غفوري
10-30-2014, 02:49 AM
30 أكتوبر 2014
http://s2.alraimedia.com/CMS/Attachments/2014/10/29/413197_8201_Org__-__RT728x0-_OS315x456-_RD315x456-.jpg
| د. ياسر الصالح |
معروف بأن للتكفير مدرسة عقدية وأئمة وتيارا ونظاما، وكلها معلومة بالأسماء للغالبية العظمى من أفراد الأمة العربية والإسلامية، هذه المدرسة وجدت من يدعمها سياسيا وماديا فانتشرت في أنحاء العالم وكونت مؤسسات ثقافية وفكرية وإعلامية تنشر ثقافة التكفير وفكره وتجند الأتباع في كل أصقاع العالم ليلتحق بعضهم بالمركزالأم.. بجامعاته ومؤسساته حيث منبع التكفير وأئمته..
لقد تفتحت جميع الأبواب لنشر هذا الفكر وتم التسهيل لمؤسساته وإعلامه وذللت أمامها العقبات في جميع أنحاء العالم وخصوصا في الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة والدول التابعة لها عربيا وعالميا وفي الخليج بشكل خاص.
هذه العلاقة بين المدرسة التكفيرية والغرب هي جزء من العلاقة التحالفية بين الغرب والجهة الحاضنة لهذه المدرسة، ولذلك وجدناها تلعب الدور الأساسي كأداة في حرب أميركا وحلفائها ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، وقد أنتجت هذه المدرسة وقتها مؤسسات عسكرية "جهادية" مدعومة ماليا وسياسيا ولوجستيا وتسليحيا وإعلاميا وتحشيديا وبشريا من قبل أميركا وحلفائها في منطقتنا حيث تم استقدام القوى البشرية من جميع أنحاء العالم وخصوصا من الخليج والدول العربية، تماما كما حدث ويحدث الآن في سورية بنفس الأدوات والخطاب والمنهجية نفسها مع مجاراة التطور التكنولوجي الذي استغل في تطويرهذه الأدوات والأساليب..
بطبيعتها البنيوية، هذه المدرسة التكفيرية غير قابلة للتوجيه الدقيق، فالفكر الذي تتبناه يتبنى تعريفا واسعا وفضفاضا للتكفير يدخل تحته الغالبية الساحقة من سكان المعمورة بمن فيهم الجزء الأكبر من العالم الإسلامي فهم يكفرون الأشاعرة والشيعة والأباضية والصوفية والمعتزلة وكل من يقول بغير قولهم في المسائل العقدية، ونتيجة لهذا التعريف الواسع ومتعدد التوصيف وجدنا التكفيري يكفر أخاه التكفيري ويقتله ويذبحه ويفجر في أطفاله ونسائه ويسبيهم بمجرد حدوث خلافات غير عقدية المنشأ تتعلق بالتنازع على النفوذ والمناطق والثروة والاصطفافات السياسية، بل وجدنا التكفيري يكفر أئمته الذين أدخلوه في هذه المدرسة وتبعهم في تبني مبادئها، ووجدنا بأن هؤلاء الأئمة كفروه بدورهم، بل وجدنا هذا التكفيري وبعد حرب أفغانستان يقوم بتكفير الحكام والنظم التي احتضنته وتحالفت معه.. بل التي كانت السبب في إنشائه كتنظيمات مسلحة ومنها النظم في المنطقة والنظم الغربية فحدثت التفجيرات والأعمال الإرهابية المختلفة في الخليج وأفريقيا وشرق آسيا والعواصم والمدن الأوروبية والأميركية.
هذا التحالف الغربي الخليجي أعاد الكرة في سورية واستعمل التكفير والتكفيريين كأداة في حربه ضد محور الممانعة ظنا منهم أنهم يستطيعون تحقيق نجاح مشابه لما تحقق ضد الاتحاد السوفياتي وظنا منهم أنهم يستطيعون القضاء على المؤسسة العسكرية التكفيرية أو احتواءها بعد أن تستنفد الغرض من إنشائها بحيث لا تشكل تهديدا لهم كما حصل في المرة السابقة بعد الحرب الأفغانية، ولكنهم لم يحققوا الهدف الأساسي من الحرب فلم يستطيعوا القضاء على النظام السياسي في سورية وهزيمة محور الممانعة هناك وليس معلوما بمقدرتهم على احتواء القوى التكفيرية أو القضاء عليها متى ما أرادوا، نعم نحن نرى بوادر حركة احتوائية لهذا المارد التكفيري فتكون «التحالف ضد الإرهاب» الذي يقود حربا عسكرية مضحكة تقوم لحد الآن بغارات استعراضية أكثر من أن تكون مدمرة، وبدأ إعلام هذا التحالف يتخلى عن مصطلح "الثوار" و"قوى التحرر والحرية" عند وصفه لهذه المجاميع التكفيرية وبدأ يتحدث عن جرائمهم التي لم يعد ممكنا تغطيتها، وكذلك وبعد أن كان أئمة هذه المدرسة التكفيرية يدعون "للثوار والمجاهدين" بعد الصلوات وفي الخطب وفي الندوات والمقابلات الإعلامية ويحضون الناس والمؤمنين على دعمهم ماديا وبشريا أصبح هؤلاء الأئمة والعلماء وبعد ثلاث سنوات فقط يكفرونهم ويصفونهم بالمنحرفين والمخربين والمفسدين.. وبدورهم لم يقصر الدواعش بتكفير من كانوا يعتبرونهم أئمتهم وعلماءهم وأصبحوا يصفونهم بالانحراف و"علماء السلاطين" والأميركان..
ما هو مآل هذه المدرسة وهل ستستمر لتقوم بذبح البشر من جميع التوجهات؟ وهل ستستمر البشرية بتحمل وجودها وهل ستغفر لمن استخدمها ودعمها لتقوم بهذه الفظائع؟ أم أننا سنشهد تراجعا وتخليا عن هذه المدرسة برمتها وليس فقط عن أحد تجلياتها الدواعش وتترك المدرسة لتفرخ التكفير والتكفيريين متى ما اقتضت مصلحة الغرب وأميركا ذلك؟..
@dryasseralsaleh
http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=538214
http://s2.alraimedia.com/CMS/Attachments/2014/10/29/413197_8201_Org__-__RT728x0-_OS315x456-_RD315x456-.jpg
| د. ياسر الصالح |
معروف بأن للتكفير مدرسة عقدية وأئمة وتيارا ونظاما، وكلها معلومة بالأسماء للغالبية العظمى من أفراد الأمة العربية والإسلامية، هذه المدرسة وجدت من يدعمها سياسيا وماديا فانتشرت في أنحاء العالم وكونت مؤسسات ثقافية وفكرية وإعلامية تنشر ثقافة التكفير وفكره وتجند الأتباع في كل أصقاع العالم ليلتحق بعضهم بالمركزالأم.. بجامعاته ومؤسساته حيث منبع التكفير وأئمته..
لقد تفتحت جميع الأبواب لنشر هذا الفكر وتم التسهيل لمؤسساته وإعلامه وذللت أمامها العقبات في جميع أنحاء العالم وخصوصا في الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة والدول التابعة لها عربيا وعالميا وفي الخليج بشكل خاص.
هذه العلاقة بين المدرسة التكفيرية والغرب هي جزء من العلاقة التحالفية بين الغرب والجهة الحاضنة لهذه المدرسة، ولذلك وجدناها تلعب الدور الأساسي كأداة في حرب أميركا وحلفائها ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، وقد أنتجت هذه المدرسة وقتها مؤسسات عسكرية "جهادية" مدعومة ماليا وسياسيا ولوجستيا وتسليحيا وإعلاميا وتحشيديا وبشريا من قبل أميركا وحلفائها في منطقتنا حيث تم استقدام القوى البشرية من جميع أنحاء العالم وخصوصا من الخليج والدول العربية، تماما كما حدث ويحدث الآن في سورية بنفس الأدوات والخطاب والمنهجية نفسها مع مجاراة التطور التكنولوجي الذي استغل في تطويرهذه الأدوات والأساليب..
بطبيعتها البنيوية، هذه المدرسة التكفيرية غير قابلة للتوجيه الدقيق، فالفكر الذي تتبناه يتبنى تعريفا واسعا وفضفاضا للتكفير يدخل تحته الغالبية الساحقة من سكان المعمورة بمن فيهم الجزء الأكبر من العالم الإسلامي فهم يكفرون الأشاعرة والشيعة والأباضية والصوفية والمعتزلة وكل من يقول بغير قولهم في المسائل العقدية، ونتيجة لهذا التعريف الواسع ومتعدد التوصيف وجدنا التكفيري يكفر أخاه التكفيري ويقتله ويذبحه ويفجر في أطفاله ونسائه ويسبيهم بمجرد حدوث خلافات غير عقدية المنشأ تتعلق بالتنازع على النفوذ والمناطق والثروة والاصطفافات السياسية، بل وجدنا التكفيري يكفر أئمته الذين أدخلوه في هذه المدرسة وتبعهم في تبني مبادئها، ووجدنا بأن هؤلاء الأئمة كفروه بدورهم، بل وجدنا هذا التكفيري وبعد حرب أفغانستان يقوم بتكفير الحكام والنظم التي احتضنته وتحالفت معه.. بل التي كانت السبب في إنشائه كتنظيمات مسلحة ومنها النظم في المنطقة والنظم الغربية فحدثت التفجيرات والأعمال الإرهابية المختلفة في الخليج وأفريقيا وشرق آسيا والعواصم والمدن الأوروبية والأميركية.
هذا التحالف الغربي الخليجي أعاد الكرة في سورية واستعمل التكفير والتكفيريين كأداة في حربه ضد محور الممانعة ظنا منهم أنهم يستطيعون تحقيق نجاح مشابه لما تحقق ضد الاتحاد السوفياتي وظنا منهم أنهم يستطيعون القضاء على المؤسسة العسكرية التكفيرية أو احتواءها بعد أن تستنفد الغرض من إنشائها بحيث لا تشكل تهديدا لهم كما حصل في المرة السابقة بعد الحرب الأفغانية، ولكنهم لم يحققوا الهدف الأساسي من الحرب فلم يستطيعوا القضاء على النظام السياسي في سورية وهزيمة محور الممانعة هناك وليس معلوما بمقدرتهم على احتواء القوى التكفيرية أو القضاء عليها متى ما أرادوا، نعم نحن نرى بوادر حركة احتوائية لهذا المارد التكفيري فتكون «التحالف ضد الإرهاب» الذي يقود حربا عسكرية مضحكة تقوم لحد الآن بغارات استعراضية أكثر من أن تكون مدمرة، وبدأ إعلام هذا التحالف يتخلى عن مصطلح "الثوار" و"قوى التحرر والحرية" عند وصفه لهذه المجاميع التكفيرية وبدأ يتحدث عن جرائمهم التي لم يعد ممكنا تغطيتها، وكذلك وبعد أن كان أئمة هذه المدرسة التكفيرية يدعون "للثوار والمجاهدين" بعد الصلوات وفي الخطب وفي الندوات والمقابلات الإعلامية ويحضون الناس والمؤمنين على دعمهم ماديا وبشريا أصبح هؤلاء الأئمة والعلماء وبعد ثلاث سنوات فقط يكفرونهم ويصفونهم بالمنحرفين والمخربين والمفسدين.. وبدورهم لم يقصر الدواعش بتكفير من كانوا يعتبرونهم أئمتهم وعلماءهم وأصبحوا يصفونهم بالانحراف و"علماء السلاطين" والأميركان..
ما هو مآل هذه المدرسة وهل ستستمر لتقوم بذبح البشر من جميع التوجهات؟ وهل ستستمر البشرية بتحمل وجودها وهل ستغفر لمن استخدمها ودعمها لتقوم بهذه الفظائع؟ أم أننا سنشهد تراجعا وتخليا عن هذه المدرسة برمتها وليس فقط عن أحد تجلياتها الدواعش وتترك المدرسة لتفرخ التكفير والتكفيريين متى ما اقتضت مصلحة الغرب وأميركا ذلك؟..
@dryasseralsaleh
http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=538214