المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسلم عاش في الكويت يروي قصة اعتناقه اليهودية



لمياء
11-26-2014, 06:02 AM
عائلته أهملت تربيته الدينية وأستاذ يهودي استغلّ شغفه بقضية السلام في الشرق الأوسط

26 نوفمبر 2014 / 837 مشاهدة / 42

http://s4.alraimedia.com/CMS/Attachments/2014/11/25/417946_22229_Org__-__RT728x0-_OS850x566-_RD728x484-.jpg


الشاب العربي مارك وهو يقيم في القدس المحتلة كيهودي وليس كمسلم


| إعداد عماد المرزوقي |


• والدي صاحب شركة عقارات شيّدت بعض معالم الكويت الشعبية التي ما زالت موجودة إلى اليوم

• عندما غزا صدام حسين الكويت هاجرت عائلتي إلى كندا ولم تتمكن من العودة

•حين تعلّقت باليهودية غطّت والدتي رأسها وأصبحت أكثر تديّناً وتعلّقاً بالإسلام

• أصبحت وسيط أعمال بين شركات غربية وشرق أوسطية بفضل مساعدة اليهود

• جدتي اعتنقت الإسلام ثم تزوّجت جدي وعاشا في مدينة شكيم لسنوات عدة

• تزوجت من يهودية في إسرائيل ... وعائلتي لم تحضر ولا تريد التحدث معي
كان بالأمس القريب يرتدي «دشداشته» البيضاء...يتجول في شوارع الكويت التي ولد وترعرع فيها...ثم قرر أن يخلع عنه جلبابه ولا يرتدي بدلا منه قميصا وبنطالا بل «قلنسوة»...نعم القلنسوة اليهودية...لم يعد كعادته يحب العيش في الكويت التي كثيرا ما عشق ترابها فاستبدل العيش فيها بالإقامة في إسرائيل...

هذا ملخص لقصة شاب عربي كتبها بنفسه ونشرها موقع ديني يهودي يدعى «شاباد» الذي ينشر قصصا للشباب اليهودي المتدين أو المتحول الى الديانة اليهودية. وما بين عروبته و«تهوده» قصة لابد أن تروى لاكتشاف ما الذي دفع بشاب كهذا هجر دينه قبل أن يهجر الكويت للعيش في إسرائيل راضيا باليهودية دينا بديلا عن الإسلام.

الشاب من أصول فلسطينية كان هو وأبواه يعيشان في الكويت. وفي سيرته الذاتية المطولة المنشورة على موقع اليهودي «شاباد» كشف العربي الذي يسمي نفسه مارك عن كيفية اعتناقه الديانة اليهودية. ويعتقد ان وضعه اختلف اليوم مقارنة مع ايام مراهقته التي عاشها في الكويت.

الرجل المنقلب الى اليهودية المدعو مارك يعرف نفسه انه أصبح اليوم وسيط أعمال بين شركات غربية وشرق أوسطية وهو يقيم في القدس المحتلة في اسرائيل. وحسب سيرته الذاتية يعترف أنه بفضل مساعدة اليهود في كل مكان بعد ان تبرأت منه عائلته استطاع أن ينجح في أعماله، ولأجل زواجه بيهودية من اسرائيل ضحى بعائلته المقيمة في الشرق الأوسط وسافر ليتزوج بها ومن هنا قرر الاثنان الاستقرار في اسرائيل. لكن بقيت أعماله مرتبطة بالشرق الأوسط.

يقول مارك في سيرته أو سرده لقصة اعتناقه لليهودية على موقع «شاباد» «أنا جئت اليوم للقدس (اسرائيل) حيث كان يعيش أجدادي من والدتي التي كانت أمها يهودية. جدتي اليهودية تعرفت على جدي المسلم الفلسطيني عندما كانا معاً في أواخر سن المراهقة. فاعتنقت الإسلام، ثم تزوجت جدي، وعاشا في مدينة شكيم لسنوات عديدة».

ويضيف مارك «بعد انتفاضة سبتمبر الأسود في عام 1970، قرر جدي الذي كان يعمل ضابطا رفيع المستوى في الأردن ضمن الفيلق العربي الانتقال الى الكويت خصوصا بعد أن قرر الملك حسين آنذاك تطهير جيشه من الفلسطينيين، على اثر ذلك انتقلت الأسرة من الأردن إلى الكويت، حين كانت أرباح النفط تؤجج المشاريع التجارية والأبنية الضخمة. وفي الكويت، التقت والدتي بوالدي وتزوجا».

ويمضي «ولد أبي في بيسان بإسرائيل (بيت شيعان في اللغة العبرية)، وعندما انتقل للعيش في الكويت كوّن لاحقا شركة بناء (عقارات) ناجحة وهي التي شيدت بعض معالم الكويت الشعبية التي ما زالت موجودة إلى اليوم. ودرس والدي مرحلة الجامعة في مصر وكان مواليا قويا للفكر الناصري، وعموما للفكر القومي العربي الهادف لتوحيد العالم العربي. نتيجة لذلك ترعرعت على الاعتقاد بأن إسرائيل هي العقبة الوحيدة أمام الوحدة العربية، وأن هناك أقمارا اصطناعية زرعتها القوى الاستعمارية الغربية للحفاظ على العالم العربي منقسما. وبالتالي يجب تدمير إسرائيل».

وتابع مارك سرد سيرته «كانت عائلتنا علمانية. كان والدي ملحدا، ويرفض بشدة جميع الأديان، وخاصة الإسلام. كانت والدتي غير منشغلة بالدين في ذاك الوقت، حيث كانت أولوياتها المنزل والمناسبات الاجتماعية. في المنزل كنا نتبع تقاليد فضفاضة مثل الاحتفال بالأعياد وزيارة الأصدقاء والعائلة وشركاء العمل».

«وكان التأثير الديني الوحيد الذي وجدته آنذاك يأتي من طرف جدي. فلحبي له رافقته مرات عدة إلى المسجد. لكنني لم أتعلم حقا كيفية الصلاة. في الخطبة غالبا ما يحذر الامام الخطيب من دون توقف من شرور اليهود. حيث يروي الإمام العديد من القصص والأشياء المرعبة عن أفعالهم، وأن محاربة اليهود واجبة على كل مسلم يحب دينه»،كما يقول مارك.

«بعد الصلاة، كنت أسير مع جدي الى منزله لتناول الغداء مع الجميع. تذوقت أكل جدتي اللذيذ. ولكن وبينما نحن نأكل كنت أعتقد في نفسي، كيف يمكن أن تنتمي جدتي الحلوة إلى العقيدة اليهودية الشريرة التي بنيت على قتل الأبرياء؟...وعندما ذهب والدي في إجازة، وبقيت في بيت جدي وجدتي ونظرا لتطفلي وجدت شهادة ميلاد جدتي جنبا إلى جنب مع الصور القديمة. وكان اسم عائلة جدتي في شهادة الميلاد (مزراحي). كان الاسم غريبا مدونا في وثيقة باللغة العربية والعبرية والإنكليزية. ولم أكن أعرف أبدا اللغة العبرية»، كما يروي مارك.

ويضيف «كانت معاداة السامية شائعة في الكويت. أتذكر أن بعض شباب الكشافة الفلسطينية في أحد العروض قاموا بحرق العلم الإسرائيلي. وأنا شاركت في أحدها. وبطريقة غير مباشرة، أراد المنظمون لمثل هذه التجمعات اظهار نجاحهم في خلق جيل من المدافعين عن القضية الفلسطينية التي ساعدتهم على جمع الملايين من التبرعات من المتعاطفين».

«في صيف عام 1990، عندما كان عمري 12 عاما، تغيرت حياتنا تماما. كنا في عطلة عندما غزا الديكتاتور العراقي صدام حسين الكويت. أصبحت مدخراتنا قطعا من الورق لا قيمة لها. بعد خروجنا أيام الغزو لم نتمكن من العودة إلى الكويت، ولذلك هاجرنا إلى كندا. تمكن والدي من التسلل مرة أخرى إلى الكويت لبضعة أيام لاسترجاع الوثائق التجارية المهمة التي من شأنها أن تكون مفيدة في وقت لاحق في استرداد التعويضات من صندوق الأمم المتحدة»، كما يقول مارك.

يروي مارك: «لكن الحياة في العالم الجديد لم تتناسب جيدا مع عائلتي وعادت إلى الشرق الأوسط، في حين بقيت أنا في كندا لاستكمال دراستي الجامعية. خلال السنة الأخيرة في الجامعة صادفت رجلا يجلس على طاولة صغيرة في المكتبة يقطع تفاحة خضراء. ومن خلال لباسه، ظننت انه يهودي، فسألته بشكل مباشر:هل أنت يهودي؟ قال مع ابتسامة مجيبا: لا، ولكن أود أن ألبس بهذه الطريقة».

«عرضت عليه أمرا فقلت له إنني أريد أن أفعل شيئا لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط. وأضفت أنني لا أعتقد في أي ديانة ولم أكره تماما اليهود لأن جدتي كانت يهودية. وقدم نفسه لي باسم الدكتور يتزشوك بلوك، أستاذ الفلسفة من جامعة هارفارد. دعاني للجلوس. وقال الدكتور بلوك بلطف: إذا كانت هذه هي الحال، بموجب القانون اليهودي فأنت كنت يهوديا. فاليهودي يمكن أن يغير دينه عشر مرات ولكن سيبقى يهوديا، واليهودية حسب القانون يتم نقلها عبر الأم، الأمر الذي يجعل أمك يهودية، ويجعلك يهوديا. صعقت تماما لسماع هذا الحديث. فذكريات غمرت ذهني حول اقتران اليهود بالشر من خلال خطب المساجد...ركضت عائدا الى غرفتي متسائلا هل أنا مسلم - يهودي في الوقت نفسه؟»،كما يسرد مارك.

ويتابع مارك سرده للأحداث التي مهدت لاعتناقه اليهودية: «ذهبت إلى غرفتي، وقصصت لأمي ما حدث. نصحتني بالابتعاد عن الدكتور بلوك. ولكن دعتني جدتي، وتحدثنا لبعض الوقت عن عائلتها وشقيقها الأصغر الذي توفي في الأيام الأولى لتأسيس إسرائيل. وأخيرا تشجعت لأسألها (تيتا، هل أنت يهودية؟) بكت وقالت لي المزيد من القصص عن عائلتها وعن صداقة اليهود والعرب».

«قررت عدم التركيز كثيرا في فكرة أنني يهودي، وأنا على وشك الانتهاء من الجامعة وهذا لم يكن موضوعا يستحق إغضاب عائلتي من جديد. لم أتكلم في الهاتف مرة واحدة مع الدكتور بلوك. في صباح أحد أيام السبت تذكرت أن اليهود يذهبون إلى كنيس كل يوم سبت. فكرت في الذهاب إلى كنيس الدكتور بلوك للتحقق من ذلك، ولكن كنت مترددا، وكنت أفكر في تخويف الناس من الشرق الأوسط لي من اليهود. لكن قررت أن أذهب على أي حال. وجدت الدكتور بلوك واقفا على طول الطريق في الجزء الخلفي من الكنيس، مع كتاب بين يديه. وعرض علي تعلم الصلاة اليهودية» كما يروي مارك.

«كانت مجموعة المشاركين في صلاة الكنيس عبارة عن مزيج من جميع الأعمار، وكان الجميع يردد تعابير الحاخام بحماس. سلموني كتابا. وسرعان ما وجدت نفسي أقرأ معهم الأغنية التي بت أرددها كل يوم سبت. وبعد بضعة أشهر، انتقلت إلى تورونتو في كندا لمزيد من الدراسة الجامعية. وقد بدأت بالذهاب كل يوم ثلاثاء لمعرفة المزيد عن خلفيتي المكتشفة حديثا. كما أنني علّمت نفسي اللغة العبرية. في البداية، كانت عائلتي تعتبر تعلقي باليهودية مرحلة عابرة. في المقابل أصبحت والدتي أكثر تدينا وتعلقا بالاسلام. وقد غطت شعرها بعد وفاة عمتي في حادث سيارة. كما أنها أصبحت تهاجمني بالكلمات والعبارات نفسها التي يستعملها المسلمون ضد اليهود. والدتي انفصلت عن والدي غير المتدين»، كما يضيف مارك.

وقال مارك «مررت بوقت صعب ابان تحول فكرتي العقائدية نحو اليهودية. أثناء ذلك كانت عائلتي لا تريد التحدث معي، وكنت اريد أن أصبح شخصا مختلفا تماما، كما انني أردت أن أكون يهوديا لكي أتزوج من فتاة يهودية. قررت الزواج في تورنتو. وبعد ذلك هناك من نصحني بقضاء بعض الوقت في مؤسسة «ياشيفا» لتعلم التملود اليهودي في إسرائيل. ذهبت إلى إسرائيل وأحببت البقاء هناك. لقد وجدت عائلة حقيقية من اليهود من جميع أنحاء العالم،اليهود من كل الألوان والجنسيات، قابلوني بمحبة».

ويضيف «بعد ثلاث سنوات من تعلم الشريعة اليهودية والفلسفة، تم قبولي رسميا كعضو في الشعب اليهودي. وفي 6 أغسطس 2014، في يوم الحق، قصدت الحائط الغربي استعدادا لحفل زفافي. كان يوم صيف جميلا في نيس هاريم، في ضواحي القدس. وكان ضيوفنا من الأصدقاء المقربين من إسرائيل، وكندا، والولايات المتحدة، وفنلندا، والسويد وحضر أيضا الحاخامات وزملاء الدراسة وزملاء العمل باستثناء عائلتي. واليوم، أنا أعيش في القدس مع زوجتي، حيث نخطط لتربية الأسرة وبناء بيت يهودي للأجيال القادمة».

http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=544795