المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب النفسية..أهدافها وأدواتها ونتائجها الحاسمة أو: كيف نسحق داعش؟



الراي السديد
08-11-2014, 06:47 AM
من قلم : موسى الرضا

moussa11@gmx.net


سبب هذا البحث الموجز هو ما هالني من أخطاء فادحة يرتكبها رواد الصحافة الالكترونية. أدخل الى مواقع التواصل الاجتماعي فسوف تعرف فورا ولن تستغرب أبدا سقوط الموصل خلال ساعات قليلة. فالرعب كان قد تسلل الى النفوس من قبل وقام بإسقاط العزائم والارادات.

الأخوة والأخوات العراقيون منهم خاصة, يملأون صفحات فايسبوك وتويتر بمناشير وصور لشهداء الجيش العراقي وتحت المنشور تظهر كلمات الألم والحزن راجية الترحم على الشهيد مع التمني بوضع لايك تحت الصورة.

الشهداء المعروضون في الشاشات بمعظمهم إما في حالة من التشوّه الرهيب أو في وضعية مهينة نتيجة الاعدام العشوائي والتمثيل الفوري بالجثة. هنا يطرح السؤال نفسه, هل هذا الأخ أو هذه الأخت, صاحب أو صاحبة الموقع هل هم فعلا مع الجيش العراقي الباسل؟؟ أم أنهم عناصر إختراق مدسوسة مهمتها نشر الخوف والرعب وتظهير الجيش العراقي وكأنه بجميع فيالقه وألويته لا يساوي سوى حفنة من رماد؟؟

المؤلم في الأمر هو أنه حتى لو كانت النوايا سليمة إلا أن سلامة النوايا لا تلغي نتائج تلك الصور المتداولة وأثارها الخطيرة المدمرة...إن المستفيد الأكبر من تلك المشاهد المروّعة في الانترنت سواء صدقت النوايا أو خبثت هو بالتأكيد أبو بكر البغدادي.

فالبغدادي أقام أمجاده كلها على قطع الرؤوس ليستولي بالرعب على الأرواح والنفوس وحين تعرض صور ضحاياه الممزقة فإنما يكون ذلك بمثابة دعاية مجانية للتمهيد له كرجل صاحب بأس وسطوة والترويج لبضاعته المحببة أي القتل والتنكيل بكل من يحاول التصدي له أو الوقوف في وجهه.

لاحظوا معي فرار البغدادي من مواجهة حزب الله. لماذا؟؟

لماذا يسارع البغدادي للانسحاب من أي منطقة تماس مع حزب الله وتركها لباقي الفصائل الارهابية المسلحة ؟؟؟

هذا الأمر قد يجيب على كثير من الأشياء.

فبعد هزيمة القصير المدوية شعرت فصائل التكفيريين وعلى رأسهم داعش أن حزب الله قد كسر شوكتهم. لقد حاول الدواعش كثيرا وبشتى السبل أسر بعض مجاهدي حزب الله لكي يتمكنوا من تقديمهم للصحافة العالمية وعلى الشاشات التلفزيونية كثلة ذليلة تستصرخ وتسترحم وتتيرأ من قائدها السيد حسن نصرالله , كل ذلك طلبا للسلامة والنجاة ولكن التكفيريين فشلوا في ذلك فشلا ذريعا ولم يفلحوا في مبتغاهم أبدا.

الشهيد ذوالفقار عزالدين رحمه الله كان العنصر الوحيد الذي تمكنوا من أسره حيا بعد أن سقط جريحا جرّاء تعرضه لإصابات جسيمة في المعركة. وعلى الرغم من جراحه الثخينة لم ينجحوا في انتزاع كلمة ضعف واحدة منه بل أنه كان كالأسد الهصور رحمه الله, إذ ما أن شعر أنهم يسخرون منه ومن مقدساته حتى استجمع أنفاسه ورد بكل شموخ وتحدي وهو يحتضر ويجود بنفسه رضوان الله عليه. أنظر الرابط:



https://www.youtube.com/watch?v=XV_4gxWJHSs



الغريب في الأمر هو أن نفس هذا الشريط قامت قناة ال بي سي الفضائية بقصّه وتقطيعه ثم بثّته بطريقة تظهر الشهيد وكأنه متطفّل على الثورة لصالح النظام.(وهذا بحث آخر سأعود إليه في مقال مستقل)

و بالعودة الى الموضوع وعلى عكس وصية النبي محمد صلى الله عليه وآله وما جاء فيها من الرفق بالأسرى وتقديم الغذاء والدواء لهم عاجلت تلك العصابات الفاسدة بعد أن فقدت الأمل من الحصول على أي مشهد من مشاهد الضعف أمام عدسات الكاميرا الى قطع رأس الشهيد عز الدين فارتقى رحمه الله الى الرفيق الأعلى بجوار محمد وآل محمد..

حزب الله لم يعرض الصور المؤلمة مستدرا العطف والشفقة وإنما جهز فرقة عمليات خاصة قامت بنسخ الصور والبصمات الصوتية للإرهابيين الذين كانوا يستنطقون الشهيد عزالدين. تلك البصمات أدت الى تحديد هويات القتلة ومن ثم تصفيتهم والقضاء عليهم قضاء مبرما عشية معركة القصير الكبرى.

بعد هزيمة القصير شعرت المجاميع التكفيرية بالحسرة والضياع, لم تجد سوى تفعيل قطع الرؤوس فكانت مجزرة حطلة القرية الوادعة الأمنة قرب دير الزور والتي ذهب ضحيتها السيد حسين السيد وولده الصغير ابن السنوات الخمسة.

كان من الواضح أن الارهابيين يريدون أن يعوّضوا خسائرهم الميدانية عبر المزيد من عمليات القتل والتمثيل ولكن بالمقابل كان حزب الله يهدم عزيمتهم في الميدان ويحيل نشوتهم بسفك الدماء الى خيبة وخسران وذلة وهوان. (يتبع)

في الجزء الثاني: ما هي الحرب النفسية , أهدافها, أدواتها وكيف نخوضها. الى اللقاء





http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=36140