المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «الموفلان» النادر محمي في منطقة إهدن بلبنان



طائر
12-03-2014, 12:45 AM
http://assafir.com/Medias/Photos//2014/550x355/974306ae-1978-4c18-9615-5ddadac0b2c2.jpg

قطيع من «الموفلان» في اهدن (حسناء سعادة)


حسناء سعادة

تاريخ المقال: 02-12-2014

قد تكون قلة من الناس على اطلاع بأهمية الغنم البري البيئية حيث يعمل هذا الحيوان على تنظيف الاحراج في اماكن تواجده ما دفع معظم الدول المتواجد فيها الى وضع ضريبة كبيرة على اصطياده فيما رخصة صيده تصل في بلدان اوروبية الى نحو 60 الف يورو.

عام 2000 استقدم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية 10 رؤوس غنم بري او «موفلان» بعضها من هنغاريا وبعضها الآخر من فرنسا، وضعها في محمية خاصة مغلقة وعمل على ايجاد الطرق الكفيلة بتأقلمها مع بيئتها الجديدة، لم تكن الامور صعبة فالموفلان حيوان متوسطي موجود في قبرص وكورسيكا وغيرها من بلدان البحر الابيض المتوسط ويعتقد ان تواجده في لبنان اندثر سابقا بفعل الصيد كما حصل في بعض بلدان اوروبا التي عادت وعملت على تربيته في المزارع لما له من اهمية .

من 10 رؤوس «موفلان وصل العدد الى 30 الا انه تراجع ليستقر على 10 رؤوس الا ان مواصلة النائب فرنجية الاهتمام والعناية بها اعادت تكاثرها مجددا ليستقر العدد على اربعين رأسا عمد لا سيما ان تكاثرها يسير ببطء كون الموفلان الانثى تلد كل خمسة اشهر ونصف شهر وخصوبتها قليلة نسبيا، وقد عمد فرنجية سنة 2005 الى ترك باب المحمية الخاصة مفتوحا امام الاغنام التي بدأت في الانتشار في حرج بنشعي ومنه الى الاحراج المجاورة وتأقلمت بسرعة مع الاجواء الحرجية في المنطقة فباتت كأنها ولدت فيها .

يمتاز «الموفلان» بشكله الجميل وبكونه يعمد الى تنظيف الاحراج بطريقة طبيعية وهو حيوان بيئي بامتياز حيث تعمد مزارع اوروبية الى تربيته كون عمليات الاصطياد ادت الى تراجع وجوده وتقوم بعض هذه المزارع باطلاقه في الاحراج على ان يسمح صيد ما نسبته واحد الى اثنين بالمئة من حجم القطيع الموجود على ان لا يقل عديد القطيع عن 500 رأس موفلان وذلك مقابل رخصة صيد مرتفعة الثمن وتتفاوت بين بلد وآخر، فيما على من يتخطى هذا القانون دفع غرامة مالية كبيرة مع غرامة حبس قد تصل الى ستة اشهر في بعض الدول الاوروبية.

ان صيد «الموفلان» ممنوع في لبنان وبالطبع لن يكون مسموحا في المستقبل كما ان عدده في لبنان لا يزال ضئيلا، وقد بدأت السلطات المختصة اتخاذ اجراءات في هذا الاطار اسوة بما يحصل في حال اصطياد اي حيوان ممنوع صيده. «لدينا ثروة بيئية في لبنان لماذا نهدرها سدى»، كما تقول مديرة محمية حرج اهدن المهندسة ساندرا كوسا سابا، التي تعتبر انه في حال تم فتح المجال امام اصطيادها فان الاربعين رأس غنم بري ستمحى خلال اسابيع قليلة وهذه خسارة بيئية فادحة لان قلة من الحيوانات تعمل بشكل طبيعي على تنظيف البيئة المحيطة والموفلان احدها.

وفي اتصال مع الدكتورة سناء ابي ديب لفتت الى ان حيوان الموفلان يعيش في جبال ومساحات مناطق البحر الأبيض المتوسط ويبلغ متوسط طوله 80 سنتم ووزنه 60 كلغ وينمو قرناه عن عمر أربعة أشهر، لافتة الى ان عدد «الموفلان» في العالم لا يتجاوز المئة الف رأس، موضحة الى انه ظهر لأول مرّة في منطقة الشرق الأوسط، تحديداً في لبنان وسوريا وتنقل بين جبالهما منذ 6000 الى 7000 سنة، مشيرة الى انه يأكل العشب والنباتات وأوراق الشجر والفطر... وهو حيوان اجتماعي يحب العيش مع الآخرين لكن تكاثره بطيء جداً.

ان «الموفلان» Mouflon على طريق الانقراض، تقول ابو ديب، موضحة أنه من الحيوانات القليلة التي تتأقلم سريعاً بكافة أنواع النظم الإيكولوجية من برد قارس الى حرّ شديد، وهو يلعب دوراً بارزاً في النظام الغذائي للحيوانات.

من جبال قضاء زغرتا عاد الموفلان لينتشر في لبنان بعد انقراض لمئات السنين فيما تهتم الجمعيات البيئية اليوم بتنظيم ندوات ومحاضرات للصيادين حول اهميته واهمية الحيوانات النادرة منعا لاصطيادها.