المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتب كويتي يكتب عن ايران ... نتائج فيينا المفصلية ... صنعها الإمام الخميني



أبو ربيع
11-28-2014, 01:25 AM
د. ياسر الصالح / من واقع الحال

27 نوفمبر 2014

http://s4.alraimedia.com/CMS/Attachments/2014/11/26/418123_22686_Org__-__RT728x0-_OS315x456-_RD315x456-.jpg

د. ياسر الصالح


| د. ياسر الصالح |

الصورة التي ظهر فيها وزير خارجية إيران وهو يجلس في مقابل وزراء خارجية الدول الست الأقوى في العالم، وكذلك الصورة التي ظهر فيها متوسطا هؤلاء الوزراء وهم يقفون عن يمينه ويساره تكفيان لتشعِرا الشعب الإيراني بالفخر والعزة... وهو ليس شعورا غير حقيقي ومبنيا على فراغ، بل هو مبني على واقع ثابت راسخ وواضح، فلو كانت الولايات المتحدة تستطيع أن تفاوض وتحقق ما تريد بمفردها لما احتاجت لإدخال دول الاتحاد الأوروبي ولا احتاجت لروسيا والصين... فعدم قدرة هؤلاء فرادى على فرض مطالبهم على إيران جعلهم يتكتلون بهذا الشكل، بمجموعة (5+1)، ولولا حاجة وجود (5+1) لما تواجد هذا العدد.

الـ (5+1) كانوا يحاولون منذ سنوات الضغط على إيران بكل الوسائل بما فيها التهديد العسكري المباشر من قبل التحالف الأميركي-الأوروبي ومن قبل صنيعتهم في المنطقة الكيان الصهيوني... والكل يعرف بأنه ليس في هذه الدول من يتعفف أو يمنعه شعور وعاطفة من شن الحروب أو التورع عن قتل المدنيين عندما يرى بأن مصالحه تقتضي ذلك، ولنا في حروبهم المعلنة وغير المعلنة التي شنوها في المنطقة وضد شعوبها خير شاهد، ولكن ما حجزهم عن استخدام الخيار العسكري وشن الحرب على إيران هو خوفهم من أن يؤدي ذلك إلى عواقب تكون أثمانها أكبر من المصالح المتوخاة وقد تكون كارثية عليهم وعلى الكيان الصهيوني ولذلك امتنعوا عن هذا الخيار رغم التحريض الشديد والمُلح من بعض حلفائهم في المنطقة والذين كانوا يدفعونهم لهذا الخيار كما أظهرت وثائق «ويكيليكس».

صورة «الستة» في مقابل «الواحد» هي تعبير مختصر عن الواقع العالمي كما هو حاليا، وما أوصل إيران لهذه المكانة في هذا الواقع رغم الحصار الشامل عليها هو بالدرجة الأولى مبادئ ثورتها التي غرسها ووضعها الإمام الخميني ويأتي ضمن أهمها مبدأ «العزة قبل المصلحة»، فلا تنازل عن العزة وإن تم دفع أثمان غالية، وهذه القاعدة التي وضعها الإمام الخميني سار عليها وحفظها ورضيها الشعب وطبقها النظام جميعه وعلى رأسه المرشد الخامنئي.

هذه العقيدة صدرتها الثورة لحلفائها وطبقها حلفاؤها في لبنان وفلسطين، وبها صبروا وصابروا وحققوا انتصاراتهم في لبنان وفي غزة ونرى التباشير الآن في الضفة الغربية.

يحق للشعب الايراني أن يفخر باعتراف العالم أجمع بمكانته، ويفخر بأنه ومن خلال مبادئ ثورته كان الداعم الأساسي للمستضعفين الذين أصبحوا الاقوياء الذين مرغوا أنوف الصهاينة وحلفائهم، ويحق له أن يفخر بالنتائج المهمة التي تحدث عنها جميع الوزراء الذين شاركوا في المفاوضات في فيينا والتي بقي على ما يبدو بعض التفاصيل ليتم حسمها وصياغتها، ومعرفة هذه النتائج هو ما دفع روسيا لتحض حليفها الصيني على البدء برفع العقوبات عن إيران قبل التوقيع النهائي على الاتفاقية.

الشعور بالعزة والفخر الحقيقي لا ينتج إلا عن الإنجاز الحقيقي، ومفاوضات فيينا هي أمر واقع حقيقي فلم تكن مسرحية عالمية، والدول العظمى على اختلاف توجهاتها لم تكن تقوم بالتمثيل على مسرح فيينا... بل إن ما شاهده العالم وتجندت لنقله أجهزة ومؤسسات الإعلام العالمي هو انعكاس حقيقي للواقع العالمي الجديد الذي وضع أسسه الإمام الخميني الراحل..

Twitter:@dryasseralsaleh



http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=545053