المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو جهل .... قصيدة الشاعر الراحل نزار قباني عن السعوديه



أمان أمان
08-31-2014, 11:53 PM
قبل وفاته، كتب نزار قباني قصيدةً في هجاء (السعودية) وسمّاها " أبو جهل " وتحدّث عن جريدة " الشرق الأوسط " التي أصدرها آل سعود في لندن في شارع فليت ستريت ... القصيدة كانت بعنوان : "أبو جهل يشتري فليت ستريت" ... السعودية حاربت القصيدة ومنعت نشرها وتوزيعها .

وللتمويه على القراء بعث خالد بن سلطان - صاحب جريدة " الحياة " - بجهاد الخازن إلى منزل" نزار " في لندن، لِنَشـْرِ قصائده الجديدة في جريدة " الحياة " السعودية حتى يتم إيهام القارئ أن القصيدة السابقة عن " السعودية : أبي جهل " وجريدتها الخضراء في لندن لا تعني السعودية ولا جريدة الشرق الأوسط ، مع أنها الجريدة الوحيدة الخضراء.. كانت ولا تزال.

فيما يلي النص الكامل لقصيدة:
[ أبو جَهْل.. يشتري (فليتْ ستريتْ) ]


هل اختفتْ من لندنِ؟
باصاتُها الجميلةُ الحمراءْ .
وصارت النوقُ التي جئنا بها من يَثْرِبٍ
واسطةَ الرُكُوبِ ،
في عاصمة الضبابْ؟
تسرَّبَ البدوُ إلى
قصرِ بكنْغهَامٍ،
وناموا في سرير الملكهْ
والإنجليزُ ،لَمْلَمُوا تاريخَهُمْ...
وانصرفوا..
واحترفوا الوقوفَ -مثلما كُنَّا-
على الأطلالْ....
في (سُوهُو) (وفي (فيكتوريا)
يُشَمِّرُونَ ذَيْلَ دشْدَاشَاتِهمْ
ويرقصونَ الجازْ...
هل أصبحت انجلترا؟
وسَمْفُونيّةِ النِعَالْ؟؟
هل أصبحتْ إنْجلترا؟
تمشي على الرصيفِ، بالخُفِّ.. وبالعُقَالْ؟
سبحانهُ مُغَيِّرُ الأحوالْ!!
عنترةٌ ... يبحثُ طولَ الليل، عن رُوميَّةٍ
بيضاءَ كالزُبدَةِ..
أو مليسةِ الفخذيْنِ .. كالهلالْ .
من غير ملحٍ - في مدى دقيقةٍ-
ويرفع السروالْ!!
لم يبق في الباركَاتِ..
لا بطٌّ، ولا زَهْرٌ، ولا أعشابْ .
قد سَرحَ الماعزُ في أرجائِها
وفَرَّتِ الطيورُ سمائِها
ها هم بنو عبسٍ.. على مداخلِ المترو
يعبُّونَ كؤوسَ البيرةِ المُبَرَّدَهْ..
وينهشونَ قطعةٍ..
من نهدِ كلِّ سيدهْ..
في بورصة الرِيَالْ؟..
هل أصبحتْ إنجِلترَا عاصمةَ الخلافهْ؟
وأصبحَ البترولُ يمشي ملكاً ..
في شارعِ الصحافَهْ؟؟
جرائدٌ..
جرائدٌ..
تنتظرُ الزبونَ في ناصيةِ الشارع،
كالبغايا..
جرائدٌ ، جاءتْ إلى لندنَ ،
كي تمارسَ الحريهْ..
إلى سبايا..
جئنا لأوروبَّا..
لكي نشربَ من منابع الحضارهْ
جِئْنَا.. لكي نبحثَ عن نافذة بحريةٍ
من بعدما سدوا علينا عنقَ المحارهْ
جئنا.. لكي نكتب حرياتنا
من بعد أن ضاقتْ على أجسادنا العبارهْ
لكننا.. حين امتلكنا صُحُفاً ،
تحولت نصوصنا
جئنا لأوروبا
لكيْ نستنشقَ الهواء
جئنا..
لكي نعرف ما ألوانها السماء؟
جئنا..
هروباً من سياط القهر، والقمعِ،
ومن أذى داحسَ والغبراءْ..
لكننا.. لم نتأملْ زهرةً جميلةً
ولم نشاهد مرةً، حمامةً بيضاءْ.
وظلَّتِ الصحراءُ في داخلنا..
من كلِّ صوبٍ.. يهجم الجرادْ.
ويأكل الشعر الذي نكتبه..
ويشرب المدادْ.
من كل صوبٍ.. يهجم (الإيدْزُ) على تاريخِنَا
ويحصُدُ الأرواحَ، والأجسادْ.
من كلِّ صوبٍ.. يطلقونَ نفطهمْ علينا
ويقتلونَ أجملَ الجيادْ..
فكاتبٌ مُدَجَّنٌ..
وكاتبٌ مُسْتأجرٌ..
وكاتبٌ يباع في المزادْ
وصار للبترولِ في تاريخنا، نُقَّادْ؟؟
للواحد الأوحد.. في عليائه
تزدان كل الاغلفهْ.
وتكتب المدائح المزيفة..
ويزحف الفكر الوصوليُّ على جبينهِ
ليلثمَ العباءةَ المشرفهْ ..
هل هذه صحافةٌ..
أمْ مكتبٌ للصيرَفَهْ؟؟
كلُّ كلامٍ عندهمْ ، محرمٌ .
كلُّ كِتَابٍ عندهُمْ، مصلوبْ .
فكيف يستوعب ما نكتبهُ؟
على الذي يريدُ أن يفوزَ
في رئاسة التحريرْ..
عليهِ .. أن يَبُوسَ
في الصباحِ ، والمساءِ
رُكْبَةَ الأميرْ ..
عليه.. ان يمشي على أربعةٍ
كي يركب الأمير!!..
لا يبحث الحاكم في بلادنا
عن مبدعٍ..
وإنما يبحث عن أجير..
يُعطي طويلُ العمرِ.. للصحافةِ المرتزقهْ
وبعدَها..
ينفجرُ النِبَاحُ.. والشتائمُ المنسقهْ ...
ما لليَسَاريِّينَ من كُتَّابِنَا؟
قد تركوا (لينينَ) خلف ظهرهمْ
وقرروا..
أن يركبوا الجِمَالْ!!
لكيْ ننعمَ في حريةِ التعبيرْ
ونغسلَ الغبارَ عن أجسادنَا
ونزرع الأشجار في حدائق الضميرْ
فكيف أصبحنا، مع الأيامِ،
في مضافةِ الإسكندر الكبيرْ .؟.؟
كلُّ العصافير التي
كانت تشقُّ زرقةَ السماءِ،
في بيروت..
قد أحرق البترول كبرياءها
وريشها الجميل..
والحناجرْ..
فهي على سقوفِ لندنٍ..
تموتْ...
يستعملون الكاتب الكبير.. في أغراضهمْ
كربطةِ الحِذَاءْ..
وعندما يستنزفونَ حِبْرَهُ..
وفِكْرَهُ..
يرمُونَهُ ، في الريح، كالأشلاءْ..
هذا لهُ زاويةٌ يوميةٌ..
هذا له عمود..
طريقةُ الركوعِ..
والسجودْ..
لا ترفع الصوتَ.. فأنتَ آمِنْ .
ولا تناقش أبداً مسدساً..
أو حاكماً فرداً..
فأنت آمِنْ..
وكن بلا لونٍ، ولا طَعْمٍ، ولا رائحةٍ..
وكن بلا رأيٍ..
ولا قضيةٍ كبرى..
واكتبْ عن الطقسِ ،
وعن حبوب منع الحملِ - إن شئت-
فأنت آمن..
هذا هو القانون في مزرعة الدواجنْ..
كيف تُرى، نؤسسُ الكتابهْ؟
والرمل في عيوننا
والشمس من قصدير
والكاتب الخارج عن طاعتهم
يُذبح كالبعيرْ..
أيا طويلَ العمر:
وتشتري الأقلامَ بالأرطالْ..
لسنا نريد أي شيءٍ منك..
فانكح جواريك كما تريد..
واذبح رعاياك كما تريد..
وحاصر الأمة بالنار.. وبالحديد..
لا أحدٌ..
يريد منك مُلْكَكَ السعيدْ..
لا أحدٌ يُريدُ أن يسرُقَ منك جُبَّة الخِلافَهْ..
فاشْربْ نبيذَ النفطِ عن آخِرِهِ..
واتْرُكْ لنا الثقافهْ....
وعن حبوب منع الحملِ - إن شئت-
فأنت آمن..
هذا هو القانون في مزرعة الدواجنْ..
كيف تُرى، نؤسسُ الكتابهْ؟
في مثل هذا الزمن الصغيرْ.
والرمل في عيوننا
والشمس من قصدير
والكاتب الخارج عن طاعتهم
يُذبح كالبعيرْ..
أيا طويلَ العمر:
يا من تشتري النساءَ بالأرطالْ..
وتشتري الأقلامَ بالأرطالْ..
لسنا نريد أي شيءٍ منك..
فانكح جواريك كما تريد..
واذبح رعاياك كما تريد..
وحاصر الأمة بالنار.. وبالحديد..
لا أحدٌ..
يريد منك مُلْكَكَ السعيدْ..
لا أحدٌ يُريدُ أن يسرُقَ منك جُبَّة الخِلافَهْ..
فاشْربْ نبيذَ النفطِ عن آخِرِهِ..
واتْرُكْ لنا الثقافهْ

صاحب اللواء
12-23-2014, 01:00 AM
الله يرحم الشاعر نزار القباني ويجزيه خيرا

مرجان
08-17-2020, 02:25 PM
كلام في الصميم

الله يرحمه