المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يعمل كبار موظفي حكومتنا «كمحامين دفاع»! .... علي البغلي



القمر الاول
08-30-2014, 01:08 AM
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/49474.jpg

الاسم: علي أحمد البغلي

لا يستطيع المراقب للأمور العامة، التي تمشي ضد المنطق في هذا البلد بقيادة حكومتنا الرشيدة، إلا أن يشعر بالاستغراب المشوب بالقلق.. ومصدر الاستغراب هو دفاع معظم موظفي حكومتنا الكبار غير المبرر عن دعم بعض الجمعيات والشخصيات الكويتية للإرهاب.

واتهام تلك الشخصيات والجمعيات لم يأت من فراغ، أو من مصدر معادٍ.. فالمصدر كان السلطات الأميركية، أو الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن.. نتذكر اتهام أحد مسؤولينا الكبار (بدرجة وزير) منذ أشهر بدعم المنظمات الإرهابية، الأمر الذي نفته الحكومة ونفاه الوزير الأصولي، ومع ذلك فقد «قص الوزير الحق من نفسه واستقال»، فلا دخان من دون نار!

مندوبنا لدى الأمم المتحدة شكك باتهام مجلس الأمن لمواطنين كويتيين من بين «6» من العرب بدعم الإرهاب المستجد (داعش والنصرة).. والكل تساءل: ما مصلحة مجلس الأمن في الزج باسم الكويت في دعم الإرهاب، لو لم تكن هناك أدلة دامغة؟! ولماذا لم نر أسماء لشخصيات من دول أخرى تتهم بدعم الإرهاب؟!

وهو دليل على أن مجلس الأمن لم تكن تعنيه الدول ولا الأسماء، بل النشاطات المنسوبة لهؤلاء الأفراد والداعمة للإرهاب النحري المستجد، والمهدد للعالم المتحضر بأجمعه، وغير المسبوق في التاريخ الحديث والمعاصر.

***

آخر محامي الدفاع للمتهمين بدعم الإرهاب هو موظف بوزارة الشؤون بدرجة مدير إدارة. السيد المدير كذّب أكبر الصحف الأميركية تأثيراً ومصداقية، وهي «نيويورك تايمز»، التي قالت إن الكويت متهمة بمساندة الإرهاب المتمثل في «داعش».. وصحيفة نيويورك تايمز لم تتهم الكويت كحكومة بمساندة ذلك التنظيم المتوحش، بل إن الاتهام موجّه لأفراد ومنظمات وجمعيات في الكويت ربما يعرفهم السيد المدير، فهم جمعوا الملايين، من دون أن تحرّك وزارته ساكناً!

والوزارة أقرّت مراراً وتكراراً، وبلسان نفس المدير بوجود تبرعات غير مرخصة من قبل أفراد ومجموعات.. ولكنها لم تعلن عنها مع أنها تعمل في الشمس، وليس في الظلام، حيث إن الوزارة شكلت (حسب التقليد الكويتي) فريق عمل لمراقبة العمل الخيري والتبرعات غير المرخصة للكشف عن الأشخاص والمجموعات التي تجمع الأموال من دون ترخيص!

ونحن نقول للأخ المدير «شعقبه - عقب ما طارت الطيور بأرزاقها» وجمعت تلك الجمعيات والأفراد الملايين غذت بها الإرهاب الداعشي، والذي يعرف القاصي والداني أن تمويله يأتي من الكويت ودولة إقليمية كبيرة.. ولا يقصد أن حكومات هاتين الدولتين هي الداعمة والمتبرعة، بل أفراد وجماعات فيها في ظل الإهمال الحكومي الصارخ، من وزارة الشؤون في مراقبة تلك الجماعات والأفراد، والبنك المركزي الذي مرت تلك الأموال تحت أنف رقابته من دون أن يحرك ساكنا!

ونقول للمدير الفاضل «إن كنت ناسي نفكرك» ألم تقم وزارتكم الموقرة تحت الضغط بإنذار أو إقفال عشرات الفروع غير المرخصة المنتشرة ربما بتشجيع من وزارتكم في كل منطقة وكل حي، تجمع الأموال وتغسل العقول! لتأتي لنا الآن وتكذّب خبر تلك الصحيفة الرزينة؟! ودفاعك ضد المتهمين بدعم الإرهاب في الكويت ما هو إلا غالبا دفاع غير مباشر عن وزارتك وإدارتك في الإهمال بالقيام بواجباتها فيما مضى من أيام وشهور وسنين، في الرقابة على مثل تلك النشاطات غير الخيرية -قولاً واحداً-!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



علي أحمد البغلي

Ali-albaghli@hotmail.com