فاتن
10-26-2014, 11:11 PM
October 26 2014
نشرت جريدة السفير اللبنانية شهادة قيادي سابق في "النصرة": وهو السعودي سلطان بن عيسى العطوي المعروف بلقب أبو الليث الذي أراد تسجيل شهادته على واقع "النصرة" بعد أن انفصل عنها لأسباب شرعيةوكان العطوي "شرعياً" في "جبهة النصرة" ثم "قاضياً" ثم "أميراً" على منطقة الشامية في دير الزور ثم قائداً عسكرياً. وأتاح له تعدد المناصب التي تولاها، خلال أقل من عام ونصف العام على التحاقه بالجبهة، أن يطّلع على الكثير من خفاياها وما يجري في كواليسها، لذلك تكتسب شهادته أهمية خاصة لكونها صادرة عن قيادي ملمّ بأدق التفاصيل، لاسيما في مرحلة الصراع مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش" في المنطقة الشرقية قبل أشهر
ومن المتوقع أن تترك هذه الشهادة أثراً سلبياً على "جبهة النصرة" وسط حاضنتها الشعبية من جهة ومشايخ التيار السلفي الجهادي من جهة ثانية، الأمر الذي قد يزيد من إحراج قيادة "النصرة" ويفاقم عجزها عن إصلاح الأضرار البنيوية والقيادية التي لحقت بها منذ هزيمتها في دير الزور، هذا إذا لم يؤد إلى المزيد من الخسائر والانشقاقات، وبالتالي إلى المزيد من الترهل والضعف
وبالنسبة إلى هؤلاء فإن أكثر الحقائق إثارة للصدمة، في ما قاله العطوي، سيكون تقديمه الدليل القاطع على وجود علاقة بين السلطات السعودية من جهة وبين "جبهة النصرة" من جهة ثانية، وذلك عندما قال إن "النصرة" تلقت مبلغاً مقداره مليون دولار من الشيخ عدنان العرعور كدعم منه لقتال "الدولة الإسلامية".وإذا كانت السلطات السعودية تضيّق حالياً على العرعور، وتتخذ بعض الإجراءات لمنعه من الاستمرار في جمع التبرّعات وإرسال الدعم إلى المجموعات المسلحة في سوريا، إلا أن ذلك لا يعني أن نشاطه السابق لم يكن بعلم الاستخبارات السعودية، لكنها وجدت مؤخراً أن الظروف الدولية لم تعد تسمح باستمرار ذلك، في ظل إعلان واشنطن الحرب على بعض هذه الفصائل، ومنها "جبهة النصرة"، فعمدت إلى التضييق على العرعور وآخرين معه كان لهم الدور نفسه
وبالتالي فإن وصول المال السعودي عبر العرعور إلى خزائن "جبهة النصرة" (من خلال "مجلس شورى الشرقية" الذي أطلقه أبو ماريا القحطاني) يعتبر دليلاً قاطعاً على أن الاستخبارات السعودية كانت تبارك أعمال الجبهة، وترى فيها فصيلاً يستحق الدعم، مع ملاحظة أن دفعة المليون دولار التي تحدث عنها العطوي وصلت بعد تصنيف الرياض "جبهة النصرة" كتنظيم إرهابي، لأن أحداث دير الزور أعقبت تاريخ صدور القانون السعودي، الأمر الذي يكشف أيضاً طبيعة الدور المزدوج الذي مارسته وتمارسه السلطات السعودية تجاه الإرهاب، فهي في العلن تدّعي محاربته، لكنها لا تمانع تمويله سراً طالما وجدت إلى ذلك سبيلاً
وأشار العطوي في شهادته إلى نقطة في غاية الأهمية، هي العلاقة بين العشائر وبين قيادة "جبهة النصرة" حيث أكد، خلافاً لما هو شائع، أن العشائر هي التي كانت تسيطر على قيادة "النصرة" وتتحكم بقراراتها، خصوصاً عشائر مدينة الشحيل التي كانت تعتبر المعقل الرئيس لها في المنطقة الشرقية برمتها. وقد أدّى ذلك إلى إحداث شرخ في المجتمع بدير الزور بناء على الانتماء العشائري، بل حتى الخدمات، مثل الكهرباء والماء، كانت تقدم إلى المدن والمناطق بحسب انتمائها العشائري
وكان غريباً أن يؤكد العطوي أن تنظيم "القاعدة" لم يدخل مطلقاً إلى المنطقة الشرقية، رغم أن "جبهة النصرة" تعتبر فرع "القاعدة" في الشام، وذلك في اتهام منه لقيادة "النصرة" بأنها تخالف أفكار "القاعدة" وسياستها. وفي هذا السياق أكد أن زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني لم يكن له أي سلطة حقيقية على "نصرة الشرقية" التي كانت منفصلة عنه تماماً، وأن الكثير من أوامره لم تنفذ، من دون أن يذكر مثالاً على هذه الأوامر. ومن شأن ذلك أن يؤكد الحقيقة التي باتت معروفة، وهي أزمة القيادة التي تعاني منها "جبهة النصرة".أما الفقرة التي شكلت مفاجأة في شهادة العطوي، فهي الهجوم الذي شنّه على ميسرة الجبوري ("المسؤول الشرعي العام" السابق أبو ماريا القحطاني)، متهماً إياه باتباع سياسة التخوين "والرمي بالدعشنة" مع "أمراء جبهة النصرة" وسفك دماء بعضهم لمجرد الاختلاف معه، علماً أن العطوي كان من أشد المقربين إلى القحطاني مع الكويتي علي العرجاني، المعروف بأبي حسن الكويتي، وكان الثلاثة يشكلون رأس الحربة في مواجهة "داعش" قبل أن تفرق بينهم الأيام والمصالح
نشرت جريدة السفير اللبنانية شهادة قيادي سابق في "النصرة": وهو السعودي سلطان بن عيسى العطوي المعروف بلقب أبو الليث الذي أراد تسجيل شهادته على واقع "النصرة" بعد أن انفصل عنها لأسباب شرعيةوكان العطوي "شرعياً" في "جبهة النصرة" ثم "قاضياً" ثم "أميراً" على منطقة الشامية في دير الزور ثم قائداً عسكرياً. وأتاح له تعدد المناصب التي تولاها، خلال أقل من عام ونصف العام على التحاقه بالجبهة، أن يطّلع على الكثير من خفاياها وما يجري في كواليسها، لذلك تكتسب شهادته أهمية خاصة لكونها صادرة عن قيادي ملمّ بأدق التفاصيل، لاسيما في مرحلة الصراع مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش" في المنطقة الشرقية قبل أشهر
ومن المتوقع أن تترك هذه الشهادة أثراً سلبياً على "جبهة النصرة" وسط حاضنتها الشعبية من جهة ومشايخ التيار السلفي الجهادي من جهة ثانية، الأمر الذي قد يزيد من إحراج قيادة "النصرة" ويفاقم عجزها عن إصلاح الأضرار البنيوية والقيادية التي لحقت بها منذ هزيمتها في دير الزور، هذا إذا لم يؤد إلى المزيد من الخسائر والانشقاقات، وبالتالي إلى المزيد من الترهل والضعف
وبالنسبة إلى هؤلاء فإن أكثر الحقائق إثارة للصدمة، في ما قاله العطوي، سيكون تقديمه الدليل القاطع على وجود علاقة بين السلطات السعودية من جهة وبين "جبهة النصرة" من جهة ثانية، وذلك عندما قال إن "النصرة" تلقت مبلغاً مقداره مليون دولار من الشيخ عدنان العرعور كدعم منه لقتال "الدولة الإسلامية".وإذا كانت السلطات السعودية تضيّق حالياً على العرعور، وتتخذ بعض الإجراءات لمنعه من الاستمرار في جمع التبرّعات وإرسال الدعم إلى المجموعات المسلحة في سوريا، إلا أن ذلك لا يعني أن نشاطه السابق لم يكن بعلم الاستخبارات السعودية، لكنها وجدت مؤخراً أن الظروف الدولية لم تعد تسمح باستمرار ذلك، في ظل إعلان واشنطن الحرب على بعض هذه الفصائل، ومنها "جبهة النصرة"، فعمدت إلى التضييق على العرعور وآخرين معه كان لهم الدور نفسه
وبالتالي فإن وصول المال السعودي عبر العرعور إلى خزائن "جبهة النصرة" (من خلال "مجلس شورى الشرقية" الذي أطلقه أبو ماريا القحطاني) يعتبر دليلاً قاطعاً على أن الاستخبارات السعودية كانت تبارك أعمال الجبهة، وترى فيها فصيلاً يستحق الدعم، مع ملاحظة أن دفعة المليون دولار التي تحدث عنها العطوي وصلت بعد تصنيف الرياض "جبهة النصرة" كتنظيم إرهابي، لأن أحداث دير الزور أعقبت تاريخ صدور القانون السعودي، الأمر الذي يكشف أيضاً طبيعة الدور المزدوج الذي مارسته وتمارسه السلطات السعودية تجاه الإرهاب، فهي في العلن تدّعي محاربته، لكنها لا تمانع تمويله سراً طالما وجدت إلى ذلك سبيلاً
وأشار العطوي في شهادته إلى نقطة في غاية الأهمية، هي العلاقة بين العشائر وبين قيادة "جبهة النصرة" حيث أكد، خلافاً لما هو شائع، أن العشائر هي التي كانت تسيطر على قيادة "النصرة" وتتحكم بقراراتها، خصوصاً عشائر مدينة الشحيل التي كانت تعتبر المعقل الرئيس لها في المنطقة الشرقية برمتها. وقد أدّى ذلك إلى إحداث شرخ في المجتمع بدير الزور بناء على الانتماء العشائري، بل حتى الخدمات، مثل الكهرباء والماء، كانت تقدم إلى المدن والمناطق بحسب انتمائها العشائري
وكان غريباً أن يؤكد العطوي أن تنظيم "القاعدة" لم يدخل مطلقاً إلى المنطقة الشرقية، رغم أن "جبهة النصرة" تعتبر فرع "القاعدة" في الشام، وذلك في اتهام منه لقيادة "النصرة" بأنها تخالف أفكار "القاعدة" وسياستها. وفي هذا السياق أكد أن زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني لم يكن له أي سلطة حقيقية على "نصرة الشرقية" التي كانت منفصلة عنه تماماً، وأن الكثير من أوامره لم تنفذ، من دون أن يذكر مثالاً على هذه الأوامر. ومن شأن ذلك أن يؤكد الحقيقة التي باتت معروفة، وهي أزمة القيادة التي تعاني منها "جبهة النصرة".أما الفقرة التي شكلت مفاجأة في شهادة العطوي، فهي الهجوم الذي شنّه على ميسرة الجبوري ("المسؤول الشرعي العام" السابق أبو ماريا القحطاني)، متهماً إياه باتباع سياسة التخوين "والرمي بالدعشنة" مع "أمراء جبهة النصرة" وسفك دماء بعضهم لمجرد الاختلاف معه، علماً أن العطوي كان من أشد المقربين إلى القحطاني مع الكويتي علي العرجاني، المعروف بأبي حسن الكويتي، وكان الثلاثة يشكلون رأس الحربة في مواجهة "داعش" قبل أن تفرق بينهم الأيام والمصالح