سمير
04-03-2005, 02:05 PM
داود البصري*
على امتداد مسيرة التاريخ العراقي و العربي الحديث والذي توج بقيام الكيانات الاقليمية العربية المعاصرة وبناء المجتمعات على الاسس التنويرية والحديثة التي تتجاوز حالات العبودية والتبعية والعلاقات الابوية المهيمنة, والتي تلغي من الوجود نصف المجتمع واعني المرأة, لم تعان اي شريحة من شرائح المجتمع العربي كما عانت المرأة في العراق, التي عانت ظلما وتهميشا قاسيا
والتي كانت ومازالت للاسف مجرد ظل لعباءات سود متحركة لاتحمل على اوزارها سوى الالام والمعاناة والحسرة والكبت وانتهاك الحدود الدنيا من الحقوق , لقد دخلت المرأة العراقية القرن الماضي بالعباءات السود التي تفصح عن واقع تاريخي واجتماعي شديد الحلكة, وودعت القرن الماضي واستقبلت الالفية الثالثة الجديدة بنفس العباءات السود مضافا لها حجابات الشؤم التي ترافق ظهورها وتغلغلها وانتشارها مع تصاعد هيمنة المد البعثي الفاشي وعسكرة المجتمع العراقي وتحويل المرأة العراقية في فكر القائد المهزوم صدام البائد الى مجرد مصنع »لانتاج الشهداء«!!
خصوصا وان جميع العراقيين قد تحولوا طبقا لافكار المجرم صدام الى مشاريع للشهادة! مع مايعني ذلك المفهوم من جعل المرأة العراقية الاداة الرئيسية للهموم والمصائب التي تهاطلت على المجتمع العراقي ذي الخلفية البدوية والعشائرية والذي كان يحاول جاهدا ومنذ بواكير عصر الاستقلال الوطني الخروج من شرنقة التخلف العثماني وعصر الحريم البدائي والتحرر من التقاليد الدينية المتزمتة التي لم تكن تحمي المجتمع والمرأة خصوصا من الفساد والانحراف بل كانت تغطيها بورق »سوليفان« ناعم وشفاف وتهيل التراب على المشكلات الاجتماعية المتفاقمة امعانا في الاخفاء وخداع الذات بدل الاعتراف بوجود المشكلات البنيوية والاجتماعية المستعصية التي جعلت من المرأة العراقية ضحية كبيرة من ضحايا التشوه الاجتماعي والقيمي والسياسي في العراق الحديث ,
لقد كان لكفاح المرأة العراقية الاثر الكبير في الصيرورة الاجتماعية وفي ادامة واستمرارية مراحل الكفاح الوطني باعتبارها احد العناصر الفاعلة في تشكيل المجتمع العراقي والذي لم تتح له ظروف عدم الاستقرار السياسي والتسلط الفاشي والبدائي ان ينمو بشكل سليم , فمع انطلاقة المرأة العراقية في الثلاثينيات من القرن الماضي استطاعت ان تؤسس لها وجودا حيويا ومشاركة فاعلة في جميع حقول النضال والعمل السياسي والاجتماعي ,
وبرزت في مختلف المجالات الاعلامية والقانونية والسياسية, وخاضت معترك الحياة السياسية وسط مفاهيم ومنطلقات المراحل الماضية وتحدت كل صيغ وتابوهات التخلف الاجتماعي والقيمي الموروث والمتجذر وبرزت في مجال الادب والشعر والغناء والنشاط الحزبي والسياسي قبل ان تنكفئ بعد ان انكفأ كل شيء في العراق بفعل الهجمة البعث الفاشية والتي رغم صخبها الايديولوجي التقدمي كانت تخفي بشاعة ووحشية وهمجية قل نظيرها وتجسدت خير تجسيد خلال مرحلة الحكم البعثي الاولى بعد اسقاط الزعيم عبد الكريم قاسم في الثامن من فبراير الاسود عام 1963 ,
وحيث ظهرت قطعان البعث الفاشي المتوحشة فيما عرف بتشكيلات الحرس القومي والتي انطلقت كالكلاب المسعورة لتعيث فسادا في الارض العراقية ولتفتح مجالات الاغتصاب الحيوية التي تكررت كثيرا فيما بعد بحجة محاربة (الشيوعية والشعوبية)!, ومن يعود لارشيف احداث تلك الفترة سيلم تفصيليا بحجم الانتهاكات التي ارتكبت ضد المرأة العراقية دون ان يتحدث عنها السياسيون حاليا ولا اصحاب العمائم المستحدثة من (اهل المتعة والمسيار) واصحاب الفضيلة وبقية احزاب المتعة الايرانية اجلكم الله )والتي تبسط اليوم هيمنتها على الجنوب العراقي بل على الشارع العراقي بشكل عام دون ان ننسى الجماعات الدينية الفاشية المجرمة من انصار السنة والتوحيد ..الخ!,
وظلت حبيسة الملفات وتنتظر من ينفض عنها الغبار من اجل انعاش الذاكرة التاريخية لفرسان القمع العربي, وبعد انجلاء غيمة البعث السوداء الاولى في شتاء 1963 سرعان مارتب البعث الفاشي اوراق اعتماده للمخابرات الدولية ليعود في السابع عشر من يوليو 1968 بعثا جديدا ومتحديا بشعاراته القومية العنترية! ومرتديا قفازات من الحرير التقدمي والاشتراكي وحاملا لستراتيجية تدميرية متدرجة تعمدت الابتعاد المباشر عن تكرار تجربة 1963 دون التخلي عن برنامج تهميش المرأة العراقية واستغلالها ابشع استغلال في ظل الظروف الاقليمية والدولية الجديدة الناشئة وقتذاك , في ظل تركيزهم على الامساك بمفاصل السلطة والهيمنة المطلقة وسط شعارهم الخالد السقيم : »جئنا لنبقى«!!
والذي ظل دستورا للبعثيين حتى فجر الحرية في التاسع من ابريل المنصرم , وحيث داست الاحذية الاميركية ماغيرها على ذلك الشعار فحولته لهشيم كما فعلت مع النازية والفاشية في اوروبا ? فتعامل البعث البدائي البدوي المتريف هذه المرة مع المرأة العراقية بخبث وتدليس رهيب ظاهره الدعوة للحرية والانفتاح وباطنه الاستغلال البشع والتهميش المؤدلج والانتهاك السافر واعتبارها مجرد اداة في سلم الصعود الفاشي , فلم يفعل البعثيون شيئا لاصلاح اوضاع المرأة العراقية , ولم يحاربوا ظاهرة قتل النساء ظلما تحت يافطة غسل العار وهي أسوأ الظواهر البدائية التي استفحلت في ظل الهيمنة البعثية على المجتمع العراقي المتخلف اصلا , كما كان التمييز على الاسس المناطقية والعشائرية من سمات البعث الاساسية حيث نظر اهل السلطة الباغية المتخلفة نظرة الاحتقار والدونية لكل النسوة العراقيات اللواتي لاينحدرن من قبيلة وعشيرة النظام الذهبية المقدسة!
وهذه حقيقة يعرفها الشارع العراقي جيدا رغم سورياليتها المفرطة!كما اصبحت الاتحادات النسائية التي تقع تحت هيمنة النظام مجرد واجهات لاستغلال المرأة وتجنيدها استخباريا واستغلالها جنسيا لخدمة النظام المقبور والترفيه عن ضباطه وعناصره من الفاشيين البدائيين , بينما لم يفعل هذا النظام شيئا على صعيد الرفع من المستوى الاجتماعي والاقتصادي للاسر العراقية التي ظلت حتى يوم النظام الاخير تعاني اشد المعاناة من الفقر والعوز والحاجة التي اضطرتها لبيع السجائر والحلوى في شوارع المدن العربية المجاورة ( عمان ) الاردنية تحديدا!!
ياللعار?
بل ان المشهد الدرامي قد تصاعد ليشاهد العالم نسوة العراق وقد ذهبن ضحايا لقوارب الموت في بحار الدنيا مع اطفالهن وازواجهن طلبا للجوء والتخلص من جحيم الحياة تحت ظل نظام البعث الفاشي ! وهربا ايضا من نظام القمع والتخلف الديني في ايران ? وقرفا من دنيا العروبة التي لم تستطع توفير ملاجئ امنة وكريمة لحماية الانسانية المعذبة في العراق ? فكان لابد من طلب الرحمة من المجتمعات الحرة في الغرب والعالم الجديد ? ,
وعداء النظام البائد للمرأة العراقية تجسد بصيغ شتى واساليب مختلفة بدءا من استغلالها جنسيا وانسانيا وليس انتهاء باغتصاب انسانيتها كما كان يفعل قادة النظام البائد وابناء صدام والمقبور المجرم عدي بالذات من ممارسات اختطاف واغتصاب وقتل وتقتيل وصولا للقوانين والاساليب الهمجية في التعامل مع المرأة كما حصل في حملة قطع رؤوس النساء العراقيات بالسيوف من قبل فرق خاصة من مجرمي النظام بدواعي محاربة الفساد والدعارة!! وهي دعاوى باطلة وخرقاء صمت عنها العالم الحر وتجاهلها الرأي العام العربي والمسلم كما تجاهل اشياء وموبقات بعثية كثيرة اخرى! ,
واليوم يشدد الظلاميون سنتهم وشيعتهم قبضتهم وابتزازهم وارهابهم الاسود في ظل غياب وتلاشي دور الدولة والقانون وانشغال اهل الحل والعقد في تقاسم مغانم السلطة التي وهبها الاميركيون لهم !و ليحاول الظلاميون القتلة فرض رؤاهم المتعصبة والمتخلفة في فرض ما يسمى بالحجاب والذي يمثل بدعة مستحدثة وداء رهيب لتكميم الحريات واشاعة الابتزاز والارهاب باسم الشرف والدين وكما يحصل في مدينة البصرة مثلا والتي تهيمن عليها قطعان التخلف والاصولية من الاحزاب والجماعات الدينية البدائية والغريبة كل الغرابة عن كل قيم الحداثة والتنوير, وحيث تساعدها ظروف القهر الاجتماعي والاقتصادي السائدة في العراق في النمو والتغلغل وبما يزيد من معاناة العراقيين واطالة ارق لياليهم وضبابية مستقبلهم ,
وكما تجسد مؤخرا في ممارسات قطعان الفاشية الدينية ضد طلبة وطالبات جامعة البصرة والاعتداءات الفظيعة على الامنين التي سكتت عنها السلطة الغائبة والاحزاب التي كانت في يوم ما تدعي التقدمية! وعاشت وترعرعت في ديار الغرب ولكنها تصمت اليوم صمت القبور عن ملاحقة الطائفيين والمتخلفين من اتباع السيد الفلاني او الفقيه العلاني ?
وفي ظل الهيمنة الاصولية والبدائية فان المجتمع العراقي يسير في طريق الهلاك والاندثار والتلاشي خصوصا بعد ان كثف الارهابيون والمجرمون من حملاتهم الاجرامية النوعية وباتوا يغتالون النساء البريئات من الكادحات من اجل قوت عيالهن في العمل الشريف وكما حصل مؤخرا في جريمة اغتيال النسوة العراقيات الاربع اللواتي كن في طريقهن لعملهن البسيط في احدى القواعد الاميركية وهي اماكن العمل المتوفرة في العراق حاليا ?
والفاعل معروف انها قوى الظلام الاصولية المتحالفة تحالفا مجرما مع الفاشية البعثية البائدة في فرض التخويف والارهاب , فاغتيال المرأة العراقية معنويا وماديا وجسديا قد اضحى الهدف المشترك لكل قوى الشر والظلام , فلقد اغتال البعثيون القتلة انسانيتها واغتال الاصوليون الجدد مستقبلها وتحالف الطرفان في الاجهاز على مقومات المجتمع العراقي عن طريق اضطهاد المرأة العراقية واستعبادها وارجاعها لعصر الحريم او محاولة اعادة التجربة الايرانية الفاشلة والسقيمة او الافغانية البائسة في المجتمع العراقي في اصرار غريب على فرض استار التخلف في ظل وضع عالمي لم يعد يسمح بمثل تلك التعديات على الحريات الانسانية ! ,
ان مسؤولية النخب العراقية المثقفة والمتنورة والمؤمنة بالقيم الحضارية والانسانية تستدعي منها الوقوف صفا واحدا دفاعا عن الحرية المغتالة وعن حق المجتمع العراقي في التنوير وعن ضرورة قيام الدولة العراقية الجديدة بدورها الحاسم في انهاء واغلاق دكاكين الارتزاق الاصولي والديني والفاشي المتبلد , والدفاع عن المرأة العراقية المكافحة التي حملت على اعبائها كل الام العراق ومآسيه, ويبدو اننا »نؤذن« في اوسلو ? فاهل السياسة العراقية الراهنة منشغلون في اقتسام الحصص والمناصب والكراسي والمحاصصة الطائفية على حساب الشعب المغيب, والذي في النهاية له رب يحميه.
dawoodalbasri@hotmail.com
على امتداد مسيرة التاريخ العراقي و العربي الحديث والذي توج بقيام الكيانات الاقليمية العربية المعاصرة وبناء المجتمعات على الاسس التنويرية والحديثة التي تتجاوز حالات العبودية والتبعية والعلاقات الابوية المهيمنة, والتي تلغي من الوجود نصف المجتمع واعني المرأة, لم تعان اي شريحة من شرائح المجتمع العربي كما عانت المرأة في العراق, التي عانت ظلما وتهميشا قاسيا
والتي كانت ومازالت للاسف مجرد ظل لعباءات سود متحركة لاتحمل على اوزارها سوى الالام والمعاناة والحسرة والكبت وانتهاك الحدود الدنيا من الحقوق , لقد دخلت المرأة العراقية القرن الماضي بالعباءات السود التي تفصح عن واقع تاريخي واجتماعي شديد الحلكة, وودعت القرن الماضي واستقبلت الالفية الثالثة الجديدة بنفس العباءات السود مضافا لها حجابات الشؤم التي ترافق ظهورها وتغلغلها وانتشارها مع تصاعد هيمنة المد البعثي الفاشي وعسكرة المجتمع العراقي وتحويل المرأة العراقية في فكر القائد المهزوم صدام البائد الى مجرد مصنع »لانتاج الشهداء«!!
خصوصا وان جميع العراقيين قد تحولوا طبقا لافكار المجرم صدام الى مشاريع للشهادة! مع مايعني ذلك المفهوم من جعل المرأة العراقية الاداة الرئيسية للهموم والمصائب التي تهاطلت على المجتمع العراقي ذي الخلفية البدوية والعشائرية والذي كان يحاول جاهدا ومنذ بواكير عصر الاستقلال الوطني الخروج من شرنقة التخلف العثماني وعصر الحريم البدائي والتحرر من التقاليد الدينية المتزمتة التي لم تكن تحمي المجتمع والمرأة خصوصا من الفساد والانحراف بل كانت تغطيها بورق »سوليفان« ناعم وشفاف وتهيل التراب على المشكلات الاجتماعية المتفاقمة امعانا في الاخفاء وخداع الذات بدل الاعتراف بوجود المشكلات البنيوية والاجتماعية المستعصية التي جعلت من المرأة العراقية ضحية كبيرة من ضحايا التشوه الاجتماعي والقيمي والسياسي في العراق الحديث ,
لقد كان لكفاح المرأة العراقية الاثر الكبير في الصيرورة الاجتماعية وفي ادامة واستمرارية مراحل الكفاح الوطني باعتبارها احد العناصر الفاعلة في تشكيل المجتمع العراقي والذي لم تتح له ظروف عدم الاستقرار السياسي والتسلط الفاشي والبدائي ان ينمو بشكل سليم , فمع انطلاقة المرأة العراقية في الثلاثينيات من القرن الماضي استطاعت ان تؤسس لها وجودا حيويا ومشاركة فاعلة في جميع حقول النضال والعمل السياسي والاجتماعي ,
وبرزت في مختلف المجالات الاعلامية والقانونية والسياسية, وخاضت معترك الحياة السياسية وسط مفاهيم ومنطلقات المراحل الماضية وتحدت كل صيغ وتابوهات التخلف الاجتماعي والقيمي الموروث والمتجذر وبرزت في مجال الادب والشعر والغناء والنشاط الحزبي والسياسي قبل ان تنكفئ بعد ان انكفأ كل شيء في العراق بفعل الهجمة البعث الفاشية والتي رغم صخبها الايديولوجي التقدمي كانت تخفي بشاعة ووحشية وهمجية قل نظيرها وتجسدت خير تجسيد خلال مرحلة الحكم البعثي الاولى بعد اسقاط الزعيم عبد الكريم قاسم في الثامن من فبراير الاسود عام 1963 ,
وحيث ظهرت قطعان البعث الفاشي المتوحشة فيما عرف بتشكيلات الحرس القومي والتي انطلقت كالكلاب المسعورة لتعيث فسادا في الارض العراقية ولتفتح مجالات الاغتصاب الحيوية التي تكررت كثيرا فيما بعد بحجة محاربة (الشيوعية والشعوبية)!, ومن يعود لارشيف احداث تلك الفترة سيلم تفصيليا بحجم الانتهاكات التي ارتكبت ضد المرأة العراقية دون ان يتحدث عنها السياسيون حاليا ولا اصحاب العمائم المستحدثة من (اهل المتعة والمسيار) واصحاب الفضيلة وبقية احزاب المتعة الايرانية اجلكم الله )والتي تبسط اليوم هيمنتها على الجنوب العراقي بل على الشارع العراقي بشكل عام دون ان ننسى الجماعات الدينية الفاشية المجرمة من انصار السنة والتوحيد ..الخ!,
وظلت حبيسة الملفات وتنتظر من ينفض عنها الغبار من اجل انعاش الذاكرة التاريخية لفرسان القمع العربي, وبعد انجلاء غيمة البعث السوداء الاولى في شتاء 1963 سرعان مارتب البعث الفاشي اوراق اعتماده للمخابرات الدولية ليعود في السابع عشر من يوليو 1968 بعثا جديدا ومتحديا بشعاراته القومية العنترية! ومرتديا قفازات من الحرير التقدمي والاشتراكي وحاملا لستراتيجية تدميرية متدرجة تعمدت الابتعاد المباشر عن تكرار تجربة 1963 دون التخلي عن برنامج تهميش المرأة العراقية واستغلالها ابشع استغلال في ظل الظروف الاقليمية والدولية الجديدة الناشئة وقتذاك , في ظل تركيزهم على الامساك بمفاصل السلطة والهيمنة المطلقة وسط شعارهم الخالد السقيم : »جئنا لنبقى«!!
والذي ظل دستورا للبعثيين حتى فجر الحرية في التاسع من ابريل المنصرم , وحيث داست الاحذية الاميركية ماغيرها على ذلك الشعار فحولته لهشيم كما فعلت مع النازية والفاشية في اوروبا ? فتعامل البعث البدائي البدوي المتريف هذه المرة مع المرأة العراقية بخبث وتدليس رهيب ظاهره الدعوة للحرية والانفتاح وباطنه الاستغلال البشع والتهميش المؤدلج والانتهاك السافر واعتبارها مجرد اداة في سلم الصعود الفاشي , فلم يفعل البعثيون شيئا لاصلاح اوضاع المرأة العراقية , ولم يحاربوا ظاهرة قتل النساء ظلما تحت يافطة غسل العار وهي أسوأ الظواهر البدائية التي استفحلت في ظل الهيمنة البعثية على المجتمع العراقي المتخلف اصلا , كما كان التمييز على الاسس المناطقية والعشائرية من سمات البعث الاساسية حيث نظر اهل السلطة الباغية المتخلفة نظرة الاحتقار والدونية لكل النسوة العراقيات اللواتي لاينحدرن من قبيلة وعشيرة النظام الذهبية المقدسة!
وهذه حقيقة يعرفها الشارع العراقي جيدا رغم سورياليتها المفرطة!كما اصبحت الاتحادات النسائية التي تقع تحت هيمنة النظام مجرد واجهات لاستغلال المرأة وتجنيدها استخباريا واستغلالها جنسيا لخدمة النظام المقبور والترفيه عن ضباطه وعناصره من الفاشيين البدائيين , بينما لم يفعل هذا النظام شيئا على صعيد الرفع من المستوى الاجتماعي والاقتصادي للاسر العراقية التي ظلت حتى يوم النظام الاخير تعاني اشد المعاناة من الفقر والعوز والحاجة التي اضطرتها لبيع السجائر والحلوى في شوارع المدن العربية المجاورة ( عمان ) الاردنية تحديدا!!
ياللعار?
بل ان المشهد الدرامي قد تصاعد ليشاهد العالم نسوة العراق وقد ذهبن ضحايا لقوارب الموت في بحار الدنيا مع اطفالهن وازواجهن طلبا للجوء والتخلص من جحيم الحياة تحت ظل نظام البعث الفاشي ! وهربا ايضا من نظام القمع والتخلف الديني في ايران ? وقرفا من دنيا العروبة التي لم تستطع توفير ملاجئ امنة وكريمة لحماية الانسانية المعذبة في العراق ? فكان لابد من طلب الرحمة من المجتمعات الحرة في الغرب والعالم الجديد ? ,
وعداء النظام البائد للمرأة العراقية تجسد بصيغ شتى واساليب مختلفة بدءا من استغلالها جنسيا وانسانيا وليس انتهاء باغتصاب انسانيتها كما كان يفعل قادة النظام البائد وابناء صدام والمقبور المجرم عدي بالذات من ممارسات اختطاف واغتصاب وقتل وتقتيل وصولا للقوانين والاساليب الهمجية في التعامل مع المرأة كما حصل في حملة قطع رؤوس النساء العراقيات بالسيوف من قبل فرق خاصة من مجرمي النظام بدواعي محاربة الفساد والدعارة!! وهي دعاوى باطلة وخرقاء صمت عنها العالم الحر وتجاهلها الرأي العام العربي والمسلم كما تجاهل اشياء وموبقات بعثية كثيرة اخرى! ,
واليوم يشدد الظلاميون سنتهم وشيعتهم قبضتهم وابتزازهم وارهابهم الاسود في ظل غياب وتلاشي دور الدولة والقانون وانشغال اهل الحل والعقد في تقاسم مغانم السلطة التي وهبها الاميركيون لهم !و ليحاول الظلاميون القتلة فرض رؤاهم المتعصبة والمتخلفة في فرض ما يسمى بالحجاب والذي يمثل بدعة مستحدثة وداء رهيب لتكميم الحريات واشاعة الابتزاز والارهاب باسم الشرف والدين وكما يحصل في مدينة البصرة مثلا والتي تهيمن عليها قطعان التخلف والاصولية من الاحزاب والجماعات الدينية البدائية والغريبة كل الغرابة عن كل قيم الحداثة والتنوير, وحيث تساعدها ظروف القهر الاجتماعي والاقتصادي السائدة في العراق في النمو والتغلغل وبما يزيد من معاناة العراقيين واطالة ارق لياليهم وضبابية مستقبلهم ,
وكما تجسد مؤخرا في ممارسات قطعان الفاشية الدينية ضد طلبة وطالبات جامعة البصرة والاعتداءات الفظيعة على الامنين التي سكتت عنها السلطة الغائبة والاحزاب التي كانت في يوم ما تدعي التقدمية! وعاشت وترعرعت في ديار الغرب ولكنها تصمت اليوم صمت القبور عن ملاحقة الطائفيين والمتخلفين من اتباع السيد الفلاني او الفقيه العلاني ?
وفي ظل الهيمنة الاصولية والبدائية فان المجتمع العراقي يسير في طريق الهلاك والاندثار والتلاشي خصوصا بعد ان كثف الارهابيون والمجرمون من حملاتهم الاجرامية النوعية وباتوا يغتالون النساء البريئات من الكادحات من اجل قوت عيالهن في العمل الشريف وكما حصل مؤخرا في جريمة اغتيال النسوة العراقيات الاربع اللواتي كن في طريقهن لعملهن البسيط في احدى القواعد الاميركية وهي اماكن العمل المتوفرة في العراق حاليا ?
والفاعل معروف انها قوى الظلام الاصولية المتحالفة تحالفا مجرما مع الفاشية البعثية البائدة في فرض التخويف والارهاب , فاغتيال المرأة العراقية معنويا وماديا وجسديا قد اضحى الهدف المشترك لكل قوى الشر والظلام , فلقد اغتال البعثيون القتلة انسانيتها واغتال الاصوليون الجدد مستقبلها وتحالف الطرفان في الاجهاز على مقومات المجتمع العراقي عن طريق اضطهاد المرأة العراقية واستعبادها وارجاعها لعصر الحريم او محاولة اعادة التجربة الايرانية الفاشلة والسقيمة او الافغانية البائسة في المجتمع العراقي في اصرار غريب على فرض استار التخلف في ظل وضع عالمي لم يعد يسمح بمثل تلك التعديات على الحريات الانسانية ! ,
ان مسؤولية النخب العراقية المثقفة والمتنورة والمؤمنة بالقيم الحضارية والانسانية تستدعي منها الوقوف صفا واحدا دفاعا عن الحرية المغتالة وعن حق المجتمع العراقي في التنوير وعن ضرورة قيام الدولة العراقية الجديدة بدورها الحاسم في انهاء واغلاق دكاكين الارتزاق الاصولي والديني والفاشي المتبلد , والدفاع عن المرأة العراقية المكافحة التي حملت على اعبائها كل الام العراق ومآسيه, ويبدو اننا »نؤذن« في اوسلو ? فاهل السياسة العراقية الراهنة منشغلون في اقتسام الحصص والمناصب والكراسي والمحاصصة الطائفية على حساب الشعب المغيب, والذي في النهاية له رب يحميه.
dawoodalbasri@hotmail.com