المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سكان الأعظمية في بغداد يخصصون مقبرة لـ«المقاتلين العرب» وسط حدائق قبر «أبو حنيفة»



جمال
04-03-2005, 07:01 AM
بعضهم تعرف عليهم أهاليهم ونقلت جثامينهم إلى بلدانهم


في جانب الرصافة من العاصمة بغداد، في الاعظمية، يقع قبر العالم الإسلامي الإمام ابو حنيفة النعمان صاحب المذهب الحنفي، وهو احد اربعة مذاهب لدى المسلمين السنة.
وكعادة غالبية المسلمين في العالم العربي، فإنهم يحرصون على دفن موتاهم بالقرب من قبر الإمام، لهذا الحق بمشهد ابو حنيفة مقبرة كبيرة حملت اسمه، ومنذ بداية الحرب ودخول القوات الاميركية بغداد نشأت مقبرة اخرى صغيرة داخل حدائق القبر خصصت لدفن القتلى العرب على ايدي القوات الاميركية وسميت «مقبرة الشهداء». «الشرق الأوسط» تجولت داخل القبر الذي ما تزال بوابته تحمل آثار رصاص القوات الاميركية خلال مواجهات بينها وبين بعض المسلحين.

هناك زرنا «مقبرة الشهداء» التي انشئت قبل عامين بفضل عدد من المصلين ورجال الدين ليدفنوا من يقتل على يد القوات الاميركية. يقول محمد فهمي، وهو شاهد عيان ويحضر مراسم الدفن، ان «المقبرة التي يطلق عليها (مقبرة الشهداء) تضم رفات اعداد كبيرة من الذين قتلتهم القوات الامريكية والقوات العراقية، وحتى من يقتل في اماكن غير العاصمة بغداد يدفن في مقبرة الشهداء»، مشيرا الى ان «هناك اضافة الى العراقيين مقاتلين عربا واجانب مدفونين في هذه المقبرة ومن جنسيات عديدة منها السورية والفلسطينية والاردنية والمصرية واليمنية، بالاضافة الى المقاتلين الاجانب ومن جنسيات افغانية وباكستانية قتلوا مع العراقيين اثناء اجتياح القوات الاميركية لبغداد قبل عامين».

اما صباح احمد، حارس مقيم داخل القبر فيقول ان «عدد العراقيين المدفونين في (مقبرة الشهداء) يفوق اعداد العرب والاجانب، لاننا نقوم بدفن اي عراقي يقتل على يد القوات الاميركية اضافة الى النساء والشيوخ، ولا يمر يوم الا ويدفن في مقبرة الشهداء عراقي». ويوضح احمد قائلا «اما بالنسبة الى العرب والاجانب فان قسما منهم دفن في مقبرة الشهداء والقسم الآخر ائتمن (حسب معتقدات بعض السنة والشيعة، فان الميت يمكن تأمينه في ارض ما حتى يتم نقل جثمانه الى مكان آخر) لحين استرداده وارساله الى اهله خارج البلاد. اما القسم الاخير فانه ارسل الى بلاده حيث قام افراد اسرته بزيارة المقبرة والاطلاع على وثائق ولدهم ومن ثم اخذوه معهم ليدفن قربهم»، مشيرا الى انه يقوم هو ومن معه يوميا «بغسل وتنظيف المقبرة واظهارها بشكل لائق لان الكثير من الزوار يترددون عليها للسؤال عن ابنائهم ولقراءة سورة الفاتحة».

وأضاف احمد قائلا «ان المسلحين العرب الذين قتلوا ابان المعارك الاولى لدخول القوات الأميركية الى بغداد كان الناس هم من يقوم بدفنهم في هذه المقبرة او غيرها من الاماكن. وكان هناك من يدفن في الحدائق العامة ثم يتم نقله فيما بعد، وهذا ما حصل في منطقة ام الطبول في جانب الكرخ لان الوضع الامني لم يسمح بأخذ الجثث الى المقابر ولم يتمكن احد من اجتياز أي منطقة الى منطقة اخرى. وبعد ان هدأت الاوضاع قليلا بدأ الناس يبحثون عن جثث قتلاهم من العراقيين وبعدها من العرب المقيمين او من الذين قدموا من خارج العراق».