سمير
04-02-2005, 08:48 PM
أنا محبط.. مغترب في بلدي.. فاقد لإيماني بالمجتمع ولو كان الأمر بيدي ما بقيت في الديرة يوماً واحداً
دستورها البلاد غير ديمقراطي وخال من ضمانات الحرية
أجرى الحوار- فوزي محمد عويس
أبدى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. أحمد البغدادي تشاؤما شديدا ازاء مستقبل الديرة السياسية فرأى من منظوره ان الصورة سوداوية وقال في حوار اجرته معه »السياسة« ان الاحكام المتشددة في حق الكتاب وتقرير ديوان المحاسبة الأخير يؤكدان ان هذا المستقبل لا يبشر بالخير مؤكدا ان الدستور الكويتي غير ديمقراطي ولا يتضمن ضمانة واحدة من ضمانات الحرية.
وتحدث د. البغدادي عن شعوره بعد ان اوقف نفسه عن الكتابة فقال بأنه محبط ويشعر بالغربة في بلده وفقد ايمانه بالمجتمع ولم يعد يهمه فيه كبيرة او صغيرة مؤكدا انه لو كان يستطيع لغادر الكويت وما بقي فيها يوماً واحدا, وكشف النقاب عن تلقيه لتهديدات بالقتل والذبح والايذاء واصفا الصحراء بأنها لم تعد امينة وقال: انا لست نيلسون مانديلا, قد اكون شجاعاً لكنني حتما لست متهوراً كي ازج بنفسي في السجن مرة اخرى, وقال ان شروط اللجوء السياسي لا تنطبق عليه حتى الآن, مؤكدا انه لو سحب اوراقه وأعد ملفه وقدمه لأي سفارة لنظرت في أمر منحه هذا الحق لكنه بدا ورغم هذا متمسكاً بالارض وان قال بأن ظروفه لا تسمح له بمغادرة الكويت.
وحمل د. البغدادي كعادته على التيار الديني وعلل الشعبية الكاسحة له في الشارع بالافلاس الحضاري وانتقد سلوك معظم المتدينين في الديرة ووصفهم بأنهم مصابون بالانفصام في الشخصية اذ يحرصون على التدين هنا في الكويت ويرقصون ويغنون بشكل مختلط في لبنان وتساءل: ماذا يعني ان تمتلئ المساجد بالمصلين ليلة القدر وتمتلئ الطائرات بالمسافرين يوم العيد? ورداً على الذين يتهمونه بتغريب المجتمع قال: نصف الشعب يسافر الى اوروبا وكله يشاهد المحطات الاجنبية وعيالنا يلبسون الجينز والكاب وكبار مسؤولينا يعالجون في لندن وبلدنا حرره الاميركان فكيف بعد كل هذا اكون انا من يدعو لتغريب المجتمع?
ونفى د. احمد أن يكون قد اتهم بيت التمويل الكويتي بأية اتهامات, مشيرا الى انه استشهد بكلام نشره د. اسماعيل الشطي »ابن الاخوان المسلمين« كما نفى ان يكون قد وصف الهيئة الخيرية بانها اداة شر لكنه شدد على انها لا علاقة لها بالعلم واما وزارة الأوقاف فقال بأنها بدعة مستحدثة اذ لم يشهد التاريخ الاسلامي هذا المسمى,
وشدد على ان الفكر الديني هو المشكلة الاساسية للعالم الان, وقيم انجاز الليبراليين فاعتمد لهذا الانجاز علامة »صفر« وقال ان في الكويت ليبراليين من دون ليبرالية وحمل الحكومة المسؤولية الاكبر في الاصلاح ان كانت جادة لا راغبة فقط فيه منوهاً الى ان البرلمان الذي يتحمل هذه المسؤولية ايضا يغيب لشهور في العام بينما الحكومة لا تغيب وعملها متصل ومستمر, وأوصى بالاهتمام اولاً وثانياً وثالثاً بالتعليم مؤكدا انه المنقذ منذ ايام افلاطون لكنه اشترط ان يكون هذا التعليم مدنياً وان يتولى الليبراليون مسؤولية وضع المناهج وفيما يلي تفاصيل الحوار مع د. احمد البغدادي:
لنبدأ من الفرمان الذي اصدرته لنفسك والمتمثل في توقيفك لقلمك فهل تشعر انه كان القرار الصحيح في الوقت المناسب?
من دون شك فانه القرار الصحيح فكثير من الناس لا يعلمون ان فترة الرقابة وهي ال¯ 36 شهرا التي سيوقف خلالها تنفيذ الحكم الاخير الصادر بحقي تشمل الكلمة المكتوبة والمقروءة والمسموعة فاي كلام يصدر مني او عني سواء في مقال او في ندوة عامة او في محاضرة عامة او في تصريح يستطيع اي شخص ان يتصيد منه ويشكو علي وتستطيع الحكومة ايضا ذلك فاذا ما ادنت في اية جنحة عندها تطبق تلقائيا عقوبة السجن فالوضع على هذا خطر.
لست متهورا
هل كان لتجربة السجن السابقة التي تعرضت لها اثر في اتخاذك لهذا القرار?
بالطبع ومن دون شك فالانسان عندما يسجن وهو لم يرتكب جرما حتى وان كانت المحكمة قد وصفت ما اتى به ب¯ »الجرم« وفقا للقانون الكويتي فليس امامه الا ان يتجنب التجربة ومشكلة السجن لن تكون مقصورة علي فقط فهناك لها امتدادات عائلية من زوجة واهل واولاد واخوة واصدقاء ولهذا فلا اجد اي معنى لان ازج بنفسي في مشكلة كهذه وانا غير قادر على مواجهتها, نعم قد يصفني البعض بالشجاعة لكني حتما لست متهورا في جميع الاحوال وهناك فرق بين الشجاعة والتهور والمسألة هنا ليست مسألة بطولة فالامر له تبعاته كما قلت وسيؤثر في اناس اعزاء علي اذ كيف اتسبب مثلا في اذى لاولادي في المدارس,
اذن هناك حدود للشجاعة وانا في ذلك مثلي مثل اي انسان يجابه مشكلة اكبر من قدراته ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه, وانا بسبب الناس والحملة الدولية التي دعمتني خلال سجني السابق ثم صدور العفو الاميري ايقنت بأن الحكم الصادر ضدي مهما يكن كان هناك مخارج كثيرة ولكن سمو الامير تفهم الامر وحسب علمي ان هذه اول مرة يصدر فيها عفو في قضية جنح صحافة, اذن فما الداعي لان اكرر التجربة نفسها, لا اعتقد ان هذا يمكن ان يكون امرا عقلانيا من اي زاوية.
بم تشعر الان بعد مرور خمسة ايام على اتخاذك لهذا القرار?
طبعا انا محبط ومن داخلي اشعر بالغربة والوحدة ولو كان الامر بيدي لغادرت الكويت.
لو كان الامر بيدك?
للاسف فان هذا غير ممكن لاسباب في العمل ولاسباب عائلية ولاسباب مادية ايضا لكني لو كنت في وضع القادر المتمكن ما مكثت في الكويت يوما واحدا.
بين الداخل والخارج
ما ردود الافعال التي تلمستها على قرارك هذا وما تفسيرك لعدم تلقي موقع التضامن معك عبر الانترنت الا ل¯ 613 متضامنا معظمهم من خارج دولة الكويت?
التضامن العلني وردود الافعال داخل الكويت ضعيفة ونحن اليوم وبعد مرور خمسة ايام صدر بيان عن التحالف الوطني الديمقراطي.
لماذا برأيك?
والله لاسباب كثيرة فلربما ملوا من احمد البغدادي ولربما لا يقدرون قيمة الحرية التي لا موقع لها في مفاهيمهم ولربما وجدوا ان الامر لا يستحق, ويجب ان تسألهم وانا لا الوم احدا ولا اعتب على احد ابدا فكل انسان حر في اتخاذ قراره, اما بالنسبة للخارج فالامر مختلف ففي ثلاثة ايام جلبت حملة التوقيع 600 صوت كما كانت هناك مواقع اخرى مؤيدة مثل موقع الاخ بيار عاقل من فرنسا الذي عمل حملة تضامن ولا اعرف كم سجلت وهناك مقالات كتبت في هذا الموضوع ايضا بالخارج ولاسيما في تونس وقد تلقيت على (الاي ميل) الخاص بي ما لا يقل عن 300 تأييد معظمهم ايضا من خارج الكويت ومن بينهم رجل اعمال اميركي عربي عرض علي ان يتحدث مع محاميه اذا ما كنت شخصيا راغبا في الهجرة الى الولايات المتحدة الاميركية, ايضا فان الاذاعة الوطنية السويدية التقتني صباح اليوم (الاربعاء الماضي) فضلا عن فرانس بريس من باريس ومحطة الحرة وسوا كما ان هناك من زودني باسماء مؤسسات تعالج اوضاع الاكاديميين في العالم وخصوصا في اميركا.
لست مانديلا
هل يعني هذا ان د. احمد البغدادي مقدر من الخارج باكثر من تقديره في الداخل?
اعتقد في نهاية الامر ان احمد البغدادي ليس نيلسون مانديلا بل هو استاذ في جامعة محلية موجودة في بلد صغير اسمه الكويت لا يكاد احد يعرف عنه شيئا لولا انه احتل وتحرر والا فربما ما حصل احمد البغدادي حتى صوتين من الخارج? اذن انت تتكلم عن استاذ في جامعة محلية ببلد صغير وليس كاتبا عالميا.
قلت بأن الكتابة في زمن الخوف امر مستحيل فهل يعني هذا ان المستمرين في الكتابة اما انهم يفعلون المستحيل او انهم لا يكتبون بالمعنى الذي يجسده د.البغدادي في كتاباته?
صحيح فانا استطيع ان اكتب كتاباتهم دون ان ادخل في اي مشكلة لكن هذا حقهم في اختيار ما شاءوا من الكتابة وانا لي اسلوبي ولربما يرى البعض بخطأ اسلوبي هذا لكني لا ارى بخطأ اي اسلوب لاي كاتب ما دام هذا هو اختياره ومن دون شك فان كثيرا من الكتاب يتجنبون طرح القضايا بشكل جاد ويتجنبون المواجهة ايثارا للسلامة وهذا حقهم ولا انكره عليهم.
وهل هذا برأيك وضع صحيح?
لست في موضع الحكم عليهم فانا لا احكم على احد
نعم لم تعد امنية
في مقال (الوتد الاخير) رددت في نهايته قول الشاعر احمد مطر (هذه الصحراء ما عادت امنية) افلا ترى ان هذا حكم ظالم وديكتاتوري على هذه الصحراء وعلى هذا الوطن?
/نعم لم تعد آمنه فأنا اتلقى الكثير من التهديدات بالقتل والايذاء ومن دون أي حماية وهذه قضية مهمة? وقبل فترة طويلة تلقيت تهديداً وعندما ذهبت إلى المخفر أصبحت أنا محل اتهام فهل هذا وضع أمن? وهل المعارضون السعوديون الملقون الآن في السجن لمجرد أنهم طالبوا بملكية دستورية يدل على أن الوضع أمن? وهل المعتقلون السياسيون في البحرين دليل في وضع أمن ? اذن القول بأن الصحراء ما عادت أمينة صحيح , نعم لم تعد أمينة.
\وهل ينتظر د.أحمد البغدادي مجتمعاً فاضلاً ليعيش فيه وأليس هذا حال جميع دولنا العربية?
/أنا اتكلم عن الكويت الدولة الدستورية منذ 44 عاماً والذي يتضمن دستورها الحريات, نعم لا يوجد مجتمع فاضل لكن يوجد مجتمع حر وهناك مجتمع آمن ومجتمع ديمقراطي ولكن وللأسف الشديد فأي منصف ينظر إلى واقع الكويت اليوم سوف يتأكد من تقلص كثير من الحريات والمستوى الديمقراطي ومكابر من لا يقر بذلك.
\هذا في دولنا العربية كافة?
/لست مسؤولاً عن الدول العربية, فقط مسؤول عن بلادي والمكان الذي أعيش فيه .
\لكنك كاتب وتقيم الأوضاع العربية وتعرف?
/الوضع العربي سيئ وهناك أناس في السجون في بلاد كمصر وسورية وتونس وهذا أمر معروف ولكن الكويت يفترض أنها أفضل من هؤلاء وقد كانت فعلا كذلك ولكن للأسف الشديد الآن الوضع مختلف.
إما الشجاعة والا فلا
\تقول بأن الكويت كانت أفضل أو يفترض?
/نسبياً.
\اذن هنا يفرض السؤال نفسه: هل تعتقد أنك ستجد في الدول العربية الأخرى التي سوف تستمر في الكتابة بصحافتها مناخاً أفضل من الكويت التي توقفت عن الكتابة فيها اختيارياً?
/من الواضح أنك لم تفهم ما قصدته فأنا عندما أذهب إلى الخارج وأكتب وأكون خارج الكويت فلن اكتب عن قضايا الكويت فاما أن اكون في بلدي وأواجه الأمر بشجاعة أو لا أكتب.
\أشرت إلى تلقيك تهديدات بالقتل فهل هذه التهديدات من الداخل أم من الخارج?
/لا أعرف لأنني أتلقى التهديدات بالانترنت وهناك أحدهم هددني من داخل الكويت بالايذاء فقلت له: اترك عنك أي كلام وأعطني اسمك بالكامل وعنوانك ورقم بطاقتك المدنية وسوف أذهب بك إلى النيابة فلم يرد.
\قبل (الوتد الأخير) كتبت وطلبت أي معلومات عن كيفية طلب حق اللجوء السياسي ..... ?
/وحصلت أشخاصاً في الخارج مستعدين للبحث في الموضوع.
\ألم تحصل على ردود أفعال من الداخل نتيجة.....?!
/حصل.
\رسمي?
/لا رسمي لا وذلك لسبب بسيط هو أن شروط اللاجئ السياسي لا تنطبق علي إذ ليس هناك في حقي حكماً بالاعدام وليس هناك من تهديد واضح فأنا لم أعرض التهديدات ولو سحبتها الآن وقدمت معها الحكم السابق علي مع الحكم الحالي لأي سفارة فأعتقد أنهم سينظرون في الأمر ولقد أرسل لي أحد الاشخاص من كندا وقال: أنا أضمن لك بمجرد أن تثبت أنك فعلا تتعرض لتهديد الحصول فوراً على اللجوء السياسي لكن هناك أمور أخرى لا أود الخوض فيها على المستوى الشخصي فأنا في مثل هذه السن وعلى هذه الصحة من الصعب جدا أن أكون بعيداً عن الكويت,
نعم بامكاني مصاحبة نجلي الذي سيسافر في أغسطس المقبل إلى اميركا للدارسة والبقاء هناك عاما أو عامين لكن هذا لن يكون حلا فأنا أريد أن اكون قريبا حتى استطيع أن امارس الكتابة وهذا هو الموضوع .
غراميات المسيح
\يقول البعض بأن هجومك يادكتور تعدى حد انتقاد سلوكيات المسلمين ووصل حد انتقاد الاسلام نفسه وبات هناك من يتهمك بالعمل على خلخلة عقيدة المسلمين بدينهم?
/عندما عرض فيلم (غراميات المسيح) في بريطانيا قبل سنوات طويلة قيل لرئيس الكنيسة الانجليكانية: ماذا تقول في هذا الفيلم الذي يزعزع ايمان المسيحيين? فقال: اذا كان ايمان الانسان المسيحي يزعزعه فيلم فلست بحاجة إلى هذا الايمان, وهكذا هي اجابتي.
دستورها البلاد غير ديمقراطي وخال من ضمانات الحرية
أجرى الحوار- فوزي محمد عويس
أبدى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. أحمد البغدادي تشاؤما شديدا ازاء مستقبل الديرة السياسية فرأى من منظوره ان الصورة سوداوية وقال في حوار اجرته معه »السياسة« ان الاحكام المتشددة في حق الكتاب وتقرير ديوان المحاسبة الأخير يؤكدان ان هذا المستقبل لا يبشر بالخير مؤكدا ان الدستور الكويتي غير ديمقراطي ولا يتضمن ضمانة واحدة من ضمانات الحرية.
وتحدث د. البغدادي عن شعوره بعد ان اوقف نفسه عن الكتابة فقال بأنه محبط ويشعر بالغربة في بلده وفقد ايمانه بالمجتمع ولم يعد يهمه فيه كبيرة او صغيرة مؤكدا انه لو كان يستطيع لغادر الكويت وما بقي فيها يوماً واحدا, وكشف النقاب عن تلقيه لتهديدات بالقتل والذبح والايذاء واصفا الصحراء بأنها لم تعد امينة وقال: انا لست نيلسون مانديلا, قد اكون شجاعاً لكنني حتما لست متهوراً كي ازج بنفسي في السجن مرة اخرى, وقال ان شروط اللجوء السياسي لا تنطبق عليه حتى الآن, مؤكدا انه لو سحب اوراقه وأعد ملفه وقدمه لأي سفارة لنظرت في أمر منحه هذا الحق لكنه بدا ورغم هذا متمسكاً بالارض وان قال بأن ظروفه لا تسمح له بمغادرة الكويت.
وحمل د. البغدادي كعادته على التيار الديني وعلل الشعبية الكاسحة له في الشارع بالافلاس الحضاري وانتقد سلوك معظم المتدينين في الديرة ووصفهم بأنهم مصابون بالانفصام في الشخصية اذ يحرصون على التدين هنا في الكويت ويرقصون ويغنون بشكل مختلط في لبنان وتساءل: ماذا يعني ان تمتلئ المساجد بالمصلين ليلة القدر وتمتلئ الطائرات بالمسافرين يوم العيد? ورداً على الذين يتهمونه بتغريب المجتمع قال: نصف الشعب يسافر الى اوروبا وكله يشاهد المحطات الاجنبية وعيالنا يلبسون الجينز والكاب وكبار مسؤولينا يعالجون في لندن وبلدنا حرره الاميركان فكيف بعد كل هذا اكون انا من يدعو لتغريب المجتمع?
ونفى د. احمد أن يكون قد اتهم بيت التمويل الكويتي بأية اتهامات, مشيرا الى انه استشهد بكلام نشره د. اسماعيل الشطي »ابن الاخوان المسلمين« كما نفى ان يكون قد وصف الهيئة الخيرية بانها اداة شر لكنه شدد على انها لا علاقة لها بالعلم واما وزارة الأوقاف فقال بأنها بدعة مستحدثة اذ لم يشهد التاريخ الاسلامي هذا المسمى,
وشدد على ان الفكر الديني هو المشكلة الاساسية للعالم الان, وقيم انجاز الليبراليين فاعتمد لهذا الانجاز علامة »صفر« وقال ان في الكويت ليبراليين من دون ليبرالية وحمل الحكومة المسؤولية الاكبر في الاصلاح ان كانت جادة لا راغبة فقط فيه منوهاً الى ان البرلمان الذي يتحمل هذه المسؤولية ايضا يغيب لشهور في العام بينما الحكومة لا تغيب وعملها متصل ومستمر, وأوصى بالاهتمام اولاً وثانياً وثالثاً بالتعليم مؤكدا انه المنقذ منذ ايام افلاطون لكنه اشترط ان يكون هذا التعليم مدنياً وان يتولى الليبراليون مسؤولية وضع المناهج وفيما يلي تفاصيل الحوار مع د. احمد البغدادي:
لنبدأ من الفرمان الذي اصدرته لنفسك والمتمثل في توقيفك لقلمك فهل تشعر انه كان القرار الصحيح في الوقت المناسب?
من دون شك فانه القرار الصحيح فكثير من الناس لا يعلمون ان فترة الرقابة وهي ال¯ 36 شهرا التي سيوقف خلالها تنفيذ الحكم الاخير الصادر بحقي تشمل الكلمة المكتوبة والمقروءة والمسموعة فاي كلام يصدر مني او عني سواء في مقال او في ندوة عامة او في محاضرة عامة او في تصريح يستطيع اي شخص ان يتصيد منه ويشكو علي وتستطيع الحكومة ايضا ذلك فاذا ما ادنت في اية جنحة عندها تطبق تلقائيا عقوبة السجن فالوضع على هذا خطر.
لست متهورا
هل كان لتجربة السجن السابقة التي تعرضت لها اثر في اتخاذك لهذا القرار?
بالطبع ومن دون شك فالانسان عندما يسجن وهو لم يرتكب جرما حتى وان كانت المحكمة قد وصفت ما اتى به ب¯ »الجرم« وفقا للقانون الكويتي فليس امامه الا ان يتجنب التجربة ومشكلة السجن لن تكون مقصورة علي فقط فهناك لها امتدادات عائلية من زوجة واهل واولاد واخوة واصدقاء ولهذا فلا اجد اي معنى لان ازج بنفسي في مشكلة كهذه وانا غير قادر على مواجهتها, نعم قد يصفني البعض بالشجاعة لكني حتما لست متهورا في جميع الاحوال وهناك فرق بين الشجاعة والتهور والمسألة هنا ليست مسألة بطولة فالامر له تبعاته كما قلت وسيؤثر في اناس اعزاء علي اذ كيف اتسبب مثلا في اذى لاولادي في المدارس,
اذن هناك حدود للشجاعة وانا في ذلك مثلي مثل اي انسان يجابه مشكلة اكبر من قدراته ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه, وانا بسبب الناس والحملة الدولية التي دعمتني خلال سجني السابق ثم صدور العفو الاميري ايقنت بأن الحكم الصادر ضدي مهما يكن كان هناك مخارج كثيرة ولكن سمو الامير تفهم الامر وحسب علمي ان هذه اول مرة يصدر فيها عفو في قضية جنح صحافة, اذن فما الداعي لان اكرر التجربة نفسها, لا اعتقد ان هذا يمكن ان يكون امرا عقلانيا من اي زاوية.
بم تشعر الان بعد مرور خمسة ايام على اتخاذك لهذا القرار?
طبعا انا محبط ومن داخلي اشعر بالغربة والوحدة ولو كان الامر بيدي لغادرت الكويت.
لو كان الامر بيدك?
للاسف فان هذا غير ممكن لاسباب في العمل ولاسباب عائلية ولاسباب مادية ايضا لكني لو كنت في وضع القادر المتمكن ما مكثت في الكويت يوما واحدا.
بين الداخل والخارج
ما ردود الافعال التي تلمستها على قرارك هذا وما تفسيرك لعدم تلقي موقع التضامن معك عبر الانترنت الا ل¯ 613 متضامنا معظمهم من خارج دولة الكويت?
التضامن العلني وردود الافعال داخل الكويت ضعيفة ونحن اليوم وبعد مرور خمسة ايام صدر بيان عن التحالف الوطني الديمقراطي.
لماذا برأيك?
والله لاسباب كثيرة فلربما ملوا من احمد البغدادي ولربما لا يقدرون قيمة الحرية التي لا موقع لها في مفاهيمهم ولربما وجدوا ان الامر لا يستحق, ويجب ان تسألهم وانا لا الوم احدا ولا اعتب على احد ابدا فكل انسان حر في اتخاذ قراره, اما بالنسبة للخارج فالامر مختلف ففي ثلاثة ايام جلبت حملة التوقيع 600 صوت كما كانت هناك مواقع اخرى مؤيدة مثل موقع الاخ بيار عاقل من فرنسا الذي عمل حملة تضامن ولا اعرف كم سجلت وهناك مقالات كتبت في هذا الموضوع ايضا بالخارج ولاسيما في تونس وقد تلقيت على (الاي ميل) الخاص بي ما لا يقل عن 300 تأييد معظمهم ايضا من خارج الكويت ومن بينهم رجل اعمال اميركي عربي عرض علي ان يتحدث مع محاميه اذا ما كنت شخصيا راغبا في الهجرة الى الولايات المتحدة الاميركية, ايضا فان الاذاعة الوطنية السويدية التقتني صباح اليوم (الاربعاء الماضي) فضلا عن فرانس بريس من باريس ومحطة الحرة وسوا كما ان هناك من زودني باسماء مؤسسات تعالج اوضاع الاكاديميين في العالم وخصوصا في اميركا.
لست مانديلا
هل يعني هذا ان د. احمد البغدادي مقدر من الخارج باكثر من تقديره في الداخل?
اعتقد في نهاية الامر ان احمد البغدادي ليس نيلسون مانديلا بل هو استاذ في جامعة محلية موجودة في بلد صغير اسمه الكويت لا يكاد احد يعرف عنه شيئا لولا انه احتل وتحرر والا فربما ما حصل احمد البغدادي حتى صوتين من الخارج? اذن انت تتكلم عن استاذ في جامعة محلية ببلد صغير وليس كاتبا عالميا.
قلت بأن الكتابة في زمن الخوف امر مستحيل فهل يعني هذا ان المستمرين في الكتابة اما انهم يفعلون المستحيل او انهم لا يكتبون بالمعنى الذي يجسده د.البغدادي في كتاباته?
صحيح فانا استطيع ان اكتب كتاباتهم دون ان ادخل في اي مشكلة لكن هذا حقهم في اختيار ما شاءوا من الكتابة وانا لي اسلوبي ولربما يرى البعض بخطأ اسلوبي هذا لكني لا ارى بخطأ اي اسلوب لاي كاتب ما دام هذا هو اختياره ومن دون شك فان كثيرا من الكتاب يتجنبون طرح القضايا بشكل جاد ويتجنبون المواجهة ايثارا للسلامة وهذا حقهم ولا انكره عليهم.
وهل هذا برأيك وضع صحيح?
لست في موضع الحكم عليهم فانا لا احكم على احد
نعم لم تعد امنية
في مقال (الوتد الاخير) رددت في نهايته قول الشاعر احمد مطر (هذه الصحراء ما عادت امنية) افلا ترى ان هذا حكم ظالم وديكتاتوري على هذه الصحراء وعلى هذا الوطن?
/نعم لم تعد آمنه فأنا اتلقى الكثير من التهديدات بالقتل والايذاء ومن دون أي حماية وهذه قضية مهمة? وقبل فترة طويلة تلقيت تهديداً وعندما ذهبت إلى المخفر أصبحت أنا محل اتهام فهل هذا وضع أمن? وهل المعارضون السعوديون الملقون الآن في السجن لمجرد أنهم طالبوا بملكية دستورية يدل على أن الوضع أمن? وهل المعتقلون السياسيون في البحرين دليل في وضع أمن ? اذن القول بأن الصحراء ما عادت أمينة صحيح , نعم لم تعد أمينة.
\وهل ينتظر د.أحمد البغدادي مجتمعاً فاضلاً ليعيش فيه وأليس هذا حال جميع دولنا العربية?
/أنا اتكلم عن الكويت الدولة الدستورية منذ 44 عاماً والذي يتضمن دستورها الحريات, نعم لا يوجد مجتمع فاضل لكن يوجد مجتمع حر وهناك مجتمع آمن ومجتمع ديمقراطي ولكن وللأسف الشديد فأي منصف ينظر إلى واقع الكويت اليوم سوف يتأكد من تقلص كثير من الحريات والمستوى الديمقراطي ومكابر من لا يقر بذلك.
\هذا في دولنا العربية كافة?
/لست مسؤولاً عن الدول العربية, فقط مسؤول عن بلادي والمكان الذي أعيش فيه .
\لكنك كاتب وتقيم الأوضاع العربية وتعرف?
/الوضع العربي سيئ وهناك أناس في السجون في بلاد كمصر وسورية وتونس وهذا أمر معروف ولكن الكويت يفترض أنها أفضل من هؤلاء وقد كانت فعلا كذلك ولكن للأسف الشديد الآن الوضع مختلف.
إما الشجاعة والا فلا
\تقول بأن الكويت كانت أفضل أو يفترض?
/نسبياً.
\اذن هنا يفرض السؤال نفسه: هل تعتقد أنك ستجد في الدول العربية الأخرى التي سوف تستمر في الكتابة بصحافتها مناخاً أفضل من الكويت التي توقفت عن الكتابة فيها اختيارياً?
/من الواضح أنك لم تفهم ما قصدته فأنا عندما أذهب إلى الخارج وأكتب وأكون خارج الكويت فلن اكتب عن قضايا الكويت فاما أن اكون في بلدي وأواجه الأمر بشجاعة أو لا أكتب.
\أشرت إلى تلقيك تهديدات بالقتل فهل هذه التهديدات من الداخل أم من الخارج?
/لا أعرف لأنني أتلقى التهديدات بالانترنت وهناك أحدهم هددني من داخل الكويت بالايذاء فقلت له: اترك عنك أي كلام وأعطني اسمك بالكامل وعنوانك ورقم بطاقتك المدنية وسوف أذهب بك إلى النيابة فلم يرد.
\قبل (الوتد الأخير) كتبت وطلبت أي معلومات عن كيفية طلب حق اللجوء السياسي ..... ?
/وحصلت أشخاصاً في الخارج مستعدين للبحث في الموضوع.
\ألم تحصل على ردود أفعال من الداخل نتيجة.....?!
/حصل.
\رسمي?
/لا رسمي لا وذلك لسبب بسيط هو أن شروط اللاجئ السياسي لا تنطبق علي إذ ليس هناك في حقي حكماً بالاعدام وليس هناك من تهديد واضح فأنا لم أعرض التهديدات ولو سحبتها الآن وقدمت معها الحكم السابق علي مع الحكم الحالي لأي سفارة فأعتقد أنهم سينظرون في الأمر ولقد أرسل لي أحد الاشخاص من كندا وقال: أنا أضمن لك بمجرد أن تثبت أنك فعلا تتعرض لتهديد الحصول فوراً على اللجوء السياسي لكن هناك أمور أخرى لا أود الخوض فيها على المستوى الشخصي فأنا في مثل هذه السن وعلى هذه الصحة من الصعب جدا أن أكون بعيداً عن الكويت,
نعم بامكاني مصاحبة نجلي الذي سيسافر في أغسطس المقبل إلى اميركا للدارسة والبقاء هناك عاما أو عامين لكن هذا لن يكون حلا فأنا أريد أن اكون قريبا حتى استطيع أن امارس الكتابة وهذا هو الموضوع .
غراميات المسيح
\يقول البعض بأن هجومك يادكتور تعدى حد انتقاد سلوكيات المسلمين ووصل حد انتقاد الاسلام نفسه وبات هناك من يتهمك بالعمل على خلخلة عقيدة المسلمين بدينهم?
/عندما عرض فيلم (غراميات المسيح) في بريطانيا قبل سنوات طويلة قيل لرئيس الكنيسة الانجليكانية: ماذا تقول في هذا الفيلم الذي يزعزع ايمان المسيحيين? فقال: اذا كان ايمان الانسان المسيحي يزعزعه فيلم فلست بحاجة إلى هذا الايمان, وهكذا هي اجابتي.