سمير
04-12-2005, 07:14 AM
غسان الإمام
وعدت بأن يكون حديث هذا الثلاثاء استمرارا لعرض تاريخ الدور السوري في لبنان، لكن هذا «التعظيم القداسي» المذهل في عرض جثمان البابا الراحل اعترضني، وفرض عليّ الحديث عنه، وضعا للحقائق في محلها، وتثبيتا للعقل العربي في مكانه، لكي لا يستسلم مأخوذا بمبالغة الإعلام في الإشادة بـ «الدور الإنساني»، ذلك الاستسلام الذي قاد كوكبة من الزعماء العرب والمسلمين لتغذية المشهد الجنائزي بالمشاركة فيه.
جلس هذا البابا على عرش البابوية في أعقاب الرحيل المفاجئ للبابا يوحنا بولص الأول (1978) الذي لم يمض على انتخابه سوى 33 يوما. لم يحظ البابا المختفي بالعرض الجنائزي الذي حظي به خلفه البولندي. فقد اختصر المشهد المتواضع خاليا من الحضور الدولي. بل لم يجر تشريح الجثمان لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية.
صدرت عدة كتب تؤكد وجود «مؤامرة» الترحيل أو تنفيها. في كتابه (باسم الرب) الصادر في عام 1984، يؤكد ديفد يالوب أن البابا سُمم لمنعه من التحقيق في فساد الكرادلة المالي. غير أني أجد في كتاب الصحافي البريطاني جون كورنويل الصادر في عام 1989 بعنوان (لص في الليل)، تأكيدا بأن البابا يوحنا بولص الأول مات ميتة طبيعية، لكن نتيجة «إهمال» الإدارة الفاتيكانية. فلم تأبه لشكواه من ألم في صدره.
لست مهووسا بنظرية «المؤامرة»، إنما أحاول دائما الربط بين الوقائع واتجاهات السياسة. أعود إلى الكتاب الأول، لأعثر بين أعضاء «المافيا» المقدسة المتهمة بتسميم البابا، على أسقف وكاردينال أميركيين (بول مارسينكوس وجون كودي). ثم أتساءل مع الأصوات الهامسة آنذاك: هل كانت الديبلوماسية والمخابرات الأميركية وراء ترحيل البابا الليبرالي يوحنا بولص الأول، للإتيان بالبابا المحافظ يوحنا بولص الثاني؟. ثم أضيف أن رجل المصارف روبرتو كالفي عميل مارسينكوس عثر عليه مشنوقا تحت جسر في لندن.
لماذا جيء بالبابا البولندي؟
لأن «العصبة البولندية» المحيطة آنذاك بالرئيس الأميركي جيمي كارتر أقنعت عقله وقلبه «العامرين بالإيمان» بشهر السيف الديني في وجه الماركسية الكافرة. كان كل رجال العصبة من الكاثوليك، وعلى رأسهم زبيغنيو برزيجنسكي رئيس مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض. وهكذا، اخترق البابا يوحنا بولص الثاني أوروبا الشرقية من الباب البولندي، فيما اخترق «الأفغان العرب» ـ وبينهم أسامة بن لادن ـ الذين اشترتهم ودربتهم الـ «سي. آي. إيه» أفغانستان «الكافرة» المحكومة شيوعيا والمحتلة سوفييتيا.
هل كان البابا يوحنا بولص الثاني عميلا أميركيا؟!
الكنيسة الكاثوليكية، بأديرتها وكنائسها وكرادلتها وأساقفتها ورهبانها، شكلت خلال الحرب الباردة مركز تنصت متقدما في العالم كله، لتزويد الأميركيين بمعلومات لا تقدر بثمن. في هذا المنظور للدور الكنسي، لم يكن الأسقف كارول فوجتيلا المعادي للشيوعية في بلده بعيدا عن «الأذن» الأميركية.
بعدما جيء بالأسقف ثم الكاردينال فوجتيلا بابا إلى روما، يكتب الصحافيان الإيطالي ماركو بوليني والأميركي كارل بيرنشتاين كتابا بعنوان: «قداسته، البابا جون بول الثاني والتاريخ الخفي لعصرنا». يقول المؤلفان إنه كان هناك «حلف مقدس» بين البابا البولندي وإدارة ريغان ضد الشيوعية. الكتاب مليء بوقائع ولقاءات بين «قداسته» ورجال الديبلوماسية والمخابرات الأميركية، وعلى رأسهم وليم كايسي مدير المخابرات المركزية آنذاك.
لم يستخف السوفييت بدور البابا في اختراق العالم الشيوعي بصليبه الديني. أسندوا دور ترحيله إلى المخابرات البلغارية. استأجر البلغار قاتلا محترفا من المنظمات التركية اليمينية للتمويه: قاتل يميني لبابا يميني. يبدو أن التدريب الذي تلقاه محمد علي أغجه في معسكرات بلدين عربيين مشرقيين لم يكن كافيا. فقد أصابت رصاصتان فقط البابا الذي نجا. اعتقل أغجه. اعترف. كانت الفضيحة المخابراتية مدوية.
خاب أمل أميركا في الرهان على الخميني. فقد تنكر لدورها بعدما سحبت الشاه من طريقه. ثم خاب أملها بعمر عبد الرحمن وابن لادن، لكن البابا البولندي أدى دوره بولاء وتنسيق تامين. فهو لم يساهم بالنصر على الشيوعية فحسب، إنما ساهم مع أميركا في ضرب حركة رهبان أميركا اللاتينية الذين حاولوا المزاوجة بين المسيحية والعلمانية اليسارية والليبرالية في نشدان العدل الاجتماعي، ولفك حلف الكنيسة مع الأنظمة الدكتاتورية هناك.
بعد الحرب الباردة، يبتعد البابا بولص الثاني عن أميركا قليلا. فكان ضد العولمة والرأسمالية المتوحشة، وضد حروب أميركا. لكن لم يتخل قط عن آيديولوجياه المحافظة. فهو ضد الاجهاض والطلاق وتحديد النسل، ضد زواج القساوسة، وضد استعمال الواقي الذكري. وتسببت سياسة الكنيسة هذه بأضرار صحية واجتماعية كبيرة. أصيبت، مثلا، ملايين النساء في افريقيا بالإيدز هن وأطفالهن، لامتناع الأزواج والعشاق «المؤمنين» عن استعمال الواقي.
مع ذلك، فبابا التسعينات أظهر تسامحا كبيرا. اعترف بتعدد الأديان. أجرى حوارا مع الهيئات الدينية الإسلامية واليهودية، لكن كنيسته دخلت في منافسة مع الإسلام في افريقيا. قدم البابا اعتذارات كثيرة عن «الخطايا» التي ارتكبها رجال الكنيسة عبر التاريخ ضد الأرثوذكس واليهود. أكد قرار المجمع الفاتيكاني الثاني بتبرئة اليهود من دم المسيح خلافا للعقيدة. بل اعترف بإسرائيل. تبادل العلاقات الديبلوماسية معها. أخضع أملاك الكنيسة للقانون الإسرائيلي. في المقابل اعترف بحقوق الفلسطينيين المشروعة. أدان الاستيطان والجدار. طالب بتدويل القدس والأماكن المقدسة.
اعتذر «قداسته» للجميع باستثناء العرب. عندما اعتزم زيارة سورية في عام 2001، كتبت هنا في «الشرق الأوسط» مطالبا بتقديمه اعتذارا عن الحروب الصليبية ودور البابوات في شنها. قال لي السفير السوري في باريس آنذاك: «لقد خربتَ الدنيا». يبدو أن السلطات السورية تبنت الفكرة، غير أنها جوبهت بالرفض البابوي التام. عند ذلك، ألغي مشروع القداس الذي كان البابا يريد إقامته في المسجد الأموي، بجانب ضريح يوحنا المعمدان (سيدنا يحيى). اكتفى البابا بملامسة الضريح، وبصلاة قصيرة. وتجاهل ضريح صلاح الدين الأيوبي الملاصق للمسجد.
في بابويته الطويلة (26 سنة)، راح البابا يبدي مزيدا من الوداعة والتسامح في سنيه الأخيرة. أغلب ظني أن أمراضه التي تكاثرت عليه ساهمت في هذا التحول النفسي والشخصي. فقد أجريت له عدة عمليات لانتزاع الرصاص من كتفه وبطنه، ولاستئصال زائدته الدودية، وورم بحجم البرتقالة من المستقيم. أصيب باكرا بالمرض العصبي الرعاش (باركنسون). ظل واعيا لأهمية الاعلام. جال البابا الإلكتروني العالم. قبل الأرض. أقام القداديس في الهواء الطلق. نافس مطربي الروك والراب والبوب في تجميع الملايين حوله.
مع ذلك، أرى في التركيز الإعلامي والتلفزيوني على عجزه وتدهور صحته، نوعا من الاستغلال «القداسي» لعذابه الجسدي. كان الغرض استغلال موته العلني البطيء لاستعادة «المؤمنين الضالين» إلى حضن الكنيسة. لم ترحم الكنيسة خصوصية عجوز يحتضر. عندما أراد الكرادلة إطالة احتضاره بإعادته إلى المستشفى لتحسين أداء الثقب المزعج في رقبته، رفض. اعتصم بغرفته. طلب أن يموت بهدوء وسكينة. وحتى تشييعه بالتصوير البطيء. كان استغلالا لجثمانه ووجهه الذي احتفظ بآلام انطفائه الأخير.
بعد هذا كله، ماذا أقول؟ هذا البابا صلى من أجل عالم فقير، جائع، مظلوم. لم يقدر أن يفعل شيئا له، ثم تركه مقهورا كما وجده.
وعدت بأن يكون حديث هذا الثلاثاء استمرارا لعرض تاريخ الدور السوري في لبنان، لكن هذا «التعظيم القداسي» المذهل في عرض جثمان البابا الراحل اعترضني، وفرض عليّ الحديث عنه، وضعا للحقائق في محلها، وتثبيتا للعقل العربي في مكانه، لكي لا يستسلم مأخوذا بمبالغة الإعلام في الإشادة بـ «الدور الإنساني»، ذلك الاستسلام الذي قاد كوكبة من الزعماء العرب والمسلمين لتغذية المشهد الجنائزي بالمشاركة فيه.
جلس هذا البابا على عرش البابوية في أعقاب الرحيل المفاجئ للبابا يوحنا بولص الأول (1978) الذي لم يمض على انتخابه سوى 33 يوما. لم يحظ البابا المختفي بالعرض الجنائزي الذي حظي به خلفه البولندي. فقد اختصر المشهد المتواضع خاليا من الحضور الدولي. بل لم يجر تشريح الجثمان لمعرفة أسباب الوفاة الحقيقية.
صدرت عدة كتب تؤكد وجود «مؤامرة» الترحيل أو تنفيها. في كتابه (باسم الرب) الصادر في عام 1984، يؤكد ديفد يالوب أن البابا سُمم لمنعه من التحقيق في فساد الكرادلة المالي. غير أني أجد في كتاب الصحافي البريطاني جون كورنويل الصادر في عام 1989 بعنوان (لص في الليل)، تأكيدا بأن البابا يوحنا بولص الأول مات ميتة طبيعية، لكن نتيجة «إهمال» الإدارة الفاتيكانية. فلم تأبه لشكواه من ألم في صدره.
لست مهووسا بنظرية «المؤامرة»، إنما أحاول دائما الربط بين الوقائع واتجاهات السياسة. أعود إلى الكتاب الأول، لأعثر بين أعضاء «المافيا» المقدسة المتهمة بتسميم البابا، على أسقف وكاردينال أميركيين (بول مارسينكوس وجون كودي). ثم أتساءل مع الأصوات الهامسة آنذاك: هل كانت الديبلوماسية والمخابرات الأميركية وراء ترحيل البابا الليبرالي يوحنا بولص الأول، للإتيان بالبابا المحافظ يوحنا بولص الثاني؟. ثم أضيف أن رجل المصارف روبرتو كالفي عميل مارسينكوس عثر عليه مشنوقا تحت جسر في لندن.
لماذا جيء بالبابا البولندي؟
لأن «العصبة البولندية» المحيطة آنذاك بالرئيس الأميركي جيمي كارتر أقنعت عقله وقلبه «العامرين بالإيمان» بشهر السيف الديني في وجه الماركسية الكافرة. كان كل رجال العصبة من الكاثوليك، وعلى رأسهم زبيغنيو برزيجنسكي رئيس مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض. وهكذا، اخترق البابا يوحنا بولص الثاني أوروبا الشرقية من الباب البولندي، فيما اخترق «الأفغان العرب» ـ وبينهم أسامة بن لادن ـ الذين اشترتهم ودربتهم الـ «سي. آي. إيه» أفغانستان «الكافرة» المحكومة شيوعيا والمحتلة سوفييتيا.
هل كان البابا يوحنا بولص الثاني عميلا أميركيا؟!
الكنيسة الكاثوليكية، بأديرتها وكنائسها وكرادلتها وأساقفتها ورهبانها، شكلت خلال الحرب الباردة مركز تنصت متقدما في العالم كله، لتزويد الأميركيين بمعلومات لا تقدر بثمن. في هذا المنظور للدور الكنسي، لم يكن الأسقف كارول فوجتيلا المعادي للشيوعية في بلده بعيدا عن «الأذن» الأميركية.
بعدما جيء بالأسقف ثم الكاردينال فوجتيلا بابا إلى روما، يكتب الصحافيان الإيطالي ماركو بوليني والأميركي كارل بيرنشتاين كتابا بعنوان: «قداسته، البابا جون بول الثاني والتاريخ الخفي لعصرنا». يقول المؤلفان إنه كان هناك «حلف مقدس» بين البابا البولندي وإدارة ريغان ضد الشيوعية. الكتاب مليء بوقائع ولقاءات بين «قداسته» ورجال الديبلوماسية والمخابرات الأميركية، وعلى رأسهم وليم كايسي مدير المخابرات المركزية آنذاك.
لم يستخف السوفييت بدور البابا في اختراق العالم الشيوعي بصليبه الديني. أسندوا دور ترحيله إلى المخابرات البلغارية. استأجر البلغار قاتلا محترفا من المنظمات التركية اليمينية للتمويه: قاتل يميني لبابا يميني. يبدو أن التدريب الذي تلقاه محمد علي أغجه في معسكرات بلدين عربيين مشرقيين لم يكن كافيا. فقد أصابت رصاصتان فقط البابا الذي نجا. اعتقل أغجه. اعترف. كانت الفضيحة المخابراتية مدوية.
خاب أمل أميركا في الرهان على الخميني. فقد تنكر لدورها بعدما سحبت الشاه من طريقه. ثم خاب أملها بعمر عبد الرحمن وابن لادن، لكن البابا البولندي أدى دوره بولاء وتنسيق تامين. فهو لم يساهم بالنصر على الشيوعية فحسب، إنما ساهم مع أميركا في ضرب حركة رهبان أميركا اللاتينية الذين حاولوا المزاوجة بين المسيحية والعلمانية اليسارية والليبرالية في نشدان العدل الاجتماعي، ولفك حلف الكنيسة مع الأنظمة الدكتاتورية هناك.
بعد الحرب الباردة، يبتعد البابا بولص الثاني عن أميركا قليلا. فكان ضد العولمة والرأسمالية المتوحشة، وضد حروب أميركا. لكن لم يتخل قط عن آيديولوجياه المحافظة. فهو ضد الاجهاض والطلاق وتحديد النسل، ضد زواج القساوسة، وضد استعمال الواقي الذكري. وتسببت سياسة الكنيسة هذه بأضرار صحية واجتماعية كبيرة. أصيبت، مثلا، ملايين النساء في افريقيا بالإيدز هن وأطفالهن، لامتناع الأزواج والعشاق «المؤمنين» عن استعمال الواقي.
مع ذلك، فبابا التسعينات أظهر تسامحا كبيرا. اعترف بتعدد الأديان. أجرى حوارا مع الهيئات الدينية الإسلامية واليهودية، لكن كنيسته دخلت في منافسة مع الإسلام في افريقيا. قدم البابا اعتذارات كثيرة عن «الخطايا» التي ارتكبها رجال الكنيسة عبر التاريخ ضد الأرثوذكس واليهود. أكد قرار المجمع الفاتيكاني الثاني بتبرئة اليهود من دم المسيح خلافا للعقيدة. بل اعترف بإسرائيل. تبادل العلاقات الديبلوماسية معها. أخضع أملاك الكنيسة للقانون الإسرائيلي. في المقابل اعترف بحقوق الفلسطينيين المشروعة. أدان الاستيطان والجدار. طالب بتدويل القدس والأماكن المقدسة.
اعتذر «قداسته» للجميع باستثناء العرب. عندما اعتزم زيارة سورية في عام 2001، كتبت هنا في «الشرق الأوسط» مطالبا بتقديمه اعتذارا عن الحروب الصليبية ودور البابوات في شنها. قال لي السفير السوري في باريس آنذاك: «لقد خربتَ الدنيا». يبدو أن السلطات السورية تبنت الفكرة، غير أنها جوبهت بالرفض البابوي التام. عند ذلك، ألغي مشروع القداس الذي كان البابا يريد إقامته في المسجد الأموي، بجانب ضريح يوحنا المعمدان (سيدنا يحيى). اكتفى البابا بملامسة الضريح، وبصلاة قصيرة. وتجاهل ضريح صلاح الدين الأيوبي الملاصق للمسجد.
في بابويته الطويلة (26 سنة)، راح البابا يبدي مزيدا من الوداعة والتسامح في سنيه الأخيرة. أغلب ظني أن أمراضه التي تكاثرت عليه ساهمت في هذا التحول النفسي والشخصي. فقد أجريت له عدة عمليات لانتزاع الرصاص من كتفه وبطنه، ولاستئصال زائدته الدودية، وورم بحجم البرتقالة من المستقيم. أصيب باكرا بالمرض العصبي الرعاش (باركنسون). ظل واعيا لأهمية الاعلام. جال البابا الإلكتروني العالم. قبل الأرض. أقام القداديس في الهواء الطلق. نافس مطربي الروك والراب والبوب في تجميع الملايين حوله.
مع ذلك، أرى في التركيز الإعلامي والتلفزيوني على عجزه وتدهور صحته، نوعا من الاستغلال «القداسي» لعذابه الجسدي. كان الغرض استغلال موته العلني البطيء لاستعادة «المؤمنين الضالين» إلى حضن الكنيسة. لم ترحم الكنيسة خصوصية عجوز يحتضر. عندما أراد الكرادلة إطالة احتضاره بإعادته إلى المستشفى لتحسين أداء الثقب المزعج في رقبته، رفض. اعتصم بغرفته. طلب أن يموت بهدوء وسكينة. وحتى تشييعه بالتصوير البطيء. كان استغلالا لجثمانه ووجهه الذي احتفظ بآلام انطفائه الأخير.
بعد هذا كله، ماذا أقول؟ هذا البابا صلى من أجل عالم فقير، جائع، مظلوم. لم يقدر أن يفعل شيئا له، ثم تركه مقهورا كما وجده.