المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العصابات الدينية ... وترويع البصرة.. صمت الحكومة المخزي ?



سمير
04-03-2005, 02:08 PM
داود البصري

* كاتب عراقي مقيم في النرويج




لا يمكن فصل تحركات واساليب جماعات القتل والتفجير والاختطاف السلفية الاصولية وذراعها السياسي في العراق ممثلة بما يسمى ب¯ (هيئة العلماء المسلمين), وكذلك مغامرات ومراهقة جماعة المختل مقتدى الصدر في البصرة والجنوب والماسي التي تسببوا بها في النجف في العام الماضي خصوصا, عن الجهود الحثيثة والمتواصلة من اكثر من طرف اقليمي ومحلي والهادفة لتقسيم العراق وتجزئته وزرع بذور الفتن الطائفية والمناطقية النتنة وتحت ستار الشعارات الدينية والمذهبية!

فبؤرة الفلوجة على سبيل المثال والتي كان يحلو للاعلام العربي المضاد لحرية العراق ومن على شاشة بعض الفضائيات الرثة ان يقدسها قد تطهرت من دنس عصابات القتل السلفية المتوحشة وعصابات الاسلام السياسي بعد ان تحول رجال المخابرات والامن السابقون وبقايا فدائيي صدام والحرس الخاص لشيوخ ومجاهدين يفتون في امور الدين والدنيا ويشكلون المجالس الجهادية ويفتحون الحدود لبلطجية الاصولية الارهابية بالتدفق للعراق عبر توفير الماوى والمرعى والاموال القادمة من بعض المصادر الخارجية المجاورة للعراق تحديدا!
بل ويمارسون المقدمات الموضوعية لقوانين الحسبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر في دولة (الخلافة الفلوجية ) التي ارادوها وعبر فقهاء القتل وسمل العيون وقطع الرؤوس ممثلين في الشيخ عبد السلام الكبيسي والارهابي الهارب المسعور عبدالله الجنابي وبقية فقهاء (مسجد ام المعارك )!!

والذي تحول في طفرة وراثية ل¯(ام القرى)!!, اما عصابة الغر والمختل مقتدى الصدر, فبعد فضيحتها في النجف الاشرف وطرد النجفيين لهم وتخلصهم من ابتزازهم الفج, عادوا لينشطوا خلاياهم الكامنة في البصرة ثاني كبرى مدن العراق ومينائه الوحيد والتي تخضع للاسف لهيمنة التيارات الدينية الظلامية بدءا من المحافظ المنتخب!

والذي يتعاون مع العصابات الطائفية الجديدة, وليس انتهاء بعناصر الشرطة الطائفية المتخلفة التي حولت الولاء من الكتف البعثي للكتف الطائفي النتن, والعصابات الصدرية وبكل توحشها وبدائيتها وسذاجتها فهي كالنعاج السقيمة تلهث خلف تكتيكات واساليب هيئة علماء القتل والخطف! وتتماشى مع اوهام العظمة والزعامة المهدوية البائسة التي تلبست عقل وكيان المختل مقتدى الصدر المسؤول مسؤولية مباشرة عن دماء الالاف من الشباب الجاهل والمغرر به الذين يقذف بهم في سوح معاركه الخاسرة والسقيمة والتي تنسجم نتائجها تماما مع مخطط تدمير العراق المنهجي الذي وضعه النظام البعثي البائد والذي كان يعمل عليه طيلة العقدين الاخيرين!

فليس سرا ان النظام البعثي البائد ومنذ ايامه الاولى كان يلوح بورقة تقسيم العراق فيما لو فقد السلطة لاي سبب من الاسباب والنظام باعتباره كان يقود الشعب والبلد بعقلية واساليب المنظمة السرية المافيوزية بكل هياكلها السرية واساليبها البلطجية. كان يعلم ان نهايته متوقعة بين فينة واخرى لذلك فقد هيا السيناريوهات البديلة وهي سيناريوهات تخريبية تنسجم تماما مع عقلية النظام ورجاله واساليبهم وهي الاساليب التي شهدت خلال سنوات النظام الاخيرة تطورا نوعيا وكميا اتسم اساسا بركوب الموجة الدينية التي سادت في الشارع العراقي بعد سلسلة الهزائم والاحباطات منذ غزو ايران ثم غزو دولة الكويت وما اتبع ذلك من حصار دولي استفاد منه النظام في تعزيز قبضته الامنية والاقتصادية ليطلق في منتصف التسعينيات من القرن الماضي مشروعه السلطوي الموجه استخباريا والمعروف ب (الحملة الايمانية)!!

حيث حاول صدام ومن خلفه حزب البعث اسباغ (الاسلمة) على جوانب الحياة العراقية فاتحا المجال لاجهزة مخابراته بالتسلل للعديد من التنظيمات الاصولية الدولية وممهدا الطريق السري للتعاون الاستخباري واللوجيستي والذي توج خلال الشهور الاخيرة بما دار في الفلوجة وبعقوبة والمدائن وسامراء والموصل والانبار وغرب العراق عموما من اعمال قتل وترويع واثارة للفتنة الطائفية ومحاولة فرض الخيار الاصولي المتخشب التدميري بعد ان انهارت دولة البعث والى الابد!

لقد سبق لصدام البائد ان اعلنها مدوية وصريحة في عام 1980 واثناء التشطيبات والاستعدادات النهائية لحربه الايرانية: (من يفكر باخذ العراق منا ... عليه ان ياخذه ارضا بلاشعب)!! وها هو السيناريو الارهابي المرعب يطبق بتكتيكات استخبارية تتلامس والوعد الشيطاني المقطوع سابقا?

وبتحالفات شيطانية مع القوى الظلامية المتسربلة بالاردية الدينية والشعارات التوحيدية والجهادية, وبتغطية معلنة واضحة من الجماعات الفاشية القومية الفاشلة والتي لاعلاقة لها بالدين او العقائد الروحية مثل جماعة (المؤتمر القومي العربي البيروتي) الذي يضم الرمم المتبقية والمتفسخة من التيارات العروبية الفاشية المهزومة وبعض النتوءات الجاهلة والمتطفلة على العمل القومي من المحامين العرب الفاشلين الذين يحاولون مجدا زائفا وسخيفا وهم يلعلعون بالدفاع عن ابشع ديكتاتور مر بالعالم العربي في تاريخه المعاصر, والجولات التسخينية الاخيرة ودعوات الجهاد الباطلة والمزيفة المنطلقة من حناجر جماعة مقتدى الغبية لا تخفي حقيقة ارتباطاتها التدميرية للواقع العراقي

خصوصا وان الادلة على تورط المخابرات الايرانية وبعض الجهات الاقليمية في دعم تلكم العصابات بالاموال والاسلحة لم تعد سرية بل واضحة ومعلومة للجميع, ومناورات هيئة العلماء الخاطفين ومحاولاتها لتخريب الوحدة الوطنية ومنع اجواء الانفراج السياسي ووضع العصي في دواليب العملية السياسية التوافقية عبر افشال العملية السياسية في العراق قد اوضحت طبيعة الدور المخاتل لتلكم الهيئة التي لم نعرف عنها شيئا ايام النظام البائد وهو يحز برؤوس القوم ويبيع العراق وشعبه في اسواق النخاسة الدولية!

ثم نبتت فجأة بعد انهيار النظام لتكون الاحتياطي المضموم والمدخر للنظام البائد المنهار ولتتغير الواجهات من البعثية الى السلفية في سيرك مضحك شارك فيه كبار المهرجين والمعتوهين والحمقى والمغفلين من امثال مقتدى الصدر ذلك الجاهل الاحمق الغر الذي يندفع وبغباء منقطع النظير نحو ذبح طائفته وتدمير العراق, ولعل مخططات التجزئة الطائفية والدينية التي تطبخ في دهاليز علماء المخابرات الجهاديين هي التي يراهن عليها اليوم اعداء العراق للانتقام من الشعب المتحرر الذي يرنو للحرية والسلام والبناء بعيدا عن نار التعصب والغلو والارهاب البعثي المتسربل بالاردية الدينية?

فالتخريب من اجل التخريب, وخطف الابرياء واللعب على اوتار الشعارات وخلق الامارات الاصولية المتعصبة في الواقع العراقي وهي الغريبة كل الغرابة عن النفسية العراقية الانفتاحية والمتحررة ومن ثم محاولة تطفيش وارهاب مسيحيي العراق ومصادرة هيبة الدولة وفرض القناعات الدينية بالقوة ... لقد تابعت ما دار في البصرة من اعتداء على الحريات العامة وضرب طلبة كلية الهندسة عبر تطبيق مبدا (الحسبة) وتحول العصابات الصدرية لفرق (المطاوعة) التي لاقبول ولامكان لها في الواقع العراقي الرافض لمثل تلك الاساليب البدائية.

وكلها ممارسات تقسيمية واضحة المعالم تهدف لتجزئة العراق وتدمير مقومات وحدته الوطنية والمصيبة ان الحكومة العراقية شبه غائبة عما يدور والادارة المحلية في مدينة البصرة تحت هيمنة الجماعات الدينية والطائفية في احزاب الدعوة والفضيلة وسيد الشهداء وغيرها من الدكاكين الفاشلة العقيمة.

والشيوخ المراهقون الاغبياء من جماعة المختل مقتدى الصدر يريدونها حربا طائفية باستهدافهم السنة وهم نصف سكان البصرة والاخوة المسيحيين, وتعدياتهم على الحريات العامة والخاصة ومحاولة فرض دولتهم الطائفية الدينية السوداء والتي تكرس كل معاني وقيم التخلف, لقد اطلق الطلبة الاحرار في جامعة البصرة اشارة الرفض والتحدي والتحرر من هيمنة الفاشست الجدد من اهل العمائم الحاقدة المزيفة ... ولاخلاص للعراق ولاضمانة لمستقبل العراقيين دون التخلص التام من جماعات القتل والخطف والارهاب وتنظيف الساحة العراقية من ادران الاصولية المتعصبة, فلا مهادنة مع القتلة والمجرمين, والمكر السيئ لا يحيق الا باهله.