مجاهدون
03-28-2005, 07:33 AM
لـ كورت نيمو *
* كاتب أمريكي
كتابات - ترجمة / ماجد مكي الجميل
هل هناك غرابة في أن يعلن فلسطيني، أحمد تيسير أبو عدس، مسؤوليته عن مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري؟ لا، على الإطلاق إذا كانت هناك حكومات بحد ذاتها أرادت أن تجعل الأمر وكأنه من إخراج فلسطيني، وأن تصوّر للعالم أن الملايين من العرب عموما هم مسلمون متعصبون ومجانين. قالت وكالت أنباء رويترز: "التحقيقات الأولية أظهرت أن (عدس) هو من أتباع المدرسة الفكرية الإسلامية الوهابية وهو مذهب متزمّت من مذاهب الإسلام يُمارس في السعودية،" هذا ما قالته رويترز بتاريخ 14 فبراير http://www.alertnet.org/thenews/newsdesk/L14681185.htm
. ولم تستطع رويترز أن تضبط نفسها أكثر فقالت أيضاً: "تقول الحكومات الغربية ورجال الدين المسلمين المعتدلين أن هذا الصنف brand من المذاهب الإسلامية، الذي يتحكّم بكافة أوجه الحياة، يحثّ على التطرف." رويترز تتحدث كما لو كانت مُجبرة على تقديم هذه الوجبة الشهية من الأنباء السارة عن التعصب الإسلامي.
من الطبيعي أن الفلسطيني عدس قد ارتبط بمنظمة شبيهة بالقاعدة. "لقد ظهر قبل ذلك في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة يدعي مسؤولية قتل الحريري الذي أسماه بعميل سعودي….. الشريط الذي بثته الجزيرة يُظهر عدس جالساً أمام رايةٍ سوداء تحمل اسم "مجموعة الجهاد في بلاد الشام"… لقد أطلق على الحريري صفة العميل السعودي، وقال أن الهجوم جاء أيضاً "انتقاماً للشهداء الأبرار الذين قتلوا على يد قوات أمن النظام السعودي،" ونعتَ العربية السعودية بمصطلحٍ دينيّ غالباً ما يُستخدَم من قبل مجاهدي القاعدة "الذين يقاتلون الحكومة السعودية حليفة الحكومة الأمريكية منذ 2003."
يا للروعة والعظمة… أيّ اكتشاف هذا… لقد استخدم عدس كلمة تستخدمها القاعدة !
ينبغي أن نُسجّل هنا أن رفيق الحريري هو ملياردير مُحب للأعمال الخيرية والإنسانية، ومن المحتمل أن يكون لديه من الأعداء أكثر مما لديه من ملايين، بضمنهم إسرائيل. لو عدنا إلى عام 2003، فقد قال الحريري عندما كان رئيساً للوزراء: ، "تريد إسرائيل من خلال ممارساتها العدوانية أن تخلق وضعاً جديداً في المنطقة." ويمكن الرجوع إلى نص تصريحه على الموقع التالي طبقاً لما أوردته (ميدل إيست نيوز لاين http://www.kokhavivpublications.com/2003/israel/10/0310132245.html، جاءت تصريحات الحريري هذه بعد أيام قليلة من قصف إسرائيل لسوريا، وقد كان عملاً من أعمال الحرب المكشوفة التي تتحدى الطرف الآخر بوقاحة وصلف لدعم إدارة بوش.
علاوة على ذلك، لعب الحريري دوراً مهماً عام 1996 http://www.cnn.com/WORLD/9604/13/israel.lebanon.pm/ في محاولته إخراج إسرائيل من لبنان، وقد ذهب بعيداً بمحاولته بالدعوة لعقد اجتماع دبلوماسي من سوريا ومصر وفرنسا لإنهاء العدوان الإسرائيلي.
وأخيراً كانت هناك قضية نهر الوزّاني، وهو رافد من نهر الحصباني يصبّ في نهر الأردن ثمّ في بحيرة الجليل وهو أكبر خزّان إسرائيلي للمياه الحلوة. لقد اعتبرت إسرائيل خطط لبنان لضخ المياه بواسطة الأنابيب من نهر يحمل مياها حلوة بأنه "أمر خطير." لقد أعلن الإسرائيليون عن نواياهم لبدء حرب http://www.globalpolicy.org/security/issues/lebanon/2003/0115wa.htm حول مقدار كمية المياه التي يضخّها لبنان من النهر، وهي في الحقيقة كمية تقلّ بكثير عما حدّدته اتفاقية عام 1995 (لبنان يأخذ 353 مليون قدم مكعّب في السنة من نهري الوزّاني والحصباني، أي أدنى من ألـ 1.2 مليار قدم مكعب المسموح له ضخها بموجب الاتفاقية). وهناك تقديرات تؤكّد أن إسرائيل تستخدم 5.3 مليار قدم مكعّب من مياه النهرين سنوياً.
كتب سام حمّود قائلا: أينما توجّه أنظارك، لن تجد أحداً يمكن أن يكسب من مقتل الحريري باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة، لأن موت الحريري يُمكن أن يُسبّب بعض القلاقل الممكنة في السياسة اللبنانية وحياتها العامة أيضا." يضيف حمّود: http://www.informationclearinghouse.info/article8060.htm "أغلب خبراء الشرق الأوسط في العالمين العربي والإسلامي يعتقدون أن يد إسرائيل قد اشتغلت في مقتل رئيس وزراء لبنان السابق." وكتب حمّود أيضاً:
مقتل الحريري يشبه إلى حد كبير تلك الأعمال التي تجري في العراق، هذا العمل أما أن يكون من تدبير أوبس الظلام الإسرائيلي (أوبس هو آلهة الحصاد عند الرومان ـ الوطن ـ) أو المرتزقة الأمريكان المستأجرين لقتل الوطنيين في العالمين العربي والإسلامي. لهذا السبب يعرف الناس في لبنان اليوم أن الأمر لا يتعلق ببضعة منشقين "من جماعات إسلامية" (لم يسمع بها أحد، ولا أحد يعتقد أنها قائمة في فعلاً). ولهذا السبب أيضاً يحث القادة الدينيون من السنة والشيعة في العراق أتباعهم ألا ينتقموا من بعضهم البعض لأنهم يعرفون أن القتل يجري باحتراف عالٍ وينفّذه أشخاص من خارج العراق، تحديداً من إسرائيل والولايات المتحدة. وعلى نحو مماثل لما يجري في العراق فالقرائن واضحة العيان للخبراء، لكن هؤلاء الخبراء غير مسموح لهم بإبداء آرائهم في وسائل الإعلام الأمريكية. غير أن البروفيسورة ريم علاف، من المعهد الملكي البريطاني، كانت محقّة بقولها أن اغتيال الحريري من عمل مخابرات أجنبية ـ ونحن الملعونون بجهنم إلى أبد الآبدين نعرف جيداً من هما الاثنين الوحيدين اللذين يمكن أن يستفيدا من هذا القتل ـ لأنهما الوحيدان الممكن أن يكسبا جراء هذا الصنيع، إنهما إسرائيل وأميركا.
ما يتعلق بـ "مجموعة الجهاد المقدس في بلاد الشام" مع تلميحات بارتباطاتها الفلسطينية (رئيس المجموعة فلسطيني) وارتباطات مع القاعدة (استخدمت كلمات سبق أن استخدمتها القاعدة) فما عليك إلا أن تتأمل التالي: في أواخر عام 2002 "اعتقلت سلطات الأمن الفلسطينية … مجموعة من الفلسطينيين بسبب تعاونهم مع إسرائيل في تشكيل شبكة إرهابية تابعة لواحدة من شبكات تنظيم القاعدة متخصصة في تنفيذ عملياتها في الأراضي المحتلة،" هذا ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية ويمكن مراجعة الرابط التالي http://www.propagandamatrix.com/palestinians_arrest_al_qaeda_poseurs.htm هناك عناصر معينة صدرت إليها تعليمات من الموساد لتشكيل خلية تحت اسم القاعدة في قطاع غزّة لتبرير الاعتداءات والحملات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد غزّة،" هذا ما قاله وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه لوكالة أنباء رويترز، ويمكن قراءة التصريح في الرابط التالي: http://www.propagandamatrix.com/palestinians_arrest_al_qaeda_poseurs.htm
وعودة مرة أخرى لما يقوله حمّود:
أنظر من هو المستفيد الأكبر وبالمقابل من هو الخاسر الأكبر من اغتيال رئيس الوزراء الحريري. اللبنانيون سيخسرون الكثير، وكذلك السوريون (كان قريباً من الرئيس السوري بشّار الأسد)، وأيضاً ستخسر البلدان العربية الأخرى في المنطقة التي رأت فيه زعيم قويّ وعنصر استقرار في السياسة اللبنانية. من جهة أخرى إسرائيل تريد الفوضى في لبنان، مثلها مثل أميركا، وكلا البلدين يريدان إقصاء سوريا من لبنان.
* كاتب أمريكي
كتابات - ترجمة / ماجد مكي الجميل
هل هناك غرابة في أن يعلن فلسطيني، أحمد تيسير أبو عدس، مسؤوليته عن مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري؟ لا، على الإطلاق إذا كانت هناك حكومات بحد ذاتها أرادت أن تجعل الأمر وكأنه من إخراج فلسطيني، وأن تصوّر للعالم أن الملايين من العرب عموما هم مسلمون متعصبون ومجانين. قالت وكالت أنباء رويترز: "التحقيقات الأولية أظهرت أن (عدس) هو من أتباع المدرسة الفكرية الإسلامية الوهابية وهو مذهب متزمّت من مذاهب الإسلام يُمارس في السعودية،" هذا ما قالته رويترز بتاريخ 14 فبراير http://www.alertnet.org/thenews/newsdesk/L14681185.htm
. ولم تستطع رويترز أن تضبط نفسها أكثر فقالت أيضاً: "تقول الحكومات الغربية ورجال الدين المسلمين المعتدلين أن هذا الصنف brand من المذاهب الإسلامية، الذي يتحكّم بكافة أوجه الحياة، يحثّ على التطرف." رويترز تتحدث كما لو كانت مُجبرة على تقديم هذه الوجبة الشهية من الأنباء السارة عن التعصب الإسلامي.
من الطبيعي أن الفلسطيني عدس قد ارتبط بمنظمة شبيهة بالقاعدة. "لقد ظهر قبل ذلك في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة يدعي مسؤولية قتل الحريري الذي أسماه بعميل سعودي….. الشريط الذي بثته الجزيرة يُظهر عدس جالساً أمام رايةٍ سوداء تحمل اسم "مجموعة الجهاد في بلاد الشام"… لقد أطلق على الحريري صفة العميل السعودي، وقال أن الهجوم جاء أيضاً "انتقاماً للشهداء الأبرار الذين قتلوا على يد قوات أمن النظام السعودي،" ونعتَ العربية السعودية بمصطلحٍ دينيّ غالباً ما يُستخدَم من قبل مجاهدي القاعدة "الذين يقاتلون الحكومة السعودية حليفة الحكومة الأمريكية منذ 2003."
يا للروعة والعظمة… أيّ اكتشاف هذا… لقد استخدم عدس كلمة تستخدمها القاعدة !
ينبغي أن نُسجّل هنا أن رفيق الحريري هو ملياردير مُحب للأعمال الخيرية والإنسانية، ومن المحتمل أن يكون لديه من الأعداء أكثر مما لديه من ملايين، بضمنهم إسرائيل. لو عدنا إلى عام 2003، فقد قال الحريري عندما كان رئيساً للوزراء: ، "تريد إسرائيل من خلال ممارساتها العدوانية أن تخلق وضعاً جديداً في المنطقة." ويمكن الرجوع إلى نص تصريحه على الموقع التالي طبقاً لما أوردته (ميدل إيست نيوز لاين http://www.kokhavivpublications.com/2003/israel/10/0310132245.html، جاءت تصريحات الحريري هذه بعد أيام قليلة من قصف إسرائيل لسوريا، وقد كان عملاً من أعمال الحرب المكشوفة التي تتحدى الطرف الآخر بوقاحة وصلف لدعم إدارة بوش.
علاوة على ذلك، لعب الحريري دوراً مهماً عام 1996 http://www.cnn.com/WORLD/9604/13/israel.lebanon.pm/ في محاولته إخراج إسرائيل من لبنان، وقد ذهب بعيداً بمحاولته بالدعوة لعقد اجتماع دبلوماسي من سوريا ومصر وفرنسا لإنهاء العدوان الإسرائيلي.
وأخيراً كانت هناك قضية نهر الوزّاني، وهو رافد من نهر الحصباني يصبّ في نهر الأردن ثمّ في بحيرة الجليل وهو أكبر خزّان إسرائيلي للمياه الحلوة. لقد اعتبرت إسرائيل خطط لبنان لضخ المياه بواسطة الأنابيب من نهر يحمل مياها حلوة بأنه "أمر خطير." لقد أعلن الإسرائيليون عن نواياهم لبدء حرب http://www.globalpolicy.org/security/issues/lebanon/2003/0115wa.htm حول مقدار كمية المياه التي يضخّها لبنان من النهر، وهي في الحقيقة كمية تقلّ بكثير عما حدّدته اتفاقية عام 1995 (لبنان يأخذ 353 مليون قدم مكعّب في السنة من نهري الوزّاني والحصباني، أي أدنى من ألـ 1.2 مليار قدم مكعب المسموح له ضخها بموجب الاتفاقية). وهناك تقديرات تؤكّد أن إسرائيل تستخدم 5.3 مليار قدم مكعّب من مياه النهرين سنوياً.
كتب سام حمّود قائلا: أينما توجّه أنظارك، لن تجد أحداً يمكن أن يكسب من مقتل الحريري باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة، لأن موت الحريري يُمكن أن يُسبّب بعض القلاقل الممكنة في السياسة اللبنانية وحياتها العامة أيضا." يضيف حمّود: http://www.informationclearinghouse.info/article8060.htm "أغلب خبراء الشرق الأوسط في العالمين العربي والإسلامي يعتقدون أن يد إسرائيل قد اشتغلت في مقتل رئيس وزراء لبنان السابق." وكتب حمّود أيضاً:
مقتل الحريري يشبه إلى حد كبير تلك الأعمال التي تجري في العراق، هذا العمل أما أن يكون من تدبير أوبس الظلام الإسرائيلي (أوبس هو آلهة الحصاد عند الرومان ـ الوطن ـ) أو المرتزقة الأمريكان المستأجرين لقتل الوطنيين في العالمين العربي والإسلامي. لهذا السبب يعرف الناس في لبنان اليوم أن الأمر لا يتعلق ببضعة منشقين "من جماعات إسلامية" (لم يسمع بها أحد، ولا أحد يعتقد أنها قائمة في فعلاً). ولهذا السبب أيضاً يحث القادة الدينيون من السنة والشيعة في العراق أتباعهم ألا ينتقموا من بعضهم البعض لأنهم يعرفون أن القتل يجري باحتراف عالٍ وينفّذه أشخاص من خارج العراق، تحديداً من إسرائيل والولايات المتحدة. وعلى نحو مماثل لما يجري في العراق فالقرائن واضحة العيان للخبراء، لكن هؤلاء الخبراء غير مسموح لهم بإبداء آرائهم في وسائل الإعلام الأمريكية. غير أن البروفيسورة ريم علاف، من المعهد الملكي البريطاني، كانت محقّة بقولها أن اغتيال الحريري من عمل مخابرات أجنبية ـ ونحن الملعونون بجهنم إلى أبد الآبدين نعرف جيداً من هما الاثنين الوحيدين اللذين يمكن أن يستفيدا من هذا القتل ـ لأنهما الوحيدان الممكن أن يكسبا جراء هذا الصنيع، إنهما إسرائيل وأميركا.
ما يتعلق بـ "مجموعة الجهاد المقدس في بلاد الشام" مع تلميحات بارتباطاتها الفلسطينية (رئيس المجموعة فلسطيني) وارتباطات مع القاعدة (استخدمت كلمات سبق أن استخدمتها القاعدة) فما عليك إلا أن تتأمل التالي: في أواخر عام 2002 "اعتقلت سلطات الأمن الفلسطينية … مجموعة من الفلسطينيين بسبب تعاونهم مع إسرائيل في تشكيل شبكة إرهابية تابعة لواحدة من شبكات تنظيم القاعدة متخصصة في تنفيذ عملياتها في الأراضي المحتلة،" هذا ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية ويمكن مراجعة الرابط التالي http://www.propagandamatrix.com/palestinians_arrest_al_qaeda_poseurs.htm هناك عناصر معينة صدرت إليها تعليمات من الموساد لتشكيل خلية تحت اسم القاعدة في قطاع غزّة لتبرير الاعتداءات والحملات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد غزّة،" هذا ما قاله وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه لوكالة أنباء رويترز، ويمكن قراءة التصريح في الرابط التالي: http://www.propagandamatrix.com/palestinians_arrest_al_qaeda_poseurs.htm
وعودة مرة أخرى لما يقوله حمّود:
أنظر من هو المستفيد الأكبر وبالمقابل من هو الخاسر الأكبر من اغتيال رئيس الوزراء الحريري. اللبنانيون سيخسرون الكثير، وكذلك السوريون (كان قريباً من الرئيس السوري بشّار الأسد)، وأيضاً ستخسر البلدان العربية الأخرى في المنطقة التي رأت فيه زعيم قويّ وعنصر استقرار في السياسة اللبنانية. من جهة أخرى إسرائيل تريد الفوضى في لبنان، مثلها مثل أميركا، وكلا البلدين يريدان إقصاء سوريا من لبنان.