مقاتل
12-01-2014, 11:45 PM
http://www.fenks.info/TECH1/paraimg1_25253.jpg
جميلة قصة سحر النبي محمد التي يوردها إمامنا وإمام جداتنا، المرحوم البخاري!
ماذا تقول الخبرية؟
اسمعوا وعوا!
"عن عائشة؛ قالت: سُحر النبي ( ص ) حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله!! حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه؛ ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما: لصاحبه ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب!! قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق! قال: فيما ذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر! قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان! قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة؛ فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين!! قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: لا! أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شراً وأمر بها فدفنت " (5433).
http://www.fenks.info/TECH1/paraimg1_25254.jpg
وماذا قال جهابذة من فسّر للبخاري؟
"قال الحافظ ابن حجر: " قال المازري: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَ، وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء. قال المازري: وهذا كله مردود لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض فغير بعيد أن يخيّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين. قال: وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيّل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيّل إليه في اليقظة. قلت - أي الحافظ ابن حجر -: وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه: "حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن": وفي رواية الحميدي : " أنه يأتي أهله ولا يأتيهم" ( فتح الباري 12/337– 338).
وقال العلامة ابن القيم: "ليس الأمر كما زعموا بل هو من جنس ما كان يضرّ به صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأوجاع وهو مرض من الأمراض وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما؛ وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إن كان ليخيل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن وذلك أشد ما يكون من السحر." ) زاد المعاد في هدي خير العباد 4/124).
وقال الإمام الخطابي: "إن السحر ثابت وحقيقته موجودة … وقد قال الله تعالى: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ! وأمر بالاستعاذة منه؛ فقال عز وجل: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ" (شرح السنة 12/187- 188).
بالمقابل، فالقرآن يقول عن النبي: "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" (المائدة 67). كذلك فالقرآن يقول عن النبي ذاته: "وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى" (النجم 3،4) .
إذن! القرآن يتعارض مع البخاري. من هنا، فقد لجأ بعض عقلاء المسلمين – على ندرتهم الأندر – إلى الحديث النبوي ذاته، كي يسقطوا حديث السحر اللاعقلاني المذكور آنفاً. قال هؤلاء، إن النبي قال: " ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه وإلا فاضربوا به عرض الحائط "! فماذا قال السلفيون، أجداد الوهابيين والدواعش، عن ذلك الحديث؟ قال الحافظ بن عبد البر: "قال عبد الرحمن بن مهدي: "الزنادقة والخوارج وضعوا ذلك الحديث؛ يعني ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق كتاب الله فأنا قلته وإن خالف كتاب الله فأنا لم أقله!! وإنما أنا موافق كتاب الله وبه هداني""!
وقال البيهقي: "والحديث الذي روي في عرض الحديث على القرآن باطل لا يصح وهو ينعكس على نفسه بالبطلان فليس في القرآن دلالة على عرض الحديث " ( مفتاح الجنة ، 6؛ نقلاً عن السنة ومكانتها في التشريع 161". وقال الإمام يحيى بن معين عن الحديث السابق: "وضعته الزنادقة". ومثل قوله قال الخطابي وابن حزم والصغاني والشوكاني وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. انظر: الفوائد المجموعة ،291؛ الإحكام لابن حزم 1/249-253، كشف الخفاء 1/86، المقاصد الحسنة، 36.
من جديد، أعاد بعض شيوخ المسلمين فتح النار على هذا الحديث الغريب. وكان رد عتاة السلفية عليهم ليس بأقل غرابة. قال أحد هؤلاء رداً على شيخ رفض قصة السحر لأنها تعني أنه " إن كان النبي صلى الله عليه وسلم سحر فإن نصف أحكام الإسلام الثوابت تسقط "؛ فقال: " إن الشيخ المذكور ليس أول من أنكر حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ولن يكون آخرهم؛ فإن كثيراً من الفلاسفة والعقلانيين الذين يحكّمون العقل في النصوص قد ردّوا هذا الحديث ... فحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم حديث ثابت صحيح لا شك في ذلك ولا ريب وكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سحر لا يطعن في نبوته ولا في عصمته ولا في رسالته صلى الله عليه وسلم!"
المهم أن هذا السلفي الوهابي يتهم من يرفض حديث السحر بأنه من التيار العقلاني!!
ليسحر النبي!!
ليُقَل إن القرود تزني وترجم!!
ليتناقض البخاري ولنبحث عن حلول مجنونة لتناقضاته!
لنضع عقولنا في أقرب سلة مهملات...
المهم – أن لا تلمسوا البخاري... ويبقى المسلم حيران، بينه وبين القرآن!
موقع نبيل فياض
جميلة قصة سحر النبي محمد التي يوردها إمامنا وإمام جداتنا، المرحوم البخاري!
ماذا تقول الخبرية؟
اسمعوا وعوا!
"عن عائشة؛ قالت: سُحر النبي ( ص ) حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله!! حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه؛ ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما: لصاحبه ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب!! قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق! قال: فيما ذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر! قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان! قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة؛ فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين!! قلت: يا رسول الله أفأخرجته؟ قال: لا! أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شراً وأمر بها فدفنت " (5433).
http://www.fenks.info/TECH1/paraimg1_25254.jpg
وماذا قال جهابذة من فسّر للبخاري؟
"قال الحافظ ابن حجر: " قال المازري: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَ، وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء. قال المازري: وهذا كله مردود لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض فغير بعيد أن يخيّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين. قال: وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيّل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيّل إليه في اليقظة. قلت - أي الحافظ ابن حجر -: وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه: "حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن": وفي رواية الحميدي : " أنه يأتي أهله ولا يأتيهم" ( فتح الباري 12/337– 338).
وقال العلامة ابن القيم: "ليس الأمر كما زعموا بل هو من جنس ما كان يضرّ به صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأوجاع وهو مرض من الأمراض وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما؛ وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إن كان ليخيل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن وذلك أشد ما يكون من السحر." ) زاد المعاد في هدي خير العباد 4/124).
وقال الإمام الخطابي: "إن السحر ثابت وحقيقته موجودة … وقد قال الله تعالى: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ! وأمر بالاستعاذة منه؛ فقال عز وجل: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ" (شرح السنة 12/187- 188).
بالمقابل، فالقرآن يقول عن النبي: "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" (المائدة 67). كذلك فالقرآن يقول عن النبي ذاته: "وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى" (النجم 3،4) .
إذن! القرآن يتعارض مع البخاري. من هنا، فقد لجأ بعض عقلاء المسلمين – على ندرتهم الأندر – إلى الحديث النبوي ذاته، كي يسقطوا حديث السحر اللاعقلاني المذكور آنفاً. قال هؤلاء، إن النبي قال: " ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه وإلا فاضربوا به عرض الحائط "! فماذا قال السلفيون، أجداد الوهابيين والدواعش، عن ذلك الحديث؟ قال الحافظ بن عبد البر: "قال عبد الرحمن بن مهدي: "الزنادقة والخوارج وضعوا ذلك الحديث؛ يعني ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق كتاب الله فأنا قلته وإن خالف كتاب الله فأنا لم أقله!! وإنما أنا موافق كتاب الله وبه هداني""!
وقال البيهقي: "والحديث الذي روي في عرض الحديث على القرآن باطل لا يصح وهو ينعكس على نفسه بالبطلان فليس في القرآن دلالة على عرض الحديث " ( مفتاح الجنة ، 6؛ نقلاً عن السنة ومكانتها في التشريع 161". وقال الإمام يحيى بن معين عن الحديث السابق: "وضعته الزنادقة". ومثل قوله قال الخطابي وابن حزم والصغاني والشوكاني وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. انظر: الفوائد المجموعة ،291؛ الإحكام لابن حزم 1/249-253، كشف الخفاء 1/86، المقاصد الحسنة، 36.
من جديد، أعاد بعض شيوخ المسلمين فتح النار على هذا الحديث الغريب. وكان رد عتاة السلفية عليهم ليس بأقل غرابة. قال أحد هؤلاء رداً على شيخ رفض قصة السحر لأنها تعني أنه " إن كان النبي صلى الله عليه وسلم سحر فإن نصف أحكام الإسلام الثوابت تسقط "؛ فقال: " إن الشيخ المذكور ليس أول من أنكر حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ولن يكون آخرهم؛ فإن كثيراً من الفلاسفة والعقلانيين الذين يحكّمون العقل في النصوص قد ردّوا هذا الحديث ... فحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم حديث ثابت صحيح لا شك في ذلك ولا ريب وكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سحر لا يطعن في نبوته ولا في عصمته ولا في رسالته صلى الله عليه وسلم!"
المهم أن هذا السلفي الوهابي يتهم من يرفض حديث السحر بأنه من التيار العقلاني!!
ليسحر النبي!!
ليُقَل إن القرود تزني وترجم!!
ليتناقض البخاري ولنبحث عن حلول مجنونة لتناقضاته!
لنضع عقولنا في أقرب سلة مهملات...
المهم – أن لا تلمسوا البخاري... ويبقى المسلم حيران، بينه وبين القرآن!
موقع نبيل فياض