المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأيضا عصام الكاظمي مع الفيل



الناصر
03-29-2005, 07:07 AM
عن صحيفة الرأي العام 26/3/2005



قراءة طلابية لـ «فيل» سعدالله ونوس على المسرح المدرسي

كتب حسين صالح: في إطار المسابقة السنوية للعروض المسرحية التي تنظمها وزارة التربية بين مدارس المرحلة الثانوية قدمت ثانوية فهد الدويري للمقررات بنين التابعة لمنطقة حولي التعليمية قراءة جديدة لرائعة الكاتب المسرحي العربي الراحل سعدالله ونوس «الفيل يا ملك الزمان» في عرض مسرحي قصير من اخراج عصام الكاظمي واداء مجموعة من طلاب المدرسة الموهوبين في التمثيل ومختلف المكملات الفنية للعرض المسرحي.

العرض المسرحي الطلابي اختصر النص الاصلي للمسرحية في نصف ساعة حاول من خلال مخرج العرض عصام الكاظمي ان يختصر الملحمة الدرامية الشعرية للنص الاصلي في عرض يتناسب مع قدرات الطلاب من جانب ويحكي المقولة الرئيسية للنص من جانب آخر ولقد نجح فعلا الطلاب في إيصال جوهر النص الذي سبق وقدم على خشبات المسرح العربي بعشرات الرؤى والقراءات المختلفة بين اكاديميين ومحترفين ومهرجانات محلية ودولية ايضا، واعتقد ان طلاب ثانوية فهد الدويري قد حفظوا الدرس وسمعوه على طريقتهم مفاجئين حضور العرض بإمكانات تفوق ما يتوقع منهم سواء على مستوى الأداء او الانسجام في التشكيل الحركي او حفظ وتسميع «الديالوجات» المطولة التي يمتاز بها النص باللغة الفصحى، وهي باعتقادي السمة الاكثر اشراقة في العرض المسرحي والتي استوعبت الكثير من «هنات» التواتر الدرامي على المسرح.

كما نعلم تتحدث المسرحية عن ملك في مكان ما وزمان ما اهدي «فيلا صغيرا من ملك الهند فوقع في نفسه موقع الفخر والاعتزاز بهذه الهدية مما جعله يدع الفيل يكبر في المدينة بحرية التجول فيها، ومع مرور الزمن يصبح الفيل المدلل مبعث قلق اهل المدينة البسطاء حيث يخرب زرعهم، ويتلف تجارتهم ويقتل اطفالهم ويدوس في طريقه ما يحلو له من دون ان يعترضه احد.
يجتمع الناس ويقررون الذهاب الى الملك جماعة ويتحدون في شكوى يقدمونها له لعله يرق لحالهم ويمنع عنهم اذى الفيل وفي حضرة الملك يتخلى المجموعة عن زعيمهم تحت وطأة الخوف والرعب، مما يجد نفسه في مواجهة خطيرة مع الملك وبسرعة البديهة يقرر عقاب مواطنيه الجبناء الضعفاء الذين بذل الجهد الجهيد في تحفيظهم الشكوى وبث روح الشجاعة فيهم ويقدمهم للملك علي انهم جاءوا يطالبونه بتزويج الفيل خوفا عليه من الوحدة واملا في ان ينجب لهم افيالا صغيرة تملأ عليهم المدينة بهجة وتبعث في نفوسهم الطمأنينة والألفة.

يفرح الملك بالاقتراح ويقع في نفسه موقع القبول ويصدر فرمانات «ملكية» بإقامة الافراح والبحث عن «فيلة» ليزوجها من الفيل ومكافأة الرجل صاحب الاقتراح بمرافقة الفيل بصفة رسمية، النص بالطبع يحمل اسقاطات سياسية على غياب الديموقراطية والظلم والقهر من جهة ومن جهة ثانية يسقط على ضعف الشعوب ووهنهم تحت وطأة الخوف والذي يدفع بهم من حال السوء الى الاسوأ.

الحديث عن اسقاطات النص المعروف لسعدالله ونوس يطول، ولكن اللافت ان طلاب الثانوية رغبوا في قراءته من الزاوية التي تناسبهم واستطاعوا ان يمنحوا العرض حيوية تناسب تركيبته الدرامية، التي تعتمد على المزج بين الاداء الجماعي والاداء الفردي، وبرغم بساطة الامكانات الفنية التي رافقت العرض على مسرح المدرسة إلا ان المخرج عصام الكاظمي قد سعى الى نسج عرض مسرحي بالقدر الادنى من التكامل الفني بين عناصر المسرح كالإضاءة والمؤثرات الصوتية والازياء, وكما يحسب للمخرج اجتهاده باستثناء بعض السلبيات التي تتعلق بوتيرة العرض في التشكيل الحركي واولوية الفعل الدرامي على المسرح ويحسب ايضا للطلاب مهارتهم في الحفظ وشجاعتهم في مواجهة الجمهور بالقدر القليل من الاخطاء.

والمستوى الجيد من استيعاب الادوار والتعبير عنها بأداء جاذب ومقنع في الإيماءة والحركة، ويحسب ايضا للطلاب تلك العلاقة الإيجابية فيما بينهم من جانب وفيما بينهم وبين النص من جانب آخر حتى ان روح الجماعة قد منحت كلا منهم الشجاعة في الاداء الفردي ضمن الاطار العام للعرض، وهي ايجابية تحسب لاختيار العرض الذي يحسب له ايضا ثراءه في الحبكة الدرامية والمضمون الفكري الذي يسيل لعاب المسرحيين دائما لتقديمه برؤى مختلفة وقراءات متعددة بداية من المحترفين والى الهواة ووصولا الى المسرح المدرسي صاحب الجائزة الكبرى.

يذكر ان هذا النص كان قدمه مسرح الشباب قبل اربع سنوات وحصل من خلاله على الجائزة الكبرى لمهرجان الكويت المسرحي بإخراج جابر محمدي ومثل المسرحية ذاتها مسرح الشباب في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، وربما تلك التجربة التي اثرت في عصام الكاظمي عضو مسرح الشباب فاختار النص لينفرد بإخراجه على المسرح المدرسي حالما سنحت له الفرصة.

وعصام الكاظمي خريج العلوم البيولوجية في جامعة الكويت ويعمل معلما لمادة الاحياء في المدرسة ذاتها، الى جانب نشاطه المسرحي البارز ممثلا ومعدا ومساعدا للإخراج بين المسرح الجامعي ومسرح الشباب والمعهد العالي للفنون المسرحية وله مشاركات كثيرة في الملتقيات المسرحية والمهرجانات المحلية والعربية.

وثيقة سرية
من أهم الإيجابيات التي نحتسبها لهذا العرض هذه المبادرة الاعلامية بدعوة الصحافيين والنقاد لمشاهدة عرض خاص للمسرحية، ولولا هذه البادرة لما سمعنا عن مسابقة العروض المسرحية لوزارة التربية لعام 2005 والتي نظمت كوثيقة سرية للغاية ويبدو ان ادارة الانشطة في وزارة التربية تعاني من نقص في الميزانية التي لم تمكن القائمين على هذه المسابقة بالتواصل مع الاعلام الفني او ان المسابقة المسرحية تنظم في اطار تربوي خاص جدا لا ينبغي ان يعلم بها احد وفي كل الحالات نلتمس لهم العذر ونقدم الشكر والتقدير للفريق المسرحي في ثانوية فهد الدويري والشكر ايضا لإدارة المدرسة التي انفقت على هذا الانتاج الذي اتوقع لو حظيت وزارة التربية بأربعة او خمسة عروض على هذا المستوى لاستعاد المسرح المدرسي امجاده، ورسالته ولكن فيما يبدو انه العرض الوحيد فيما يسمى بالمسابقة المسرحية الذي
يستحق المشاهدة!

فريق المسرحية
الممثلون: عبدالله البلوشي، عبدالعزيز القريني، علي عادل، حسين صرخوه، احمد سالم، يوسف القطان، يوسف بن علي، عبدالمحسن علي، عبدالعزيز حسن، مشاري العبدالجليل، فاضل عباس، محمد السعيد، المقداد محمد، طلال عبدالمجيد مبارك ابو الحسن، محمد المتروك، محمد العربيد، عيسى غضنفري، محمد خليل، يوسف البلوشي، ايوب دشتي، علي عثمان، احمد الصفار، احمد فؤاد علي الانصاري مساعد مخرج علي عثمان الشقيح ديكور وادارة مسرحية علي فيصل الانصاري، ازياء وادارة مسرحية المقداد محمد ابراهيم، اضاءة احمد حسين الصفار، صوت احمد فؤاد المتروك، مؤثرات صوتية عيسى غلوم، علي عادل، مكياج وإخراج عصام الكاظمي.