حيدري
01-18-2003, 02:24 AM
المرجعية الدينية بين الابداع والاتباع
جاء في لسان العرب معنى الابداع ؛؛ بدع الشيء يبدعه بدعا وابتدعه أنشأه وبدأه والبدع الشيء الذي يكون أولا مثلا في قوله تعالى { ماكنت بدعا من الرسل} اي ماكنت اول من ارسل بل كانت قبلي رسل كثيرة وتقسم البدعة الى قسمين هنالك بدعة هدى وهنالك بدعة ضلال فإذا ماكان في خلاف ماأمر الله به ورسوله فهو في حيز الذم والانكار مثل في قوله تعالى { ورهبانية إبتدعوها} وما كان واقعا تحت عموم ماأمر الله به ورسوله فهوفي حيز المدح لذلك ورد عن الرسول الاكرم محمد ص ((من سنّ سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها ومن سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها )) فأبدع الشيء أي إخترعه والبديع من أسماء الله { بديع السماوات والارض}أما معنى الاتباع؛ تبع الشيء تبعا وتباعا وتبعت الشيء تبوعا سرت في أثره قال القطامي
وخير الامر ماإستقبلت منه ******* وليس بأن تتبعه إتباعا
وتبعت القوم تباعا أي مشيت خلفهم أو مروا بك فمضيت معهم في حديث الدعاء (( تابع بيننا وبينهم على الخيرات )) وفي قول الشاعر
أكلت حنيفة ربها ******* زمن التقحم والمجاعة
لم يحذروا من ربهم ******* سوء العواقب والتَّباعة
لقد طغت في العصور المتأخرة- النزعة الأستصحابية المحافظة السائدة - كما أطلق السيد محمد باقر الصدروهذه النزعة يصطدم بها المبدعون ودعاة التجديد ؛ فلهذا يفترض من المبدع والمجدد أن يمتلك القدرة والشجاعة الكافية لطرح آرائه بقوة ودون خوف أو وجل من الضجيج والغبار والضوضاء والغوغاء؛ وفي الواقع هذا التيار المناهض للتجديد ليس وليد الفترة المتأخرة وإن تفاقم وأصبح في أعلى درجاته في هذا العصر لذلك نرى هنالك جماعة من الذين عاصروا الشيخ الطوسي ممن كانوا يثيرون الغبار امام آرائه الكلامية والفقهية والتي خالف بها الرأي السائد للطائفة الشيعية فمثلا الرأي المنسوب له ( الوعد والوعيد في الثواب والعقاب) اي لامعنى للشفاعة في هذا المجال؛ على الرغم من ذلك الجو المنغلق إستطاع الشيخ الطوسي أن يطرح آرائه بكل جرأة في الفقه والاصول وعلم الرجال وعلم الكلام حتى كاد الاجتهاد أن يتوقف عنده إلا بعد مجيء العلامة إبن إدريس الحلي وكسر هذا الطوق؛؛ الشيخ الصدوق تعرض لمحملات تشكيكية حتى طعنوا بعدالته لانه خالف المشهور ببعض الآراء ومن الآراء التي خالف فيها المشهور مثل قوله( بجواز سهو النبي والأئمة عليهم السلام)؛ ولااريد أن أحصي أو أستقرء كل ماتعرض له علماء الطائفة من تشنيع وتهويل ولكن أريد ان أقول بأن كل من يأتي بجديد يتعرض الى نفس هذا التهويل والتشنيع والتكفير والتضليل وإن هذه الحملات لاتنطلق من أسس علمية ولو أستعرضنا قافلة علمائنا من عصر الغيبة الى وقتنا الحاضر نجد في كل فترة هنالك تياران تيار- يدعو الى البقاء على القديم وعلى طريقة ( ليس بالأمكان أفضل مما كان )أوقاعدة ( لكل إمريء من دهره ماتعودا ) متناسين أن الشعوب تتغير كما تتغير الوسائل بتغير الازمنة والامكنة و كما قال الامام علي عليه السلام (( لاتقسروا أولادكم على أخلاقكم فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ))- وتيار يدعو الى التحديث ودراسة التراث بطريقة عصرية وهذا التيار يتحمل مسؤولية التغير ويحمل على أكتافه هموم الامة ومتطلباتها ويتحمل ضريبة الفكر الجديد الذي يخالف المألوف من الآراء ؛؛ وأنا لااريد أن أكيل التهم والشتائم لأحد ولاأريد أن أشكك أو أطعن أوأقرأ نوايا أحدا من الناس ولكن هذا هو الواقع الذي تعيشه الامة على طول الخط نجدالذين عاشوا الفكر المخالف للطبيعة السائدة وعاشوا التحديات من الغوغاء هم الذين خدموا الاسلام وخدموا فكر أهل البيت عليهم السلام فمثلا السيد محسن الامين الذي أفتى بحرمة ( التطبير وضرب الظهور بالسلاسل ) اتهِم بالزندقة وبالكفر والعداء لأهل البيت لكنه بقي تاريخه مشرقا ناصعا ؛؛ لقد دعا السيد الشهيد محمد باقر الصدر الى التحرر من النزعة الأستصحابية قائلا( لابد لنا من التحرر من النزعة الأستصحابية ومن نزعة التمسك بما كان حرفيا بالنسبة الى كل أساليب العمل هذه النزعة التي تبلغ القمة عند بعضنا ؛ حتى أن كتابا دراسيا إذا أريد تغييره الى كتاب دراسي آخر أفضل منه ؛ حينئذ تقف هذه النزعة الأستصحابية في مقابل ذلك ؛ ويقال لاليس الأمر كذلك لابد من الوقوف لابد من الثبات والاستمرار على نفس الكتاب الذي كان يدرس فيه الشيخ الانصاري أو المحقق القمي؛ أليس بالأمكان أن يفكر مئات العلماء الذين جاءوا بعد الشهيد الاول في تطور أساليب الشهيد الاول وتحسينها وتنقيحها ؟؟ فأن كنا نحن ورثة الانبياء فيجب ان نفكر في أننا عالمون لكي نعمل يجب أن نفكر كيف يمكن تجديد أساليب العمل بالشكل الذي ينسجم مع الامة اليوم ونحن نتعامل مع عالم اليوم لامع عالم المماليك) لذلك اتهم السيد الشهيد بالتسنن لانه خاطب الامة بكافة أطيافها وتوجهاتها ؛ فمادامت المناهج مختلفة والفكر مختلف فلابد من حتمية التنافر والتباعد والتحاسد؛ فلا عجبا أن نرى من يكيل التهم ويزور الحقائق ويقود الحملات الظالمة ضد هؤلاء العلماء الذين ضحوا من أجل تصحيح بعض الظواهر السائدة والتركيز على القضايا المصيرية التي تحدد مستقبل الامة وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ؛وهذا الاختلاف في الرؤى شيء طبيعي ولاأحد يمتلك الحقيقة المطلقة ولايمكن أن نعتبر هنالك فكرا معصوما؛ وأختم كلامي بالقول إحترموا فكركم بإحترام الفكر الآخر لقد قلتم عن الشيخ المفيد أنه ضال مضل وهاهو يعيش في عليائه وتتغذون على مائدة علمه فهو حيّ خالد بعلمه كما قال الشاعر
أرى الموت يحييكم وكل الذي ******** مشوا على الارض لو فكرت يمشي بهم قبر
يشد بهم للطين سود فعالهم ******** وتسمو بهم للنور أمثلة غر
كرائم أعمال وزاد من التقى ******** وفيض من الاصلاح هذا هو العمر
فما مات عيسى وهو يفترش الثرى ******** ولاعاش قارون وأبوابه تبر
تهاوى رمادا ألف صرخ ممرد ******** وعاش على البردي في ألق سطر
جاء في لسان العرب معنى الابداع ؛؛ بدع الشيء يبدعه بدعا وابتدعه أنشأه وبدأه والبدع الشيء الذي يكون أولا مثلا في قوله تعالى { ماكنت بدعا من الرسل} اي ماكنت اول من ارسل بل كانت قبلي رسل كثيرة وتقسم البدعة الى قسمين هنالك بدعة هدى وهنالك بدعة ضلال فإذا ماكان في خلاف ماأمر الله به ورسوله فهو في حيز الذم والانكار مثل في قوله تعالى { ورهبانية إبتدعوها} وما كان واقعا تحت عموم ماأمر الله به ورسوله فهوفي حيز المدح لذلك ورد عن الرسول الاكرم محمد ص ((من سنّ سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها ومن سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها )) فأبدع الشيء أي إخترعه والبديع من أسماء الله { بديع السماوات والارض}أما معنى الاتباع؛ تبع الشيء تبعا وتباعا وتبعت الشيء تبوعا سرت في أثره قال القطامي
وخير الامر ماإستقبلت منه ******* وليس بأن تتبعه إتباعا
وتبعت القوم تباعا أي مشيت خلفهم أو مروا بك فمضيت معهم في حديث الدعاء (( تابع بيننا وبينهم على الخيرات )) وفي قول الشاعر
أكلت حنيفة ربها ******* زمن التقحم والمجاعة
لم يحذروا من ربهم ******* سوء العواقب والتَّباعة
لقد طغت في العصور المتأخرة- النزعة الأستصحابية المحافظة السائدة - كما أطلق السيد محمد باقر الصدروهذه النزعة يصطدم بها المبدعون ودعاة التجديد ؛ فلهذا يفترض من المبدع والمجدد أن يمتلك القدرة والشجاعة الكافية لطرح آرائه بقوة ودون خوف أو وجل من الضجيج والغبار والضوضاء والغوغاء؛ وفي الواقع هذا التيار المناهض للتجديد ليس وليد الفترة المتأخرة وإن تفاقم وأصبح في أعلى درجاته في هذا العصر لذلك نرى هنالك جماعة من الذين عاصروا الشيخ الطوسي ممن كانوا يثيرون الغبار امام آرائه الكلامية والفقهية والتي خالف بها الرأي السائد للطائفة الشيعية فمثلا الرأي المنسوب له ( الوعد والوعيد في الثواب والعقاب) اي لامعنى للشفاعة في هذا المجال؛ على الرغم من ذلك الجو المنغلق إستطاع الشيخ الطوسي أن يطرح آرائه بكل جرأة في الفقه والاصول وعلم الرجال وعلم الكلام حتى كاد الاجتهاد أن يتوقف عنده إلا بعد مجيء العلامة إبن إدريس الحلي وكسر هذا الطوق؛؛ الشيخ الصدوق تعرض لمحملات تشكيكية حتى طعنوا بعدالته لانه خالف المشهور ببعض الآراء ومن الآراء التي خالف فيها المشهور مثل قوله( بجواز سهو النبي والأئمة عليهم السلام)؛ ولااريد أن أحصي أو أستقرء كل ماتعرض له علماء الطائفة من تشنيع وتهويل ولكن أريد ان أقول بأن كل من يأتي بجديد يتعرض الى نفس هذا التهويل والتشنيع والتكفير والتضليل وإن هذه الحملات لاتنطلق من أسس علمية ولو أستعرضنا قافلة علمائنا من عصر الغيبة الى وقتنا الحاضر نجد في كل فترة هنالك تياران تيار- يدعو الى البقاء على القديم وعلى طريقة ( ليس بالأمكان أفضل مما كان )أوقاعدة ( لكل إمريء من دهره ماتعودا ) متناسين أن الشعوب تتغير كما تتغير الوسائل بتغير الازمنة والامكنة و كما قال الامام علي عليه السلام (( لاتقسروا أولادكم على أخلاقكم فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ))- وتيار يدعو الى التحديث ودراسة التراث بطريقة عصرية وهذا التيار يتحمل مسؤولية التغير ويحمل على أكتافه هموم الامة ومتطلباتها ويتحمل ضريبة الفكر الجديد الذي يخالف المألوف من الآراء ؛؛ وأنا لااريد أن أكيل التهم والشتائم لأحد ولاأريد أن أشكك أو أطعن أوأقرأ نوايا أحدا من الناس ولكن هذا هو الواقع الذي تعيشه الامة على طول الخط نجدالذين عاشوا الفكر المخالف للطبيعة السائدة وعاشوا التحديات من الغوغاء هم الذين خدموا الاسلام وخدموا فكر أهل البيت عليهم السلام فمثلا السيد محسن الامين الذي أفتى بحرمة ( التطبير وضرب الظهور بالسلاسل ) اتهِم بالزندقة وبالكفر والعداء لأهل البيت لكنه بقي تاريخه مشرقا ناصعا ؛؛ لقد دعا السيد الشهيد محمد باقر الصدر الى التحرر من النزعة الأستصحابية قائلا( لابد لنا من التحرر من النزعة الأستصحابية ومن نزعة التمسك بما كان حرفيا بالنسبة الى كل أساليب العمل هذه النزعة التي تبلغ القمة عند بعضنا ؛ حتى أن كتابا دراسيا إذا أريد تغييره الى كتاب دراسي آخر أفضل منه ؛ حينئذ تقف هذه النزعة الأستصحابية في مقابل ذلك ؛ ويقال لاليس الأمر كذلك لابد من الوقوف لابد من الثبات والاستمرار على نفس الكتاب الذي كان يدرس فيه الشيخ الانصاري أو المحقق القمي؛ أليس بالأمكان أن يفكر مئات العلماء الذين جاءوا بعد الشهيد الاول في تطور أساليب الشهيد الاول وتحسينها وتنقيحها ؟؟ فأن كنا نحن ورثة الانبياء فيجب ان نفكر في أننا عالمون لكي نعمل يجب أن نفكر كيف يمكن تجديد أساليب العمل بالشكل الذي ينسجم مع الامة اليوم ونحن نتعامل مع عالم اليوم لامع عالم المماليك) لذلك اتهم السيد الشهيد بالتسنن لانه خاطب الامة بكافة أطيافها وتوجهاتها ؛ فمادامت المناهج مختلفة والفكر مختلف فلابد من حتمية التنافر والتباعد والتحاسد؛ فلا عجبا أن نرى من يكيل التهم ويزور الحقائق ويقود الحملات الظالمة ضد هؤلاء العلماء الذين ضحوا من أجل تصحيح بعض الظواهر السائدة والتركيز على القضايا المصيرية التي تحدد مستقبل الامة وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ؛وهذا الاختلاف في الرؤى شيء طبيعي ولاأحد يمتلك الحقيقة المطلقة ولايمكن أن نعتبر هنالك فكرا معصوما؛ وأختم كلامي بالقول إحترموا فكركم بإحترام الفكر الآخر لقد قلتم عن الشيخ المفيد أنه ضال مضل وهاهو يعيش في عليائه وتتغذون على مائدة علمه فهو حيّ خالد بعلمه كما قال الشاعر
أرى الموت يحييكم وكل الذي ******** مشوا على الارض لو فكرت يمشي بهم قبر
يشد بهم للطين سود فعالهم ******** وتسمو بهم للنور أمثلة غر
كرائم أعمال وزاد من التقى ******** وفيض من الاصلاح هذا هو العمر
فما مات عيسى وهو يفترش الثرى ******** ولاعاش قارون وأبوابه تبر
تهاوى رمادا ألف صرخ ممرد ******** وعاش على البردي في ألق سطر