نجم سهيل
01-03-2015, 04:56 PM
2015 Jan / كانون الثاني 3
مؤكدا العلاقات الاستراتجية مع ايران وروسيا
الرئيس السوري : أميركا بدأت الاستدارة والتراجع ولكن ببطء
بالمحصلة يتحكم بالنقاش الأميركي الشعور بالوقوع في "الخديعة" من قبل حلفائهم: "يتحدثون علناً بأنهم خُدعوا من قبل قطر، ثم تركيا، ثم السعودية"
http://media.farsnews.com/Uploaded/Files/Images/1393/10/03/13931003000551_PhotoI.jpg
رأى الرئيس السوري، بشار الأسد، أن هناك تحولاً في مواقف الدول الغربية حيال الأزمة في سوريا، وأن الإدارة الأميركية بدأت الاستدارة وتراجعت عن مطلب تغيير الرئيس في دمشق، مؤكدًا العلاقة مع ايران وروسيا، كحليفين استراتيجيين لسوريا.
وجاءت مواقف الرئيس الأسد هذه في لقاء حزبي مع كوادر "حزب البعث" في محافظة طرطوس، نشرت تفاصيله صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم السبت.
وشدد الرئيس الأسد على عمق العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخاطب كوادر الحزب قائلاً: "بشأن العلاقة مع إيران، يجب أن نعلم أنها معنا في التوجه الاستراتيجي العام، لكن يجب أن نفهم، أيضاً، أن سبب نجاح إيران علي المستوى الدولي هو في الطريقة البراغماتية التي يمارسونها؛ عملياً هم صامدون في الملف السوري، ويجب أن نعلم أن العلاقة بين سوريا وإيران هي علاقة استراتيجية".
مرحلة "داعش"
وفقًا للصحيفة، اعتبر الرئيس الأسد أن "ما يميّز هذه المرحلة، أنها مشوّشة"، لكنها "تتضح"، شيئاً فشيئاً، و"خصوصاً لدى الغرب"؛ وصلنا، الى "مرحلة مفصلية، لا خيار وسطاً فيها؛ فإما المضي باتجاه الهاوية بالنسبة للمنطقة كلها، وسيدفع الغرب ثمنها، وإما المضيّ باتجاه الحل".
المرحلة الحالية فيها تناقضات شغّالة ليس لها، حتى الآن، مُستَقرّ؛ جبهة الأعداء مفككة؛ (1) "فالأميركي، اليوم، هو ضد التركي: أنقرة تريد منطقة عازلة، وواشنطن ترفض ذلك"؛ جرّت تركيا أردوغان، الغرب، إلي الثقة بالإخوان المسلمين، ثم تبين أنه "لا فرق بين الإخوان والتطرف والقاعدة؛ فجميع هؤلاء يحملون مضموناً واحداً، بأشكال مختلفة"؛ (2) واحتد التناقض التركي الكردي، (3) والكردي الكردي؛ فـ "البي كي كي" ضد مسعود البرزاني، يعني أن هناك تناقضاً بين أكراد سوريا وأكراد العراق، وبين الأكراد والعرب، (4) وداعش متناقضة مع الجميع"، (5) والدول الداعمة للإرهاب متخاصمة في ما بينها؛ لكنها "متفقة على إلحاق الضرر بسوريا، إسقاط الدولة، وإسقاط سوريا".
الغربيون يتواصلون معنا واللقاءات مستمرة بإشراف أعلى المستويات
في الإيجابي أن الاصطفاف الدولي المعادي لسوريا كما تنقل "الأخبار" عن الرئيس الأسد، "مرتبك، بكل معنى الكلمة، وفاقد للرؤية، ولا يملك تصوراً للذي يحصل؛ لكن في السلبي، "أننا لا نعرف متي يمكن أن يتخذوا قراراً خاطئاً". لكن، حتى هذه اللحظة، فإن الاتجاه العام "إيجابي"؛ فأوروبا "غير موجودة، والإدارة الأميركية منقسمة على نفسها؛ الخارجية في اتجاه، والجيش في اتجاه آخر، والبيت الأبيض في اتجاه ثالث"؛ بالمحصلة يتحكم بالنقاش الأميركي الشعور بالوقوع في "الخديعة" من قبل حلفائهم: "يتحدثون علناً بأنهم خُدعوا من قبل قطر، ثم تركيا، ثم السعودية"؛ أولاً، صوّروا للأميركيين، أن قضية سوريا بسيطة؛ مجرد الضغط "لإطاحة" النظام، لصالح نظام "ديموقراطي" عميل للغرب؛ ثانياً، حين أدركوا استحالة اسقاط الدولة السورية، طرحوا الإبقاء عليها مع "تغيير الرئيس"؛ هنا "جاءت الانتخابات الرئاسية لتشكل صدمة شديدة لهم، وإنْ كانوا لا يعترفون بها في العلن، فإنهم يعترفون بها سراً".
لسان حال "التشوّش الأميركي"، كما يقول الرئيس السوري، ينطق بالآتي: "ما هي ماهية سوريا؟ لم نستطع فهمها! ولم نستطع فهم الإرهاب! راهنّا على الإخوان المسلمين وقدرتهم على جمع الشارع الإسلامي في مقابل العلمانية، ثم اكتشفنا أننا نتعامل مع متطرفين...". ويعلق الرئيس: "هنا، قرروا العودة إلى العلمانية؛ ولكن أيّ علمانية؟".
سؤال الرئيس، هنا، يتعلق بالتفريق بين علمانية الدولة القومية، القائمة على حرية العقيدة والمساواة في إطار وحدة المجتمع وهويته القومية، وبين "علمانية" ما يسمى "المعتدلين" الطائفيين الموالين للغرب و"إسرائيل".
الاتصالات بدأت فعلاً
هنا، يعلن الرئيس الأسد أن الأميركيين والغربيين وحلفاءهم، في "حالة ضياع كامل"، أخذتهم نحو الاستدارة، "لكنه تحوّل بطيء جداً"، كونهم صعدوا أشجاراً عالية "وذهبوا بعيداً في إقناع الرأي العام الغربي بأن سوريا دولة شيطانية؛" فالتراجع، إذاً، يحتاج إلى وقت. ومع ذلك البطء في التحول الغربي، فقد "بدأ الغربيون بالتواصل معنا واللقاءات لا تنقطع؛ وهي تتم بإشراف من أعلى المستويات؛ رؤساء ورؤساء وزارات ومدراء مخابرات..." وفي هذه اللقاءات، يظهر لنا أنهم "منقسمون حول ما يجري في سوريا. والتيارات التي تريد الانفتاح علينا هي التي تتواصل معنا بمعرفة المستويات السياسية الأعلى".
الاستدارة الأميركية البطيئة
بعد خسارة الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، لم يعد لدى الرئيس باراك أوباما ما يخسره في سياساته الداخلية؛ بدأت إدارته بالاستدارة؛ لم تتراجع لفظياً عن مطلب تغيير الرئيس في دمشق، لكنها تتساءل "إذا ذهب الرئيس (الأسد)، فمَن سيأتي؟ داعش؟ ليس لدينا خيار"! ـ أوباما يستدير ويناور: قرر، في تصريحات علنية، أن المعارضة المعتدلة في سوريا هي "معارضة وهمية"، ثم قال لناقديه: إذا كنتم تريدون الـ500 مليون دولار، خذوها؛ ولكن، لمَن سنعطيها؟
ـ نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، فجّرها بدوره، وأعلن أن أصدقاءنا في تركيا ودول الخليج (الفارسي) هم الذين موّلوا الإرهاب في سوريا؛ الاعتذارات اللاحقة بروتوكولية، ولا قيمة سياسية لها.
ـ الجيش الأميركي يقرر أن الجيش السوري هو الوحيد الذي يحارب الإرهاب، بصورة جدية؛ لكن، مع عدم الوصول الي الاستنتاج المنطقي، بل إلى عكسه: "لن نتعامل، بالطبع، مع الجيش السوري".
يؤكد الرئيس الأسد أننا أمام تحوّل في الغرب إزاء الموقف من الصراع في سوريا، "إنما لا يعني ذلك أن الأمور سلسة أو ذاهبة بالاتجاه السهل؛ فواشنطن، مهما تحولت، يبقي هدفها، في النهاية، أن تسيطر علينا، وتفرض ما تريد؛ بمعنى أنهم لا يريدون اليوم داعش، ويريدون ضربها، لتحل محلها ما يسمونها (القوي المعتدلة)؛ فمن أين يأتون بها؟ مَن يحارب على الأرض قوي متطرفة تحت تسميات مختلفة؛ الفارق بينها بسيط، ربما يتعلق بالرواتب التي تدفعها التنظيمات"!
في النهاية، سوف يصطدمون بالحقيقة: "هناك فراغ لا يمكن أن يملأه أحد سوى الجيش العربي السوري".
الورقة الكردية
وسط الفشل الأميركي في سوريا، أمسك الأميركيون "بالورقة الكردية؛ سيدعمون المخططات الفدرالية واللامركزية في سوريا؛ هذه ستكون القضية المستقبلية المعدة للضغط على سوريا. واقعياً، هذه الورقة ليست صالحة للاستخدام الفعلي على الأرض، ولن تنجح لأنها غير منطقية؛ فالأكراد، في أكبر منطقة يتجمعون بها، وهي الحسكة؛ لا يشكلون سوى 36 بالمئة من السكان".
يؤكد الرئيس الأسد، بالطبع، على الحقوق الثقافية؛ "نحن قمنا، في بداية الأزمة، بمنح مئة ألف كردي الجنسية، وسمحنا بتدريس اللغة الكردية. وهذا منطقي. لكنهم يريدون النص الدستوري على القومية الكردية؛ قلنا لهم هذا يلزمنا بذكر كل الأعراق والطوائف الموجودة في سوريا، وهذا يسهم في تفتيت البلد".
قطر وتركيا
من الملاحظ أن الرئيس الأسد لم يتطرق إلى الأنظمة الخليجية؛ من الواضح أن موجة المصالحات بدأت، يستبعد ذكر دول الخليج (الفارسي)، ما عدا قطر؛ يركز علي قطر بوصفها "بنكاً للإرهابيين"، أما المشروع الخطير فعلاً، فهو مشروع تركيا أردوغان؛ هذا إخونجي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ "يريد تنظيف المنطقة من الكفّار، ووضع الإخوان المسلمين في قيادتها، يحكمون المنطقة، ويحولونها إلى دولة إسلامية، على طريقة الخلافة العثمانية".
تركيا تسعي إلى منطقة عازلة في شمال سوريا، "وبالنسبة إليها حلب هي الأساس؛ فإذا نجحنا في (استكمال تحرير) حلب، سقطت الخطة الأردوغانية. وإن شاء الله الأمور في حلب تتقدم إلى الأمام".
دي ميستورا... وخطة حلب
وتنقل "الأخبار" عن الرئيس الأسد قوله لكوادر "حزب البعث": "قلنا للمبعوث الأممي الجديد، تريدون أن نذهب إلى جنيف 3 و4؟ سوف نذهب! لكن إذا كنتم تريدون نتائج؛ فالنتائج داخل سوريا؛ أجدى لدينا أن نتفاوض مع مسلح محلي يرفع السلاح في وجهنا، من التفاوض مع عميل" للقوى المعادية لسوريا. يقول الرئيس: "نحن بدأنا بالمصالحات؛ وضع دمشق جيد نسبياً، وفي حمص تم انجاز الجزء الأساسي من المصالحة؛ وفي حلب، بدأنا مفاوضات لكي يتم اخراج المسلحين على طريقة حمص". وهكذا، فخطة دي ميستورا لتجميد القتال في حلب تتناسب تماماً مع ما نقوم به. وكل ما عدا ذلك لا أساس له، لا إدارة محلية، ولا عملية سياسية"! بالطبع، لكي تنجح خطة دي ميستورا، ينبغي، أولاً، اجبار تركيا على "وقف دعم المسلحين".
وتناول الرئيس الاسد، الحراك الروسي من دون تفصيل، لكنه ألح على "واجب الجميع، الآن، هو التركيز على المصالحات المحلية في سوريا؛ فهي الأساس".
روسيا
الرئيس السوري واثق: "الروس معنا بشكل ثابت، ولا يتغيّر؛ والموقف الروسي صلب، ويتجسد بالدعم السياسي في مجلس الأمن، وعلى الساحة الدولية، وبالدعم العسكري لقواتنا المسلحة، لكنه لا يصل إلى مستوي أن يتدخل الروس عسكرياً؛ ففي النهاية، نحن مَن يجب أن ندافع عن أنفسنا".
المصدر: الاخبار اللبنانية
مؤكدا العلاقات الاستراتجية مع ايران وروسيا
الرئيس السوري : أميركا بدأت الاستدارة والتراجع ولكن ببطء
بالمحصلة يتحكم بالنقاش الأميركي الشعور بالوقوع في "الخديعة" من قبل حلفائهم: "يتحدثون علناً بأنهم خُدعوا من قبل قطر، ثم تركيا، ثم السعودية"
http://media.farsnews.com/Uploaded/Files/Images/1393/10/03/13931003000551_PhotoI.jpg
رأى الرئيس السوري، بشار الأسد، أن هناك تحولاً في مواقف الدول الغربية حيال الأزمة في سوريا، وأن الإدارة الأميركية بدأت الاستدارة وتراجعت عن مطلب تغيير الرئيس في دمشق، مؤكدًا العلاقة مع ايران وروسيا، كحليفين استراتيجيين لسوريا.
وجاءت مواقف الرئيس الأسد هذه في لقاء حزبي مع كوادر "حزب البعث" في محافظة طرطوس، نشرت تفاصيله صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم السبت.
وشدد الرئيس الأسد على عمق العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخاطب كوادر الحزب قائلاً: "بشأن العلاقة مع إيران، يجب أن نعلم أنها معنا في التوجه الاستراتيجي العام، لكن يجب أن نفهم، أيضاً، أن سبب نجاح إيران علي المستوى الدولي هو في الطريقة البراغماتية التي يمارسونها؛ عملياً هم صامدون في الملف السوري، ويجب أن نعلم أن العلاقة بين سوريا وإيران هي علاقة استراتيجية".
مرحلة "داعش"
وفقًا للصحيفة، اعتبر الرئيس الأسد أن "ما يميّز هذه المرحلة، أنها مشوّشة"، لكنها "تتضح"، شيئاً فشيئاً، و"خصوصاً لدى الغرب"؛ وصلنا، الى "مرحلة مفصلية، لا خيار وسطاً فيها؛ فإما المضي باتجاه الهاوية بالنسبة للمنطقة كلها، وسيدفع الغرب ثمنها، وإما المضيّ باتجاه الحل".
المرحلة الحالية فيها تناقضات شغّالة ليس لها، حتى الآن، مُستَقرّ؛ جبهة الأعداء مفككة؛ (1) "فالأميركي، اليوم، هو ضد التركي: أنقرة تريد منطقة عازلة، وواشنطن ترفض ذلك"؛ جرّت تركيا أردوغان، الغرب، إلي الثقة بالإخوان المسلمين، ثم تبين أنه "لا فرق بين الإخوان والتطرف والقاعدة؛ فجميع هؤلاء يحملون مضموناً واحداً، بأشكال مختلفة"؛ (2) واحتد التناقض التركي الكردي، (3) والكردي الكردي؛ فـ "البي كي كي" ضد مسعود البرزاني، يعني أن هناك تناقضاً بين أكراد سوريا وأكراد العراق، وبين الأكراد والعرب، (4) وداعش متناقضة مع الجميع"، (5) والدول الداعمة للإرهاب متخاصمة في ما بينها؛ لكنها "متفقة على إلحاق الضرر بسوريا، إسقاط الدولة، وإسقاط سوريا".
الغربيون يتواصلون معنا واللقاءات مستمرة بإشراف أعلى المستويات
في الإيجابي أن الاصطفاف الدولي المعادي لسوريا كما تنقل "الأخبار" عن الرئيس الأسد، "مرتبك، بكل معنى الكلمة، وفاقد للرؤية، ولا يملك تصوراً للذي يحصل؛ لكن في السلبي، "أننا لا نعرف متي يمكن أن يتخذوا قراراً خاطئاً". لكن، حتى هذه اللحظة، فإن الاتجاه العام "إيجابي"؛ فأوروبا "غير موجودة، والإدارة الأميركية منقسمة على نفسها؛ الخارجية في اتجاه، والجيش في اتجاه آخر، والبيت الأبيض في اتجاه ثالث"؛ بالمحصلة يتحكم بالنقاش الأميركي الشعور بالوقوع في "الخديعة" من قبل حلفائهم: "يتحدثون علناً بأنهم خُدعوا من قبل قطر، ثم تركيا، ثم السعودية"؛ أولاً، صوّروا للأميركيين، أن قضية سوريا بسيطة؛ مجرد الضغط "لإطاحة" النظام، لصالح نظام "ديموقراطي" عميل للغرب؛ ثانياً، حين أدركوا استحالة اسقاط الدولة السورية، طرحوا الإبقاء عليها مع "تغيير الرئيس"؛ هنا "جاءت الانتخابات الرئاسية لتشكل صدمة شديدة لهم، وإنْ كانوا لا يعترفون بها في العلن، فإنهم يعترفون بها سراً".
لسان حال "التشوّش الأميركي"، كما يقول الرئيس السوري، ينطق بالآتي: "ما هي ماهية سوريا؟ لم نستطع فهمها! ولم نستطع فهم الإرهاب! راهنّا على الإخوان المسلمين وقدرتهم على جمع الشارع الإسلامي في مقابل العلمانية، ثم اكتشفنا أننا نتعامل مع متطرفين...". ويعلق الرئيس: "هنا، قرروا العودة إلى العلمانية؛ ولكن أيّ علمانية؟".
سؤال الرئيس، هنا، يتعلق بالتفريق بين علمانية الدولة القومية، القائمة على حرية العقيدة والمساواة في إطار وحدة المجتمع وهويته القومية، وبين "علمانية" ما يسمى "المعتدلين" الطائفيين الموالين للغرب و"إسرائيل".
الاتصالات بدأت فعلاً
هنا، يعلن الرئيس الأسد أن الأميركيين والغربيين وحلفاءهم، في "حالة ضياع كامل"، أخذتهم نحو الاستدارة، "لكنه تحوّل بطيء جداً"، كونهم صعدوا أشجاراً عالية "وذهبوا بعيداً في إقناع الرأي العام الغربي بأن سوريا دولة شيطانية؛" فالتراجع، إذاً، يحتاج إلى وقت. ومع ذلك البطء في التحول الغربي، فقد "بدأ الغربيون بالتواصل معنا واللقاءات لا تنقطع؛ وهي تتم بإشراف من أعلى المستويات؛ رؤساء ورؤساء وزارات ومدراء مخابرات..." وفي هذه اللقاءات، يظهر لنا أنهم "منقسمون حول ما يجري في سوريا. والتيارات التي تريد الانفتاح علينا هي التي تتواصل معنا بمعرفة المستويات السياسية الأعلى".
الاستدارة الأميركية البطيئة
بعد خسارة الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، لم يعد لدى الرئيس باراك أوباما ما يخسره في سياساته الداخلية؛ بدأت إدارته بالاستدارة؛ لم تتراجع لفظياً عن مطلب تغيير الرئيس في دمشق، لكنها تتساءل "إذا ذهب الرئيس (الأسد)، فمَن سيأتي؟ داعش؟ ليس لدينا خيار"! ـ أوباما يستدير ويناور: قرر، في تصريحات علنية، أن المعارضة المعتدلة في سوريا هي "معارضة وهمية"، ثم قال لناقديه: إذا كنتم تريدون الـ500 مليون دولار، خذوها؛ ولكن، لمَن سنعطيها؟
ـ نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، فجّرها بدوره، وأعلن أن أصدقاءنا في تركيا ودول الخليج (الفارسي) هم الذين موّلوا الإرهاب في سوريا؛ الاعتذارات اللاحقة بروتوكولية، ولا قيمة سياسية لها.
ـ الجيش الأميركي يقرر أن الجيش السوري هو الوحيد الذي يحارب الإرهاب، بصورة جدية؛ لكن، مع عدم الوصول الي الاستنتاج المنطقي، بل إلى عكسه: "لن نتعامل، بالطبع، مع الجيش السوري".
يؤكد الرئيس الأسد أننا أمام تحوّل في الغرب إزاء الموقف من الصراع في سوريا، "إنما لا يعني ذلك أن الأمور سلسة أو ذاهبة بالاتجاه السهل؛ فواشنطن، مهما تحولت، يبقي هدفها، في النهاية، أن تسيطر علينا، وتفرض ما تريد؛ بمعنى أنهم لا يريدون اليوم داعش، ويريدون ضربها، لتحل محلها ما يسمونها (القوي المعتدلة)؛ فمن أين يأتون بها؟ مَن يحارب على الأرض قوي متطرفة تحت تسميات مختلفة؛ الفارق بينها بسيط، ربما يتعلق بالرواتب التي تدفعها التنظيمات"!
في النهاية، سوف يصطدمون بالحقيقة: "هناك فراغ لا يمكن أن يملأه أحد سوى الجيش العربي السوري".
الورقة الكردية
وسط الفشل الأميركي في سوريا، أمسك الأميركيون "بالورقة الكردية؛ سيدعمون المخططات الفدرالية واللامركزية في سوريا؛ هذه ستكون القضية المستقبلية المعدة للضغط على سوريا. واقعياً، هذه الورقة ليست صالحة للاستخدام الفعلي على الأرض، ولن تنجح لأنها غير منطقية؛ فالأكراد، في أكبر منطقة يتجمعون بها، وهي الحسكة؛ لا يشكلون سوى 36 بالمئة من السكان".
يؤكد الرئيس الأسد، بالطبع، على الحقوق الثقافية؛ "نحن قمنا، في بداية الأزمة، بمنح مئة ألف كردي الجنسية، وسمحنا بتدريس اللغة الكردية. وهذا منطقي. لكنهم يريدون النص الدستوري على القومية الكردية؛ قلنا لهم هذا يلزمنا بذكر كل الأعراق والطوائف الموجودة في سوريا، وهذا يسهم في تفتيت البلد".
قطر وتركيا
من الملاحظ أن الرئيس الأسد لم يتطرق إلى الأنظمة الخليجية؛ من الواضح أن موجة المصالحات بدأت، يستبعد ذكر دول الخليج (الفارسي)، ما عدا قطر؛ يركز علي قطر بوصفها "بنكاً للإرهابيين"، أما المشروع الخطير فعلاً، فهو مشروع تركيا أردوغان؛ هذا إخونجي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ "يريد تنظيف المنطقة من الكفّار، ووضع الإخوان المسلمين في قيادتها، يحكمون المنطقة، ويحولونها إلى دولة إسلامية، على طريقة الخلافة العثمانية".
تركيا تسعي إلى منطقة عازلة في شمال سوريا، "وبالنسبة إليها حلب هي الأساس؛ فإذا نجحنا في (استكمال تحرير) حلب، سقطت الخطة الأردوغانية. وإن شاء الله الأمور في حلب تتقدم إلى الأمام".
دي ميستورا... وخطة حلب
وتنقل "الأخبار" عن الرئيس الأسد قوله لكوادر "حزب البعث": "قلنا للمبعوث الأممي الجديد، تريدون أن نذهب إلى جنيف 3 و4؟ سوف نذهب! لكن إذا كنتم تريدون نتائج؛ فالنتائج داخل سوريا؛ أجدى لدينا أن نتفاوض مع مسلح محلي يرفع السلاح في وجهنا، من التفاوض مع عميل" للقوى المعادية لسوريا. يقول الرئيس: "نحن بدأنا بالمصالحات؛ وضع دمشق جيد نسبياً، وفي حمص تم انجاز الجزء الأساسي من المصالحة؛ وفي حلب، بدأنا مفاوضات لكي يتم اخراج المسلحين على طريقة حمص". وهكذا، فخطة دي ميستورا لتجميد القتال في حلب تتناسب تماماً مع ما نقوم به. وكل ما عدا ذلك لا أساس له، لا إدارة محلية، ولا عملية سياسية"! بالطبع، لكي تنجح خطة دي ميستورا، ينبغي، أولاً، اجبار تركيا على "وقف دعم المسلحين".
وتناول الرئيس الاسد، الحراك الروسي من دون تفصيل، لكنه ألح على "واجب الجميع، الآن، هو التركيز على المصالحات المحلية في سوريا؛ فهي الأساس".
روسيا
الرئيس السوري واثق: "الروس معنا بشكل ثابت، ولا يتغيّر؛ والموقف الروسي صلب، ويتجسد بالدعم السياسي في مجلس الأمن، وعلى الساحة الدولية، وبالدعم العسكري لقواتنا المسلحة، لكنه لا يصل إلى مستوي أن يتدخل الروس عسكرياً؛ ففي النهاية، نحن مَن يجب أن ندافع عن أنفسنا".
المصدر: الاخبار اللبنانية