صراخ النساء ولكن عند الضرب على الدفوف والزغاريد تحرك النعش نحو الضريح!,, خرافات لا نعرف كيف صدقها الناس! في ضريح أبوعصران طقوس عشوائية,, رجال ونساء وأطفال يتدحرجون فوق أرض جبلية منحدرة بينما تدق «فاطمة» على الدف و تتلو التعويذة ذات الأبيات العامية لتظهر الكرامات في علاج الداء الذى يكون (مشهرة) المرأة المتزوجة حديثا والتي وضعت وليدها وقد اصابها الحسد وفقدان القدرة على المشي والمرأة التي تريد العلاج، عليها بالدوران حول الضريح 7 مرات متتالية وربط سبع خيوط من الكتان حول معصمها ثم التدحرج فوق «الكحريتة» ان الصدمة المفاجئة التى يتعرض لها مؤدو تلك الطقوس والايحاءات المصاحبة لها تجعلهم يتناسون الداء ويعلنون الشفاء الوقتي الهلامي.
فهذا طفل دفعه أهله فجأة فوق الأرض المنحدرة فراح يصرخ والأم تزغرد، فالصراخ معناه خروج الخضة من جسده في اعتقادهم ولكنه اصيب بكدمات في أنحاء متفرقة من جسده بفعل ارتطامه بأرض جبليه وعرة وهذا هو سبب الصراخ.
المريدون والأتباع والمنتفعون من اقامة الموالد حول الأضرحة ومروجو الكرامات يهللون دائما لصاحب الضريح وينسجون حوله القصص والروايات الخارقة تجذب البسطاء من الناس فيهرولون نحو أضرحة الأولياء والقديسين واذا كان المسلمون يتدحرجون فوق كحريتة أبو عصران في بلدة القصر فالنصارى أيضا يتدحرجون فوق ربوة مرتفعة تسمى (القطيعة) في دير الأنبا شنودة أو الدير الأبيض في محافظة سوهاج (495 كيلو مترا جنوب القاهرة) ان ثنائية العلاقة بين طقوس التدحرج والمزارات الدينية كالأضرحة والأديرة تبقى كعلامة استفهام غامضة وتحتاج الى بحث مطول من الباحثين والمراكز البحثية والجامعات المختلفة
ونصل الى قرية بخانس في مركز أبو تشت في محافظة قنا، وقنا هي بلد الأضرحة والأولياء، حيث يوجد 44 وليا وضريحا وهناك معتقد شعبى في قوى غامضة خفية تسكن في حجر من الجرانيت الوردى يعتقدون أنها قوى محسوسة لا ملموسة مجربة لمن اعتقدوا فيها وآمنوا بجدواها.
انها (الست رميلة) ذات الصولجان في بخانس، عجوز طاعنة في السن أبت الجلوس الى جواري لأني من أصحاب المقامات العالية حسب قولها وقالت انها منذ أن ولدت في بخانس و هي تشاهد ذلك الحجر الجرانيتي الذي تكتنفه فتحة شبه مثلثة في وسطه وهى تخص الست رميلة المتخصصة في علاج حالات العقم وفك المشاهرة والخضة عند السيدات، وحل مشاكل المشاهير والمرأة العقيم تقوم بالدوران 3 مرات حول هذا الحجر ثم تحاول عبور الفتحة المثلثة الضيقة التي اذا اتسعت وسمحت بمرور المرأة فهذا معناه أنها سوف تحمل.
انه اللامعقول فتحة ضيقة لا تسمح بمرور رضيع ما زال يحبو تمر فيها سيدات بدينات بكل يسر، والغريب أن الحجر الجرانيتي يتوسط منازل القرية وعند أداء الطقوس تقوم النسوة المصاحبات بنصب خيمة من الملاءات لسترها لذلك فلا أحد يرى تأدية تلك الطقوس مباشرة سوى مؤديتها وأغلب الظن انها تقوم فقط بالمرور فوق الحجر ثلاث مرات متتالية,
وفي أهناسيا في محافظة بني سويف (140 كيلو مترا جنوب القاهرة)، حيث يوجد عدد كبير من المقابر القديمة وبينها قبر السبع بنات وبسماحة واسعة بجوار المقبرة تسمى «المراغة» وفيها يتدحرج الناس طلبا للشفاء، والوقاية من الأمراض، وطلبا للانجاب وبعدها يشربون من بئر قديمة حيث يعتبر الناس المنطقة مبروكة حيث توجد شجرة استظلت بها السيدة مريم والمسيح عيسى أثناء رحلة العائلة المقدسة، وساحة معارك الفتوحات الاسلامية، ومسجد بقبلتين واحدة تجاه الكعبة والثانية تجاه الأقصى.