الفتى الذهبي
08-12-2014, 11:34 AM
11/08/2014
http://up50.s-oman.net/attach_l72vy.jpg
الخلافات الخليجية ستطوى نهائياً خلال المرحلة المقبلة.. وهي اختلاف في وجهات النظر بين الأشقاء
أكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان معالي يوسف بن علوي بن عبدالله، أن »الخلافات أولاً طبيعة حياة البشر، ونعتقد أنها سوف تطوى نهائياً خلال المرحلة المقبلة، وهي اختلاف في وجهات النظر بين الأشقاء، وهذا أمر طبيعي بين البشر والأنظمة«.
وأردف: »أعتقد أن الجميع مدرك أهمية المرحلة والظروف التي تمر بها المنطقة، وجميع الأشقاء لديهم هدف أسمى من تلك الخلافات التي تعيد تصحيح العديد من المسارات«.
وبشأن معوقات إقامة الاتحاد الخليجي، أوضح بن علوي أن »للسلطنة رأياً معلناً في هذا الجانب، وقالت رؤيتها للأشقاء، ونعتقد أن كل دولة لها رأي أيضاً، فمن أبرز أسباب رؤيتنا أننا غير مؤهلين لهذا الاتحاد، وقد يكون هذا الجيل الحالي غير مؤهل لإنجاز الاتحاد الخليجي، فهناك العديد من الفوارق بين دول المجلس، ما لا يمكّنها من إنجاز هذا الحلم.
وقال:لكن يمكن أن نفعل ما هو أكبر من ذلك، وهو ربط مصالح المواطنين في دول المجلس معاً، كالصناعات المشتركة، وهذا ما يجب أن نركز عليه خلال الفترة المقبلة، وألا نقفز على الواقع ونخلق مشكلة لا نستطيع أن نتحملها«.
وتابع: »فتجربة الأشقاء في اليمن أدت إلى التعارك والتصادم، ونحن لا نريد مثل هذه التجارب التي يكتب لها الفشل، بل نريد البناء على أسس متينة، لكي تستمر إلى أطول فترة«.
وأكد ابن علوي أنه »إذا أقيم الاتحاد، سوف نتعامل معه، لكن هناك بعض الدول لديها موقفنا نفسه. وعلى الحكومات الست أن تركز على ما يهم الناس، وأن تطور التعامل فيما بينها، لأن هذا التقارب سوف يوجد المواطنة الخليجية والسوق الخليجية المشتركة«.
واستطرد: »أما في الوقت الراهن، فإن الجميع يرون أن أنظمتهم في تلك المجالات هي الأفضل ولا يتخلون عنها، واتجهوا إلى التركيز على المشاريع الداخلية، إذ إن المنظور الجماعي لا يتوقف معها، وحتى في السلطنة قد نرى نظامنا الأفضل، ما زال لدينا الكثير لإنجازه، وأعتقد أن هذا هو الأهم«.
الدولة الوطنية
وتابع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان حديثه قائلاً إنه »من المهم أن يسأل الإنسان عن الأسباب التي أدت إلى هذه الأوضاع في الوطن العربي، ولماذا يتحول العالم العربي من النمو والإنتاج إلى التناحر والتدمير والقتل؟«.
وأوضح أن »هناك مسببات موضوعية لظروف لا بد أن تُدرس قبل حدوثها، وأن هناك عوامل خارجية أيضاً، وأعتقد أن الناس الذين خرجوا من تونس والدول العربية بالآلاف والملايين لم يخرجوا استجابة للشعارات؛ إلا ربما بعض القوى التي لديها فكر معيّن، والتي دخلت في هذا المد الكبير، وحاولت أن تفهم هذا الخروج الهائل لأبناء البلدان العربية، وهي ربما أيضاً فوجئت بذلك، خاصة الأحزاب السياسية التي تسعى بطرائق أو أخرى لإحداث التغيير الديمقراطي السائد في العالم«.
واستطرد: »في تقديري أن الدولة الوطنية التي جاءت على أنقاض الاستعمار، أسست هذا التطور الاجتماعي والثقافي والأكاديمي، واستمر هذا النضال للدولة الوطنية إلى أن وصل إلى عام 2011، فلم يعد يستجيب لمطالب الناس«.
وشرح ابن علوي مستفيضاً: »لو افترضنا أن مصر التي استقلت عام 1952، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت 30 مليون نسمة تقريباً، أمورها متوازنة حينها، ولكن مع التقدم الزمني حتى بدايات القرن الحالي، خرج أهل مصر على النظام، لأنه لم يعد هذا النظام الاقتصادي والسياسي قادراً على الاستجابة لمطالب الناس.
إضافة إلى عوامل أخرى لا أقول إنها مؤامرة، بل إن العالم يمر بحالة تطور منذ بدء العولمة التي ألغت الخصوصيات، وكان لها دور في ذلك، أضف إلى ذلك حالة الشعوب التي وصلت إلى مرحلة احتياجها إلى تغيير واقعها على قاعدة التطور الجديد«.
وشدد ابن علوي على أنه »من المهم استحداث نمط جديد للشعوب العربية بالبحث في قوانين وأنماط، وكل ماله علاقة بالعدالة الاجتماعية والانتقالية والسياسية«، مضيفاً: »هل بإمكان الدول العربية أن تعمل، وأن تفهم واقع المستقبل المقبل، وأن تعي أن المد السكاني يتكاثر بتوسع وتزايد وليس العكس، وأن الموارد التقليدية لم تزد مقارنة باحتياجات السكان؟«. وأردف: »السؤال هنا: هل من وسيلة للتوافق بين زيادة السكان والموارد؟..
هذا يحتاج إلى نظر عميق«. وذكر ابن علوي أن القضية أن »تجمّع الناس في مدينة واحدة يضاعف من المشكلة، ولا بد أن يكون هناك توزيع للسكان في المناطق التي يجب أن يكون فيها الخدمات، وعلينا النظر في هذه المسألة.
بالتأكيد هي ليست مهمة وبسيطة، بل هي أصعب وأخطر، ولكن لا بد منها. وخير مثال على ما حدث العاصمة بغداد التي أصبحت نموذجاً لتناقص الخدمات الحياتية فيها، بعد هجرة أبناء المدن الأخرى إليها«.
ثقافة وظواهر
وأوضح ابن علوي: »لا بد من التحاور على ثقافة جديدة، ومن المستحيل أن تستمر تطلعات السبعينيات والثمانينيات إلى اليوم، فهناك فئة من الشباب لهم رأي.
في القرنيين الماضيين كان الرأي للآباء وليس للشباب، واليوم العكس«. واستطرد: »هذه الظواهر سوف تستمر، وقد تطول، وسوف يترتب عليها الخسائر، لكننا نتطلع إلى الاستقرار.
رغبت في استعراض هذا الواقع الذي لم نستطع تجنبه، والانفجار السكاني يعد أبرز الأسباب، وعندما لم يعد لدينا أراضٍ، انتبه حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم إلى هذه القضايا، وعالجها في حينه، وهذا ما لم يحدث في الدول العربية«.
أزمة ونخبة
وأكد ابن علوي أن »العالم العربي اليوم في أزمة فكرية مختلفة، غيبت عنها النخب العربية من القومي إلى اليسار الاشتراكي، والعرب اليوم ما زالوا يبحثون عن جواب في ضوء أزمات حدثت في القرن التاسع عشر، لسؤال مركزي: أين نحن من هذا العالم؟«.
وأوضح: »نحتاج إلى نخبة من المفكرين والأكاديميين، إذ وصلنا إلى واقع أن الأكاديميين والأطباء باتوا تجاريين، حتى تراجعت الجوانب الفنية والأدبية، ومن هنا فلا بد أن ندرس هذا الموضوع، ونبحث عن العلاج بعناية«.
وتابع: »حين سألني أميركي قريب من أصحاب القرار في البيت الأبيض: (إلى متى تستمر الحالة في الوطن العربي؟)، أجبته: ربما يحصل مثل ما حصل عندكم عند حرب الاستقلال الأميركية، وربما يستمر التقاتل معنا مدة 15 أو 20 عاماً للوصول إلى الاستقرار«.
واعتبر ابن علوي أن »من بعض أسباب الأزمات وجود أحكام مسبقة لدينا، لكن ربما بعض المتخصصين في علوم الاجتماع والاقتصاد والبعيدين عن التجاذبات يستطيعون أن يكوّنوا مساراً جديداً، من خلال التفكير وتشخيص هذه الظواهر«.
وأردف: »علينا استيعاب كل هذه المكونات، كداعش والنصرة وغيرهما، ولا شك أن بعض الأشياء المهمة تغيب عنهم. ومن خلال دراسة عميقة، علينا أن نبحث أين مصلحة الأمة في عملها؟ أعتقد أننا ما زلنا لا نثق بالدراسات«.
العرب والعلوم
وشدد الوزير العماني في حديثه على أنه »لا بد من إيجاد جسور التواصل مع الغرب، فالعلوم والتطور قام بهما الغرب، ولذلك لا بد أن تكون لدينا علاقات مستقرة معه، لتعطي فرصة للتطور الاقتصادي والعلمي، ولا بد أن يسمح لبعض الطلبة العرب في أوروبا وأميركا بدراسة العلوم الدقيقة، وهو أمر لا يحدث حتى الآن، ومن هنا فإن مصلحتنا أن تكون المنطقة مستقرة«.
وأكد ابن علوي أن »مراكز البحوث العلمية ما زالت معدومة في غالبية الدول العربية، وأن وجود بعضها مثلاً في المملكة العربية السعودية وفي بعض الدول، وهي متطورة وجيدة، لأن الدولة تصرف عليها كما في الولايات المتحدة واليابان وكوريا«.
وكشف أنه »بعد حرب 1967، عيّن جمال عبد الناصر رئيس الوزراء محمد فوزي لدراسة تطوير التعليم في مصر الذي استعان بمجموعة من الأكاديميين، وكانوا يريدون البدء بالمرحلة الابتدائية وأخذ تجربة اليابان، وجاءت النتائج بالانتقال من الابتدائي إلى نظام التعليم العام بأنهم يحتاجون إلى 20 عاماً و4 مليارات جنيه، ولم تظهر هذه الدراسة«.
وتابع: »والآن الدراسة تكلف 400 مليار و40 عاماً، وهذا دليل على أن وسائل البحث العلمي تحتاج إلى وقت وإرادة، ومع الأسف الشديد الكثير فينا لا يبحث إلا عن الأسهل«.
شماعة الغرب
وزاد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان حديثه: »الآن ما حدث حدث. كيف نستطيع أن نستوعب ونفهم الدور في ضوء الواقع، وألا نجعل الغرب شماعة نعلّق عليها قميص عثمان؟«. وأردف: »كل الأمم لها دور، لكنه ليس المفجّر. نعم كانت لهم مصالح قديماً وحديثاً، ويتعاملون مع الواقع من دون عاطفة، لكن علينا أن نفهم الأسباب التي أدت إلى ذلك«.
واستطرد: »إذا فهمنا نستطيع أن نتطور، وإذا لم نفهم سوف نعلّقها بين فصيل وآخر وجماعة وأخرى، وسوف يستمر الوضع إلى 15 عاماً. وفي ظل هذا، ينبغي على النخب في البلدان العربية أن تضع دراسات بشكل صحيح، وليس عيباً أن هناك عجزاً في تطوير هذا«.
وقال: »في أوروبا، يدرسون الحالات التي تعطل مسيرتهم، ويجدون لها الحل، مروراً بالأزمات الاقتصادية التي أدت في بعض حالاتها إلى الانهيار، إذ عرفوا كيفية الخروج منها بعد تحديد أسبابها، فهل نستطيع نحن في البلدان العربية أن نبتكر أو على الأقل أن نقلدهم؟«.
تقسيم ودراسة
ورأى ابن علوي أن على العرب »ألا يتصوروا أن الغرب وإسرائيل سيقسموننا وكأننا كعكة، فيما نحن أصلاً منقسمون. المسألة أن الدول العربية تحتاج إلى النظر إلى الأسباب التي يمكن أن تقسم معظم الحكومات العربية، لم تعد تستجيب لمصالح الناس«.
وأردف: »نحن نحتاج إلى دراسة إعادة توزيع اقتصادي واجتماعي على المحافظات، وإعطائها المزيد من الصلاحيات والقوة التي تمكّنها من العمل بطريقة أفضل عبر التركيز على الاستقلالية، وعندما يتم التجاهل يأتي شبح التقسيم والانفصال، وهذه من أصعب الأشياء في ثقافة الاستقلال الوطني، والدول العربية قادرة على منع هذا التقسيم«.
الحركات المتشددة
وحول ظاهرة تمدد الحركات المتشددة في أراضي العراق وسوريا خلال الفترة الماضية، وبروزها ككيان ثالث على الأراضي العراقية، قال ابن علوي إنها »جاءت نتيجة مسببات دفعت إلى ظهورها، لا بد من معالجتها، خاصة بعد أن ركز الإعلام الغربي عليها بشكل كبير، وخاصة أننا لا نعرف الخلفيات الحقيقة للكثير من تلك التنظيمات الجهادية«.
وأردف: »على كل حال، هناك توجه جديد لكل أطياف العراق، لإعادة النظر في وحدة العراق من خلال توحيد أنفسهم، وقد تكون تلك التنظيمات جزءاً من ذلك النسيج الذي يشكّل هذه الوحدة عبر الاتفاق الشامل إذا استطاعت هذه المكونات أن تستوعب بعضها بعضاً«. وأشار ابن علوي إلى أن »هناك ظواهر جديدة ستظهر في المنطقة، وسوف تنتج أنظمة جديدة«.
الجامعة العربية
وقال بن علوي كذلك: »لا بد أن ندرس أين المتاح وغير المتاح. الجامعة العربية مرآة لتقلبات المواقف العربية، لكنها ما زالت بيت العرب، والمظلة التي يجتمع تحتها العرب، لكنهم متأخرون عن مسيرة التطور العالمية، وجرت عدة محاولات لتطويرها، وبعضها صار عبئاً على الجامعة والعمل العربي المشترك، ولا يوجد سبيل لتغيير هذا الواقع.
لقد حاولت شخصياً مع الأخضر الإبراهيمي لوضع دراسة لخدمة العمل العربي المشترك، بأن تضيف الدول العربية من 400 إلى 600 مليون دولار سنوياً للبحث العلمي في الدول الأقل نمواً، ولم نجد أحد متحمساً، الجامعة العربية عملها معطل، ولكن ليس المطلوب أن نيأس، وبرغم أن هناك لافتة علّقت في قاعة مبنى الجامعة، كُتب عليها جزء من الآية الكريمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس)، ولم يذكر الجزء الأخر منها، وهو (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)«.
الدور العُماني
وقال ابن علوي رداً على سؤال حول انتهاج القيادة العمانية سياسة »وسطية معتدلة«، أسفرت عن عدد من الإنجازات، ومنها الملف النووي الإيراني، إذ اضطلعت مسقط بدور مهم في المحادثات بين إيران ودول الغرب، إن »الملف النووي قضية دولية عالمية، وأي خطر يمكن أن يشعل الحرب«. وأوضح: »عمان ودول مجلس التعاون لا ترغب في ذلك، ولم يكن لها دور في ذلك«.
وتابع: »النقطة الأساسية أن كلاً من إيران والولايات المتحدة ليس لديهما رغبة في المواجهة، ولأن كليهما كان يبحث عن طريق للوصول إلى الآخر«، مضيفاً: »لم يكن لنا في هذا الملف ولا في غيره أهداف مخفية، غير إيجاد الاستقرار في المنطقة، وعندما تعقدت الأمور، سعينا بشكل أو بآخر مع إيران وأميركا.
ولا سيما أن أي خطأ، ربما غير مقصود، كان من شأنه أن يشعل شرارة الحرب، وعندها ستكون دول المجلس هي المتضرر الأول«.
وتابع ابن علوي: »ومن هذا المنطلق، سمعتا منا وهما راغبتان في تجنب الصراعات، وهذا ما عزز ثقة الطرفين بالسلطنة التي تتواصل مع الطرفين، ونأمل أن تكملا المفاوضات الجارية حالياً، بعد أن شكّل الطرفان مواقف مسبقة، بسبب الشحن الإعلامي الذي تم على مدى ثمانية أعوام«. وأردف: »هم يحاولون أن يحصلوا على اتفاق قائم على قاعدة لا ضرر ولا ضرار«.
وقال ابن علوي: »إيران ودول المجلس جيران، والإنسان لا يختار جاره، هناك بعض التناقضات والخلافات بينهما، لكن سوف تُحل، لأن هذه المنطقة على مر الزمان كانت وما زالت منطقة مهمة للتجارة العالمية من القرون السابقة، وتهم العالم الآخر، بفضل تجارة النفط حالياً التي كانت قبل ذلك تجارة الحرير، ولموقعها من بحار العالم، فلا بد أن يكون للعالم اهتمام بها، وهذا لمصلحتنا أن يكون للعالم مصالح أيضاً تجارية في المنطقة«.
المجالس البلدية
حول المجالس البلدية المحلية التي أنشئت أخيراً في السلطنة، قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله إن »المجالس البلدية ما زالت متواضعة في أداء دورها خلال هذه المرحلة، وهي الخطوة الأولى في إنشاء المجالس البلدية، وسوف تتحول مع التجربة إلى ما يشبه الحكم المحلي.
لكن هذا عبر التدرج، كما حدث مع مجلس الشورى وغرفة تجارة وصناعة عمان التي تحولت بعد ذلك إلى الانتخاب المباشر، وهو المنهج العماني الذي تطور بشكل مرحلي، والذي في النهاية سوف ينضج ويحقق هدفاً يُقصد منه تطوير جيل من الشباب الذي سيقود السلطنة في المراحل المقبلة«.
ابتعاد عن المهنية
قال يوسف بن علوي بن عبدالله في معرض رده على سؤال حول دور بعض وسائل الاعلام في مايسمى بالربيع العربي وقيام بعض القنوات الفضائية ببث أخبار عارية عن الصحة كقناة الجزيرة: »لا شك أن بعض وسائل الاعلام ابتعدت عن المهنية والحقيقة وستخرج جزر كثيرة كالجزيرة«.
وتابع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان: »هذه القنوات سرعان ما تفضح نفسها لو استمرت بهذا النهج المرفوض«.
التعاون الاقتصادي مع مصر
وكشف الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله، بشأن العلاقات العمانية المصرية، أن »التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري لا يرقى إلى مستوى التعاون السياسي خلال الفترة الماضية، وهذا يعود إلى أسباب تجارية وليس اخرى«.
وتابع: »قبل الأحداث في مصر، بدأت الأمور في التشكل، وكان ذلك يعود إلى انضمام كل من السلطنة ومصر إلى منطقة التجارة العربية الكبرى، والأمر الآخر بسبب ايضا وسائل النقل التي تكاد تكون معدومة بين الدول العربية في شمال افريقيا والتي لا تساعد على انتعاش التجارة البينية«.
وأعرب بن علوي عن الأمل في »تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ومجلس رجال الأعمال عبر استئناف نشاطهما، وكذلك تعزيز برنامج التبادل الدبلوماسي بين وزارتي الخارجية والذي يهدف إلى التعرف على محافظات كل دولة«.
الوضع الفلسطيني
وعن نية إسرائيل للتقسيم الزمني للمسجد الأقصى، قال بن علوي إن »هناك قرارات أممية تؤكد على الحق الفلسطيني اسرائيل لا تعبأ بها، والدول العربية تدعم السلطة الفلسطينية التي تسعى وتدعم وتجتهد وتحاول أن تجمع العالم في موقف واحد مؤيد للحقوق الفلسطينية«.
وأضاف: »باعتقادي مهما حاولت اسرائيل وعملت من اجراءات لخلق واقع جديد، فهذا لن يشعرها بالاستقرار، وهذا السيناريو الإسرائيلي سيتوقف عندما تكتمل المستوطنات في كل الضفة بما فيها القدس، وأعتقد انه سيبدأ بعدها العد التنازلي في اعادة النظر في حياتهم بالضفة الغربية، أما الآن فإن حزب الليكود لن يغير موقفه من التفاوض«.
الاعلام :
ولفت الى ان الإعلام وسيلة من أهم الوسائل التي يمكن أن يستفاد منها أينما كان، في ظل هذا التطور الهائل لوسائل الإعلام، ووجود خبرائه يتبادلون الآراء والأفكار حول الطرائق والأساليب لإيصال الرسالة الإعلامية إلى المواطن«.
وأضاف: »أعتقد أن البلاد العربية في أمسّ الحاجة إلى نقل الصورة التي يحتاج إليها المواطن العربي«.
وأشار إلى أن »الإعلام العربي انتقل من مرحلة إلى أخرى، بعد أن كان سابقاً يعتمد على ما تنقله وسائل الإعلام العالمية، إذ تطور في الخبر والرأي، وأصبح من المصادر المباشرة، ونعتقد أنه ستأتي مرحلة يذهب فيها الإعلام إلى نهج الموضوعية أكثر من الحماسة والعاطفية، وبطبيعتنا كبشر، فإن الأخطاء واردة، ولا شك أن الموضوعية أكثر قبولاً، في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلدان العربية«.
http://up50.s-oman.net/attach_l72vy.jpg
الخلافات الخليجية ستطوى نهائياً خلال المرحلة المقبلة.. وهي اختلاف في وجهات النظر بين الأشقاء
أكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان معالي يوسف بن علوي بن عبدالله، أن »الخلافات أولاً طبيعة حياة البشر، ونعتقد أنها سوف تطوى نهائياً خلال المرحلة المقبلة، وهي اختلاف في وجهات النظر بين الأشقاء، وهذا أمر طبيعي بين البشر والأنظمة«.
وأردف: »أعتقد أن الجميع مدرك أهمية المرحلة والظروف التي تمر بها المنطقة، وجميع الأشقاء لديهم هدف أسمى من تلك الخلافات التي تعيد تصحيح العديد من المسارات«.
وبشأن معوقات إقامة الاتحاد الخليجي، أوضح بن علوي أن »للسلطنة رأياً معلناً في هذا الجانب، وقالت رؤيتها للأشقاء، ونعتقد أن كل دولة لها رأي أيضاً، فمن أبرز أسباب رؤيتنا أننا غير مؤهلين لهذا الاتحاد، وقد يكون هذا الجيل الحالي غير مؤهل لإنجاز الاتحاد الخليجي، فهناك العديد من الفوارق بين دول المجلس، ما لا يمكّنها من إنجاز هذا الحلم.
وقال:لكن يمكن أن نفعل ما هو أكبر من ذلك، وهو ربط مصالح المواطنين في دول المجلس معاً، كالصناعات المشتركة، وهذا ما يجب أن نركز عليه خلال الفترة المقبلة، وألا نقفز على الواقع ونخلق مشكلة لا نستطيع أن نتحملها«.
وتابع: »فتجربة الأشقاء في اليمن أدت إلى التعارك والتصادم، ونحن لا نريد مثل هذه التجارب التي يكتب لها الفشل، بل نريد البناء على أسس متينة، لكي تستمر إلى أطول فترة«.
وأكد ابن علوي أنه »إذا أقيم الاتحاد، سوف نتعامل معه، لكن هناك بعض الدول لديها موقفنا نفسه. وعلى الحكومات الست أن تركز على ما يهم الناس، وأن تطور التعامل فيما بينها، لأن هذا التقارب سوف يوجد المواطنة الخليجية والسوق الخليجية المشتركة«.
واستطرد: »أما في الوقت الراهن، فإن الجميع يرون أن أنظمتهم في تلك المجالات هي الأفضل ولا يتخلون عنها، واتجهوا إلى التركيز على المشاريع الداخلية، إذ إن المنظور الجماعي لا يتوقف معها، وحتى في السلطنة قد نرى نظامنا الأفضل، ما زال لدينا الكثير لإنجازه، وأعتقد أن هذا هو الأهم«.
الدولة الوطنية
وتابع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان حديثه قائلاً إنه »من المهم أن يسأل الإنسان عن الأسباب التي أدت إلى هذه الأوضاع في الوطن العربي، ولماذا يتحول العالم العربي من النمو والإنتاج إلى التناحر والتدمير والقتل؟«.
وأوضح أن »هناك مسببات موضوعية لظروف لا بد أن تُدرس قبل حدوثها، وأن هناك عوامل خارجية أيضاً، وأعتقد أن الناس الذين خرجوا من تونس والدول العربية بالآلاف والملايين لم يخرجوا استجابة للشعارات؛ إلا ربما بعض القوى التي لديها فكر معيّن، والتي دخلت في هذا المد الكبير، وحاولت أن تفهم هذا الخروج الهائل لأبناء البلدان العربية، وهي ربما أيضاً فوجئت بذلك، خاصة الأحزاب السياسية التي تسعى بطرائق أو أخرى لإحداث التغيير الديمقراطي السائد في العالم«.
واستطرد: »في تقديري أن الدولة الوطنية التي جاءت على أنقاض الاستعمار، أسست هذا التطور الاجتماعي والثقافي والأكاديمي، واستمر هذا النضال للدولة الوطنية إلى أن وصل إلى عام 2011، فلم يعد يستجيب لمطالب الناس«.
وشرح ابن علوي مستفيضاً: »لو افترضنا أن مصر التي استقلت عام 1952، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت 30 مليون نسمة تقريباً، أمورها متوازنة حينها، ولكن مع التقدم الزمني حتى بدايات القرن الحالي، خرج أهل مصر على النظام، لأنه لم يعد هذا النظام الاقتصادي والسياسي قادراً على الاستجابة لمطالب الناس.
إضافة إلى عوامل أخرى لا أقول إنها مؤامرة، بل إن العالم يمر بحالة تطور منذ بدء العولمة التي ألغت الخصوصيات، وكان لها دور في ذلك، أضف إلى ذلك حالة الشعوب التي وصلت إلى مرحلة احتياجها إلى تغيير واقعها على قاعدة التطور الجديد«.
وشدد ابن علوي على أنه »من المهم استحداث نمط جديد للشعوب العربية بالبحث في قوانين وأنماط، وكل ماله علاقة بالعدالة الاجتماعية والانتقالية والسياسية«، مضيفاً: »هل بإمكان الدول العربية أن تعمل، وأن تفهم واقع المستقبل المقبل، وأن تعي أن المد السكاني يتكاثر بتوسع وتزايد وليس العكس، وأن الموارد التقليدية لم تزد مقارنة باحتياجات السكان؟«. وأردف: »السؤال هنا: هل من وسيلة للتوافق بين زيادة السكان والموارد؟..
هذا يحتاج إلى نظر عميق«. وذكر ابن علوي أن القضية أن »تجمّع الناس في مدينة واحدة يضاعف من المشكلة، ولا بد أن يكون هناك توزيع للسكان في المناطق التي يجب أن يكون فيها الخدمات، وعلينا النظر في هذه المسألة.
بالتأكيد هي ليست مهمة وبسيطة، بل هي أصعب وأخطر، ولكن لا بد منها. وخير مثال على ما حدث العاصمة بغداد التي أصبحت نموذجاً لتناقص الخدمات الحياتية فيها، بعد هجرة أبناء المدن الأخرى إليها«.
ثقافة وظواهر
وأوضح ابن علوي: »لا بد من التحاور على ثقافة جديدة، ومن المستحيل أن تستمر تطلعات السبعينيات والثمانينيات إلى اليوم، فهناك فئة من الشباب لهم رأي.
في القرنيين الماضيين كان الرأي للآباء وليس للشباب، واليوم العكس«. واستطرد: »هذه الظواهر سوف تستمر، وقد تطول، وسوف يترتب عليها الخسائر، لكننا نتطلع إلى الاستقرار.
رغبت في استعراض هذا الواقع الذي لم نستطع تجنبه، والانفجار السكاني يعد أبرز الأسباب، وعندما لم يعد لدينا أراضٍ، انتبه حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم إلى هذه القضايا، وعالجها في حينه، وهذا ما لم يحدث في الدول العربية«.
أزمة ونخبة
وأكد ابن علوي أن »العالم العربي اليوم في أزمة فكرية مختلفة، غيبت عنها النخب العربية من القومي إلى اليسار الاشتراكي، والعرب اليوم ما زالوا يبحثون عن جواب في ضوء أزمات حدثت في القرن التاسع عشر، لسؤال مركزي: أين نحن من هذا العالم؟«.
وأوضح: »نحتاج إلى نخبة من المفكرين والأكاديميين، إذ وصلنا إلى واقع أن الأكاديميين والأطباء باتوا تجاريين، حتى تراجعت الجوانب الفنية والأدبية، ومن هنا فلا بد أن ندرس هذا الموضوع، ونبحث عن العلاج بعناية«.
وتابع: »حين سألني أميركي قريب من أصحاب القرار في البيت الأبيض: (إلى متى تستمر الحالة في الوطن العربي؟)، أجبته: ربما يحصل مثل ما حصل عندكم عند حرب الاستقلال الأميركية، وربما يستمر التقاتل معنا مدة 15 أو 20 عاماً للوصول إلى الاستقرار«.
واعتبر ابن علوي أن »من بعض أسباب الأزمات وجود أحكام مسبقة لدينا، لكن ربما بعض المتخصصين في علوم الاجتماع والاقتصاد والبعيدين عن التجاذبات يستطيعون أن يكوّنوا مساراً جديداً، من خلال التفكير وتشخيص هذه الظواهر«.
وأردف: »علينا استيعاب كل هذه المكونات، كداعش والنصرة وغيرهما، ولا شك أن بعض الأشياء المهمة تغيب عنهم. ومن خلال دراسة عميقة، علينا أن نبحث أين مصلحة الأمة في عملها؟ أعتقد أننا ما زلنا لا نثق بالدراسات«.
العرب والعلوم
وشدد الوزير العماني في حديثه على أنه »لا بد من إيجاد جسور التواصل مع الغرب، فالعلوم والتطور قام بهما الغرب، ولذلك لا بد أن تكون لدينا علاقات مستقرة معه، لتعطي فرصة للتطور الاقتصادي والعلمي، ولا بد أن يسمح لبعض الطلبة العرب في أوروبا وأميركا بدراسة العلوم الدقيقة، وهو أمر لا يحدث حتى الآن، ومن هنا فإن مصلحتنا أن تكون المنطقة مستقرة«.
وأكد ابن علوي أن »مراكز البحوث العلمية ما زالت معدومة في غالبية الدول العربية، وأن وجود بعضها مثلاً في المملكة العربية السعودية وفي بعض الدول، وهي متطورة وجيدة، لأن الدولة تصرف عليها كما في الولايات المتحدة واليابان وكوريا«.
وكشف أنه »بعد حرب 1967، عيّن جمال عبد الناصر رئيس الوزراء محمد فوزي لدراسة تطوير التعليم في مصر الذي استعان بمجموعة من الأكاديميين، وكانوا يريدون البدء بالمرحلة الابتدائية وأخذ تجربة اليابان، وجاءت النتائج بالانتقال من الابتدائي إلى نظام التعليم العام بأنهم يحتاجون إلى 20 عاماً و4 مليارات جنيه، ولم تظهر هذه الدراسة«.
وتابع: »والآن الدراسة تكلف 400 مليار و40 عاماً، وهذا دليل على أن وسائل البحث العلمي تحتاج إلى وقت وإرادة، ومع الأسف الشديد الكثير فينا لا يبحث إلا عن الأسهل«.
شماعة الغرب
وزاد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان حديثه: »الآن ما حدث حدث. كيف نستطيع أن نستوعب ونفهم الدور في ضوء الواقع، وألا نجعل الغرب شماعة نعلّق عليها قميص عثمان؟«. وأردف: »كل الأمم لها دور، لكنه ليس المفجّر. نعم كانت لهم مصالح قديماً وحديثاً، ويتعاملون مع الواقع من دون عاطفة، لكن علينا أن نفهم الأسباب التي أدت إلى ذلك«.
واستطرد: »إذا فهمنا نستطيع أن نتطور، وإذا لم نفهم سوف نعلّقها بين فصيل وآخر وجماعة وأخرى، وسوف يستمر الوضع إلى 15 عاماً. وفي ظل هذا، ينبغي على النخب في البلدان العربية أن تضع دراسات بشكل صحيح، وليس عيباً أن هناك عجزاً في تطوير هذا«.
وقال: »في أوروبا، يدرسون الحالات التي تعطل مسيرتهم، ويجدون لها الحل، مروراً بالأزمات الاقتصادية التي أدت في بعض حالاتها إلى الانهيار، إذ عرفوا كيفية الخروج منها بعد تحديد أسبابها، فهل نستطيع نحن في البلدان العربية أن نبتكر أو على الأقل أن نقلدهم؟«.
تقسيم ودراسة
ورأى ابن علوي أن على العرب »ألا يتصوروا أن الغرب وإسرائيل سيقسموننا وكأننا كعكة، فيما نحن أصلاً منقسمون. المسألة أن الدول العربية تحتاج إلى النظر إلى الأسباب التي يمكن أن تقسم معظم الحكومات العربية، لم تعد تستجيب لمصالح الناس«.
وأردف: »نحن نحتاج إلى دراسة إعادة توزيع اقتصادي واجتماعي على المحافظات، وإعطائها المزيد من الصلاحيات والقوة التي تمكّنها من العمل بطريقة أفضل عبر التركيز على الاستقلالية، وعندما يتم التجاهل يأتي شبح التقسيم والانفصال، وهذه من أصعب الأشياء في ثقافة الاستقلال الوطني، والدول العربية قادرة على منع هذا التقسيم«.
الحركات المتشددة
وحول ظاهرة تمدد الحركات المتشددة في أراضي العراق وسوريا خلال الفترة الماضية، وبروزها ككيان ثالث على الأراضي العراقية، قال ابن علوي إنها »جاءت نتيجة مسببات دفعت إلى ظهورها، لا بد من معالجتها، خاصة بعد أن ركز الإعلام الغربي عليها بشكل كبير، وخاصة أننا لا نعرف الخلفيات الحقيقة للكثير من تلك التنظيمات الجهادية«.
وأردف: »على كل حال، هناك توجه جديد لكل أطياف العراق، لإعادة النظر في وحدة العراق من خلال توحيد أنفسهم، وقد تكون تلك التنظيمات جزءاً من ذلك النسيج الذي يشكّل هذه الوحدة عبر الاتفاق الشامل إذا استطاعت هذه المكونات أن تستوعب بعضها بعضاً«. وأشار ابن علوي إلى أن »هناك ظواهر جديدة ستظهر في المنطقة، وسوف تنتج أنظمة جديدة«.
الجامعة العربية
وقال بن علوي كذلك: »لا بد أن ندرس أين المتاح وغير المتاح. الجامعة العربية مرآة لتقلبات المواقف العربية، لكنها ما زالت بيت العرب، والمظلة التي يجتمع تحتها العرب، لكنهم متأخرون عن مسيرة التطور العالمية، وجرت عدة محاولات لتطويرها، وبعضها صار عبئاً على الجامعة والعمل العربي المشترك، ولا يوجد سبيل لتغيير هذا الواقع.
لقد حاولت شخصياً مع الأخضر الإبراهيمي لوضع دراسة لخدمة العمل العربي المشترك، بأن تضيف الدول العربية من 400 إلى 600 مليون دولار سنوياً للبحث العلمي في الدول الأقل نمواً، ولم نجد أحد متحمساً، الجامعة العربية عملها معطل، ولكن ليس المطلوب أن نيأس، وبرغم أن هناك لافتة علّقت في قاعة مبنى الجامعة، كُتب عليها جزء من الآية الكريمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس)، ولم يذكر الجزء الأخر منها، وهو (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)«.
الدور العُماني
وقال ابن علوي رداً على سؤال حول انتهاج القيادة العمانية سياسة »وسطية معتدلة«، أسفرت عن عدد من الإنجازات، ومنها الملف النووي الإيراني، إذ اضطلعت مسقط بدور مهم في المحادثات بين إيران ودول الغرب، إن »الملف النووي قضية دولية عالمية، وأي خطر يمكن أن يشعل الحرب«. وأوضح: »عمان ودول مجلس التعاون لا ترغب في ذلك، ولم يكن لها دور في ذلك«.
وتابع: »النقطة الأساسية أن كلاً من إيران والولايات المتحدة ليس لديهما رغبة في المواجهة، ولأن كليهما كان يبحث عن طريق للوصول إلى الآخر«، مضيفاً: »لم يكن لنا في هذا الملف ولا في غيره أهداف مخفية، غير إيجاد الاستقرار في المنطقة، وعندما تعقدت الأمور، سعينا بشكل أو بآخر مع إيران وأميركا.
ولا سيما أن أي خطأ، ربما غير مقصود، كان من شأنه أن يشعل شرارة الحرب، وعندها ستكون دول المجلس هي المتضرر الأول«.
وتابع ابن علوي: »ومن هذا المنطلق، سمعتا منا وهما راغبتان في تجنب الصراعات، وهذا ما عزز ثقة الطرفين بالسلطنة التي تتواصل مع الطرفين، ونأمل أن تكملا المفاوضات الجارية حالياً، بعد أن شكّل الطرفان مواقف مسبقة، بسبب الشحن الإعلامي الذي تم على مدى ثمانية أعوام«. وأردف: »هم يحاولون أن يحصلوا على اتفاق قائم على قاعدة لا ضرر ولا ضرار«.
وقال ابن علوي: »إيران ودول المجلس جيران، والإنسان لا يختار جاره، هناك بعض التناقضات والخلافات بينهما، لكن سوف تُحل، لأن هذه المنطقة على مر الزمان كانت وما زالت منطقة مهمة للتجارة العالمية من القرون السابقة، وتهم العالم الآخر، بفضل تجارة النفط حالياً التي كانت قبل ذلك تجارة الحرير، ولموقعها من بحار العالم، فلا بد أن يكون للعالم اهتمام بها، وهذا لمصلحتنا أن يكون للعالم مصالح أيضاً تجارية في المنطقة«.
المجالس البلدية
حول المجالس البلدية المحلية التي أنشئت أخيراً في السلطنة، قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله إن »المجالس البلدية ما زالت متواضعة في أداء دورها خلال هذه المرحلة، وهي الخطوة الأولى في إنشاء المجالس البلدية، وسوف تتحول مع التجربة إلى ما يشبه الحكم المحلي.
لكن هذا عبر التدرج، كما حدث مع مجلس الشورى وغرفة تجارة وصناعة عمان التي تحولت بعد ذلك إلى الانتخاب المباشر، وهو المنهج العماني الذي تطور بشكل مرحلي، والذي في النهاية سوف ينضج ويحقق هدفاً يُقصد منه تطوير جيل من الشباب الذي سيقود السلطنة في المراحل المقبلة«.
ابتعاد عن المهنية
قال يوسف بن علوي بن عبدالله في معرض رده على سؤال حول دور بعض وسائل الاعلام في مايسمى بالربيع العربي وقيام بعض القنوات الفضائية ببث أخبار عارية عن الصحة كقناة الجزيرة: »لا شك أن بعض وسائل الاعلام ابتعدت عن المهنية والحقيقة وستخرج جزر كثيرة كالجزيرة«.
وتابع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان: »هذه القنوات سرعان ما تفضح نفسها لو استمرت بهذا النهج المرفوض«.
التعاون الاقتصادي مع مصر
وكشف الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله، بشأن العلاقات العمانية المصرية، أن »التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري لا يرقى إلى مستوى التعاون السياسي خلال الفترة الماضية، وهذا يعود إلى أسباب تجارية وليس اخرى«.
وتابع: »قبل الأحداث في مصر، بدأت الأمور في التشكل، وكان ذلك يعود إلى انضمام كل من السلطنة ومصر إلى منطقة التجارة العربية الكبرى، والأمر الآخر بسبب ايضا وسائل النقل التي تكاد تكون معدومة بين الدول العربية في شمال افريقيا والتي لا تساعد على انتعاش التجارة البينية«.
وأعرب بن علوي عن الأمل في »تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ومجلس رجال الأعمال عبر استئناف نشاطهما، وكذلك تعزيز برنامج التبادل الدبلوماسي بين وزارتي الخارجية والذي يهدف إلى التعرف على محافظات كل دولة«.
الوضع الفلسطيني
وعن نية إسرائيل للتقسيم الزمني للمسجد الأقصى، قال بن علوي إن »هناك قرارات أممية تؤكد على الحق الفلسطيني اسرائيل لا تعبأ بها، والدول العربية تدعم السلطة الفلسطينية التي تسعى وتدعم وتجتهد وتحاول أن تجمع العالم في موقف واحد مؤيد للحقوق الفلسطينية«.
وأضاف: »باعتقادي مهما حاولت اسرائيل وعملت من اجراءات لخلق واقع جديد، فهذا لن يشعرها بالاستقرار، وهذا السيناريو الإسرائيلي سيتوقف عندما تكتمل المستوطنات في كل الضفة بما فيها القدس، وأعتقد انه سيبدأ بعدها العد التنازلي في اعادة النظر في حياتهم بالضفة الغربية، أما الآن فإن حزب الليكود لن يغير موقفه من التفاوض«.
الاعلام :
ولفت الى ان الإعلام وسيلة من أهم الوسائل التي يمكن أن يستفاد منها أينما كان، في ظل هذا التطور الهائل لوسائل الإعلام، ووجود خبرائه يتبادلون الآراء والأفكار حول الطرائق والأساليب لإيصال الرسالة الإعلامية إلى المواطن«.
وأضاف: »أعتقد أن البلاد العربية في أمسّ الحاجة إلى نقل الصورة التي يحتاج إليها المواطن العربي«.
وأشار إلى أن »الإعلام العربي انتقل من مرحلة إلى أخرى، بعد أن كان سابقاً يعتمد على ما تنقله وسائل الإعلام العالمية، إذ تطور في الخبر والرأي، وأصبح من المصادر المباشرة، ونعتقد أنه ستأتي مرحلة يذهب فيها الإعلام إلى نهج الموضوعية أكثر من الحماسة والعاطفية، وبطبيعتنا كبشر، فإن الأخطاء واردة، ولا شك أن الموضوعية أكثر قبولاً، في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلدان العربية«.