الناصر
03-28-2005, 07:52 PM
أنقل لكم هذه المقالة من جريدة الرأي العام عدد يوم السبت 26/3/2005:
حبر على أرق / الفيل يا ملك الزمان!
د. ساجد العبدلي
بعض الأشياء، حينما تعجبك وتبهرك، تلجم لسانك! وتحتاج بعدها الى بعض من الوقت حتى ترتب أفكارك علك تجد الطريقة المثلى للتعبير عن رأيك فيها! هذا الشعور هو بالضبط ما اعتراني بعدما حضرت عرض مسرحية (الفيل يا ملك الزمان) الطلابية على مسرح ثانوية فهد الدويري للمقررات في الجابرية، فقد وجدتني وأنا أصافح المخرج لا أقول سوى كلمة: رائع,, رائع!
والحقيقة أني كنت على شفير الاعتذار من الأخ الكريم عصام الكاظمي مخرج المسرحية لكثرة انشغالي، ولكن ومن حسن حظي قدر الله لي أن أجد بعض الوقت فأذهب، لأكتشف بأني كنت سأضيع فرصة لمشاهدة عمل مسرحي من أجمل وأجود ما رأيت وتابعت منذ فترة طويلة.
مسرحية الفيل يا ملك الزمان التي تشارك بها ثانوية فهد الدويري في مسابقة العروض المسرحية التي تنظمها وزارة التربية، تقدمها مجموعة رائعة من الطلاب الذين تألقوا وأبدعوا في أداء أدوارهم بتناسق وعلى درجة واضحة من التمكن, وقد وجدت أن هذا العمل لا يقل عن الأعمال المحترفة بشيء، بل لا أتردد في القول بأنه يتجاوز الكثير منها، فهو لم يتميز على صعيد الأداء فحسب، بل تميز أيضا على صعيد المحتوى ذي الدلالات العميقة والثقيلة جدا!
تدور فكرة المسرحية حول مدينة يحكمها ملك لديه فيل مدلل, ولأنه يحب فيله جدا يتركه يسرح ويمرح في المدينة، فيعيث الفيل فيها فسادا وتدميرا وتخريبا, ومع الأيام ومع تزايد حجم الخراب والدمار الذي يخلفه الفيل يأخذ أهل المدينة بالتذمر والشكوى، فيتزعمهم شاب يقترح عليهم أن ينظموا صفوفهم ويذهبوا بشكواهم الى الملك، ويعلمهم كيف يتكلمون بصوت واحد وبشكل منظم, وتكون الخطة بأن يبدأ هو بالكلام فيقول للملك: الفيل يا ملك الزمان، ليرددوا هم جميعا من خلفه تفاصيل شكواهم! لكنه وحين قادهم الى بلاط الملك، وباشر بترديد الجملة لأكثر من مرة وجدهم يلوذون بالصمت من خلفه، فما كان منه وخوفا من سيف الملك الا أن قال بأن أهل المدينة جاءوا ليعبروا للملك عن حبهم الشديد للفيل، وأنه يسوؤهم أن يكون بلا زوجة، وسيسعدهم أن يروه متزوجا فينجب آلاف الأفيال لتكتمل سعادتهم! يفرح الملك بشعبه، ويصدر فرمانا باحضار (فيلة) من الهند زوجة للفيل المدلل! ليسدل الستار على مشهد الشعب المصدوم بأن مصيبته صارت أشد وأكبر لأنه صمت وما استطاع أن يواجه الملك!
هذا العمل الرائع على كل مستوياته يستحق الاشادة فعلا ويستحق التفاتة جادة من أصحاب الشأن، كما أن ادارة ثانوية فهد الدويري ممثلة بمدير المدرسة محمد حسن شاغولي، تستحق الشكر فعلا على دعمها لمثل هذا النشاط الناضج والمفيد.
شكرا جزيلا للمخرج عصام الكاظمي على دعوته الكريمة لي لحضور هذه المسرحية الممتعة، وشكرا لكل طاقم التمثيل لروعة أدائهم وابداعهم، وبالأخص الطالب المبدع علي عثمان الشقيح والذي قدم دور الشاب الذي قاد المجموعة للذهاب الى بلاط الملك باقتدار وتمكن مذهلين!
ومرة أخرى,,, عمل رائع,,, رائع,,, رائع!!
طبيب وناشط سياسي كويتي
http://www.alraialaam.com/26-03-2005/ie5/articles.htm#1
حبر على أرق / الفيل يا ملك الزمان!
د. ساجد العبدلي
بعض الأشياء، حينما تعجبك وتبهرك، تلجم لسانك! وتحتاج بعدها الى بعض من الوقت حتى ترتب أفكارك علك تجد الطريقة المثلى للتعبير عن رأيك فيها! هذا الشعور هو بالضبط ما اعتراني بعدما حضرت عرض مسرحية (الفيل يا ملك الزمان) الطلابية على مسرح ثانوية فهد الدويري للمقررات في الجابرية، فقد وجدتني وأنا أصافح المخرج لا أقول سوى كلمة: رائع,, رائع!
والحقيقة أني كنت على شفير الاعتذار من الأخ الكريم عصام الكاظمي مخرج المسرحية لكثرة انشغالي، ولكن ومن حسن حظي قدر الله لي أن أجد بعض الوقت فأذهب، لأكتشف بأني كنت سأضيع فرصة لمشاهدة عمل مسرحي من أجمل وأجود ما رأيت وتابعت منذ فترة طويلة.
مسرحية الفيل يا ملك الزمان التي تشارك بها ثانوية فهد الدويري في مسابقة العروض المسرحية التي تنظمها وزارة التربية، تقدمها مجموعة رائعة من الطلاب الذين تألقوا وأبدعوا في أداء أدوارهم بتناسق وعلى درجة واضحة من التمكن, وقد وجدت أن هذا العمل لا يقل عن الأعمال المحترفة بشيء، بل لا أتردد في القول بأنه يتجاوز الكثير منها، فهو لم يتميز على صعيد الأداء فحسب، بل تميز أيضا على صعيد المحتوى ذي الدلالات العميقة والثقيلة جدا!
تدور فكرة المسرحية حول مدينة يحكمها ملك لديه فيل مدلل, ولأنه يحب فيله جدا يتركه يسرح ويمرح في المدينة، فيعيث الفيل فيها فسادا وتدميرا وتخريبا, ومع الأيام ومع تزايد حجم الخراب والدمار الذي يخلفه الفيل يأخذ أهل المدينة بالتذمر والشكوى، فيتزعمهم شاب يقترح عليهم أن ينظموا صفوفهم ويذهبوا بشكواهم الى الملك، ويعلمهم كيف يتكلمون بصوت واحد وبشكل منظم, وتكون الخطة بأن يبدأ هو بالكلام فيقول للملك: الفيل يا ملك الزمان، ليرددوا هم جميعا من خلفه تفاصيل شكواهم! لكنه وحين قادهم الى بلاط الملك، وباشر بترديد الجملة لأكثر من مرة وجدهم يلوذون بالصمت من خلفه، فما كان منه وخوفا من سيف الملك الا أن قال بأن أهل المدينة جاءوا ليعبروا للملك عن حبهم الشديد للفيل، وأنه يسوؤهم أن يكون بلا زوجة، وسيسعدهم أن يروه متزوجا فينجب آلاف الأفيال لتكتمل سعادتهم! يفرح الملك بشعبه، ويصدر فرمانا باحضار (فيلة) من الهند زوجة للفيل المدلل! ليسدل الستار على مشهد الشعب المصدوم بأن مصيبته صارت أشد وأكبر لأنه صمت وما استطاع أن يواجه الملك!
هذا العمل الرائع على كل مستوياته يستحق الاشادة فعلا ويستحق التفاتة جادة من أصحاب الشأن، كما أن ادارة ثانوية فهد الدويري ممثلة بمدير المدرسة محمد حسن شاغولي، تستحق الشكر فعلا على دعمها لمثل هذا النشاط الناضج والمفيد.
شكرا جزيلا للمخرج عصام الكاظمي على دعوته الكريمة لي لحضور هذه المسرحية الممتعة، وشكرا لكل طاقم التمثيل لروعة أدائهم وابداعهم، وبالأخص الطالب المبدع علي عثمان الشقيح والذي قدم دور الشاب الذي قاد المجموعة للذهاب الى بلاط الملك باقتدار وتمكن مذهلين!
ومرة أخرى,,, عمل رائع,,, رائع,,, رائع!!
طبيب وناشط سياسي كويتي
http://www.alraialaam.com/26-03-2005/ie5/articles.htm#1