المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظرة الصحيحة .. لجميع الموجودات ...



هبة الله
06-03-2003, 05:30 PM
* بُني ...

إذا إستطعت .. بالتفكر والتلقين .. فإجعل نظرتك إلى جميع الموجودات .. وخصوصا البشر .. نظرة رحمة ومحبة ...

أو ليست الموجودات كافة .. والتي لا حصر لها .. واقعة تحت رحمة رب العالمين من جهات عديدة ؟

ثم أليس وجود حياتها .. وجميع بركاتها وآثارها .. من رحمة الله ومواهبه على الموجودات ؟

وقد قيل .. " كل موجود مرحوم " .. فهل يمكن لموجود ممكن الوجود .. أن يكون له شيءٌ من نفسه ؟

أو أن يستطيع موجود مثله أن يعطيه شيئاً ما ؟

وعليه .. فإن الرحمة الرحمانية هي الشاملة للعالم بأسره ...

ثم إن الله الذي هو رب العالمين .. وتربيته التي تشمل العالم .. أو ليست تربيته مظهراً للرحمة ؟

وهل يمكن أن تكون الرحمة والتربية شاملة للعالم .. دون إقترانها بالعناية والألطاف والمحبة الإلهية ؟

إذن .. لم لا يكون من شملته العنايات والألطاف والمحبة الإلهية .. موضعاً لمحبتنا ؟

وإذا لم يكن هو الأمر منا .. أليس هو نقص فينا ؟

أليس هو ضيق أفق وقصر نظر من قبلنا ؟

إنتبه ياولدي .. لقد أصبحت أنا عجوزا دون أن أتمكن من علاج هذه النقيصة .. أو سواها من النقائص التي لا تحصى .. وأنت ما زلت شاباً .. وأقرب إلى رحمة الحق وملكوته .. فاسعَ لإزالة هذه النقيصة .. وفقك الله ووفقنا والجميع لرفع هذا الحجاب .. والتجلي بما تقتضية فطرة الله ...

* يُروى .. أن الله تعالى خاطب أحد أنبيائه .. فطلب إليه أن يأتيه بمخلوق أسوأ منه .. فقام النبي عليه السلام بعدها بسحب رفاة حمار قليلا .. إلا أنه ندم فتركها ...

فخوطب بالقول .. لو أنك أتيتني بتلك الجيفة .. لكنت سقطت من مقامك ...

وإني لا أعرف مدى صحة الحديث .. ولكن لعل الأمر بالنسبة لمقام الأولياء .. يعد سقوطاً .. حينما يرون الأفضلية لأنفسهم على غيرهم ...

فتلك أنانية وغرور .. وإلاّ فلِم كان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .. يأسف ذلك الأسف المرير على عدم إيمان المشركين .. إلى الحد الذي خاطبه الله تعالى بقوله : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ .. إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} ( الكهف/6) ...

فليس هذا .. سوى أنه عشق جميع عباد الله .. وعِشق الله .. هو عشق لتجلياته ...

فهو صلى الله عليه وآله وسلم .. يتألم مما تؤدي إليه الحجب الظلمانية للأنانية والغرور في المنحرفين .. من دفعهم إلى الشقاء ثم العذاب الأليم في جهنم نتيجةً لأعمالهم .. في حين أنه يريد السعادة للجميع ...

فهو مبعوث لتحقيق السعادة للجميع .. والمشركون المنحرفون .. عُمي القلوب .. وقفوا بوجهه .. ونصبوا له العداء .. رغم أنه جاء لإنقاذهم ...

أنا وأنت .. إذا وُفِّقنا إلى إيجاد بصيص من هذا العشق لتجليات الحق .. الموجود في أولياء الله ؟.. في أنفسنا .. وأردنا الخير للجميع .. فقد بلغنا مرتبة من الكمال المطلوب ...

اللهم أحيي قلوبنا الميتة من فيض رحمتك .. ورحمة صفيك الذي بعثته رحمة للعالمين ...

وأهل المعرفة يعلمون بأن الشدة على الكفار .. وهي من صفات المؤمنين .. وقتالهم أيضا .. رحمةٌ ولطف من الألطاف الخفية للحق ...

فالعذاب يزداد على الكفار مع كل لحظة تمرُّ عليهم .. زيادة كمية وكيفية إلى ما لا نهاية له ...

لذا .. فإن قتل من هو ميئوس من صلاحه .. هو رحمةٌ في صورة غضب .. ونعمةٌ في صورة نقمة .. بالإضافة إلى أنه رحمة ستنال المجتمع .. لأن العضو الذي يجر المجتمع كله إلى الفساد .. يُشبه إلى حدٍّ كبير العضو في البدن الذي يؤدي عدم قطعه بالبدن كله الى التلف والهلاك ...

وهذا هو الذي جعل نوحا يدعو الله { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا .. إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا} ( نوح/26-27) ...

والله تعالى يقول { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ..} ( البقرة/193) ...

وعلى هذا وما سبقه .. كانت الحدود ...
____________________

* مقتطفات من " الوصايا العرفانية " .. للإمام الخميني ...

هاشم
06-03-2003, 10:27 PM
والله أن العمر يمضى ، ولا ارى إلا اننا اضعناه فى الطريق الخطا ، وكل ذلك نتيجة التوجيهات الخاطئة من رجال الدين المزيفين الذين فسروا الدين بشكل خاطىء ودخلوا فى مناحرات وشجارات منذ أن كنا اطفالا ، ولم يتفرغوا إلا لإجتذاب هذا إلى صفهم ، او ذاك إلى حزبهم ...اما العمل فلم يكن مهما فى نظرهم فالمهم هو التواجد فى المسجد فهذا يكفى وانت رجل صالح لمجرد التواجد فى دائرتهم .