زاير
01-03-2015, 10:43 AM
د. حسن عبدالله عباس
03 يناير 2015
http://s4.alraimedia.com/CMS/Attachments/2015/1/2/425046_40205_Org__-_Qu90_RT728x0-_OS295x399-_RD295x399-.jpg
غير مفهوم أبداً سر احتفال الناس ببداية العام الجديد. في كل سنة تتكرر احتفالات الشعوب والناس بقدوم عام جديد، من دون أن نفهم سر السعادة والفرح التي تغمرهم مع انها ساعات كأي ساعة مرت عليهم بالامس القريب. فما المختلف في ساعة 00 الجديدة للعام الجديد؟
أمر غريب، وأظن تفسيره يعود إلى شدة تعلق قلب الإنسان إلى الأمل بالسعادة التي تخفيها الأيام المقبلة للسنة الجديدة. وللأمانة لا أدري إن كان كلامي هذا فعلا هو ما يغمر قلب الأغلب الأعم من الناس، بل أظن أن اكثرهم يحتفلون ولا يدرون لماذا هم يفعلون ذلك سوى التقليد وللمزيد من اللهوية والفوضى وقتل الوقت باللعب والسخافات.
عموما ما أريده اليوم هو فضفضة لما يعتريه القلب من سعادة وهو بجنب الحسين عليه السلام. فإن تكون ولو للحظة بجانب قبر سبط الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - هي امنية وامل متجدد وحياة برزخية أبدية السعادة يربض بها الأنيس مستعجلا قدره وهو بالحياة الدنيا، تراها حقيقة ملموسة محروم منها كل شقي آثر الحياة العاجلة الفانية على الأخيرة الباقية. بحق هي قصة السعادة الأبدية التي يستشعرها الزائر ولهي الأمل الحقيقي بالحالة السرمدية التي يفتقر اليها الانسان في حياته الدنيا.
ففي الزيارة للقبر الشريف تَسعد وتنتشي أنحاؤك بالقوة ويفيض على القلب معاني الشهامة لانك تستحضر مراسيم الشجاعة والرجولة عند إمام إباء الضيم.
في الزيارة الشريفة يستقي الزائر دروس الشرف والغيرة. فلديه يطوف خيال الزائر وهو بجنب الضريح الشريف على معركة كربلاء الخالدة ويقترب بالنظر إلى لحظاته الاخيرة ويعجب ويقف إجلالاً وهو يقارع الموت ويفحص الأرض برجليه منشغلا بنفسه منتظرا خروج روحه الشريفة متمتماً بلسانه «اقصدوني بنفسي، وامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغاتكم عن التعرض لحُرمي ما دمت حيا».
في الزيارة الشريفة يتملك الانسان ويغمره وعياً كبيراً لما تعنيه الثورة والثبات على المبادئ الإنسانية برفض العبودية والاستسلام والخوف من الظالمين. عند هذا الامام العظيم يفتقر اللسان عن شرح موقفه المبدئي من رفض الظلم والذل بقوله «هيهات من الذلة»، وهو عما قليل سينازل جيشاً عظيماً، غير آبه ولا مهتم لما ستنتهي إليه الأمور مسترخصاً الدنيا وما فيها ومستجملاً حياته ببساطة «خُط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة».
في الزيارة الشريفة تستفيد قوة نفاذ الدرس الأخلاقي الحسيني وثبات أنصاره وعلى رأسهم أخيه قمر بني هاشم ابو الفضل (س) ممن صبروا وجاهدوا ومضوا وهم على بصيرة من أمرهم لم يستطع الاعلام الكاذب المزيف أن يزحزحهم عن نظرية امامهم ملخصها «الخروج من ذل معصية الى عز طاعته» بفهمهم العميق والواعي لقوله الخالد «هوّن علي ما نزل بي انه بعين الله».
الدروس والمبادئ كثيرة لكنني أجدني مضطراً أن أذكر أحد أهم تلامذة الإمام، وهم خدّامه الشعب العراقي. فبحق هذا الشعب الفقير المتعب لكثرة ما نزلت به من مصائب ومحن سواء أثناء حُكم الطاغية والبعثيين أو ظلم التكفيريين، فهم مع ذلك يجبرونك على أن تخجل منهم وأنت تسمعهم يرددون كلمات تغمر بالأدب ويفوح منها احترام الزائرين. كما لا أنسى الطفل سجّاد ذا السبع سنوات وهو يلاحقني وأنا ارتعد لشدة البرد في ساعات الصباح الاولى بعد الصلاة (السادسة فجرا) محاولاً اقناعي وبإصرار ان اشتري منه بضاعة لا أريدها، فحاولت أن أصرفه عني وأتعطف عليه بصدقة عوضا عن سلعة لا أريدها، فرفض وهو في أمس الحاجة. رفض لأنه لا يقبل الصدقة، بل كرامته فرضت عليه البيع ومنعته عن الصدقة! سلام الله عليك يا أبا الاحرار، فكلما مضى الزمان بك بعيدا عنا، ازددت قرباً!
Hasabba@gmail.com
03 يناير 2015
http://s4.alraimedia.com/CMS/Attachments/2015/1/2/425046_40205_Org__-_Qu90_RT728x0-_OS295x399-_RD295x399-.jpg
غير مفهوم أبداً سر احتفال الناس ببداية العام الجديد. في كل سنة تتكرر احتفالات الشعوب والناس بقدوم عام جديد، من دون أن نفهم سر السعادة والفرح التي تغمرهم مع انها ساعات كأي ساعة مرت عليهم بالامس القريب. فما المختلف في ساعة 00 الجديدة للعام الجديد؟
أمر غريب، وأظن تفسيره يعود إلى شدة تعلق قلب الإنسان إلى الأمل بالسعادة التي تخفيها الأيام المقبلة للسنة الجديدة. وللأمانة لا أدري إن كان كلامي هذا فعلا هو ما يغمر قلب الأغلب الأعم من الناس، بل أظن أن اكثرهم يحتفلون ولا يدرون لماذا هم يفعلون ذلك سوى التقليد وللمزيد من اللهوية والفوضى وقتل الوقت باللعب والسخافات.
عموما ما أريده اليوم هو فضفضة لما يعتريه القلب من سعادة وهو بجنب الحسين عليه السلام. فإن تكون ولو للحظة بجانب قبر سبط الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - هي امنية وامل متجدد وحياة برزخية أبدية السعادة يربض بها الأنيس مستعجلا قدره وهو بالحياة الدنيا، تراها حقيقة ملموسة محروم منها كل شقي آثر الحياة العاجلة الفانية على الأخيرة الباقية. بحق هي قصة السعادة الأبدية التي يستشعرها الزائر ولهي الأمل الحقيقي بالحالة السرمدية التي يفتقر اليها الانسان في حياته الدنيا.
ففي الزيارة للقبر الشريف تَسعد وتنتشي أنحاؤك بالقوة ويفيض على القلب معاني الشهامة لانك تستحضر مراسيم الشجاعة والرجولة عند إمام إباء الضيم.
في الزيارة الشريفة يستقي الزائر دروس الشرف والغيرة. فلديه يطوف خيال الزائر وهو بجنب الضريح الشريف على معركة كربلاء الخالدة ويقترب بالنظر إلى لحظاته الاخيرة ويعجب ويقف إجلالاً وهو يقارع الموت ويفحص الأرض برجليه منشغلا بنفسه منتظرا خروج روحه الشريفة متمتماً بلسانه «اقصدوني بنفسي، وامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغاتكم عن التعرض لحُرمي ما دمت حيا».
في الزيارة الشريفة يتملك الانسان ويغمره وعياً كبيراً لما تعنيه الثورة والثبات على المبادئ الإنسانية برفض العبودية والاستسلام والخوف من الظالمين. عند هذا الامام العظيم يفتقر اللسان عن شرح موقفه المبدئي من رفض الظلم والذل بقوله «هيهات من الذلة»، وهو عما قليل سينازل جيشاً عظيماً، غير آبه ولا مهتم لما ستنتهي إليه الأمور مسترخصاً الدنيا وما فيها ومستجملاً حياته ببساطة «خُط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة».
في الزيارة الشريفة تستفيد قوة نفاذ الدرس الأخلاقي الحسيني وثبات أنصاره وعلى رأسهم أخيه قمر بني هاشم ابو الفضل (س) ممن صبروا وجاهدوا ومضوا وهم على بصيرة من أمرهم لم يستطع الاعلام الكاذب المزيف أن يزحزحهم عن نظرية امامهم ملخصها «الخروج من ذل معصية الى عز طاعته» بفهمهم العميق والواعي لقوله الخالد «هوّن علي ما نزل بي انه بعين الله».
الدروس والمبادئ كثيرة لكنني أجدني مضطراً أن أذكر أحد أهم تلامذة الإمام، وهم خدّامه الشعب العراقي. فبحق هذا الشعب الفقير المتعب لكثرة ما نزلت به من مصائب ومحن سواء أثناء حُكم الطاغية والبعثيين أو ظلم التكفيريين، فهم مع ذلك يجبرونك على أن تخجل منهم وأنت تسمعهم يرددون كلمات تغمر بالأدب ويفوح منها احترام الزائرين. كما لا أنسى الطفل سجّاد ذا السبع سنوات وهو يلاحقني وأنا ارتعد لشدة البرد في ساعات الصباح الاولى بعد الصلاة (السادسة فجرا) محاولاً اقناعي وبإصرار ان اشتري منه بضاعة لا أريدها، فحاولت أن أصرفه عني وأتعطف عليه بصدقة عوضا عن سلعة لا أريدها، فرفض وهو في أمس الحاجة. رفض لأنه لا يقبل الصدقة، بل كرامته فرضت عليه البيع ومنعته عن الصدقة! سلام الله عليك يا أبا الاحرار، فكلما مضى الزمان بك بعيدا عنا، ازددت قرباً!
Hasabba@gmail.com