المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التركمان ليسوا امتداداً للعثمانيين ... وكركوك أول مرشح لنار الفتنة



yasmeen
04-04-2005, 08:05 AM
تستعد تركيا لدعوة دول جوار العراق الى اجتماع جديد سيعقد في اسطنبول منتصف هذا الشهر في حال شكلت الحكومة العراقية الجديدة، وذلك بالتوازي مع سياسة أكثر تقرباً من العراق تعدّ لها انقرة، ويلخصها المبعوث التركي الخاص الى هذا البلد السفير عثمان كورو ترك بالقول إن أنقرة «تحاول احتضان العراق بكل مكوناته، وترى فيه الشريك الأساسي في المنطقة لتأسيس تعاون اقليمي واسع، وذلك بعد تجاوزه الأوضاع التي يمر بها، وبعد أن يؤمن وحدته ويستعيد اقتصاده عافيته».

وأكد كورو ترك لـ«الحياة» أن علاقات انقرة مع الحكومة العراقية الجديدة ستكون افضل من علاقاتها مع الحكومة الحالية. وعلل ذلك بأن التي ستشكل قريباً ستكون «منتخبة»، مع تحفظ تركيا عما سجل اثناء الانتخابات من تجاوزات واخطاء. واشار الى ضرورة تلافي هذه الأخطاء في الانتخابات المقبلة، وضرورة بذل الأمم المتحدة جهداً أكبر من أجل ذلك، مؤكداً استعداد بلاده للمساعدة في هذا المجال.

وحول حساسيات أنقرة تجاه بعض الملفات العراقية التي أثارت جدلاً واسعاً، قال كورو ترك ان «الحساسية الكبرى هي الحفاظ على وحدة العراق، لأنه يشكل عنصر توازن في المنطقة من الناحية الاستراتيجية، وانقسامه سيؤدي الى اختلال هذا التوازن في المنطقة».

وشدد كورو ترك على أن اهتمام بلاده بمسألة كركوك ينبع من كون المدينة «المرشح الأكبر» لاشعال نار الفتنة الطائفية أو العرقية في العراق. وزاد: «يجب ان تبقى كركوك لجميع العراقيين، مدينة الاخاء وان تكون ملكيتها لجميع العراقيين، وألا يدعي فريق ما ملكيتها أو سيادته عليها». ولفت الى ان التركمان في العراق ليسوا امتداداً للامبراطورية العثمانية أو أتراك تركيا، لأنهم «جاؤوا الى المنطقة قبل أتراك تركيا او العثمانيين، لكن ذلك لا ينفي القرابة بينهم وبين الاتراك، وهي الصلة ذاتها التي تجمع الاتراك ببقية مكونات المجتمع العراقي».

وأضاف: «التركمان عنصر اصلي في الشعب العراقي، وساهموا في بناء العراق، لكنهم اضطهدوا كثيراً، ولا نعتقد بأنهم حصلوا على التمثيل السياسي الذي يستحقونه، ولعل السبب تفرقهم وتشتتهم، لكن هناك مساعي لتوحيد صفوفهم، ونعتقد بأن ذلك سيساهم في تحسين تمثيلهم سياسياً».

ورداً على القول إن تركيا اهملت الحوار مع شيعة العراق لحساب السنّة فيه، نفى كورو ترك ذلك قائلاً ان «لقاءات المسؤولين الأتراك بالعرب السنّة في العراق كانت اكثر سابقاً لاقناعهم بالمشاركة في الانتخابات، لكن الحوار مع الشيعة جيد ومستمر». وذكر أنه كان المسؤول الأجنبي الوحيد الذي وافق المرجع الشيعي علي السيستاني على مقابلته بالإضافة الى ممثلي الامم المتحدة.

وكانت القائمة الشيعية الموحدة رشحت فاروق عبدالرحمن رئيس الجبهة التركمانية لرئاسة الجمعية الوطنية، كما عرض جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني منح منصب نائب محافظ كركوك للتركمان، وكلا الحادثين يؤشران إلى بداية علاقات افضل بين انقرة والاكراد والشيعة في العراق، على عتبة مرحلة سيتم خلالها صوغ الدستور العراقي الجديد. وفي هذا المجال قال كورو ترك إن تركيا ستقبل أي نظام حكم يختاره الشعب العراقي، فيديرالياً كان او غير فيديرالي.