المهدى
03-29-2005, 07:10 AM
كتابات - أحمد الخفاف
من الخطأ الفاحش أن يتم إطلاق تسمية "التيار الصدري" على المجموعة التي تتبع السيد مقتدى الصدر.. فالتيار الصدري مصطلح مطاط واسع وعريض يضم بين قوسيه طائفة كبرى من شيعة العراق المتأثرين بفكر الشهيدين الصدرين الأول والثاني قدس سرهما.. ولا يمكن لأحد اليوم الإدعاء بأنه وريث التراث الصدري مهما كانت دعاواه وفتاواه.. فالتيار الصدري بات من المؤكد وباعتراف جميع الناشطين والعارفين في هذا التيار بأنه يضم ابتداءً حزب الدعوة الإسلامية والذي استرشد بفكر الشهيد محمد باقر الصدر وتبناه بأنه الزعيم الروحي له وسار على دربه حتى الشهادة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..
من هؤلاء من هرب إلى خارج العراق فالتا من مطاردة الطاغوت له حيث استطاع أن يؤسس هناك لنفسه على ذات الدرب.. درب ومدرسة الشهيد الصدر الأول.. أما من تبقى من حزب الدعوة الإسلامية داخل العراق منهم من بقى على عهد الشهيد الصدر الأول ومنهم من انصهر في فكر الشهيد الصدر الثاني عندما برز نجمه في سماء العراق.. وبعد غياب الصدر الثاني الشهيد محمد صادق الصدر عن الساحة حدث فراغ في ساحة العراق الداخلية ولم يكن حينها قد تبلور ما يسمى اليوم بالتيار الصدري وإن كان بعض الخواص يعرفوه بهذه التسمية وكانوا يفهموه على أنه تيار يتبع توجهات الشهيدين الصدرين الأول والثاني دون تمايز.. أي أن أنصار التيار الصدري هم من بقوا على العهد مع الشهيد الصدر الأول ولكنهم تحولوا في مرجعيتهم الفكرية إلى الشهيد الصدر الثاني.. بقي هذا التوجه حتى برز اسم مقتدى الصدر نجل آية الله السيد محمد صادق الصدر بعد سقوط نظام الطاغوت في العراق.
بعد أيام قلائل من انهيار سجن العراق الكبير برز إلى السطح تيار شيعي يتبع السيد مقتدى الصدر وأول ما فعله زعيم هذا التيار هو تقمص اسم "التيار الصدري" لحركته فسماها بالتيار الصدري منصبا نفسه بأنه قائد "التيار الصدري" وقد انجر الكثير من الناس وراء هذه التسمية التي لا يبدو أنها دقيقة لإطلاقها على حركة فوران شيعية لا تستند على مقومات التسمية ذاتها.. فكما بينا أن أحزاب إسلامية عريقة كحزب الدعوة وحركة الدعوة وحزب الدعوة تنظيم العراق هي الأخرى تعتبر نفسها بأنها تمثل التيار الصدري الحقيقي وأن الشهيد الثاني يعتبر امتدادا لفكر الشهيد الأول.
وخلال العامين الماضيين وبعد سلسلة المشاحنات التي وقعت في ساحة العراق بين تيار مقتدى الصدر من جهة والطيف الشيعي بشكل عام والحكومة العراقية المؤقتة من جهة أخرى تباينت الآراء بشدة في صفوف تيار مقتدى الصدر والذي كان يسمي نفسه بالتيار الصدري فانعزلت عنهم مجموعة من النخب الصدرية التي بقت على ولائها لفكر الشهيد الصدر الثاني وأسسوا تجمع عرف بتجمع الفضيلة.. ولا يشك أحد بولاء هؤلاء بفكر الشهيد الصدر الثاني وتشربهم بنهج الشهيد الصدر الأول..
هذه المجموعة اعتزلت تيار مقتدى الصدر عندما رأت أن هناك ممارسات على مستوى الفكر والتطبيق تقوم بها مجموعة مقتدى الصدر ورهط من مساعديه لا تمثل أبدا الخط الصدري الشريف لا الصدر الأول ولا الصدر الثاني فجاء قرارها بفصل خطها عن خط مقتدى الصدر الأمر الذي أدى إلى خروج ثلة من النخب الصدرية من جماعة مقتدى الصدر.. وقد أدت هذه الخطوة إلى مزيد من الابتعاد عن خط مقتدى الصدر الذي بات الجميع يتهمه بعدم الانضباط الفكري وفلتان الأوضاع داخله وصار تيار مقتدى مقسم على مجموعة من المساعدين يحاول كل واحد منهم تطبيق فهمه من الأحداث ويرسم هو من هو العدو ومن هو الحليف.. فمثلا ادعى أحدهم العام الماضي في صلاة الجمعة في مدينة الصدر أن إيران هي العدو فوبخه مقتدى وعزله عن إمامته لصلاة الجمعة. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.. هذا التشرذم الفكري والقيادي أساء كثيرا لتيار مقتدى الصدر وأعطى انطباعا بأن التيار لا يمكن له في ظل الشخصيات التي تهيمن عليه أن يرسم للآخرين صورة مقبولة وواضحة عن الأهداف والمبادئ السامية التي سعى إلى تطبيقها الصدرين الأول والثاني خلال مسيرة حياتهما الفكرية.
وهناك مجموعة أخرى من الصدريين انشقت أيضا عن تيار مقتدى الصدر وعارضت توجهاته فيما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات والعملية السياسية فشاركت على شكل مجموعات أوفرادى وحصلت على مقاعد في البرلمان المنتخب.. كما أن هناك الكثير من المفكرين والنخب الصدرية والتي لا يمر يوم وتنسحب بهدوء ودون ضجيج من صفوف تيار مقتدى الصدر وتنخرط في الوضع الجديد رافضة السياسات الهوجاء التي يتبناها الزعيم مقتدى.. وهناك معلومات عن قيام الكثير من الشباب المثقف في جامعات العراق بمراجعة الأسس الفكرية لحركة مقتدى الصدر وهي لا تحتاج سوى فرصة لإعادة حساباتها ولتعديل مسارها نحو الانضمام إلى المشارب الأولى والينابيع الصافية للتيار الصدري المبارك كحزب الدعوة الإسلامية بما فيها حركة الدعوة وتنظيم العراق أو حزب الفضيلة..
ويبدو أنه كلما مر الزمن ظهرت التناقضات في تيار مقتدى الصدر بسبب تعاطي غير الواقعي للقيادة مع الأحداث والبيان غير المسئول لمساعديه والتي جلبت الكثير من المشاكل لتيار مقتدى حيث بات معزولا ومنعزلا في ساحة شيعة العراق الأمر الذي أدى بهذا التيار إلى أن يبحث عن حلفاء من خارج منطقته الفكرية فتحالف مع أصل البلاء في العراق وهي هيئة علماء السنة ومؤسساتها التي يعتقد الكثير من العراقيين بارتباطها بدوائر المخابرات الصدامية وتعاونها الخبيث مع مجموعة الزرقاوي الإرهابية والتي تقتل العراقيين على الهوية الطائفية!!
وأيا يكن الأمر فمقتدى الصدر بعد خسارته الرهان على الهيمنة على الوضع في مناطق نفوذه في العراق بات منعزلا فكريا.. فلا جديد في خطاباته وجل ما يستطيع أن يفعله هو تعطيل المدارس وإخراج التلاميذ من فصول الدراسة لتجييرهم في مظاهرات تطالب بإلغاء عطلة السبت الأسبوعية!! فيما كان قبل عامين يفكر الرجل بتشكيل حكومة ظل!! بدلا من الحكومة العراقية المعينة وعين وزراء للدفاع والخارجية!!..
إن التقزم الحاصل في طموح مقتدى الصدر وتياره وفقدان مصداقيته سببه فشل سياساته وأفكاره وتصوراته وقد يكون كل ذلك عاملا في فقدان المزيد من الأتباع والأنصار لا سيما لو تحسن الوضع الاقتصادي وحصلت الكثير من المناطق المحرومة في العراق ومنها مدينة الصدر على مستلزمات الحياة الطبيعية والاتصالات وكسر حالة الانغلاق عندها سينفض الجمع وسيبحث الجميع عن قيادة رشيدة وحكيمة يتبعونها ليرموا بيضهم في سلاتها..
لقد أحس بعض مساعدي مقتدى الصدر بهذه التطورات المتسارعة فبدأ ببعض التحركات السياسية على الساحة من أجل تفادي المشكلة فأظهر بعض الانفتاح على الأطراف اللاعبة في ساحة العراق كالحزبين الكرديين.. فعلى الرغم من أن أدبيات تيار مقتدى الصدر يعتبر الحزبين الكرديين عملاء للأمريكان والصهاينة!! إلا أننا شهدنا الأسبوع الماضي لقاءا أجراه السيد علي السميسم ممثل السيد مقتدى الصدر مع زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني في مدينة السليمانية. ولم يعلن تيار مقتدى الصدر نبأ اللقاء وإن كان الهدف منه طلب السيد السميسم من طالباني التدخل لدى القوات الأميركية للافراج عن العديد من انصار مقتدى الصدر المحتجزين في السجون الاميركية.
إن السيد مقتدى الصدر لا يمكن أن يكون صدرا ثالثا كما يروج له اليوم من خلال بعض المقالات وبعض الصور والملصقات التي تلصق هنا وهناك.. فالشاب ورث تيار كان يتبع والده الشهيد محمد صادق الصدر ولم يكسب هو التيار بجدارة أو عن علم أو ممارسة حكيمة بل فارت الجماهير فورة كبرى بعد أن سقطت أسوار السجن العراقي الرهيب وخرج أتباع والده في الشوارع فتلقفهم مقتدى فساروا في ركبه عندما كانت الحالة ضبابية قاتمة.. ولكن بعد أو زالت الغمة وانقشعت السحابة وهدأت الأنفس بدأت رحلة البحث عن الحقيقة رويدا رويدا.. فكل يوم يمضي ينفض من الجمع جمع وستتبقى فئة على عهد مقتدى سائرة حتى تنخرط هي الأخرى في باحة العقلانية وبعيدا عن السياسات المنفعلة.. وأملنا أن يتعقل الجميع من اخوتنا في تيار مقتدى الصدر وأن يسيروا على درب الشهيدين الصدرين الأول والثاني وينهلوا من النبع الصافي الزلال من أعالي قمم الصدرين لا أن يتشربوا بالزبد لأن الزبد يذهب جفاء..
ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM
من الخطأ الفاحش أن يتم إطلاق تسمية "التيار الصدري" على المجموعة التي تتبع السيد مقتدى الصدر.. فالتيار الصدري مصطلح مطاط واسع وعريض يضم بين قوسيه طائفة كبرى من شيعة العراق المتأثرين بفكر الشهيدين الصدرين الأول والثاني قدس سرهما.. ولا يمكن لأحد اليوم الإدعاء بأنه وريث التراث الصدري مهما كانت دعاواه وفتاواه.. فالتيار الصدري بات من المؤكد وباعتراف جميع الناشطين والعارفين في هذا التيار بأنه يضم ابتداءً حزب الدعوة الإسلامية والذي استرشد بفكر الشهيد محمد باقر الصدر وتبناه بأنه الزعيم الروحي له وسار على دربه حتى الشهادة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..
من هؤلاء من هرب إلى خارج العراق فالتا من مطاردة الطاغوت له حيث استطاع أن يؤسس هناك لنفسه على ذات الدرب.. درب ومدرسة الشهيد الصدر الأول.. أما من تبقى من حزب الدعوة الإسلامية داخل العراق منهم من بقى على عهد الشهيد الصدر الأول ومنهم من انصهر في فكر الشهيد الصدر الثاني عندما برز نجمه في سماء العراق.. وبعد غياب الصدر الثاني الشهيد محمد صادق الصدر عن الساحة حدث فراغ في ساحة العراق الداخلية ولم يكن حينها قد تبلور ما يسمى اليوم بالتيار الصدري وإن كان بعض الخواص يعرفوه بهذه التسمية وكانوا يفهموه على أنه تيار يتبع توجهات الشهيدين الصدرين الأول والثاني دون تمايز.. أي أن أنصار التيار الصدري هم من بقوا على العهد مع الشهيد الصدر الأول ولكنهم تحولوا في مرجعيتهم الفكرية إلى الشهيد الصدر الثاني.. بقي هذا التوجه حتى برز اسم مقتدى الصدر نجل آية الله السيد محمد صادق الصدر بعد سقوط نظام الطاغوت في العراق.
بعد أيام قلائل من انهيار سجن العراق الكبير برز إلى السطح تيار شيعي يتبع السيد مقتدى الصدر وأول ما فعله زعيم هذا التيار هو تقمص اسم "التيار الصدري" لحركته فسماها بالتيار الصدري منصبا نفسه بأنه قائد "التيار الصدري" وقد انجر الكثير من الناس وراء هذه التسمية التي لا يبدو أنها دقيقة لإطلاقها على حركة فوران شيعية لا تستند على مقومات التسمية ذاتها.. فكما بينا أن أحزاب إسلامية عريقة كحزب الدعوة وحركة الدعوة وحزب الدعوة تنظيم العراق هي الأخرى تعتبر نفسها بأنها تمثل التيار الصدري الحقيقي وأن الشهيد الثاني يعتبر امتدادا لفكر الشهيد الأول.
وخلال العامين الماضيين وبعد سلسلة المشاحنات التي وقعت في ساحة العراق بين تيار مقتدى الصدر من جهة والطيف الشيعي بشكل عام والحكومة العراقية المؤقتة من جهة أخرى تباينت الآراء بشدة في صفوف تيار مقتدى الصدر والذي كان يسمي نفسه بالتيار الصدري فانعزلت عنهم مجموعة من النخب الصدرية التي بقت على ولائها لفكر الشهيد الصدر الثاني وأسسوا تجمع عرف بتجمع الفضيلة.. ولا يشك أحد بولاء هؤلاء بفكر الشهيد الصدر الثاني وتشربهم بنهج الشهيد الصدر الأول..
هذه المجموعة اعتزلت تيار مقتدى الصدر عندما رأت أن هناك ممارسات على مستوى الفكر والتطبيق تقوم بها مجموعة مقتدى الصدر ورهط من مساعديه لا تمثل أبدا الخط الصدري الشريف لا الصدر الأول ولا الصدر الثاني فجاء قرارها بفصل خطها عن خط مقتدى الصدر الأمر الذي أدى إلى خروج ثلة من النخب الصدرية من جماعة مقتدى الصدر.. وقد أدت هذه الخطوة إلى مزيد من الابتعاد عن خط مقتدى الصدر الذي بات الجميع يتهمه بعدم الانضباط الفكري وفلتان الأوضاع داخله وصار تيار مقتدى مقسم على مجموعة من المساعدين يحاول كل واحد منهم تطبيق فهمه من الأحداث ويرسم هو من هو العدو ومن هو الحليف.. فمثلا ادعى أحدهم العام الماضي في صلاة الجمعة في مدينة الصدر أن إيران هي العدو فوبخه مقتدى وعزله عن إمامته لصلاة الجمعة. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.. هذا التشرذم الفكري والقيادي أساء كثيرا لتيار مقتدى الصدر وأعطى انطباعا بأن التيار لا يمكن له في ظل الشخصيات التي تهيمن عليه أن يرسم للآخرين صورة مقبولة وواضحة عن الأهداف والمبادئ السامية التي سعى إلى تطبيقها الصدرين الأول والثاني خلال مسيرة حياتهما الفكرية.
وهناك مجموعة أخرى من الصدريين انشقت أيضا عن تيار مقتدى الصدر وعارضت توجهاته فيما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات والعملية السياسية فشاركت على شكل مجموعات أوفرادى وحصلت على مقاعد في البرلمان المنتخب.. كما أن هناك الكثير من المفكرين والنخب الصدرية والتي لا يمر يوم وتنسحب بهدوء ودون ضجيج من صفوف تيار مقتدى الصدر وتنخرط في الوضع الجديد رافضة السياسات الهوجاء التي يتبناها الزعيم مقتدى.. وهناك معلومات عن قيام الكثير من الشباب المثقف في جامعات العراق بمراجعة الأسس الفكرية لحركة مقتدى الصدر وهي لا تحتاج سوى فرصة لإعادة حساباتها ولتعديل مسارها نحو الانضمام إلى المشارب الأولى والينابيع الصافية للتيار الصدري المبارك كحزب الدعوة الإسلامية بما فيها حركة الدعوة وتنظيم العراق أو حزب الفضيلة..
ويبدو أنه كلما مر الزمن ظهرت التناقضات في تيار مقتدى الصدر بسبب تعاطي غير الواقعي للقيادة مع الأحداث والبيان غير المسئول لمساعديه والتي جلبت الكثير من المشاكل لتيار مقتدى حيث بات معزولا ومنعزلا في ساحة شيعة العراق الأمر الذي أدى بهذا التيار إلى أن يبحث عن حلفاء من خارج منطقته الفكرية فتحالف مع أصل البلاء في العراق وهي هيئة علماء السنة ومؤسساتها التي يعتقد الكثير من العراقيين بارتباطها بدوائر المخابرات الصدامية وتعاونها الخبيث مع مجموعة الزرقاوي الإرهابية والتي تقتل العراقيين على الهوية الطائفية!!
وأيا يكن الأمر فمقتدى الصدر بعد خسارته الرهان على الهيمنة على الوضع في مناطق نفوذه في العراق بات منعزلا فكريا.. فلا جديد في خطاباته وجل ما يستطيع أن يفعله هو تعطيل المدارس وإخراج التلاميذ من فصول الدراسة لتجييرهم في مظاهرات تطالب بإلغاء عطلة السبت الأسبوعية!! فيما كان قبل عامين يفكر الرجل بتشكيل حكومة ظل!! بدلا من الحكومة العراقية المعينة وعين وزراء للدفاع والخارجية!!..
إن التقزم الحاصل في طموح مقتدى الصدر وتياره وفقدان مصداقيته سببه فشل سياساته وأفكاره وتصوراته وقد يكون كل ذلك عاملا في فقدان المزيد من الأتباع والأنصار لا سيما لو تحسن الوضع الاقتصادي وحصلت الكثير من المناطق المحرومة في العراق ومنها مدينة الصدر على مستلزمات الحياة الطبيعية والاتصالات وكسر حالة الانغلاق عندها سينفض الجمع وسيبحث الجميع عن قيادة رشيدة وحكيمة يتبعونها ليرموا بيضهم في سلاتها..
لقد أحس بعض مساعدي مقتدى الصدر بهذه التطورات المتسارعة فبدأ ببعض التحركات السياسية على الساحة من أجل تفادي المشكلة فأظهر بعض الانفتاح على الأطراف اللاعبة في ساحة العراق كالحزبين الكرديين.. فعلى الرغم من أن أدبيات تيار مقتدى الصدر يعتبر الحزبين الكرديين عملاء للأمريكان والصهاينة!! إلا أننا شهدنا الأسبوع الماضي لقاءا أجراه السيد علي السميسم ممثل السيد مقتدى الصدر مع زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني في مدينة السليمانية. ولم يعلن تيار مقتدى الصدر نبأ اللقاء وإن كان الهدف منه طلب السيد السميسم من طالباني التدخل لدى القوات الأميركية للافراج عن العديد من انصار مقتدى الصدر المحتجزين في السجون الاميركية.
إن السيد مقتدى الصدر لا يمكن أن يكون صدرا ثالثا كما يروج له اليوم من خلال بعض المقالات وبعض الصور والملصقات التي تلصق هنا وهناك.. فالشاب ورث تيار كان يتبع والده الشهيد محمد صادق الصدر ولم يكسب هو التيار بجدارة أو عن علم أو ممارسة حكيمة بل فارت الجماهير فورة كبرى بعد أن سقطت أسوار السجن العراقي الرهيب وخرج أتباع والده في الشوارع فتلقفهم مقتدى فساروا في ركبه عندما كانت الحالة ضبابية قاتمة.. ولكن بعد أو زالت الغمة وانقشعت السحابة وهدأت الأنفس بدأت رحلة البحث عن الحقيقة رويدا رويدا.. فكل يوم يمضي ينفض من الجمع جمع وستتبقى فئة على عهد مقتدى سائرة حتى تنخرط هي الأخرى في باحة العقلانية وبعيدا عن السياسات المنفعلة.. وأملنا أن يتعقل الجميع من اخوتنا في تيار مقتدى الصدر وأن يسيروا على درب الشهيدين الصدرين الأول والثاني وينهلوا من النبع الصافي الزلال من أعالي قمم الصدرين لا أن يتشربوا بالزبد لأن الزبد يذهب جفاء..
ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM