المهدى
03-31-2005, 07:30 AM
كتابات - خلود سلام
بسمه تعالى
المرأة العراقية تعاني من هموم مركبة تتمثل بالظلم العام لكل العراقيين وبالظلم الخاص لها كامرأة وهي تشعر أنها مستهدفة من كل باطل وجد على الأرض ومن كل نفس أمارة بالسوء .
ولطرح هموم المرأة العراقية لابد أولا من التنبيه إلى أن المرأة العراقية لها طاقة عالية في الصبر والتحمل قلما تجدها عند غيرها وعندها إرادة في التغيير تساعدها على تجاوز المحن والمصائب .
ولكي لا يكون الأمر مجرد تنظيرات فارغة سنطرح أمور ربما تبدو للوهلة الأولى صغيرة والناس لا تهتم بها كثيرا إلا أنها في الحقيقة ترفع عن كاهلها ثقلا كبير ومن هذه الأمور :
1. تعرضها للضرب وأحيانا كثيرة للضرب المبرح الذي قد يؤدي إلى إيلامها جسديا ونفسيا .
2. تعرضها للإهانة المباشرة وغير المباشرة بالجد والهزل .
3. تغييبها عن الخدمة الاجتماعية والدينية .
4. النظرة الدونية لها رغم الاحتياج الكبير لها .
5. تركها دون تعليم وتثقيف .
وسنبدأ بالأمر الأول ومن نافلة القول أن لا أحد من المعصومين ع ومن أولياء الله الصالحين ضرب بنتا له أو امرأة أو أية امرأة سواء من أقاربه أو من الأجنبيات عنه ولا يقال إنهن كلهن من النساء المؤمنات فبعض نساء المعصومين كانت سببا في قتله أو التجسس عليه أو تآمرت عليه فالنساء مثل الرجال فيهن المؤمنات وفيهن الكافرات .وكل الذي تعلمناه من هؤلاء الصادقين الصالحين انهم كانوا خيرا لهن ورحمة وقلبا كبيرا وحتى اللواتي عادين المعصومين لاسباب سياسية لم نسمع ولا واحدة منهن تذم المعصوم ع أو الولي الصالح لأنهن كن في رعاية واحترام بل حتى أن قصة امرأة العزيز توضح مدى الأدب والصبر الجميل على من لم تراعي القيم والأخلاق فمن الواضح أن يوسف ع كان يصبر على فعلها ولم يصدر منه أي اعتداء أو ضرب أو إهانة أو شتم ، فالرجال الصالحون لا يظهرون قوتهم على القوارير ليس من باب النظر إليهن بدونية ولكن لأن القوة القتالية ليس موطنها النساء بل العمل في الطبيعة ومكافحة الوحوش ومحاربة الكفار والظالمين ومحل القوة الرجالية الأشد هو ساحة الوغى وليس البيوت والمساكن التي جعلها الله سكنا وامنا .
إن المطلوب أن ينتبه الرجال إلى حادثة ذكرها لنا التاريخ الإسلامي عن أحد الصحابة والذي كان محط اهتمام الرسول الأعظم ص وحين وفاة هذا الصحابي سار خلفه رسول الله حافيا وكما ورد ما مضمونه انه ص وجد الملائكة تشيعه هكذا ولما ادخل القبر تحدث رسول الله ص انه يخاف عليه من عذاب القبر وعندما سألوه ص عن السبب اخبروا انه كان سيء الخلق مع أهله .
سبحان الله من منا يمكن أن ينال هذه الشفاعة المحمدية والاهتمام النبوي الكبير وتشيعه الملائكة وينجو من عذاب القبر وهو يضرب زوجته ويسيء إليها .
لذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يبدأ الصدريون بأنفسهم فيعاهدوا الله على التخلص من هذه الصفة القبيحة التي نجدها محل فخر عند بعض الرجال عندما يتفاخر انه ممن يضرب زوجته بشتى أنواع الأسلحة والبعض يفخر انه كسر أسنانها أو حطم لها وجها وبعد أيام وربما ساعات يطلب منها تلبية احتياجاته وان تطيعه وتحترمه بينما هو لو سمع كلمة قاسية من أحد فانه يتمنى لو تزول الأرض ولا يراه ولا يكلمه ، وهذه الأنانية المفرطة تحتاج إلى جهد جبار في تربية النفس على الخوف الحقيقي من الله وتعالى واحترام عبيده وإماءه.
أما الأمر الثاني وهو تعرض المرأة للإهانة وأحيانا كثيرة نجد الرجال لاسيما من الجيل القديم لا يخاطب ابنته أو زوجته أو أخته إلا بالويل والثبور والكلمات المزعجة ظنا منه أن الرجولة هي في التسلط وقبح الكلام وسقيمه وما راجع نفسه ولو للحظة أنها طوال حياته معها كانت تخاطبه بأجمل الكلمات وأعذبها وهي توقره ومن المفروض أن جزاء الإحسان هو الإحسان لا الإساءة والسخرية ورحم الله مولانا الصدر المقدس ليس مرة واحدة بل بعدد حبات الرمل وعدد الأشجار ، يا ليت الصدريون يعلمون كيف كان يخاطب النساء وكيف كان يخدمهن ويطيب خاطرهن وهو يصب الشاي بنفسه لهن وعندما يستغربن يقول قول القرآن " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " .
وهذا هو المعروف حقا وفيه رضا الله وفيه رضا لفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، أميرة المؤمنات والمدافعة عن حقوقهن وستكون خصم كل رجل أساء ولم يسترضي المرأة ويطلب منها الاعتذار عما بدر ويتوب إلى الله من هذه الأفعال ، ماذا يظن الرجل هل ستشفع له فاطمة الزهراء ع ومريم العذراء ع وخديجة الكبرى ع وآسية بنت مزاحم ع وهن يسمعن شكاوى النساء من ضرب الرجال .
هذا ليس تجنيا على أحد ولكن هذا نهي عن المنكر وهو من اشد المنكرات وفيه ظلم كبير يجب المبادرة فورا برفعه وإيقافه والانتهاء منه والصدريون أولى بالمعروف من غيرهم فليبادروا إلى استرضاء نساءهم لاسيما اللواتي هن ضمن ولايته ورعايته وليستحوا من الله ومن المعصومة الطاهرة لا أن يستحوا من المجتمع .
والأمر الثالث هو تغييب المرأة عن الخدمة الاجتماعية وهو أمر عظيم الخطورة لأن في حل هذه المعضلة صلاح لكل المجتمعات والملاحظ وللأسف الشديد ترك باب الخدمة الاجتماعية لغير المتورعات دون أن ندفع النساء المؤمنات ونهيأ لهن الأرضية المناسبة للخدمة الاجتماعية ليصلح المجتمع .
ومن هنا نرى أن أول المستضعفات هن النساء العاملات لاسيما في المهن التي فيها احتكاك مباشر مع الناس فنرى البعض يتطاول عليهن بالصراخ والإهانة لعلمه أنها لا يمكنها أن ترد عليه كما أن البعض الفاسد من المجتمع يستغل ظروف عملها لإيقاعها في حبائل الشيطان دون أن تجد من إخوانها العاملين سدا وصونا وحفظا لها وعندما تطالب المرأة بالحماية من بعض المؤمنين ينصحونها بالجلوس في البيت وكأنها خرجت للنزهة أو أنها بطرانة وهي تترك بيتها لتجلس في السوق أو في الدائرة أو في المستشفى .
إن عمل المرأة هو أولا بسبب الحاجة للمعيشة وسد الرمق وهو أيضا حقها في أن تبني وتطور مجتمعها الذي تنتمي له وإذا كانت بعض غير المتورعات قد قادتهن الظروف أو ضعف شخصيتهن للقبائح من الأمور فمن الواجب تشجيع المؤمنات لإحلال البديل الصالح محل الفاسد لا إحباط الهمة وجعل المؤمنات مغيبات عن الخدمة الاجتماعية وعندما نرى قلة الخدمات وانتشار الرشوة وضعف الخدمات نظل نلعن المرأة العاملة .
لا ، الصحيح هو تشجيع المخلصات الوطنيات المؤمنات ليخدمن مجتمعهن في كل مجال لا يسيء إليهن ولا يتسبب بالضرر البدني والنفسي لهن .
أما الأمر الرابع وهو النظرة الدونية للمرأة وهو تجده حتى عند المرأة نفسها فهو حاصل بسبب الخلط العلماني الذي رفع شعارا مزيفا اسمه المساواة وأيضا بسبب تحجر العقول والقلوب عند البعض ممن ساوى بين البقرة وزوجته ظنا منه أن هذا الأمر يرفع من قيمته وهو لم يدرك انه اعترف على نفسه بالدونية قبل غيره فكيف يسمي زوجته أو أخته أو ابنته بمثل هذه المسميات وهو
إلى فصيلتها ينتمي أبا أو أخا أو زوجا .
أما الخلط العلماني الذي سبب النظرة الدونية فهو اشر واخطر لأنه تسبب بمقارنة غير واقعية وغير مطلوبة أصلا فالأصل أن المرأة والرجل معا في مركب واحد وفي مصير واحد وهما مكملان لبعضهما البعض ولا ضرورة للتنافس والمقارنة فما يجيده الرجل يؤديه وما تجيده المرأة تؤديه مع حفظ الحدود العقلية والشرعية التي قبل بها المجتمع وجعلها ناموسا .
ومن ملاحظة أن العلمانية استهدفت الشريعة السماوية نفسها لذا فهي عولت على التفرقة بين نصفي المجتمع كما يعبرون ليمكنها التسلل للمجتمع عبر الفساد والإفساد .
إن تحويل المرأة إلى سلعة والقضاء على آدميتها هو الوجه الحقيقي القبيح للعلمانية فهي تريد تجريد المرأة من عفتها وطهارتها فتعلمها سرقة حقوق الآخرين وتعلمها الاعتداء على مشاعرهم وقيمهم ولن تجد علمانية واحدة إلا وهي فاقدة للخير والطيبة والرحمة وحسن التصرف واحترام الآخرين فهن والعياذ بالله فقدن كرامتهن واعتدادهن بأنفسهن لصالح غرائز رجال فاسدين ولصالح اعتبارات غير ملائمة للمجتمع الإسلامي بل لكل البشرية .
انظر إلى أين أوصلت العلمانية كل دول العالم ، إلى أي درجة من الرذيلة والجريمة والتفكك وكانت الأسرة والرحمة بين الأهل أول ضحايا العلمانية فضلا عن فقدان المرأة لاتزانها فأنت تجدها مخمورة خليعة متملقة رخيصة كل ذلك بسبب شعار المساواة الزائف ويا ليتهم ساووا المرأة في التعليم والصحة والرعاية والراتب بل يا ليت فضلوهن لتعويضهن عن سنوات الحرمان .
ماذا قدمت العلمانية إلا تحقيق الدونية ونتحدى كل عراقي أو عراقية أن يفخروا بتعاطي المرأة للخمرة والرقص ولبس الملابس الضيقة والعمل كشرطية ليقتلها الإرهابي أو ليخطفها مسؤول أو محتل ليغتصب عرضها ويترك منبوذة تعيش الدونية بابشع صورها .
إن أول الدونية هو حرمانها من اختيار حياة كريمة لا
تكون فيها سلعة أو هدفا رخيصا .
الأمر الخامس هو تركها دون تعليم وتثقيف وأنا اسال الصدريين وهم أهلا للسؤال والانتباه كم من النساء في بيوتكم حرمن من فرص التعليم والتثقيف ؟
ولماذا انتم لا تبدؤوا بحل المشكلة وتشجيع النساء على التعلم حق التعلم والتثقف حق التثقف ؟
إن من حق النساء أن يتمتعن بالكرامة فلا تضربوهن ولا تهينوهن ولا تحرموا المجتمع من طاقاتهن العظيمة ولا تتركوهن بلا علم ومعرفة وفي هذه المناسبة أخاطب مكاتب السيد الشهيد الصدر قده والهيئات ما قولكم أن يكون للمرأة الصدرية هيئات إعلامية وثقافية واجتماعية خاصة بهن ألا تجدوا أن مكاتبكم عامرة بالرجال ولا يمكن للمرأة الاستفادة من هذه المؤسسات .
إنهن لا اقل من نصف اتباع السيد الشهيد قده وهن ليس ملحقات في التقليد فابدؤوا بالتجربة وستجدون أن لهن طاقات هائلة وإنهن ممن يستحق أن تكون لهن مثل هذه المؤسسات وهي خطوة على طريق التكامل وستجدون أن حياتكم قد تحسنت وان عوائلكم تعيش في رضا ونعيم فإذا حرمنا الطغاة من اللقمة والزاد فلماذا ندعهم يحرموننا من السكينة والهدوء والعلاقات الطيبة.
بسمه تعالى
المرأة العراقية تعاني من هموم مركبة تتمثل بالظلم العام لكل العراقيين وبالظلم الخاص لها كامرأة وهي تشعر أنها مستهدفة من كل باطل وجد على الأرض ومن كل نفس أمارة بالسوء .
ولطرح هموم المرأة العراقية لابد أولا من التنبيه إلى أن المرأة العراقية لها طاقة عالية في الصبر والتحمل قلما تجدها عند غيرها وعندها إرادة في التغيير تساعدها على تجاوز المحن والمصائب .
ولكي لا يكون الأمر مجرد تنظيرات فارغة سنطرح أمور ربما تبدو للوهلة الأولى صغيرة والناس لا تهتم بها كثيرا إلا أنها في الحقيقة ترفع عن كاهلها ثقلا كبير ومن هذه الأمور :
1. تعرضها للضرب وأحيانا كثيرة للضرب المبرح الذي قد يؤدي إلى إيلامها جسديا ونفسيا .
2. تعرضها للإهانة المباشرة وغير المباشرة بالجد والهزل .
3. تغييبها عن الخدمة الاجتماعية والدينية .
4. النظرة الدونية لها رغم الاحتياج الكبير لها .
5. تركها دون تعليم وتثقيف .
وسنبدأ بالأمر الأول ومن نافلة القول أن لا أحد من المعصومين ع ومن أولياء الله الصالحين ضرب بنتا له أو امرأة أو أية امرأة سواء من أقاربه أو من الأجنبيات عنه ولا يقال إنهن كلهن من النساء المؤمنات فبعض نساء المعصومين كانت سببا في قتله أو التجسس عليه أو تآمرت عليه فالنساء مثل الرجال فيهن المؤمنات وفيهن الكافرات .وكل الذي تعلمناه من هؤلاء الصادقين الصالحين انهم كانوا خيرا لهن ورحمة وقلبا كبيرا وحتى اللواتي عادين المعصومين لاسباب سياسية لم نسمع ولا واحدة منهن تذم المعصوم ع أو الولي الصالح لأنهن كن في رعاية واحترام بل حتى أن قصة امرأة العزيز توضح مدى الأدب والصبر الجميل على من لم تراعي القيم والأخلاق فمن الواضح أن يوسف ع كان يصبر على فعلها ولم يصدر منه أي اعتداء أو ضرب أو إهانة أو شتم ، فالرجال الصالحون لا يظهرون قوتهم على القوارير ليس من باب النظر إليهن بدونية ولكن لأن القوة القتالية ليس موطنها النساء بل العمل في الطبيعة ومكافحة الوحوش ومحاربة الكفار والظالمين ومحل القوة الرجالية الأشد هو ساحة الوغى وليس البيوت والمساكن التي جعلها الله سكنا وامنا .
إن المطلوب أن ينتبه الرجال إلى حادثة ذكرها لنا التاريخ الإسلامي عن أحد الصحابة والذي كان محط اهتمام الرسول الأعظم ص وحين وفاة هذا الصحابي سار خلفه رسول الله حافيا وكما ورد ما مضمونه انه ص وجد الملائكة تشيعه هكذا ولما ادخل القبر تحدث رسول الله ص انه يخاف عليه من عذاب القبر وعندما سألوه ص عن السبب اخبروا انه كان سيء الخلق مع أهله .
سبحان الله من منا يمكن أن ينال هذه الشفاعة المحمدية والاهتمام النبوي الكبير وتشيعه الملائكة وينجو من عذاب القبر وهو يضرب زوجته ويسيء إليها .
لذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يبدأ الصدريون بأنفسهم فيعاهدوا الله على التخلص من هذه الصفة القبيحة التي نجدها محل فخر عند بعض الرجال عندما يتفاخر انه ممن يضرب زوجته بشتى أنواع الأسلحة والبعض يفخر انه كسر أسنانها أو حطم لها وجها وبعد أيام وربما ساعات يطلب منها تلبية احتياجاته وان تطيعه وتحترمه بينما هو لو سمع كلمة قاسية من أحد فانه يتمنى لو تزول الأرض ولا يراه ولا يكلمه ، وهذه الأنانية المفرطة تحتاج إلى جهد جبار في تربية النفس على الخوف الحقيقي من الله وتعالى واحترام عبيده وإماءه.
أما الأمر الثاني وهو تعرض المرأة للإهانة وأحيانا كثيرة نجد الرجال لاسيما من الجيل القديم لا يخاطب ابنته أو زوجته أو أخته إلا بالويل والثبور والكلمات المزعجة ظنا منه أن الرجولة هي في التسلط وقبح الكلام وسقيمه وما راجع نفسه ولو للحظة أنها طوال حياته معها كانت تخاطبه بأجمل الكلمات وأعذبها وهي توقره ومن المفروض أن جزاء الإحسان هو الإحسان لا الإساءة والسخرية ورحم الله مولانا الصدر المقدس ليس مرة واحدة بل بعدد حبات الرمل وعدد الأشجار ، يا ليت الصدريون يعلمون كيف كان يخاطب النساء وكيف كان يخدمهن ويطيب خاطرهن وهو يصب الشاي بنفسه لهن وعندما يستغربن يقول قول القرآن " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " .
وهذا هو المعروف حقا وفيه رضا الله وفيه رضا لفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، أميرة المؤمنات والمدافعة عن حقوقهن وستكون خصم كل رجل أساء ولم يسترضي المرأة ويطلب منها الاعتذار عما بدر ويتوب إلى الله من هذه الأفعال ، ماذا يظن الرجل هل ستشفع له فاطمة الزهراء ع ومريم العذراء ع وخديجة الكبرى ع وآسية بنت مزاحم ع وهن يسمعن شكاوى النساء من ضرب الرجال .
هذا ليس تجنيا على أحد ولكن هذا نهي عن المنكر وهو من اشد المنكرات وفيه ظلم كبير يجب المبادرة فورا برفعه وإيقافه والانتهاء منه والصدريون أولى بالمعروف من غيرهم فليبادروا إلى استرضاء نساءهم لاسيما اللواتي هن ضمن ولايته ورعايته وليستحوا من الله ومن المعصومة الطاهرة لا أن يستحوا من المجتمع .
والأمر الثالث هو تغييب المرأة عن الخدمة الاجتماعية وهو أمر عظيم الخطورة لأن في حل هذه المعضلة صلاح لكل المجتمعات والملاحظ وللأسف الشديد ترك باب الخدمة الاجتماعية لغير المتورعات دون أن ندفع النساء المؤمنات ونهيأ لهن الأرضية المناسبة للخدمة الاجتماعية ليصلح المجتمع .
ومن هنا نرى أن أول المستضعفات هن النساء العاملات لاسيما في المهن التي فيها احتكاك مباشر مع الناس فنرى البعض يتطاول عليهن بالصراخ والإهانة لعلمه أنها لا يمكنها أن ترد عليه كما أن البعض الفاسد من المجتمع يستغل ظروف عملها لإيقاعها في حبائل الشيطان دون أن تجد من إخوانها العاملين سدا وصونا وحفظا لها وعندما تطالب المرأة بالحماية من بعض المؤمنين ينصحونها بالجلوس في البيت وكأنها خرجت للنزهة أو أنها بطرانة وهي تترك بيتها لتجلس في السوق أو في الدائرة أو في المستشفى .
إن عمل المرأة هو أولا بسبب الحاجة للمعيشة وسد الرمق وهو أيضا حقها في أن تبني وتطور مجتمعها الذي تنتمي له وإذا كانت بعض غير المتورعات قد قادتهن الظروف أو ضعف شخصيتهن للقبائح من الأمور فمن الواجب تشجيع المؤمنات لإحلال البديل الصالح محل الفاسد لا إحباط الهمة وجعل المؤمنات مغيبات عن الخدمة الاجتماعية وعندما نرى قلة الخدمات وانتشار الرشوة وضعف الخدمات نظل نلعن المرأة العاملة .
لا ، الصحيح هو تشجيع المخلصات الوطنيات المؤمنات ليخدمن مجتمعهن في كل مجال لا يسيء إليهن ولا يتسبب بالضرر البدني والنفسي لهن .
أما الأمر الرابع وهو النظرة الدونية للمرأة وهو تجده حتى عند المرأة نفسها فهو حاصل بسبب الخلط العلماني الذي رفع شعارا مزيفا اسمه المساواة وأيضا بسبب تحجر العقول والقلوب عند البعض ممن ساوى بين البقرة وزوجته ظنا منه أن هذا الأمر يرفع من قيمته وهو لم يدرك انه اعترف على نفسه بالدونية قبل غيره فكيف يسمي زوجته أو أخته أو ابنته بمثل هذه المسميات وهو
إلى فصيلتها ينتمي أبا أو أخا أو زوجا .
أما الخلط العلماني الذي سبب النظرة الدونية فهو اشر واخطر لأنه تسبب بمقارنة غير واقعية وغير مطلوبة أصلا فالأصل أن المرأة والرجل معا في مركب واحد وفي مصير واحد وهما مكملان لبعضهما البعض ولا ضرورة للتنافس والمقارنة فما يجيده الرجل يؤديه وما تجيده المرأة تؤديه مع حفظ الحدود العقلية والشرعية التي قبل بها المجتمع وجعلها ناموسا .
ومن ملاحظة أن العلمانية استهدفت الشريعة السماوية نفسها لذا فهي عولت على التفرقة بين نصفي المجتمع كما يعبرون ليمكنها التسلل للمجتمع عبر الفساد والإفساد .
إن تحويل المرأة إلى سلعة والقضاء على آدميتها هو الوجه الحقيقي القبيح للعلمانية فهي تريد تجريد المرأة من عفتها وطهارتها فتعلمها سرقة حقوق الآخرين وتعلمها الاعتداء على مشاعرهم وقيمهم ولن تجد علمانية واحدة إلا وهي فاقدة للخير والطيبة والرحمة وحسن التصرف واحترام الآخرين فهن والعياذ بالله فقدن كرامتهن واعتدادهن بأنفسهن لصالح غرائز رجال فاسدين ولصالح اعتبارات غير ملائمة للمجتمع الإسلامي بل لكل البشرية .
انظر إلى أين أوصلت العلمانية كل دول العالم ، إلى أي درجة من الرذيلة والجريمة والتفكك وكانت الأسرة والرحمة بين الأهل أول ضحايا العلمانية فضلا عن فقدان المرأة لاتزانها فأنت تجدها مخمورة خليعة متملقة رخيصة كل ذلك بسبب شعار المساواة الزائف ويا ليتهم ساووا المرأة في التعليم والصحة والرعاية والراتب بل يا ليت فضلوهن لتعويضهن عن سنوات الحرمان .
ماذا قدمت العلمانية إلا تحقيق الدونية ونتحدى كل عراقي أو عراقية أن يفخروا بتعاطي المرأة للخمرة والرقص ولبس الملابس الضيقة والعمل كشرطية ليقتلها الإرهابي أو ليخطفها مسؤول أو محتل ليغتصب عرضها ويترك منبوذة تعيش الدونية بابشع صورها .
إن أول الدونية هو حرمانها من اختيار حياة كريمة لا
تكون فيها سلعة أو هدفا رخيصا .
الأمر الخامس هو تركها دون تعليم وتثقيف وأنا اسال الصدريين وهم أهلا للسؤال والانتباه كم من النساء في بيوتكم حرمن من فرص التعليم والتثقيف ؟
ولماذا انتم لا تبدؤوا بحل المشكلة وتشجيع النساء على التعلم حق التعلم والتثقف حق التثقف ؟
إن من حق النساء أن يتمتعن بالكرامة فلا تضربوهن ولا تهينوهن ولا تحرموا المجتمع من طاقاتهن العظيمة ولا تتركوهن بلا علم ومعرفة وفي هذه المناسبة أخاطب مكاتب السيد الشهيد الصدر قده والهيئات ما قولكم أن يكون للمرأة الصدرية هيئات إعلامية وثقافية واجتماعية خاصة بهن ألا تجدوا أن مكاتبكم عامرة بالرجال ولا يمكن للمرأة الاستفادة من هذه المؤسسات .
إنهن لا اقل من نصف اتباع السيد الشهيد قده وهن ليس ملحقات في التقليد فابدؤوا بالتجربة وستجدون أن لهن طاقات هائلة وإنهن ممن يستحق أن تكون لهن مثل هذه المؤسسات وهي خطوة على طريق التكامل وستجدون أن حياتكم قد تحسنت وان عوائلكم تعيش في رضا ونعيم فإذا حرمنا الطغاة من اللقمة والزاد فلماذا ندعهم يحرموننا من السكينة والهدوء والعلاقات الطيبة.