المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلاحو بساتين النخيل يطالبون بنقل ملكية البساتين من أصحابها الكويتيين إليهم



جمال
04-03-2005, 06:56 AM
البصرة: جاسم داخل

عقد مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة اول من امس ندوة بحثية لدراسة واقع بساتين النخيل واسباب تراجع اعداد المغروسات منه وقوانين ملكية الاراضي الزراعية في العراق. وعرض عدد من الباحثين المشاركين في الندوة الاسباب الموضوعية لانحسار زراعة النخيل والمعالجات المطلوبة لاعادة البصرة الى عرش مملكتها كأكبر مدن العالم بزراعة النخيل وتسويق التمور.

وألقى رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية بالمحافظة كلمة طالب فيها بتعديل قوانين الملكية الزراعية ونقل ملكية البساتين وخاصة بساتين نخيل ابي الخصيب التي يملك بعضها مواطنون كويتيون الى الفلاحين العاملين فيها استحقاقا لاعمال المغارسة وانقطاع اصحابها عنها سنوات طويلة امتدت ما بين 30 الى 50 عاما. واكد المتحدث مظلومية هؤلاء الفلاحين من النظام السابق الذي لم يجر أي تعديل على قوانين الملكية لكي يحصلوا على حقوقهم المكتسبة بامتلاك الأراضي جراء ادامة البساتين والحفاظ على الثروات الوطنية.

وأكد عدد من فلاحي هذه البساتين خلال مداخلاتهم بالندوة، انهم عاشوا في ارض هذه البساتين زمنا طويلا وشيدوا فيها مساكن لأولادهم واحفادهم ومداجن وحظائر، وانهم تعرضوا الى القصف المدفعي خلال الحرب العراقية ـ الايرانية واداموا الحياة في النخيل بالرغم من انحسار مياه الري وانعدام المبيدات وصانوا هذه الاملاك. وأضاف اخرون ان «هذه البساتين تعود الى عوائل ميسورة في الكويت وهم ليسوا بحاجة إليها، إذ لم يسألوا عنها منذ ازمان بعيدة».

وقال المحامي فالح الحمداني لـ «الشرق الأوسط» ان «مطالب الفلاحين في مزارع الاشقاء في الكويت تفتقر الى المشروعية والسند القانوني ولا يمكن وصفها بغير انها اوهام واضغاث احلام»، مشيرا الى ان «لاصحاب البساتين حقوقا مترتبة في ذمة الفلاحين منها عائدات ثمار البساتين وما توفره لهم من محاصيل اخرى، وان عدم قدرة اصحابها على زيارتها يعود لاسباب خارجة عن ارادتهم، وهي معروفة منذ غزو العراق للكويت عام 1991 وحتى الحرب الاخيرة».

ويرى جليل الضامن، وهو من الشخصيات الاجتماعية المعروفة، ان بين اهل البصرة والكويت اكثر من رابطة جوار ووشيجة علاقة اسرية وحمية نسب «فهم اناس احبوا البصرة منذ ازمان قديمة واكمل بعض من اولادهم الذين اصبح لهم فيما بعد شأن كبير الدراسة في مدارسها الثانوية، ولهم فيها روابط اجتماعية متشعبة وقفوا مع اهل البصرة في كل المحن ومنها محنة الحصار الاخيرة ولم تستطع السياسة ان تقطع تلك العلاقة التاريخية».

وأشار الى ان بعضا من العوائل الكويتية «ترجمت حبها للبصرة باقتناء البساتين في قضاء ابي الخصيب المطل على شط العرب، وهو من اجمل المناطق السياحية للاصطياف الشتوي وكانوا يقضون في القصور التي شيدوها وسط البساتين اوقاتا جميلة ايام الجمع والعطل وقد حرموا من تلك المتعة منذ الحرب العراقية ـ الايرانية وما تلاها من احداث في التسعينات ولحد الان تاركين لفلاحيها التمتع بها وجني وارداتها»، مشددا على ان «امتلاك العقارات والبساتين والاسواق حالة استثمارية معروفة في كل دول العالم».

واكد شاكر عبادي مسؤول شعبة املاك الكويتيين في ديوان المحافظة ان الملكية في العراق «اشبه ما تكون بشيء مقدس، فهي مصونة ومحفوظة بالرغم ما اصاب الدوائر من خراب ودمار جراء الحروب واعمال النهب ومنها املاك الاشقاء في الكويت، وهي على نوعين منها ما لها من وكلاء يحملون الوثائق الرسمية من اصحابها الشرعيين، فهم يتصرفون بها وفق وكالاتهم، اما التي ليس لها وكالات فان لجانا خاصة بالمحافظة قامت بجردها وتحويل وارداتها الى البنوك لحساب اصحابها الشرعيين وبإمكانهم المراجعة متى ما شاءوا».