المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي البغلي لـ«الشاهد»: داعمو الإرهاب يجمعون الأموال جهاراً نهاراً والحكومه تغض النظر عنهم



مقاتل
01-18-2015, 01:15 AM
يحرضون الشباب على الذهاب لأماكن الصراعات.. والحكومة لا تحرك ساكناً


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2014/07/13/471130_bkkkgggliii_main_New.JPG


الأحد, 18 يناير 2015

حوار رأفت كمال:

اتهم الوزير السابق والحقوقي علي البغلي الحكومة بالتساهل مع المتطرفين وأنها تتعامل معهم بطريقة «تقديم رجل وتأخير رجل» على أمل أن تكون في مأمن منهم ويردوا الجميل لها، مطالباً المسؤولين بأن يدركوا أن هؤلاء ليسوا لهم أمان وأنهم يعضون الأيدي التي تمد إليهم، مشيراً إلى أن داعمي الحركات الإرهابية مازالوا يجمعون الأموال جهاراً نهاراً ويحرضون الشباب على الذهاب إلى الجهاد في أماكن الصراعات الملتهبة في سورية والعراق بدون أن تحرك الحكومة ساكناً.

وقال في حوار أجرته معه «الشاهد» أن الكويت احتضنت جماعة الإخوان ودللتها واكتشفت مؤخراً أنها تريد انتهاك الدستور والانقلاب، من خلال مطالباتها برئيس وزراء شعبي، مؤكداً أن الإخوان وراء كل الشرور التي تقوم بها الحركات الإرهابية في العالم العربي والإسلامي، موضحاً أن التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش غير جدي في محاربة هذا التنظيم لأن هناك مليارات الدولارات التي تنفق من ميزانيات دول المنطقة.

ووصف سقوط حكم الإخوان في المنطقة بعودة الوعي للشعوب العربية فالمواطن بعد أن يأس وأصابته المرارة والخيبة من النظم العسكرية العلمانية أراد أن يجرب النظم الأصولية التي تعده بالجنة ولكنه تبين بعد التجربتين المريرتين في مصر وتونس، أن نار العسكريين العلمانيين ولا جنة الأصوليين.

وتطرق إلى اختلاسات شركة ناقلات النفط الكويتية موضحاً أنها كانت قضية حساسة وتمس رؤوساً كبيرة وأنه أحالها للنيابة العامة عندما كان وزيراً للنفط بعد أن تبين له من أوراق القضية أن هناك أدلة قوية تمسك بتلابيب بعض الموظفين في هذه الشركة وأنهم اقترفوا أفعالاً ترقى إلى الجريمة.

وشدد على أن أعضاء الأغلبية المبطلة عرفوا أن الله حق وأن تجمعاتهم الغوغائية التي كانوا يدعون إليها ويثيرون بها الناس بدون وجه حق اختفت إلى غير رجعة لأن الحكومة حمرت العين على بعضهم فعادوا إلى طريق الصواب موضحاً أن التجمعات والحركات السياسية الموجودة على الساحة الآن لا تصلح أن تكون أحزاباً لأنها تقوم على الفئوية الضيقة والطائفية والأصولية.

وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي دار معه:

• توليت حقيبة النفط عقب تحرير البلاد من الغزو العراقي الغاشم كيف كان وضع الوزارة؟ وماذا حققت؟

- الفترة التي توليت فيها المسؤولية كانت من أصعب الفترات التي مرت على وزارة النفط فأنا كلفت بالمنصب في شهر أكتوبر عام 1992 بعد تحرير البلاد من الغزو العراقي الغاشم بمدة قليلة حيث كانت الكثير من المنشآت النفطية محطمة والكويت اعتمادها الأساسي على البترول كمصدر وحيد للدخل والكويت كانت قبل الغزو عضواً في منظمة الأوبك وكنا ننتج للسوق العالمي حصة مقدارها 23 مليون برميل في اليوم وعقب الاحتلال رفع اسم الكويت من حصص الأوبك وأخذت حصتنا بعض الدول العربية الشقيقة وكانت السوق البترولية تعاني من أزمة شديدة حيث كان سعر البرميل يتراوح بين 9 إلى 12 دولاراً وأي زيادة في الإنتاج كانت تخفض هذا السعر وكانت الكويت في موقف محرج لأننا نريد العودة ونريد أن ننتج ضمن منظمة الأوبك ولكن الدول التي أخذت حصتنا لم تكن مستعدة للتخلي عنها لأنها رتبت أمورها وإنتاجها على الحصة الجديدة وكانت هذه الدول غير مصدقة أن الكويت عادت إلى الوضع الطبيعي في الإنتاج فبذلت أنا وباقي زملائي في وزارة النفط ومؤسسة البترول الكويتية جهوداً كبيرة لكي نقنع هذه الدول أننا عدنا بقوة إلى الإنتاج وأن حصتنا إن لم تعد كما كانت فسننتج خارج منظمة الأوبك الأمر الذي يعني تخفيض الأسعار وكان هذا تهديداً جدياً من قبلنا وأقمنا مؤتمرات كثيرة واستدعينا عدداً من الخبراء والصحافيين المتخصصين في شؤون البترول وأطلعناهم على أن الأمور في البلاد عادت إلى وضعها الطبيعي وبالفعل نجحنا في يونيو 1994 في إعادة حصة الكويت في الأوبك بدون خلاف مع الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جوار الكويت في محنتها أثناء الغزو العراقي الغاشم فهذا كان أكبر تحد واجهني أثناء تولي الوزارة وكانت معركتنا الكبرى ومسألة حياة أو موت والحمد لله نجحنا في تجاوز المشكلة.

• كيف كان خروجك من الوزارة؟

- أنا كنت وزيراً منتخباً وخرجت من الوزارة في أبريل 1994 وما يزال كلام المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد يرن في أذني عندما توجهت إليه لأشكره عن فترة عملي بالوزارة والتي استفدت منها الكثير فقلت له هناك إشاعات تقول أني خرجت من الوزارة لأن هناك دولة عربية شقيقة لم تكن راضية عن بعض تصريحاتي فضحك صاحب السمو وأخبرني أن الكلام في الكويت كثير ولا تأخذ بخاطرك وقال لي جملة حفرتها في ذاكرتي هي «يا أخ علي اللي انت عملته لوطنك الكويت لم يعمله أحد قبلك ونحن نقدر جهودك» وكان يقصد استرداد حصة الكويت في الأوبك في ظل الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد والسوق النفطية في ذلك الوقت.

• ما أهم الملفات الساخنة التي كانت على طاولتك أثناء توليك منصب وزير النفط؟

- طبعاً كان هناك الكثير من الملفات الساخنة ولكن أكبر ملف ساخن تمت إثارته من قبل مجلس الأمة في عام 1992 وكان من أقوى المجالس وكذلك من قبل الصحافة التي لم يكن لها سقف ملف قضية اختلاسات شركة ناقلات النفط الكويتية التي تتبع مؤسسة البترول الكويتية التي كنت أترأس مجلس إدارتها بحكم منصبي كوزير نفط وكانت القضية حساسة وكبيرة وذات جوانب اقتصادية وسياسية واجتماعية وتمس رؤوساً كبيرة وعندما جاءتني شكوى رسمية من قبل الشركة المعنية تفحصت الأدلة والمستندات بصفتي وزيراً ومحامياً فوجدت هناك أدلة قوية تمسك بتلابيب بعض الموظفين في هذه الشركة وأنهم اقترفوا أفعالاً ترقى إلى مصاف الجريمة فأحلت هذه الأوراق إلى النيابة العامة التي حددت المتهمين في القضية واتخذت الإجراءات القانونية وأتذكر أنني قبل إحالة الموضوع إلى النيابة أخطرت به فقط المغفور له صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد كما أخطرت مجلس الوزراء بعد إحالة أوراق القضية إلى النيابة فهذه القضية أكثر ملف ساخن لأنها كانت تمس الوزارة التي هي جزء من حكومة الكويت.

• حدثنا عن رأيك في مشكلتي الداو وحقول الشمال؟

- ما حدث في مشكلة الداو أمر مخجل ومؤسف على جميع الأصعدة من قبل الحكومة ومجلس الأمة والمسؤولين في مؤسسة البترول الكويتية وشركة الكيماويات البترولية فمجلس الأمة أقحم أنفه فيما لا يخصه فهذا موضوع يخص السلطة التنفيذية ومن صميم عملها وإن أخطأت أو حدث تجاوز تحاسب ليس على النوايا أو الخطط وإنما على الأخطاء ولكن مع الأسف الشديد فإن الحكومة رضخت للصياح والصراخ من قبل الأغلبية المبطلة وطلبت من مؤسسة البترول ووزارة النفط إيقاف المشروع الذي كلف الكويت 2700 مليون دولار قيمة تعويض الاتفاق بدون أن يرف لهؤلاء جفن رغم أن ما حدث يعد جريمة كبرى بحق الكويت والمال العام خصوصا أن شركة الداو كيميكال تربطنا بها علاقات طيبة وكنا شركاء في مشروع الإيكويت ومنحناها الغاز الذي يكلفنا مبالغ طائلة بأسعار مدعومة وكان بإمكاننا التفاوض معها على هذه الغرامة ولكن أن يتم الموافقة على هذا التعويض غير المسبوق وغير المبرر دون تكليف عناء المحاولة فهذه جريمة وأنا مندهش من أنه لم يتخذ أي إجراء بحق من ارتكبوا هذه الجريمة حيث لا تزال لجان التحقيق التي عينها مجلس الوزراء لم نر تقريرها حتى الآن ومجلس الأمة نسي هذا الأمر تحت ذريعة حل المجلس وانتخاب مجلس جديد ولكن هذا الأمر يجب عدم السكوت عنه، أما قضية حقول الشمال فهي جريمة أيضاً ارتكبت بحق الكويت من قبل مجلس الأمة والحكومة لأن حقول الشمال كان من المفروض أن تستخرج منها الكويت النفط الصعب ولكن وجدنا أنفسنا نستخرج النفط السهل من حقل برقان بدون تعب ومجهود وتركنا استخراج النفط الصعب رغم أنه كان لدينا فوائض مالية ومشروع متكامل لهذا الأمر وكانت الكلفة أقل، أما الآن فإن استخراج النفط الصخري يكلف البرميل الواحد 75 دولاراً في الوقت الذي يباع فيه البرميل بمبلغ 65 دولاراً وكان من الأجدى أن نستخرج النفط الصعب ثم نتوجه إلى السهل لأنه موجود ومن ثم فإن قرار إيقاف المشروع من قبل مجلس الأمة الذي لا يفقه في الموضوع ولا ناقة ولا جمل بحجة التنفيع كان خاطئاً ولكن الحكومة خضعت وخنعت للضغوط.

• كيف ترى انخفاض أسعار النفط في الفترة الأخيرة؟

- أتعجب من اللطم والولولة لانخفاض سعر البرميل إلى 65 دولاراً فقد كان سعره من قبل 9 دولارات واستمرت الحياة ونحن كشعب واع علينا أن نتأقلم مع الواقع فهناك بلدان تحدث فيها كوارث طبيعية وخسائر مليارية ولكنها تظل حية وتسير وتيرة الحياة، فما المشكلة أن أسعار البترول انخفضت لأسباب خارجة عن إرادتنا ليس لخطأ منا كما أن الكويت في مأمن لأن لديها فوائض مالية ولكن يجب أن لا نلجأ إلى هذه الفوائض لنظل ننفق ببذخ كما كان سعر البرميل 120 دولاراً فالآن وقت شد الأحزمة على البطون لأن الأمر خارج عن إرادتنا وليس بمقدورنا فعل شيء.

• إلى أي مدى سيؤثر ذلك على خطط التنمية في الكويت؟

- بالتأكيد انخفاض سعر النفط سيؤثر على خطة التنمية خصوصاً في ظل تعثرها فإذا كانت لم تمض قدماً عندما كان سعر البرميل 120 دولاراً فكيف ستسير الآن وسعره أقل من 65 دولاراً لذا أعتقد أن خطة التنمية في الباي باي.

• برأيك ما أبرز المشاكل التي يعاني منها القطاع النفطي؟

- مع شديد الأسف أن الولاءات حلت بدل الكفاءات وتفشت الواسطة والمحسوبية والقبلية في كثير من المراكز القيادية وكذلك ما تم من زيادات فلكية غير مبررة وغير مسبوقة للعاملين في القطاع النفطي أثار مشاكل كبيرة على مستوى القطاعات الأخرى، فالعاملون في القطاع البترولي يعتقدون أنهم هم من اخترعوا النفط أو هم من يستخرجونه أو هم من اخترعوا آلات الحفر والحقيقة أن من يستخرج البترول هم مقاولون، وعمال البترول الكويتيون مع كامل الاحترام لهم هم مشرفون ومراقبون فكيف تمنح لهم مكافأة نجاح ويطالبون بالمزيد من الامتيازات.

• معنى ذلك أنك ضد مطالب النقابات النفطية؟

- صحيح أن بعض الأعمال في القطاع البترولي شاقة لا ننكر ذلك ولكن ليس كل الأعمال شاقة ومن ثم لا يحق أن نمنح مكافأة لمن يعمل في الحقول ومن يعمل داخل الغرف المغلقة تحت التكييف فأين العدالة في ذلك ثم ما هو الاختلاف بين العاملين في البترول ومن يعملون في الوزارات الأخرى لماذا هذه التفرقة التي تسببت في مشاكل كثيرة والآن الدولة هي التي تعاني من الزيادات في الرواتب لأن مؤسسة البترول مملوكة للاحتياط العام ولصندوق الأجيال القادمة وقد ضحكنا عندما قال الوزير الذي قرر هذه الزيادات أنها لا تمس الميزانية العامة للدولة لأنها من الاحتياطي، فهل هي من ميزانية كوكب زحل أو القمر؟! فكل هذه الأموال من المال العام.

• وكيف ترى التهديدات المستمرة بالإضرابات؟

- التهديدات بالإضراب غير مسؤولة، وأنا أنصح عمال البترول أن «يبوسوا أيديهم وش وظهر» وأن يحمدوا الله على النعمة التي هم فيها ويحافظوا على وظائفهم بدلاً من أن يقال لهم «غيركم 10 بدالاكم».

• برأيك من أفضل وزير نفط تولى هذه الحقيبة؟

- بدون مجاملات المغفور له الشيخ جابر الأحمد الذي كان من أول الوزراء الذين تولوا الحقيبة البترولية عندما كان وزيراً للمالية والنفط.

• وصفت الحكومة السابقة بأن شهيتها مفتوحة للفساد، هل هذا ينطبق على الحكومة الحالية؟

- مع الأسف الشديد، القاصي والداني يعلم أن الفساد مستشر في البلاد وأنك أنى تدر وجهك تر حولك الفساد ولا نرى أي محاولة للحد منه وإيقافه أو إحالة المخطئين والمفسدين إلى جهات التحقيق ونحن بصفتنا مراقبين للوضع العام في البلاد ونخاف عليها فإننا ندق ناقوس الخطر لعل وعسى تستيقظ الحكومة من سباتها العميق ونتمنى أن هيئة النزاهة التي من مهامها مكافحة الفساد ترى النور العام المقبل كما يقال.

• هل الحكومة الحالية تسير في ركب الحكومات السابقة في موضوع مكافحة الفساد؟

- نعم، فمثلاً إيران التي نهاجمها وننتقد حكومتها 24 ساعة في اليوم أحالت 30 مسؤؤلاً كبيراً في حكومة أحمدي نجاد التي كانت تحكم البلاد من درجة وزير إلى محكمة مكافحة الفساد لأنهم ارتكبوا أعمال فساد واختلاسات واستولوا على الأموال العامة وهذا ما نود أن نراه في الكويت فليس هناك مسؤول مهما علا شأنه معصوم من الخطأ، فلماذا الكويت فقط لم نر فيها مسؤولاً أيا كانت درجته تمت محاسبته على الفساد؟!

• ما رأيك في القول بأن كل وزارة تخطط لنفسها ولا تلتزم برؤية واستراتيجيات وزارة التخطيط؟

- أعتقد حتى وزارة التخطيط ضائعة وليست ملمة بكل الأمور ولا توجد لديها رؤية ونظرة ثاقبة فالكويت تفتقد إلى نظرة استراتيجية عامة وشاملة لكل القطاعات واعتقد أن وزارة التخطيط لن أقول انها وزارة ليست لها فائدة ولكن وزارة لا تقوم بالدور المناط بها والمطلوب منها فمن المفترض أن تكون العقل المدبر وتضع كل الاستراتيجيات للبلاد وتراقب على تنفيذها من قبل الوزارات المختلفة ونتمنى أن يتحسن الوضع في المستقبل.

• هل تتفق مع من يقولون أن مجلس الأمة الحالي في جيب الحكومة؟

- من يقول ذلك لا ينظر لهذا المجلس نظرة إيجابية وهم أعداء الصوت الواحد ولكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن ننكر أن هناك تقارباً بين هذا المجلس والحكومة وهناك وفاق تام بينهما وبالتالي فإن كنا أعطينا الحكومات السابقة العذر في عدم تنفيذ خطة التنمية تحت ذريعة أن مجلس الأمة يضع العصي في دولايب الحكومة ويعرقلها فهذا الأمر لم يعد موجوداً الآن والحكومة ليس لها عذر لأن هناك تفاهماً شبه تام مع مجلس الأمة الحالي باستثناء بعض الأصوات هنا وهناك والتي ليس لها تأثير على مسيرة المجلس والتعاون مع الحكومة.

• هناك اتهام موجه لليبراليين أنهم يعيشون في أبراج عاجية هل هذا صحيح؟

- من وجهة نظري أن من يعش في أبراج عاجية هم الأصوليون لأنهم يعيشون في أفكار وزمان غير الأفكار والزمان الذي نعيش فيه، فالبرج العاجي ليس بالضرورة أن يكون في مكان عال وإنما ربما يكون في الدور الخامس بالسرداب تحت الأرض فإذا كان يصح القول بأن الليبراليين يعيشون في أبراج عالية فبالأولى أن نقول أن الأصوليين يعيشون في أبراج سفلية تحت الأرض وبالتالي ليس هناك ارتباط أو صلة بين ما يفكر فيه هؤلاء من أمور تعود إلى قرون مضت وبين الواقع الذي نعيشه في القرن الواحد والعشرين وبالتالي أيهما يعيش منفصلاً عن الواقع الليبراليون أم الأصوليون وأنا أعتقد أن هذا الكلام ينطبق على الأصوليين أكثر من الليبراليين الذين ينادون بحرية الرأي والتعبير والمساواة والعدالة في حين أن الأصوليين لا يؤمنون بكل هذه الأفكار ويفرقون بين الناس المسلم وغير المسلم وحتى بين المسلمين أنفسهم هم يعتقدون أنهم الفئة الوحيدة الناجية ويكفرون الباقي وليس هناك مساواة أو عدالة ولا تكافؤ فرص إلا لهم هم فقط.

• لكن لماذا فشل الليبراليون في الوصول إلى الشارع والتأثير عليه كما فعلت التيارات الدينية؟

- التيارات الدينية تهيج الشارع لأن الناس يجنحون إلى التدين وبطبيعة الإنسان العربي يسمع لمن يتحدثون باسم الدين ويعتقد أن رجل الدين صادق وأمين ومخلص فالرئيس المسجون محمد مرسي نجح بأغلبية بسيطة لا تذكر ولكن عندما تولى السلطة هو وجماعته كشروا عن أنيابهم وكشفوا عن وجه الأصوليين القبيح وأذاقوا المصريين الأمرين الذين ندموا وصححوا وضعهم واستفاد التونسيون من التجربة المصرية.

• ولكن الإسلاميين يتهمون الليبراليين بأنهم غير قادرين على الوصول للشارع فما رأيك؟

- إذا كان هذا الكلام صحيحا فانه يرجع برأيي إلى أن الليبراليين نخب وفي ظل وجود مجاميع شعبية مليونية في الشوارع لا يستطيعون الوصول إليها بسبب العجز المادي وبالتالي من يستطيع الوصول إلى هؤلاء هو إمام المسجد ورجال الدين والجمعيات الخيرية فهم أقرب إليهم وهذا أمر طبيعي.

• هل لا تزال هناك خصومات سياسية على الساحة الآن؟

- قلت إن أعضاء الأغلبية المبطلة عرفوا أن الله حق وأن تجمعاتهم الغوغائية التي كانوا يدعون إليها ويثيرون بها الناس بدون وجه حق وبشكل غير مفهموم وغير منطقي اختفت إلى غير رجعة لأن الحكومة حمرت العين على بعضهم فعادوا إلى طريق الصواب والآن هم يتحدثون في حدود القانون والمنطق وهذا هو المطلوب فنحن دولة لديها سقف حريات غير مسبوق وغير موجود في أغلب دول الجوار وعلى هؤلاء أن يحمدوا ربهم أنهم لا يزالوا يعيشون في الكويت.

• التجمعات والحركات السياسية الموجودة على الساحة الآن هل تصلح أن تكون أحزاباً؟

- الأحزاب يجب ألا تقوم على الفئوية الضيقة والطائفية والأصولية فالحزب يجب أن يبنى على أسس وطنية ويضم مختلف فئات الشعب بجميع طوائفه وتقسيماته والأحزاب أهدافها وطنية وقانونية وفي الكويت هناك السني والشيعي والقبلي والحضري وصاحب الأصول العربية وغير العربية وهذا يعيق تجربة الأحزاب لذا أعتقد أنها ستنهار فوق رؤوس من يدعون إليها لو تمت ولن تنجح لأنها بالتأكيد ستقوم على أسس قبلية وطائفية وفئوية فنحن لدينا في اتحاد الطلبة والجمعيات التعاونية والمهنية يتم الانتخاب فيها على أسس قبلية وطائفية وهذا محزن أن يحدث في القرن الواحد والعشرين أما الأحزاب في الدول المتقدمة فتضم السود والبيض والمسلمين والمسيحيين واليهود لا يتم إقصاء أحد أو التمييز بين الناس على أساس اللون أو العرق أو الدين.

• ما الذي يعرقل خطط التنمية في الكويت؟

- غياب القرار أو الإرادة السياسية الحاسمة العازمة فنحن لدينا أموال وأهداف ورغبة وحاجة ولكن مشاريعنا لم تر النور مثل مشاريع التنمية في الدول الخليجية الشقيقة وكذلك الفساد المستشري في الكثير من الوزارات والمؤسسات بدون حساب وهذا يثير الكثير من علامات الاستفهام.

• اتهمك البعض أثناء توليك منصب رئيس جمعية حقوق الإنسان بأنك تخدم نفوذ إسرائيل في المنطقة كيف ترد على ذلك؟

- هذا الاتهام مضحك وأنا لم أطلق تصريحاً يمكن أن يفهم منه أني منحاز لإسرائيل ولكن كذلك لم أشتم إسرائيل أو أناصبها العداء فهذا ليس من مهام منصب رئيس جمعية حقوق الإنسان الكويتية فما دخل هموم وشجون حقوق الإنسان في الكويت بإسرائيل التي لها من هو متخصص في رصد انتهاكاتها من الحقوقيين والسياسيين والغريب أن الأصوليين والحركات التي تدعي أنها جهادية وهي إرهابية مثل داعش والنصرة والإخوان المسلمين لا يصرحون ضد إسرائيل فقط يركزون على تدمير البلاد العربية وقتل المسلمين.

• كمحام وحقوقي كيف ترى حقوق الإنسان في الكويت؟

- لا يوجد دولة في العالم يرضى فيها الناشطون في مجال حقوق الإنسان عنها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تعظ الناس ليلاً نهاراً عن حقوق الإنسان نجد أنها تنتهك فيها بأبشع الصور وما ظهر مؤخراً من انتهاكات لحقوق الإنسان بشكل فج وجسيم من قبل جهاز السي آي ايه خير دليل على ذلك ونحن في الكويت لسنا راضين تماماً عن وضع حقوق الإنسان ولكن بالمقارنة مع الكثير من الدول فإن وضعنا أفضل ولا بأس به ونتمنى أن يتحسن أكثر وأكثر.

• بدورك شاهد على قضية الشيك الشهيرة الذي كشف عنه أحد النواب السابقين ماذا حدث وهل تبين من الذي سرب هذا الشيك؟

- كنت محامي البنك، وقد كانت هناك شكوك تحوم حول من سرب الشيك من موظفي البنك وتم تسريحهم ولكن الذي أدين في هذه القضية النائب السابق فيصل المسلم وحصل البنك على حكم تعويض ضده لأن الأسرار المصرفية يجب أن لا تستخدم في السياسية وقد أدانته المحكمة على ذلك وهذا ما كنا نريده.

• هل أنت مع خصخصة بعض القطاعات؟

- طبعاً لأن الإدارة الحكومية أثبتت فشلها الذريع وفسادها وربما يتحسن الوضع إذا ما تمت خصخصتها ولكن يجب أن تتم الخصخصة مع استمرار الرقابة الحكومية يعني مثلاً قطاع الاتصالات المتنقلة تمت خصصته وتشرف عليه الحكومة ولكن إلى الآن هيئة الرقابة لم تر النور وهذا تقاعس حكومي فلا يمكن أن لا نترك الحبل على الغارب للقطاع الخاص في كل شيء لأنه يهتم في المقام الأول بالربحية ويبحث عن مصلحته ولا يهمه المصلحة العامة فأنا مع الخصخصة ولكن المقرونة بالرقابة الحكومية.

• كيف ترى سقوط حكم الإخوان في مصر وتونس وليبيا؟

- أعتقد أن هذا يمثل عودة الوعي للشعوب العربية فالمواطن لدينا بعد أن يئس وأصابته المرارة والخيبة من النظم العسكرية العلمانية أراد أن يجرب النظم الأصولية التي تعده بالجنة ولكنه اكتشف بعد هاتين التجربتين المريرتين في مصر وتونس أن نار العسكريين العلمانيين ولا جنة الأصوليين.

• هل تتفق مع من يقولون أن كل التنظيمات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان؟

- طبعاً لأن هذا الكلام موثق من قبل قيادات هذه الجماعة وليس به تجن أو مبالغة فأحد كبار التنظيم الدولي للإخوان يوسف القرضاوي قال في تصريح له ان تنظيم داعش أخطر حركة أصولية إسلامية خرجت في التاريخ الإسلامي بعد الخوارج ويرتكبون جرائم إبادة للبشر أنهم خرجوا من عباءة الإخوان ومن فكرهم وأدبياتهم فالإخوان وراء كل الشرور التي تقوم بها الحركات الإرهابية في العالمين العربي والإسلامي.

• برأيك لماذا لا تصنف الكويت الإخوان على أنها جماعة إرهابية كما فعلت السعودية والإمارات ومن قبلهما مصر؟

- الكويت احتضنت جماعة الإخوان ودللتها لأنها كانت تخشى من نفوذ الحركة الوطنية وكان لديها رؤية أن الليبراليين يناوئون سلطة الحكم وينافسون عليها فأرادت الحكومة أن تحدث توازناً فاستعانت بالقوة القبلية من خلال التجنيس والقوة الأصولية ولكن ثبت خطأ هذه السياسة لأن القوى الوطنية لم تدع يوماً إلى الإطاحة بالسلطة وتغييرها مثلما تنادي به التيارات الأصولية وعلى رأسها الإخوان المسلمين التي تقود المعارضة وتطالب برئيس وزراء شعبي وغيرها من الشعارات التي تمس صميم نظام الحكم في البلاد.

• كيف ترى الجمعيات التي تطلق عن نفسها أنها خيرية وهي تدعم المتطرفين؟

- هذه الجمعيات تنفذ ما تنادي به أدبياتها ولكن نحن لا نعتب على هذه الجمعيات لأنهم تربوا وترعرعوا في ظل هذه الأفكار ونمت لحوم أكتافهم من أموال الخير والصداقات التي يدعون زورا وبهتانا أنها تذهب إلى الخير رغم أن القاصي والداني يعرف أين تذهب هذه الأموال ولكننا نعتب على الجهات الحكومية التي من المفترض أن تراقب هذه الفئات مثل الشؤون والداخلية التي يجب أن توقف هذه الجمعيات عند حدودها وتلزمها بتطبيق القانون وأن هذه الأموال التي تجمع لأوجه الخير تنفق في أعمال الخير وليس الشر.

• هل ترى أن القرارات التي تم اتخاذها ضد عدد من الجمعيات الأهلية المتهمة بتمويل الإرهاب كافية؟

- هذه القرارات التي اتخذت ضد بعض الجمعيات لا أرى أنها كافية وهي مجرد «قرصة ودن» ولكننا نريد من الحكومة قرارات حازمة وتحمير عين وتطبيق القانون حتى تعرف هذه الجهات أننا نعيش في دولة قانون يجب أن تلتزم به.

• كيف ترى أداء الحكومة الحالية في مواجهة المتطرفين والداعمين للإرهاب؟

- مع الأسف الشديد فإن الحكومة تتعامل مع المتطرفين بطريقة «تقديم رجل وتأخير رجل»، ويجب أن تقتدي حكومتنا بالحكومات الشقية مثل السعودية والإمارات في تجريم التنظيمات المتطرفة لا نريدها أن تقلد أو تحتذي بهما على الأقل ترينا جدية في مواجهة هؤلاء وتوقفهم عند حدهم فهؤلاء مازالوا يجمعون الأموال جهاراً نهاراً ويحرضون الشباب على الذهاب إلى الجهاد في أماكن الصراعات الملتهبة في سوريا والعراق بدون أن تحرك الحكومة ساكناً.

• هل الكويت في مأمن من التنظيمات المتطرفة؟

- الكويت تتساهل مع المتطرفين على أمل أن تكون في مأمن منهم ونأمل أن يكون الأمر كذلك وأن ترد الجهات المتطرفة الجميل للكويت وتجعلها في مأمن ولكن على المسؤولين أن يدركوا أن هؤلاء ليس لهم أمان وأنهم دائما يعضون الأيدي التي تمد لهم وهذه الحركات كالثعبان الذي تدفئه وعندما يشعر بالأمان يلدغك.


http://www.alshahedkw.com/index.php?option=com_content&view=article&id=122030:-lr------&catid=31:03&Itemid=419