المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «داعش» احتاج 4 أشهر ليفهم أنه استُدرج ليُستنزف في كوباني ... فتحولت الى مقبرة الدواعش



الفتى الذهبي
01-29-2015, 06:27 AM
مدينة الأسماء المتعددة أصبحت مقبرة التنظيم

28 يناير 2015


| كتب ايليا ج. مغناير |

تقمّصت كوباني تسميات عدة في أشهر الحرب الماضية: فقد سمّاها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) عين الإسلام بعدما احتلّت اكثر من 70 في المئة من مساحتها الجغرافية في حين ان اسمها الرسمي في سورية عين العرب، وكوباني هو الاسم الكردي لها.

ومع بدء الغارات الاميركية - الخليجية على قوات تنظيم «داعش» داخل المدينة منزلةً فيه الخسارة تلو الاخرى، أطلق عليها «داعش» اسم «عين الشهداء» في أعقاب سقوط اكثر من 1500 من عناصره من اكثر من 28 جنسية.

كما حصلت كوباني على تسميات اخرى جراء الدمار الذي لحق بها مثل «ستالينغراد» حيث استمات الكرد بالدفاع - رجالاً ونساءً - عن مدينتهم التي سقط لهم فيها الف قتيل وسط استشراسهم على قاعدة ان «الاهمّ إنقاذها واذا دُمرت نعيد بناءها». وكذلك سمّاها بعض الكرد على مواقع التواصل الاجتماعي باسم «مقبرة الدواعش»، ولكن ماذا يحصل او حصل في كوباني الكردية - السورية؟

قبل أقلّ من 5 اشهر، سيطر «داعش» بسرعة فائقة على اكثر من 70 قرية كردية شمال سورية الى ان وصلت قواته الى مدينة كوباني ودخلتها واستطاعت السيطرة على اكثر من 70 في المئة منها، فتدخلت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وضربت أرتال «داعش» وخط إمداده، ما أجبر التنظيم على الدفع بقوات صغيرة فقط لدعم القوات المقاتلة في الداخل. وكذلك ضرب التحالف الدبابات والمدفعية التي كانت تدكّ المدينة، الا ان هذه الضربات لم تمنع «داعش» من الزجّ بغزارة بانتحاريين من جنسيات مختلفة في محاولة للتقدم اكثر داخل المدينة، الامر الذي دفع الولايات المتحدة الى الضغط على تركيا التي فتحت الطريق لمئات من «الجيش السوري الحر» وكذلك لقوات البيشمركة العراقية، التي استقدمت كتيبة مدفعية وسرية استخبارات، استطاعت جمع المعلومات اللازمة داخل المدينة، وكان من مهماتها قيادة اهداف الطيران لنقاط محددة دُمرت من خلالها قيادة التنظيم وأماكن انتشاره داخل المدينة، ما ساهم جدياً بسقوط العدد الهائل من القتلى في صفوفه ودحره الى الجهة الشرقية من المدينة، بحيث اصبح على مسافة 3 كيلومترات من وسط كوباني. الا ان التنظيم لا يزال يحاصر المدينة ويستطيع، من خلال القصف المنحني ان يصيب داخل المدينة.

وهكذا انهزم التنظيم للمرة الاولى في سورية، بعدما كادت قواته تسيطر على جزء مهم جداً في شمال سورية (عدا عن انكساره في العراق على جبهات عدة)، ما يؤكد نظرية ان «داعش» يُهزم كأي فصيل او تنظيم على الساحة وان اسطورة القوة التي لا تُهزم ولّت الى غير رجعة، بعدما وُجدت قوى تريد محاربة التنظيم، وعازمة على الوقوف في وجهه، كما حصل اليوم في محافظة ديالى وشمال العراق.

وقد شن التحالف نحو 600 غارة خلال 4 اشهر ونيف، وهو معدل ما شنّته الطائرات الاسرائيلية في يوم واحد على لبنان ابان حرب الـ 2006، ليس لان اميركا لا تستطيع ان تشنّ غارات أكثر عدداً ودقة من اسرائيل، بل لان اميركا اعتمدت اسلوب ترغيب وترهيب «داعش» بشنّ غارات قليلة (بمعدل غارتين الى 17 غارة يومياً) كي لا تجفل قواته وتنسحب من الايام الاولى، وذلك بعدما وجدت الولايات المتحدة في المدينة المكان الافضل لضرب اكبر عدد من عناصر تنظيم في مكان واحد، وقد حصلت على مرادها بالقضاء على عدد كبير من قادة التنظيم ومسؤولي الامن منهم والشرعيين الكبار مثل الشيخ عثمان آل نازح وغيره، فكلهم قضوا في المدينة بينما كانوا يحاولون استنهاض الهمم وتحفيز العناصر المرابطة على مواصلة القتال، الا ان هؤلاء عادوا وانسحبوا منها بعد تقدم سريع للقوات الكردية.

ومن الخطأ القول ان 40 دولة احتاجت لـ 4 او 5 اشهر لدحر تنظيم «داعش» في بقعة صغيرة في شمال سورية، بل ان التنظيم احتاج كل هذا الوقت كي يفهم ان اميركا تلعب معه لعبة القطة والفأر، وقرر الانسحاب الى خارج المدينة والقبول بخسارته، لانه يعلم انه خسر معركة وان الحرب طويلة لسنوات عدة وخصوصاً في سورية ولكن «داعش» لم يخسر الحرب بعد.



http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=559904