المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليمن يخرج من العباءة السعودية



بركان
09-22-2014, 05:47 AM
حسن غندور

بعد شهرٍ واحدٍ على خطاب السيد عبد الملك الحوثي، والذي دعا فيه الشعب اليمني الى التظاهر والاحتجاج سلمياً ضد حكومة عبد ربه منصور الهادي لمطالبتها بالتراجع عن قرار رفع الدعم عن المحروقات وتنفيذ ما يسمى مخرجات الحوار الوطني الذي انعقد مطلع العام، توصّلت الوساطة الدولية قبل ساعات الى اتفاق هدنة تنهي بموجبه الصراع بين الحكومة والمتظاهرين.


21 أيلول 2014


البديع - بعد شهرٍ واحدٍ على خطاب السيد عبد الملك الحوثي، والذي دعا فيه الشعب اليمني الى التظاهر والاحتجاج سلمياً ضد حكومة عبد ربه منصور الهادي لمطالبتها بالتراجع عن قرار رفع الدعم عن المحروقات وتنفيذ ما يسمى مخرجات الحوار الوطني الذي انعقد مطلع العام، توصّلت الوساطة الدولية قبل ساعات الى اتفاق هدنة تنهي بموجبه الصراع بين الحكومة والمتظاهرين. وقد قاد المفاوضات المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي نسّق مع العُمانيين، ضمن وساطة قامت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية وسلطنة عُمان لإنهاء الأزمة وتحقيق المطالب الشعبية وتجنيب البلاد حرباً أهليةً محتملة.


بدأت الاحتجاجات سلميةً رافعةً عناوين إصلاحية وشروطاً ثلاثة: تغيير الحكومة الفاسدة، التراجع عن رفع أسعار المحروقات، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني، إلّا أنّ تعنّت حكومة عبد ربه الهادي واتخاذها خيار المواجهة السياسية على الطريقة اللبنانية عبر حشد مظاهراتٍ مضادة، زاد الأمور تعقيداً، وحينما لم تؤتِ تلك الخطوة اُكُلها، استحضر عبد ربه التدخل الأجنبي، تارةً بجرعة الدعم الأمريكي المتمثلة بالتصريحات التهويلية للإدارة الأمريكية، وطوراً بلجنة الدور العشر "الأصدقاء لليمن". إلّا أنّ هذه المحاولة سقطت أيضًا أمام إرادة الشعب اليمني الذي جمعته قضية رغيف خبزه ووحدته، فصمد بوجه الحكومة وبدأت التظاهرت تأخذ أحجاماً كبيرة وطرائق مختلفة، الى أن كانت التظاهرة المليونية منذ أسبوعين والتي قطعت طريق المطار وشلّت حركة البلاد ووضعت حكومة الهادي أمام خيارين، إما الرضوخ للمطالب أو المواجهة، فاختار مشغّله السعودي أن يذهب الى المواجهة العسكرية المترافقة مع حملات التحريض المذهبي وشيطنة الثوار وإلباسهم لبوساً فئوياً بغيضاً.


الأيام الثلاثة الماضية كانت الأصعب والأكثر دمويةً على مستوى المواجهة بين الحكومة والثوار، ولكن "أنصار الله" واللّجان الشعبية المنضوية تحت هذا الاحتجاج استطاعت أن تحسم الموقف وتسيطر سيطرةً كاملة على صنعاء، واستطاعت أيضاً أن تتغلّب على آل الأحمر من المساندين لعبد ربه حتى وصلت الى تخوم القصر الرئاسي وبعدها سيطرت على التلفزيون الرسمي، مما أجبر الحكومة اليمنية ومن ورائها الرياض، أن تقبل بمواصلة المفاوضات التي توقفت بالأمس، لينتج عنها عصر اليوم اتفاقاً بين المحتجين والحكومة أفضى الى قبول الحكومة بكلّ شروطهم مع تشكيل حكومةٍ على وجه السرعة خالية من أوجه الفساد وبقايا نظام علي عبدالله الصالح، مقابل انسحاب جزئي من الساحات مع الإبقاء على التواجد في محيط المطار حتى تنفيذ كامل البنود الأخرى.

ومن نافل القول، إنّ هذا الاتفاق يعدّ انتصاراً استراتيجياً ساحقاً للثوار، ليس في بعده الداخلي فقط، بل في أبعاده الخارجية أيضاً وخصوصاً فيما يتعلق بملّف العلاقات السعودية اليمنية من جهة، والمشهد الخليجي بأكمله من جهةٍ أخرى.

على المستوى الداخلي، استطاع هذا الحراك بعناوينه المطلبية الوطنية والمعيشية أن يسقط مشروع الفتنة المذهبية ويدحض محاولات تقسيم الشعب اليمني بين سنة ويزيدية، مما جنّب اليمن حرباً أهلية لا تبقي ولا تذر. ولعلّ تحقيق المطالب المعيشية للثورة سيأكّد صوابية التحرك وسيعزز اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب اليمني، الذي استطاع رغيف الخبز أن يوحّده ويسقط أمراء الفتنة والفساد والتبعية. إنّ لهذا الإنجاز ثماراً سياسية كبرى ستقطفها القوى الوطنية التي قادت الاحتجاجات في القادم من الأيام، في سياق العملية الإصلاحية التي تقودها للنهوض بالبلاد وتطوريها.


أما على المستوى الخارجي، فإنّ تراجع عبد ربه الهادي عن مقررات حكومته والقبول بتغيير الحكومة والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار، يعدّ ضربةً قاسية له ولفريقه السياسي داخل البلاد وخارجها، وهو لا يملك خياراً آخر، إما خروجه ومن معه من نعيم السلطة نهائياً وبالتالي ستخسر المملكة العربية السعودية أهم أوراقها الخليجية، وإما الانصياع لمطالب المحتجين ومهادنتهم للحفاظ على بعض الوجود الشكلي الذي يحفظ لها شيئاً من الهيمنة على هذا الجزء المهم جداً من الجزيرة العربية.

وفي المقابل، فإنّ هذا الانتصار، يشكّل ضربةً الى حليف المملكة أيضاً، وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي لطالما تدخّلت وتتدخل في اليمن، تارةً من بوابة محاربة الإرهاب والقاعدة وطوراً عبر مؤسساتها المشبوهة التي تدّعي نشر الحرية والديموقراطية في بلاد العرب. ولعلّ انحسار الدور السعودي والأمريكي في المستقبل، سيسهم في تعزيز الاستقرار اليمني ويقوي المناعة الداخلية للشعب اليمني لترتيب بيته الداخلي وحلّ مشكلاته التارحية بين الشمال والجنوب، والأهم من ذلك، التمكّن من مواجهة القاعدة والإرهابيين الذين جعلوا من اليمن ساحةً ومسرحاً ينفون في أجندات المملكة والولايات المتحدة كلما أرادوا شراً باليمن وبشعبه.


إنّ هذا النصر الكبير، بدلالاته وأبعاده، سيخرج اليمن من العباءة السعودية، وسيسجّل انتصاراً واضح المعالم لقوى الممانعة في المنطقة، تلك القوى التي تعمل بهدوء حائكي السجاد ونفسهم الطويل وليس بصخب رعاة البقر الكاوبوي ولا بخبث من يشربون بول البعير، تلك القوى التي وإن تكاثرت عليها مشاريع التآمر والاستهداف، إلّا أنها كانت وستبقى... صاحبة الطلقة الأخيرة.


المصدر : سلاب نيوز


- See more at: http://albadee.net/news/14649/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AE%D8%B1%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9#s thash.61X139w6.dpuf

علي علي
09-23-2014, 08:41 PM
ان شاء الله كل دول الخليج الفارسي تخرج من الهيمنه السعوديه وهي هيمنه استكبارية دموية لم نجد منها الا الحروب والمؤامرات والدماء

jameela
09-24-2014, 01:58 PM
سبحان الله

السعوديون دمروا سوريا والعراق

فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا