المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبارك عليكم يا سادة التعاسة وملوك الضياع !! .... حسن العيسى



مجاهدون
03-30-2005, 09:21 AM
حسن العيسى

الف مبروك لاحزاب الاصوليات الدينية، من سلالات محاكم التفتيش المنقرضة في اوروبا العصور الوسطى، على انتصارهم الكبير بطرد احمد البغدادي من دائرة الصحافة الكويتية البائسة. والف مبروك لمشايخ هذا الزمن الأغبر حين تراكضوا يطرقون ابواب النيابة العامة لتقديم شكاوى الحسبة على كل صاحب رأي وكل صاحب قضية حتى تحال اوتوماتيكيا الى قصر العدل، دون النظر في شرط المصلحة او الصفة في تقديم الشكوى، كما تشترط نصوص القانون المنسي. والف مبروك على هذه الدولة التي تروج شكلا انها في عصور الانفتاح والتقدم وبرامج الاصلاح، بينما هي تحيا حقيقة وواقعا مزريا في عصور محاكمات ابن المقفع وابن رشد وابي حيان التوحيدي والحلاج وابن عربي.

انتصار عظيم لاصحاب قبائل غزوات الاستبداد الديني، وغنم عظيم لهم ليس بسرقتهم للسبايا من العبيد والاماء وانما باستلاب العقل الانساني وخصيه حتى يضحى ضحلا تافها، عاجزا عن توليد الفكر الحر النقدي الجدلي. ماذا بقي من دنيا الحريات الانسانية في مثلث البؤس الكويتي بعد ان انتشر سرطان الرعب الفكري في قلوب اصحاب الرأي ممن آمنوا بسذاجة بدستور 62 وتوهموا فيه انه حاميهم ومرجعيتهم للحرية وليس فتاوى الشيخ المسباح وتصريحات البؤس للنائب فيصل المسلم وزملائه من نواب قرون الظلام الآفلة؟.

ليس في ما كتب احمد البغدادي، او الحكم و الاحكام الصادرة في حقه قضية اليوم، وانما هي قضية النص القانوني الجائر والمخالف للدستور الذي شرع الابواب للمتردية والنطيحة لنهب حرية الكاتب، والولوج في ادق تفاصيل ضميره بالتشكيك في عقيدته وايمانه او عدم ايمانه، هي قضية المادة 111 من قانون الجزاء وبعض المواد المستبدة في قانون المطبوعات والنشر حين ارادت حماية العقيدة الدينية للمجتمع الكويتي فأساءت اليها بقدر ما اساءت جماعات الاسلام السياسي لروح التسامح الديني ورحابة الصدر التي كان يحيا بها الكويتيون قبل ان يجثم على صدر الدولة وصدورنا ايتام فتاوى التكفير والتنفير.

لم تكن ردود الفعل، في مأساة طرد البغدادي من عالم الصحافة الكويتية، من قبل دعاة التقدم والمثقفين بالمستوى الذي أملناه، ماذا كان عذرهم وحجتهم غير انشغالهم ربما في صفقة مالية او عقد مناقصة مع الحكومة الثرية مالكة الارزاق، وبالتالي مالكة الاعناق؟. بمن يستجير البغدادي ولمن يشكو وقد سدت امامه ابواب العدالة، واغلقت سبلها بمتاريس اللامبالاة وعدم الاكتراث؟ ومن يلوم البغدادي ان اسلم نفسه للقدر ولصدفة التغيير الذي لن يكون من الداخل الكويتي المغيب عن الوعي الحضاري وعن الالتزام بهموم حاضر ومستقبل هذا الوطن المنهوب في مقدراته المالية والانسانية؟.. هنيئا لكم يا سادة التعاسة وملوك الضياع.