fadel
04-12-2005, 12:47 AM
بيروت - نبيه البرجي:
هذه المدينة تحمل هذا اللقب «العائلي»: زوجة الفينيق.
فجأة يحدث الموت. وفجأة، وبسرعة قياسية، تحدث الحياة. حين غاب رئيس الحكومة رفيق الحريري بدا كما لو ان بيروت التي ارادها مدينة للمستقبل تدخل في غيبوبة. الكثيرون ظنوا انها الغيبوبة الكبرى.
الانوار المتلألئة في وسط المدينة (الداون تاون) الذي هو بمثابة مهرجان معماري وبشري انطفأت كلها. خلت المقاهي من ذلك الضجيج اليومي العظيم. كان هناك برج بابل من الطراز العظيم، لغة العيون، ولغة الايدي، ولغة فناجين القهوة. هذا ليل لا نهائي في مدينة لا نهائية.
أيام للحياة
النائبة السيدة بهية الحريري، ومعها كوكبة من العاملين في الشأن العام اطلقت اياما للحياة. من اجل ان يبقى رفيق الحريري سيد المدينة الجميل، ومن اجل ان تبقى بيروت لؤلؤة الشرق.
الذي حدث مساء السبت كان مذهلا. السيدة الحريري التي طالما اصرت على ان تسمى «اخت الشهيد»، لم تنس احزانها قط، لكن لبنان قضيتها. هكذا قالت للرواد الذين تنقلت بينهم، خصوصا في ذلك المقهى الذي جلس فيه الرئيس الراحل قبل دقائق قليلة من الكارثة.
وعاد لبنان.. لبنان
امس الاحد كان يوم الوحدة الوطنية. لبنانيون من كل «الاجناس» توجهوا منذ الصباح (امس) الى ساحة رياض الصلح بدعوة من «ماراثون بيروت» الذي ترأسه السيدة مي الخليل. قالت لنا السيدة الهام فقيه، مسؤولة العلاقات العامة في «الماراثون»: «الذي حدث كان مذهلا حقا، لم نكن نتصور ان يتجاوب عشرات الآلاف بهذا الحماس وبهذا القرار الكبير ان يعود لبنان.. لبنان».
قالت لنا ان المؤسسة وزعت 40 الف «تي - شيرت»، لكن المشاركين في مسيرة الجري من ساحة رياض الصلح الى موقع استشهاد الحريري فمركز البييل ومن هناك الى وسط المدينة، فاقوا الضعفين.
المقعدون.. في الطليعة
احتفال شبه اسطوري: بالونات حمراء وخضراء وبيضاء بلون العلم اللبناني. هذه اختلطت مع الحمام الابيض الذي راحت اسرابه تطير بتشكيلات مثيرة وبهيجة.
المقعدون كانوا اول المنطلقين في السباق، ولحق بهم المشاركون الآخرون، فيما راح وديع الصافي «يغني» النشيد الوطني ومعه فنانون آخرون، وقد رافقت ذلك مواكب استعراضية وفولكلورية اضافة الى فرق رياضية، فيما كانت موسيقى الكشافة تعزف.
عشرة آلاف حبة شوكولاتة وزعت على الحضور واكثر من خمسة آلاف وردة والشعار العام كان «نركض متحدين»، إحياء ليوم الوحدة الوطنية.
يوم رفيق الحريري
الحدث داخل الحدث كان زرع شجرة زيتون «عريقة» في وسط بيروت. التربة جيء بها من كل المحافظات اللبنانية، وبحضور المحافظين.
وكان هناك اتجاه لزرع شجرة ارز، لكن المناخ في الساحل لا يسمح، الارزة تحتاج الى اعالي الجبال. هنا اعالي المدينة.
السيدة بهية الحريري كانت بين الجمهور: «هذا يوم رفيق الحريري الحقيقي»، قالت لنا ذلك. وعندما انتهى الاحتفال في الثانية عشرة والنصف اندفع الجمهور نحو مطاعم ومقاهي الداون تاون التي خفضت اسعارها الى النصف.
الناس والفرح
لم يبق مقعد شاغر في الداون تاون. امتلأ بكل الناس، وبكل الفرح الذي تحتاج اليه مدينة. هذه المرة «الجماهير» هي التي تفعل بالسياسة وليس العكس.
اذن، نحيطكم علما بان زوجة الفينيق عادت اليكم بكل بهائها احزموا حقائبكم. إنها بانتظاركم.
«رمز الـحياة»
ارتدى المشاركون، ومنهم عائلات بكل افرادها، واباء حملوا اطفالهم على الاكتاف، قمصانا بيضاء وانطلقوا من ساحة رياض الصلح يتسابقون لزرع شجرة زيتـــون «رمز الحياة» قرب ضريح الرئيس الشهيد.
ميداليات
في ساحة الشهداء اقيمت منصات تعرض لوحات فلكلورية بانتظار وصول المتسابقين الذين حصلوا على ميداليات تحمل شعار الماراثون.
علم وتواقيع من كل المناطق
تنتهي الاحتفالات بعد غد بزرع علم لبناني قرب ضريح الحريري يحمل تواقيع من مختلف المناطق، ومنذ اسبوع بدأ وفد من اللجنة المنظمة يجول في انحاء لبنان حاملا قطعا من علم ضخم قسم الى ثمانية عشر جزءا تمثل طوائف لبنان التي «فرقها 13 ابريل 1975 وسيجمعها 13 ابريل 2005».
هذه المدينة تحمل هذا اللقب «العائلي»: زوجة الفينيق.
فجأة يحدث الموت. وفجأة، وبسرعة قياسية، تحدث الحياة. حين غاب رئيس الحكومة رفيق الحريري بدا كما لو ان بيروت التي ارادها مدينة للمستقبل تدخل في غيبوبة. الكثيرون ظنوا انها الغيبوبة الكبرى.
الانوار المتلألئة في وسط المدينة (الداون تاون) الذي هو بمثابة مهرجان معماري وبشري انطفأت كلها. خلت المقاهي من ذلك الضجيج اليومي العظيم. كان هناك برج بابل من الطراز العظيم، لغة العيون، ولغة الايدي، ولغة فناجين القهوة. هذا ليل لا نهائي في مدينة لا نهائية.
أيام للحياة
النائبة السيدة بهية الحريري، ومعها كوكبة من العاملين في الشأن العام اطلقت اياما للحياة. من اجل ان يبقى رفيق الحريري سيد المدينة الجميل، ومن اجل ان تبقى بيروت لؤلؤة الشرق.
الذي حدث مساء السبت كان مذهلا. السيدة الحريري التي طالما اصرت على ان تسمى «اخت الشهيد»، لم تنس احزانها قط، لكن لبنان قضيتها. هكذا قالت للرواد الذين تنقلت بينهم، خصوصا في ذلك المقهى الذي جلس فيه الرئيس الراحل قبل دقائق قليلة من الكارثة.
وعاد لبنان.. لبنان
امس الاحد كان يوم الوحدة الوطنية. لبنانيون من كل «الاجناس» توجهوا منذ الصباح (امس) الى ساحة رياض الصلح بدعوة من «ماراثون بيروت» الذي ترأسه السيدة مي الخليل. قالت لنا السيدة الهام فقيه، مسؤولة العلاقات العامة في «الماراثون»: «الذي حدث كان مذهلا حقا، لم نكن نتصور ان يتجاوب عشرات الآلاف بهذا الحماس وبهذا القرار الكبير ان يعود لبنان.. لبنان».
قالت لنا ان المؤسسة وزعت 40 الف «تي - شيرت»، لكن المشاركين في مسيرة الجري من ساحة رياض الصلح الى موقع استشهاد الحريري فمركز البييل ومن هناك الى وسط المدينة، فاقوا الضعفين.
المقعدون.. في الطليعة
احتفال شبه اسطوري: بالونات حمراء وخضراء وبيضاء بلون العلم اللبناني. هذه اختلطت مع الحمام الابيض الذي راحت اسرابه تطير بتشكيلات مثيرة وبهيجة.
المقعدون كانوا اول المنطلقين في السباق، ولحق بهم المشاركون الآخرون، فيما راح وديع الصافي «يغني» النشيد الوطني ومعه فنانون آخرون، وقد رافقت ذلك مواكب استعراضية وفولكلورية اضافة الى فرق رياضية، فيما كانت موسيقى الكشافة تعزف.
عشرة آلاف حبة شوكولاتة وزعت على الحضور واكثر من خمسة آلاف وردة والشعار العام كان «نركض متحدين»، إحياء ليوم الوحدة الوطنية.
يوم رفيق الحريري
الحدث داخل الحدث كان زرع شجرة زيتون «عريقة» في وسط بيروت. التربة جيء بها من كل المحافظات اللبنانية، وبحضور المحافظين.
وكان هناك اتجاه لزرع شجرة ارز، لكن المناخ في الساحل لا يسمح، الارزة تحتاج الى اعالي الجبال. هنا اعالي المدينة.
السيدة بهية الحريري كانت بين الجمهور: «هذا يوم رفيق الحريري الحقيقي»، قالت لنا ذلك. وعندما انتهى الاحتفال في الثانية عشرة والنصف اندفع الجمهور نحو مطاعم ومقاهي الداون تاون التي خفضت اسعارها الى النصف.
الناس والفرح
لم يبق مقعد شاغر في الداون تاون. امتلأ بكل الناس، وبكل الفرح الذي تحتاج اليه مدينة. هذه المرة «الجماهير» هي التي تفعل بالسياسة وليس العكس.
اذن، نحيطكم علما بان زوجة الفينيق عادت اليكم بكل بهائها احزموا حقائبكم. إنها بانتظاركم.
«رمز الـحياة»
ارتدى المشاركون، ومنهم عائلات بكل افرادها، واباء حملوا اطفالهم على الاكتاف، قمصانا بيضاء وانطلقوا من ساحة رياض الصلح يتسابقون لزرع شجرة زيتـــون «رمز الحياة» قرب ضريح الرئيس الشهيد.
ميداليات
في ساحة الشهداء اقيمت منصات تعرض لوحات فلكلورية بانتظار وصول المتسابقين الذين حصلوا على ميداليات تحمل شعار الماراثون.
علم وتواقيع من كل المناطق
تنتهي الاحتفالات بعد غد بزرع علم لبناني قرب ضريح الحريري يحمل تواقيع من مختلف المناطق، ومنذ اسبوع بدأ وفد من اللجنة المنظمة يجول في انحاء لبنان حاملا قطعا من علم ضخم قسم الى ثمانية عشر جزءا تمثل طوائف لبنان التي «فرقها 13 ابريل 1975 وسيجمعها 13 ابريل 2005».